[منقول] {{مجموعة قصائد للشاعر عبدالرحمن العشماوى}}

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1

    الصورة الرمزية سُلوان

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    2,001
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي [منقول] {{مجموعة قصائد للشاعر عبدالرحمن العشماوى}}

    :::::.........السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.........:::::

    كيف حال الاخوة والاخوات الكرام ان شاء الله بخير
    احببت ان اضع لكم اليوم مجموعة قصائد للشاعر عبد الرحمن العشماوى
    نقلتها من احد المواقع الذى يهتم بهكذا اشياء
    بصراحة احب اشعاره كثيرا وبالتاكيد كثيرا منكم هكذا
    اولا نبذة عن حياة الشاعر لمن لا يعرفها
    =======

    الشاعر عبدالرحمن صالح العشماوي شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية .. ولد في قرية عــراء في منطقة الباحة بجنوب المملكة عام 1956م وتلقى دراسته الابتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397 للهجرة ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة ..
    تدرج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في هذه الجامعة .. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى تقاعد قبل سنوات ..
    شاعرنا عبدالرحمن العشماوي شاعر إسلامي كبير خرج بالشعر الإسلامي من الظلام إلى النور وأعاد إليه بريقه ورونقه في عصر الغناء والطرب ولذلك نال شهرة كبيرة في الوسط الإسلامي وسينال بإذن الله تعالى أجراً عظيماً من الله عز وجل فالعشماوي هو صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في هذه الأمة الميتة وهو صاحب الأسلوب الحماسي الذي لا يحتاج إلا إلى رجال يفهمون ما تعنيه أبيات هذه قصائده التي تبكي حسرة على ما آلت إليه أمورنا وهو في نفس الوقت يشحذ الهم ويتكلم عن الأمل القادم وعن الإشراقة الجديدة للشمس التي يتمنى العشماوي أن تنير سماء الأمة الإسلامية من جديد..
    عبدالرحمن العشماوي شاعر نشيط وكاتب متفتح الذهن ومن الجميل حقاً أن ترى شاعراً مسلماً يتفاعل بقوة مع أحوال أمته ومشكلاتها وبشكل دائم يدعو إلى الإعجاب فقد كتب العشماوي أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وبالتأكيد في أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك .. وهكذا هو العشماوي دائماً يسخر قلمــه وقصائده في خدمة الإسلام والمسلمين وفي شحذ الهمم والتذكير بعزة الإسلام وقوة المسلمين كما أن العشماوي كاتب نشيط وله مقالاته الدائمة في الصحف السعودية ..
    كما أن للعشماوي مشاركات في الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية ، وله حضوره الإعلامي من خلال برامجه الإذاعية والتلفازية مثل (من ذاكرة التاريخ الإسلامي ، قراءة من كتاب ، وآفاق تربوية) ، بالإضافة إلى دواوينه وقصائده ومقالاته التي تنشر بشكل دائم في الصحافة وعلى شبكة الإنترنت..
    للشاعر دواوين كثيرة مثل : إلى أمتي ، صراع مع النفس ، بائعة الريحان ، مأساة التاريخ ، نقوش على واجهة القرن الخامس عشر ، إلى حواء ، عندما يعزف الرصاص ، شموخ في زمن الانكسار ، يا أمة الإسلام ، مشاهد من يوم القيامة ، ورقة من مذكرات مدمن تائب ، من القدس إلى سراييفو ، عندما تشرق الشمس ، يا ساكنة القلب ، حوار فوق شراع الزمن و قصائد إلى لبنان ..
    كما أن الشاعر عبدالرحمن العشماوي أديب ومؤلف وله مجموعة من الكتب مثل كتاب الاتجاه الإسلامي في آثار على أحمد باكثير وكذلك له كتـــاب من ذاكرة التاريخ الإسلامي ، بلادنا والتميز و إسلامية الأدب كما أنه له مجموعة من الدراسات مثل دراسة (إسلامية الأدب ، لماذا وكيف ؟)

