لأنه طيب
بقلمي .
على كثر ما تلطمه الحياة بصفعات ، على كثر ما يشاهده من الألاعيب و الكيد بأم عينه في أشخاص يمرون عليه بين الحين و الآخر ، لست أدري الخطأ منهم أو منه ، أحياناً أقول ربما بسبب انه طيب بزيادة ، بزيادة بزيادة ، بمعنى فوق ما يتصوره أحد ، حتى إن الكثير من أصدقائه ينادونه " أبو الطيب " و هو إلى الآن لم يتزوج ! فهل يا ترى الناس الذين يعرفهم يمشون على المثل " اذا كان صاحبك عسل ....سولك كبسة معاه؟ "
لأنه طيب ، كان مصروفه ضئيلاً في المدرسة و قبل أن تبدأ الفسحة ، للأسف بلا مصروف فينضم لقائمة الجائعون حتى وقت الغداء !
لأنه طيب ، الكل كان زميل له في الصف حتى يوزع عليهم واجباته و ينقلون منها ، و الأغلبية كانت تتواصل معه على الجوال فقط لأيام الدراسة!
لأنه طيب ، كان يذهب إلى البقالة يوم العيد ب 500 ريال ، فيعود بريال و نصف ، يجد هاني و أسامة و شاهين في البقالة ، وطبعاً ليس بالطيبة " اشتري لعبيد ( هذا اتصلو له ) " و هاني و أسامة و شاهين!
لأنه طيب ، كان يحل واجبات غيره بحسن نية ، لا و في ناس وقحة تقول تعال حل الاختبارات بدلاً عني !
لأنه طيب ، يشتري دراجة اليوم و غداً - ليس هو من يقودها - ، صقر و عمر و أحمد هم من يقود بها ، لدرجة إنه إلى الآن اشترى 432 دراجة في حياته ، دراجة واحدة فقط للآن باقية فوق سطح بيته !!
لأنه طيب ، يدخل بيته و في محفظته 4000 ، يخرج من البيت و في محفظته 30 ، إسماعيل اشترى لأطفاله حفاظات و حليب ، و شهاب اشترى لزوجته جوال جديد ، لدرجة إن أبناء عمومته يقومون بتعبئة بنزين من محفظته! ..
لأنه طيب ، حظه أن شقيقه الذي يصغره بسنتين بنفس مقامه ، يفصل 8 أثواب ، للأسف يرتدي 3 منهم ، حتى هالثلاث يغيبوا أيام الزفاف و الإحتفالات و الكوارث العائلية! ..
لأنه طيب ، لديه سيارة الناس تحبها ، ناس تطلب منه السيارة فيعطيهم ، لدرجة ان أحياناً تتعطل أحدى الإطارات فيتصلون به قائلين " ابو الطيب ، سيارتك واقفة في المكان الفلاني ، توت توت " و لأنه أيضاً طيب صاحب حمولة السيارات المعطلة يأتي و يراه ، فيتصل بأم عياله و يقول له اسمح لي 4 ساعات أصطحب زوجتي إلى السوق و أعود لك !
للمعلومية ، ذاك الطيب ليس كائن ضعيف او Loser ، فقط لأنه طيب!! فقد يكون بالفعل جسد حال " بعض " الطيبين!
المفضلات