بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

كيف حالكم أهل مسومس..^^ ؟

عودة مع قصة قصيرة.. و شريرة كما هي العادة *_* !

>>>> و ما العمل XD.. الشر و الحزن هما الموضوعان الأسهل تناولاً..! سامحوني لجلب المزيد من الكآبة في فترة الاختبارات T^T

المهم.. لن أطيل عليكم ^^ و القصة قصيرة بالفعل و لن تأخذ من وقتكم الكثير إن شاء الله..

نبدأ بسم الله :


:...*.*.*...:



ماما و لا بابا ؟


جلست سوسن أمام التلفاز تضغط أزرار جهاز التحكم عن بعد في عصبية تتصفح القنوات ، علها تجد ما يشتت انتباهها عن صراخ والديها المتعالي. إنهما يتشاجران كثيراً هذه الأيام حتى أنها قررت أنها لن تتعب نفسها بعد الآن في الخوف أو القلق أو محاولة إيقافهما..

دخل أخوها الصغير إلى الغرفة مرتجفاً في توتر.. نظر متفاجئاً.. صاح بها بعد أن تحولت ملامحه إلى الغضب الشديد :
- ما هذا الذي تفعلينه ؟!
نظرت إليه ببرود :
- ما بك ؟
- كيف تجلسين ببرود أمام التلفاز هكذا و والداك يتشاجران ؟
التفتت إلى التلفاز و واصلت :
- هل من شيء آخر بوسعي أن أفعله ؟
فنظر هو إلى التلفاز بدوره ، و ابتلع ريقه متوتراً.. ليدوي فجأة صوت شيء يتحطم !!
تبادلا نظرة ، ثم قفزا معاً ليريا ما حصل.. عادة لا تصل الأمور بين والديهما إلى تحطيم الأعناق !!
توقفت سوسن قبل أن تصل إلى غرفة والديها لتسمع صراخ والدتها..
- كفى ! كفى ! كفى ! اكتفيت منك و من هذه الحياة !! سأخرج من هنا و بلا عودة !! ستكون بارعاً إن استطعت الوصول إليّ !
ثم خرجت أمها من الغرفة مرتدية ثياباً تليق بمغادرة المنزل و معها حقيبة صغيرة ، يبدو أنها قد جمعت فيها أهم أشيائها.. خرج خلفها الأب صارخاً في سخرية :
- إلى الجحيم !! ستسدين لي خدمة !! كنت أظن الحياة دونك حلماً أجمل من أن يتحقق !!
تبادلت مع أخيها نظرة و خفق قلباهما.. وصلت الأمور إلى درجة خطيرة هذه المرة.. لا بد أن يتدخلا و إلا ستغادر أمهما حقاً !!
مدت يدها لتمسك كم أمها و تقول بصوت مرتجف :
- أمـ..
- صحيح و بالمناسبة.. احتفظ أنت بالأولاد !! لن آخذ أحداً معي !!
كذا قاطعها صراخ أمها فتراجعت إلى الخلف مصدومة دون كلمة.. صاح والدها مستشيطاً :
- ماذا تقولين ؟! تظنين أن كل شيء سيسير كما تحبين ؟ أنت ستأخذين الأولاد و تتورطين بهم !!
تتورط ؟ أهكذا يرانا والدنا إذن ؟
- لا يا سيدي ! إنهم أولادك ! نسبهم إلى نسبك يا والدهم !
- هم أولادك أنت ! أنت من رباهم !
- بل أولادك أنت !
و تعالى الصراخ مجدداً.. سارت سوسن إلى غرفة الجلوس شاعرة بأطرافها تخور.. رائع.. الآباء الآخرون يتشاجرون ليحصلوا على أطفالهم في حين يتشاجر والدانا على رمينا.. وقفت أمام باب الغرفة و دمعة في عينها على وشك السقوط.. أنحن ابنان سيئان إلى هذه الدرجة ؟ ما الذي فعلناه كي يرمينا كل منهما على الآخر؟ فكرت في أنها ليست سيئة فيما يتعلق في المظهر ، كما أنها طالبة مجدة و تساعد أمها دائماً و كثيراً ما كانت تحصل على امتداح الجارات و صديقات أمها.. كما أن أخاها ولد مهذب لطيف و أصدقاءه مهذبون و لا يجلب المشاكل.. كل ما كانت تفعله هو أن تجيب أمها بشكل غير لائق أحياناً ، و كل ما كان أخوها يفعله هو أن يرمي ألعابه – أحياناً أيضاً – و لا يرتب سريره.. أيستحقان هذا النبذ ؟ هل العيب فيهما حقاً ؟
دخلت غرفة الجلوس حيث التلفاز متنهدة في حرقة وسط صراخ والديها المتعالي أكثر و أكثر..
- أنت أمهم !! أي أم قاسية أنت !!
- هذا ينطبق عليك أيضاً ! لن آخذ أياً منهم !
فوجئت بأخيها يقف محدقاً في التلفاز و الدموع تغرق خديه..!
قالت مع بسمة حزينة :
- ما بك ؟...
و التفتت إلى التلفاز لتفاجأ بالأغنية :
- "حبي كله لماما ، و لا كله لبابا ؟ ماما و بابا !
نور عيوني بس ماما ، و لا بس بابا ؟ ماما و بابا !
.....
ياما سألونا ، ياما حيرونا.. ماما اللي بتحبكم أكتر و لا بابا ؟ ماما و بابا !"
- إهئ..!
فوجت بنفسها هي الأخرى تبكي ، و احتضنت أخاها باكيين بعد أن دوى صوت الباب الذي صفقته أمهما إذ رحلت.


:...*.*.*...:


^^

بانتظار آرائكم و تعليقاتكم و نقدكم ^o^\

في أمان الله.