    =======
    القصائد

    مالي أراك تقلبُ النظرا **** وكأن عينك لا ترى أثرا ؟
    وكأن قلبك لايحس بما **** يجري ولا يستشعر الخطرا
    وكأن ما في الكونِ من عبرٍ **** ومن المواعظ واجهت حجرا
    مالي أراك عقدتَ ألويةً **** للوهم ساقت نحوك الكدرا ؟
    أو ما ترى شمس الضحى وإذا **** جن الظلام، أما ترى القمرا ؟
    أو ما ترى الأرض التي ابتهجت **** أو ما ترى النبع الذي انحدرا ؟
    يا هارباً من ثوب فطرته **** أو ما ترى الأشواك والحفرا ؟
    أو ما ترى نار الظـلال رمت **** لهباً إليك وأرسلت شررا؟
    مالي أراك كريشة علقت **** ببنان مرتعشٍ رأى الخطرا ؟
    تصغي لقول المصلحين وإن **** فُتِحَ المجال ، تبعتَ من فجرا
    إن أحسن الناس اقـتديت بهم **** وإذا أساؤا تتبع الأثرا
    أتظل بين الناس إمعةً **** يسري بك الطوفان حيث سرى؟
    عجباً أما لك منهج وسط **** كمحجةٍ نبراسها ظهرا ؟
    يا ساكنا في دار غـفلته **** متوارياً وتعاتب القدرا
    أنسيت أن الأرض حـين ترى **** الجفاف تراقب المطرا ؟
    أنسيت أن الغصن يسلبه **** فصل الخريف جماله النضرا
    مالي أراك مذبذباً قـلقا **** حيران يشكو طرفك السهرا ؟
    هذا قطار العمر ، ما وقفتْ **** عرباته يوماً ولا انتظرا
    فإلى متى تبقى بلا هدفٍ **** اسماً كأنك تجهل السفرا ؟
    هبت رياح المرجفين على **** اسلامنا ، فلتحسن النظرا
    أو ليس للقرآن جلجلة **** في قلبك الشاكي الذي انفطرا؟
    أجزعت ؟ ، كيف وديننا أفق **** رحب وأدنى ما لديك ذرا ؟!
    خسر الجزوع وإن سعى سعياً **** نحو المراد ، وفاز من صبرا
    الأرض كل الأرض ترقبنا **** وتقول : هذا بابي انكسرا
    لم تسلك الدرب الصحيح فهل **** ترجو النجاة وتطلب الظفرا ؟
    إن الكريم إذا أساء بلا قصدٍ **** وأخطأ تاب واعتذرا
    هذي بلادك ، ذكرها عَطِرٌ **** فبها تسامى المجد وازدهرا
    رفعت لواء الحق منذ هوت **** أصنامها وضلالها اندحرا
    هي واحة الدنيا فكم نشرت **** ظلاً على من حج واعتمرا
    فافخر بها إن المحب إذا **** صدق الهوى ، بحبيبه افتخرا
    دع عنك من ماتت مشاعره **** وفؤاده في حقده انصهرا
    أرأيت ذا عقلٍ يمد يداً **** نحو التراب ويترك الثمرا ؟
    فإلى متى أبقى تدنسني **** مدنية ، وجدانها كفرا ؟
    ولديكم الاسلام ينقذني **** مما أعاني يدفع الخطرا
    الأرض تدعونا انتركها **** ونكون أول عاشقٍ هجرا ؟
    يا واقفاً والركب منطلقٌ **** أو ما ترى الأحداث والعبرا ؟
    أو ما ترى في العصر عولمةٌ **** جلبت إليك بنفعها الضررا
    ولديك مفتاح الصعود بها **** إن لم تكن ممن بها انبهرا
    عد يا أخي فالبحرُ ذو صَلَفٍ **** كم مركبٍ في موجه انغمرا
    كن واضحاً كالشمس صافية **** بيضاء يجلو نورها البصرا



    ==========


    ما كلُّ مَنْ نطقوا الحروفَ أبانوا **** فلقد يَذوبُ بما يقولُ لسانُ
    لغة الوفاءِ شريفةٌ كلماتُها **** فيها عن الحبِّ الأصيلِ بَيانُ
    يسمو بها صدقُ الشعور إلى الذُّرا **** ويزُفُّ عِطْرَ حروفها الوجدانُ
    لغةٌ تَرَقْرَقَ في النفوس جمالُها **** وتألَّقتْ بجلالها الأَذهانُ
    يجري بها شعري إليكم مثلما **** يجري إلى المتفضِّل العِرْفانُ
    لغةُ الوفاء، ومَنْ يجيد حروفَها **** إلا الخبير الحاذق الفنَّانُ؟
    أرسلتُها شعراً يُحاط بموكبٍ **** من لهفتي، وتزفُّه الألحانُ
    ويزفُّه صدقُ الشعور وإِنَّما **** بالصدق يرفع نفسَه الإِنسانُ
    أرسلتُ شعري والسَّفينةُ لم تزلْ **** في البحر، حار بأمرها الرُّبَّانُ
    والقدس أرملةٌ يلفِّعها الأسى **** وتُميت بهجةَ قلبها الأحزانُ
    شلاَّلُ أَدْمُعِها على دفَقاته **** ثار البخار فغامت الأَجفانُ
    حسناءُ صبَّحها العدوُّ بمدفعٍ **** تَهوي على طلقاته الأركانُ
    أَدْمَى مَحاجرها الرَّصاص ولم تزلْ **** شمَّاءَ ضاق بصبرها العُدوانُ
    لْقَى إليها السَّامريُّ بعجله **** وبذاتِ أَنواطٍ زَهَا الشَّيْطَانُ
    نَسي المكابرُ أنَّ عِجْلَ ضلالِه **** سيذوب حين َتَمُّسه النيرانُ
    حسناءُ، داهمَها الشِّتاءُ، ودارُها **** مهدومةٌ، ورضيعُها عُريانُ
    وضَجيج غاراتِ العدوِّ يَزيدها **** فَزَعاً تَضَاعف عنده الَخَفقانُ
    بالأمسِ ودَّعها ابنُها وحَليلُها **** وابنُ اْختها وصديقُه حسَّانُ
    واليوم صبَّحتِ المدافعُ حَيَّها **** بلهيبها، فتفرَّق الجيرانُ
    باتت بلا زوجٍ ولا إِبنٍ ولا **** جارٍ يَصون جوارَها ويُصَانُ
    يا ويحَها مَلَكتْ كنوزاً جَمَّة **** وتَبيت يعصر قلبَها الِحرْمانُ
    تَستطعم الجارَ الفقيرَ عشاءَها **** ومتى سيُطعم غيرَه الُجوْعَانُ
    صارتْ محطَّمةَ الرَّجاء، وإنَّما **** برجائه يتقوَّت الإِنسانُ
    يا قدسُ يا حسناءُ طال فراقُنا **** وتلاعبتْ بقلوبنا الأَشجانُ
    من أين نأتي، والحواجزُ بيننا: **** ضَعْفٌ وفُرْقَةُ أُمَّةٍ وهَوانُ؟
    من أين نأتي، والعدوُّ بخيله **** وبرَجْلهِ، متحفِّزٌ يَقْظَانُ؟
    ويَدُ العُروبةِ رَجْفَةٌ ممدودةٌ **** للمعتدي وإشارةٌ وبَنانُ؟
    ودُعاةُ كلِّ تقُّدمٍ قد أصبحوا **** متأخرين، ثيابُهم أَدْرَانُ
    متحدِّثون يُثَرْثِرُون أشدُّهم **** وعياً صريعٌ للهوى حَيْرانُ
    رفعوا شعارَ تقدُّمٍ، ودليلُهم **** لِينينُ أو مِيشيلُ أو كاهانُ
    ومن التقدُّم ما يكون تخلُّفاً **** لمَّا يكون شعارَه العصيانُ
    أين الذين تلثَّموا بوعودهم **** أين الذين تودَّدوا وأَلانوا؟
    لما تزاحمت الحوائجُ أصبحوا **** كرؤى السَّراب تضمَّها القيعانُ
    كرؤى السَّرابِ، فما يؤمِّل تائهٌ **** منها، وماذا يطلب الظمآنُ؟
    يا قدس، وانتفض الخليلُ وغَزَّةٌ **** والضِّفتان وتاقت الجولانُ
    وتلفَّت الأقصى، وفي نظراته **** أَلَمٌ وفي ساحاته غَلَيانُ
    يا قُدس، وانبهر النِّداءُ ولم يزلْ **** للجرح فيها جَذْوةٌ ودُخانُ
    يا قدس، وانكسرتْ على أهدابها **** نَظَراتُها وتراخت الأَجفانُ
    يا قُُدْسُ، وانحسر اللِّثام فلاحَ لي **** قمرٌ يدنِّس وجهَه استيطانُ
    ورأيتُ طوفانَ الأسى يجتاحُها **** ولقد يكون من الأسى الطوفانُ
    كادت تفارق مَنْ تحبُّ ويختفي **** عن ناظريها العطف والتَّحنانُ
    لولا نَسائمُ من عطاءِ أحبَّةٍ **** رسموا الوفاءَ ببذلهم وأعانوا
    سَعِدَتْ بما بذلوا، وفوقَ لسانها **** نَبَتَ الدُّعاءُ وأَوْرَقَ الشُّكرانُ
    لكأنني بالقدس تسأل نفسَها **** من أين هذا الهاطلُ الَهتَّانُ؟
    من أين هذا البذلُ، ما هذا النَّدى **** يَهمي عليَّ، ومَنْ هُم الأَعوانُ؟
    هذا سؤال القدس وهي جريحةٌ **** تشكو، فكيف نُجيب يا سَلْمانُ؟
    ستقول، أو سأقول، ما هذا الندى **** إلاَّ عطاءٌ ساقه المَنَّانُ
    هذا النَّدى، بَذْلُ الذين قلوبُهم **** بوفائها وحنانها تَزْدَانُ
    أبناءُ هذي الأرض فيها أَشرقتْ **** حِقَبُ الزمان، وأُنزِل القرآنُ
    صنعوا وشاح المجد من إِيمانهم **** نعم الوشاحُ ونِعْمَتِ الأَلوانُ
    وتشرَّف التاريخ حين سَمَتْ به **** أخبارُهم، وتوالت الأَزمانُ
    في أرضنا للناس أكبرُ شاهدٍ **** دينٌ ودنيا، نعمةٌ وأَمانُ
    هي دوحةُ ضَمَّ الحجازُ جذورَها **** ومن الرياض امتدَّت الأَغصانُ
    الأصل مكةُ، والمهاجَرُ طَيْبةٌ **** والقدسُ رَوْضُ عَراقةٍ فَيْنَانُ
    شيمُ العروبة تلتقي بعقيدةٍ **** فيفيض منها البَذْلُ والإحسانُ
    للقدس عُمْقٌ في مشاعر أرضنا **** شهدتْ به الآكامُ والكُثْبانُ
    شهدت به آثارُ هاجرَ حينما **** أصغتْ لصوت رضيعها الوُديانُ
    شهدت به البطحاء وهي ترى الثرى **** يهتزُّ حتى سالت الُحْلجانُ
    ودعاءُ إبراهيمَ ينشر عطره **** في الخافقين، وقلبُه اطمئنان
    هذي الوشائج بين مهبط وحينا **** والمسجد الأقصى هي العنوانُ
    هو قِبلةٌ أُولى لأمتنا التي **** خُتمت بدين نبيِّها الأديانُ
    أوَ لَمْ يقل عبدالعزيز وقد رأى **** كيف الْتقى الأحبار والرُّهبانُ
    وأقام بلْفُورُ الهياكلَ كلَّها **** للغاصبين وزمجر البُركان
    وتنمَّر الباغي وفي أعماقه **** حقدٌ، له في صدره هَيجَانُ
    وتقاطرتْ من كلِّ صَوْبٍ أنْفُسٌ **** منها يفوح البَغْيُ والطغيانُ
    وفدوا إلى القدس الشريف، شعارهم **** طَرْدُ الأصيل لتخلوَ الأوطانُ
    وفد اليهود أمامهم أحقادهم **** ووراءهم تتحفَّرُ الصُّلبان
    أوَ لم يقل عبدالعزيز، وذهنُه **** متوقدٌ، ولرأيه رُجْحَانُ
    وحُسام توحيد الجزيرة لم يزلْ **** رَطْباً، يفوح بمسكه الميدانُ
    في حينها نَفضَ الغُبارَ وسجَّلَتْ **** عَزَماتِه الدَّهناءُ والصُّمَّانُ
    أوَ لم يَقُلْ، وهو الخبيرُ وإِنما **** بالخبرةِ العُظْمى يقوم كيانُُ:
    مُدُّوا يدَ البَذْلِ الصحيحةَ وادعموا **** شعبَ الإِباءَ فإنهم فُرْسَانُ
    شَعْبٌ، فلسطينُ العزيزةُ أَنبتتْ **** فيه الإباءَ فلم يُصبْه هَوانُ
    شَعْبٌ إذا ذُكر الفداءُ بَدا له **** عَزْمٌ ورأيٌ ثاقبٌ وسنانُ
    شعبٌ إذا اشتدَّتْ عليه مُصيبةٌ **** فالخاسرانِ اليأسُ والُخذلاُن
    لا تُخرجوهم من مَكامنِ أرضهم **** فخروجُهم من أرضهم خُسران
    هي حكمةٌ بدويَّة ما أدركتْ **** أَبعادَها في حينها الأَذهانُ
    يا قُدْسُ لا تَأْسَي ففي أجفاننا **** ظلُّ الحبيبِ، وفي القلوبِ جِنانُ
    مَنْ يخدم الحرمين يأَنَفُ أنْ يرى **** أقصاكِ في صَلَفِ اليَهودِ يُهانُ
    يا قُدسُ صبراً فانتصاركِ قادمٌ **** واللِّصُّ يا بَلَدَ الفداءِ جَبَانُ
    حَجَرُ الصغير رسالةٌ نُقِلَتْ على **** ثغر الشُّموخ فأصغت الأكوانُ
    ياقدسُ، وانبثق الضياء وغرَّدتْ **** أَطيارُها وتأنَّقَ البستانُ
    يا قدس، والتفتتْ إِليَّ وأقسمتْ **** وبربنا لا تحنَثُ الأَيمانُ
    واللّهِ لن يجتازَ بي بحرَ الأسى **** إلاَّ قلوبٌ زادُها القرآنُ



    =======
    هذه القصيدة احبها كثيرا فانا لم اكن اعلم انه هو من كتبها فهى كانت لدينا على الجهاز وحفظتها وكنت دائما ارددها ثم اثناء بحثى عن جميع اشعاره وجدت انه من كتبها فازداد حبى لها


    يا رامي إجلس يا ولدي .... وتجنَّب قصفهم الدَّامي
    يا رامي اجلس من خلفي .... وتترس منهم بعظامي
    اجلس يا ولدي من خلفي .... لا تنهض فالموت أمامي
    طلقات رصاص يا ويحي .... إلصق في ظهري يا رامي
    طلقات رصاص يا ويحي .... ادخل في جسمي يا رامي
    احذر فالأرض بما صنعوا .... تتزلزل تحت الأقدام
    طلقات رصاص يا أبتي .... أُسكت يا ولدي يا رامي
    أفديك بروحي يا أبتي .... أُسكت يا ولدي يا رامي
    أحميك بجسمي يا أبتي .... أسكت فالله هو الحامي
    احذر يا ولدي قد فتحوا .... رشاش الحقد المتنامي
    طلقات رصاص صرخات .... ترسم خارطة الآلام
    طلقات رصاص وسكون .... يتحدَّث عن موت غُلام
    طلقات رصاص ما بالي .... لا أسمع صوتك يا رامي
    يا فرحة عمري يا ولدي .... يا سرّ صفائي يا رامي
    ما بالُ يديك قد ارتختا .... ما بالك تجمد يا رامي
    قل لي يا ولدي حدثني .... بالغ في شتمي وخصامي
    لكن يا ولدي لا تسكت ... لا تقتل زهرة أحلامي
    أنفاسك يا رامي سكنت .... سكنت أنفاسك يا رامي
    هل مات حبيبي هل طويت .... صفحته قبل الإتمام
    يا أهل النَّخوة من قومي .... من يمن العرب إلى الشامِ
    يا أهل صلاة وخشوع .... يا أهل لباس الإحرام
    يا كلّ أب يرحم ابناً .... يا كلّ رجال الإسلام
    يا أهل الأبواق أجيبوا .... يا أهل السَّبق الإعلامي
    يا هيئة أمم مقعدة .... تشكو آلاف الأورامِ
    يا مجلس خوف أحسبه .... أصبح مأجور الأقلامِ
    يا أهل العولمة الكبرى .... يا أخلص جندالحاخامِ
    يا من سطرتم مأساتي .... ورفعتم شأن الأقزامِ
    يا أهل النّخوة في الدنيا .... أولستم أنصار سلام ؟
    أسلام أن تسرق أرضي .... أن يقتل في حضني رامي ؟
    ما بالي يتلاشى صوتي .... لم أبصر جبهة مقدامِ
    طلقات رصاص أشلاءٌ .... نارٌ كالحة الإضرامِ
    طلقات رصاص صُـبُّوها .... إن شئتم في قلبي الدامي
    صـبُّوها في هامة رأسي .... وجميع عروقي وعظامي
    فالآن تساوت في نظري .... أوصاف ضياءٍ و ظلامِ
    والآن تشابه في سمعي .... صوت الرشاش وأنغامي
    والآن سيمكث في قلبي .... لن يرحل من قلبي رامي
    لن أنسى نظرته العطشى .... لن أنسى مبسمه الدّامي
    لن أنسى الخوف يعلّقه .... بذراعي اليمنى وحزامي
    حاولت استجداء الباغي .... وبعثت نداء استرحام
    لكنِّ نداءاتي اصطدمت .... بجمود قلوب الأصنام
    هل قتلوا رامي ؟ ما قتلوا .... فحبيبي مصدر إلهامي
    مازال حبيبي يتبعني .... ويسـير ورائي و أمامي
    سأجهز إخوته حتى .... يتألَّق فجرُ الإسلام !




    الى هنا انتهى الجزء الاول
    لنا عودة

  2. #2

    الصورة الرمزية Fifa san

    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المـشـــاركــات
    6,249
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: {{مجموعة قصائد للشاعر عبدالرحمن العشماوى}}

    جميلة الأشعار التي نقلتيها لنا
    خاصة اجلس يا رامي
    أتذكر أني قرأتها منذ مدة لكن لا أعرف أنها للعشماوي
    شكرا لك رحومة على هذه الأشعار وبانتظار الجزء الثاني بإذن الله

    في حفظ الله ورعايته

  3. #3

    الصورة الرمزية الوعد القادم

    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المـشـــاركــات
    686
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: {{مجموعة قصائد للشاعر عبدالرحمن العشماوى}}

    مشكورة رحمة
    قصائد جميلة لشاعر له قدره

  4. #4

    الصورة الرمزية سُلوان

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    2,001
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: {{مجموعة قصائد للشاعر عبدالرحمن العشماوى}}

    دلوعتى
    اهلا بك وسهلا
    شكرا لك عزيزتى
    الشكر لك حبوبه
    ان شاء الله
    اسعدنى مرورك
    وعد
    اهلا بك حبيبتى
    الشكر لك
    نعم صحيح
    اسعدنى مرورك

  5. #5

    الصورة الرمزية سُلوان

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    2,001
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: {{مجموعة قصائد للشاعر عبدالرحمن العشماوى}}

    القصيدة الرابعة

    لحقَ الشيخُ بركبِ الصالحين **** فلماذا يا جراحي تنزفين؟
    ولماذا يا فؤادي تشتكي **** ولماذا يا دموعي تَذرفين؟
    رحل الشيخ عن الدنيا التي **** كلُّ ما فيها سوى الذِّكر لَعين
    فارقَ الدنيا، وما الدنيا سوى **** خيمةٍ مَنصوبةٍ للعابرين
    فارقَ الدنيا التي تَفَنَى إلى **** منزلٍ رَحبٍ وجناتٍ، وَعِين
    ذاكَ ما نرجو، وهذا ظنُّنا **** بالذي يغفر للمستغفرين
    رحل الشيخُ على مِثلِ الضُّحَى **** من صلاحٍ وثباتٍ ويقين
    فلماذا أيُّها القلبُ أرى **** هذه اللَّوعَةَ تسري في الوَتين؟
    ولماذا يا حروفَ الشعر عن **** سرِّ آلام فؤادي تكشفين
    أتركي الحسرةَ في موقعها **** تتغذَّى من أسى قلبي الحزين
    وارحلي بي رحلةً مُوغلة **** في حياةِ العُلماءِ الأكرمين
    واسلُكي بي ذلكَ الدَّربَ الذي **** ظِلُّه يحمي وجوهَ السالكين
    يا حروفَ الشعر لا تَصطحبي **** لغةَ الشعر الى جُرحي الدَّفين
    ربماأحرقها الجرحُ، فما **** صار للشعر فَمٌ يَروي الحنين
    واتركي لوعةَ قلبي، إنَّها **** تارةً تقسو، وتاراتٍ تَلين
    وادخلي بي واحةَ العلم التي **** فُتحت أبوابُها للوافدين
    عندها سوف نرى النَّبعَ الذي **** لم يزل يَشفي غَليلَ الظامئين
    شيخُنا ما كانَ إلاَّ عَلَماً **** يتسامى بخشوع العابدين
    عالمُ السنَّةِ والفقهِ الذي **** هزَمَ اللهُ به المبتدعين
    لا نزكّيه، ولكنَّا نرى **** صُوراً تُلحِقُه بالصادقين
    في خيوط الشمس ما يُغني، وإن **** أنكرتها نظراتُ الغافلين
    راحلٌ ما غاب إلا جسمُه **** ولنا من علمه كنزٌ ثمين
    ما لقيناه على دَربِ الهوى **** بل على دَربِ الهُداةِ المهتدين
    لكأني أُبصر الدنيا التي **** بذلت إغراءَها للناظرين
    أقبلت تَعرض من فتنتها **** صوراً تَسبي عقول الغافلين
    رقصَت من حوله، لكنَّها **** لم تجد إلا سُموَّ الزَّاهدين
    أرسل الشيخُ إليها نَظرةً **** من عُزوف الراكعين الساجدين
    فمضت خائبةً خاسرةً **** تتحاشى نظراتِ الشَّامتين
    أخرجَ الدنيا من القلبِ، وفي **** كفِّه منها بلاغُ الراحلين
    لم يكن في عُزلةٍ عنها، ولم **** يُغلقِ البابَ عن المسترشدين
    غيرَ أنَّ القلبَ لم يُشغَل بها **** كان مشغولاً بربِّ العالمين
    أوَ ما أعرض عنها قَبلَه **** سيِّدُ الخلقِ، إمامُ المرسلين
    أيُّها الشيخُ، لقد علَّمتنا **** كيف نرعى حُرمَةَ المستضعفين
    كيف نَستَشعِرُ من أمَّتنا **** صرخة الثَّكلَى ودَمعَ الَّلاجئين
    كيف نبني هِمَّةَ الجيل على **** منهج التقوى، ووعي الراشدين
    كنتَ يا شيخ على علمٍ بما **** نالنا من غَفلةِ المنهزمين
    قومُنا ساروا على درب الرَّدَى **** فغدوا ألعوبةَ المستعمرين
    شرَّقوا حيناً وحيناً غرَّبوا **** واستُبيحت أرضهم للغاصبين
    هجروا الصَّالحَ من أفكارهم **** فتلقَّتهم يدُ المستشرقين
    وارتموا في حضن أرباب الهوى **** من ذيول الغاصب المستعربين
    ضيَّعوا الأقصى وظنُّوا أنَّهم **** سوف يحظون بِسِلمِ المعتدين
    فإذا بالفارس الطفل على **** هامة المجد ينادي الواهمين
    صاغها ملحمةً قُدسيَّةً **** ذكَّرتنا بشموخ الفاتحين
    قالها الطفلُ، وقُلنا معه **** إنَّ بيعَ القدس بَيعُ الخاسرين
    أيُّها الشيخُ الذي أهدى لنا **** صُوَراً بيضاءَ من علمٍ ودين
    لم تكن تغفل عن أمَّتنا **** وضلالاتِ بَنيها العابثين
    كنتَ تدعوها إلى درب الهُدَى **** وتناديها نداءَ المصلحين
    قلتَ للأمةِ، والبؤسُ على **** وجهها الباكي غبارٌ للأنين
    إنما تغسل هذا البوسَ عن **** وجهكِ الباكي، دموع التائبين
    أيها الشيخُ الذي ودَّعَنا **** عاليَ الهمَّةِ وضَّاح الجبين
    نحن نلقاك وإن فارقتَنا **** في علومٍ بقيت للرَّاغبين
    أنتَ كالشمسِ إذا ما غَربَت **** أهدتِ البَدرَ ضياءَ المُدلجين
    أنتَ ما ودَّعتَنا إلاَّ إلى **** حيث تُؤويكَ قلوبُ المسلمين
    إن بكيناكَ فإنّا لم نزل **** بقضاء الله فينا مُوقنين
    في وفاةِ المصطفى سَلوَى لنا **** وعزاءٌ عن وفاةِ الصالحين
    ذلك الرُّزءُ الذي اهتزَّ له **** عُمَرُ الفاروقُ ذو العقل الرزين
    ماتَ خيرُ الناس، هذا خَبَرٌ **** ترك الناسَ حيارى تائهين
    طاشت الألبابُ حتى سمعوا **** ما تلا الصدِّيقُ من قولٍ مُبين
    لا يعزِّينا عن الأحبابِ في **** شدَّةِ الهول سوى مَوتِ الأمين
    إنها الرُّوح التي تسمو بنا **** ويظلُّ الجسم من ماءٍ وطين
    يحزن القلب ولكنَّا على **** حُزنه نَبني شموخ الصابرين
    كلُّنا نفنَى ويبقى ربُّنا **** خالق الكون ملاذُ الخائفين



    ====
    الخامسة

    حسبي من الهّم أنّ القلب ينتحبُ **** وإن بدا فرحي للناس و الطربُ
    مسافرٌ في دروب الشوق تحرقني **** نار انتظاري ووجداني لها لهب
    كأنني فارس لاسيفَ في يده **** والحرب دائرة والناس تضطرب
    أو أنني ُمبحر تاهت سفينته **** والموج يلطم عينيها وينسحب
    أو أنني سالكُ الصحراءِ أظَمأه **** قيظٌ ، وأوقفه عن سيره التعب
    يمد عينيه للأفق البعيد فما **** يبدو له منقذ في الدرب أو سبب
    يا شاعرا ما مشت في ثغره لغةٌ **** إلا وفي قلبه من أصلها نسب
    خيول شعرك تجري في أعنّتها **** ما نالها في مراقي عزّها نصب
    ريحانةَ القلب عين الشعر مبصرةٌ **** وفجرنا في عروق الكون ينسكب
    وأنت كالشمس لولا نورُها لطغى **** ليل المعاناةِ وازدادت به الحُجب
    يا من أبى القلبُ إلا أن يكون لها **** وفـيه مأوى لعينيها ومنقلب
    الله يكتب يا ريحانتي فإذا **** أراد أمضى وعند الناس ما كتبوا
    لو اجمعَ الناسُ أمراً في مساءتنا **** ولم يُقدّر لما فازوا بما طـلبوا
    ريحانةَ القلب روح الحب ساميةٌ **** فليس ُيقبل فيها الغدر والكذب
    ليس الهوى سلعةً ُتشرى على ملأٍ **** ولا تباع ولايأتي بها الغَلب
    قد يعشق المرءُ من لامالَ في يده **** ويكره القلبُ من في كفّه الذهب
    حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لما **** تنافسوا في معانيها ولااحتربوا
    ما قـيمة الناس إلا في مبادئهم **** لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب



    ====
    السادسة


    صبح تنفس بالضياء وأشرقا **** الصحوة الكبرى تهز البيرقا
    وشبيبة الإسلام هذا فيلق **** في ساحة الأمجاد يتبع فيلقا
    وقوافل الإيمان تتخذ المدى **** دربا وتصنع للمحيط الزورقا
    وحروف شعري لا تمل توثبا **** فوق الشفاه وغيب شعري أبرقا
    وأنا أقول وقد شرقت بأدمعي **** فرحا وحق لمن بكى أن يشرقا
    ما أمر هذه الصحوة الكبرى **** سوى وعد من الله الجليل تحققا
    هي نخلة طاب الثرى فنما **** لها جذع قوي في التراب وأعذقا
    هي في رياض قلوبنا زيتونة **** في جذعها غصن الكرامة أورقا
    فجر تدفق من سيحبس نوره **** أرني يدا سدت علينا المشرقا
    يا نهر صحوتنا رأيتك صافـيا **** وعلى الضفاف رأيت أزهار التقى
    ورأيت حولك جيلنا الحر الذي **** فتح المدى بوابة وتألقا
    قالوا تطرف جيلنا لما سما **** قدرا وأعطى للبطولة موثقا
    ورموه بالإرهاب حين أبى الخنى **** ومضى على درب الكرامة وارتقا
    أو كان إرهابا جهاد نبينا **** أم كان حقا بالكتاب مصدقا
    أتطرف إيماننا بالله في عصر **** تطرف في الهوى وتزندقا
    إن التطرف ما نرى من غفلة **** ملك العدو بها الزمام وأطبقا
    إن التطرف ما نرى من ظالم **** أودى بأحلام الشعوب وأرهقا
    لما رأى جريان صحوتنا طغى **** وأباح أرواح الشباب وأزهقا
    ما زال ينسج كل يوم قصة **** تروى وقولا في الدعاة ملفقا
    إن التطرف أن يسافر مسلم **** في لهوه سفرا طويلا مرهقا
    إن التطرف أن نرى من قومنا **** من صانع الكفر اللئيم وأبرقا
    إن التطرف أن نبادل كافرا **** حبا ونمنحه الولاء محققا
    إن التطرف أن نذم محمدا **** والمقتدين به ونمدح عفلقا
    إن التطرف أن نؤمن بطرسا **** وهو الذي من كأس والده استقى
    إن التطرف وصمة في وجه من **** جعلوا صليبهم الرصاص المحرقا
    إن التطرف في اليهود سجية **** شربوا به كأس العداء معتقا
    إن التطرف أن يظل رصاصنا **** متلعثما ورصاصهم متفيهقا
    يا من تسائلني وفي أجفانها **** فيض من الدمع الغزير ترقرقا
    وتقول لي رفـقا بنفسك إننا **** نحتاج منك الآن أن تترفقا
    أو ما ترى أهل الضلالة أصبحوا؟ **** يتعقبون شبابنا المتألقا
    لا تجزعي إن الفؤاد قد امتطى **** ظهر اليقين وفي معارجه ارتقى
    غذيت قلبي بالكتاب وآيه **** وجعلت لي في كل حق منطقا
    ووطئت أوهامي فما أسكنتها **** عقلي وجاوزت الفضاء محلقا
    أنا لا أخدر أمتي بقصائد تبني **** على هام الرياح خورنقا
    يسمو بشعري حين أنشد صدقه **** أخلق بمن عشق الهدى أن يصدقا
    أوغلت في حزني وأوغل في دمي **** حزني وعصفور القصيدة زقزقا
    أنا يا قصيدة ما كتبتك عابثا **** كلا ولا سطرت فيك تملقا
    عيني وعينك يا قصيدة أنورا **** دمعا وشعرا والفؤاد تحرقا
    قالوا قسوت ورب قسوة عاشق **** حفظت لمن يهوى المكان الأعمقا
    بعض الرؤوس تظل خاضعة فما؟ **** تصحو وما تهتز حتى تطرقا
    خوان أمته الذي يشدو لها **** بالزيف والتضليل حتى تغرقا
    خوان أمته الذي يرمي لها **** حبلا من الأوهام حتى تشنقا
    كالذئب من يرمي إليك بنظرة **** مسمومة مهما بدا متأنقا
    شتان بين فتى تشرب قلبه **** بيقينه ومن ادعى وتشدقا
    شتان بين النهر يعذب ماؤه **** والبحر بالملح الأجاج تمذقا
    إني لأعجب للفتي متطاولا **** متباهيا بضلاله متحذلقا
    سلك العباد دروبهم وهو الذي **** ما زال حيران الفؤاد معلقا
    الشمس في كبد السماء ولم يزل **** في الشك في وضح النهار مطوقا
    النهر يجري في القلوب وماؤه **** يزداد في حبل الوريد تدفقا
    وأخو الضلالة ما يزال مكابرا **** يطوي على الأحقاد صدرا ضيقا
    يا جيل صحوتنا أعيذك أن أرى **** في الصف من بعد الإخاء تمزقا
    لك من كتاب الله فجر صادق **** فاتبع هداه ودعك ممن فرقا
    لك في رسولك قدوة فهو الذي **** بالصدق والخلق الرفيع تخلقا
    يا جيل صحوتنا ستبقى شامخا **** ولسوف تبقى بالتزامك أسمقا
    سترى رؤى بدر تلوح فرحة **** بيمينها ولسوف تبصر خندقا
    سترى طريقك مستقيما واضحا **** وترى سواك مغربا ومشرقا
    فتحت لك البوابة الكبرى فما **** نخشى وإن طال المدى أن تغلقا
    إن طال درب السالكين إلى العلا **** فعلى ضفاف المكرمات الملتقى
    وهناك يظهر حين ينقشع الدجا **** من كان خوانا وكان المشفقا




    ====
    السابعة

    أبتاه ما زالت جراحي تنزفُ **** والليل أعمى والمدافع تقصفُ
    بيني وبين مطامحي ألف يد **** هذي تريق دمي وهذي تغرفُ
    ليل التخاذل سيطرت ظلماته **** والقلب بالهمّ الثقيل مغلفُ
    وتثائب الصمت الطويل ومقلتي **** ترنو الى الافق البعيد وتذرفُ
    وأمام باب الدار يرقبني الردى **** وعلى النوافذ ما يخيف ويرجفُ
    من أين أخرج يا أبي والى متى **** أحيا على خدر الوعود وأضعفُ
    نشقى وتجار الحروب قلوبهم **** بلقاء من شربوا دمي تتشرفُ
    ويسومنا الاعداء شر عذابهم **** فإلى متى لعدوّنا نتلطف ؟
    ها نحن يا أبتي نعيد لقومنا **** شرف الدفاع عن الحمى ونشرّفُ
    طال انتظار صغاركم فتحركوا **** لما رأو أن الكبار توقفوا
    وتلفتوا نحو السلاح فما رأوا **** إلا الحصى من حولهم تتلهف
    عزفوا بها لحن البطولة والحصى **** في كف من يأبى المذلة تعزف
    هذي الحجارة يا أبي لغة لنا **** لما رأينا أننا لا ننصف
    لما رأينا أن حاخاماتهم **** يتلاعبون بنا فيرضى الأسقف
    لما رأينا أن أمتنا على **** أرض الخلاف قطارها متوقف
    ماذا نؤمل يا أبي من فاسق **** يلهو ومن متدين يتطرف ؟
    جيش الحجارة يا أبي متقدم **** والمعتدي بسلاحه متخلف
    أنا لا أتوق الى الفناء وإنما **** موت الكريم على الشهادة أشرف
    بيني وبين حصى بلادي موعد **** ما كان يعرفه العدو المرجف
    يتعوذ الرشاش من طلقاتها **** ويفر منها المستبد الأجوف
    لغة الحجارة يا أبي ، رسمت لنا **** وعد الإباء ووعدها لا يخلف
    وغدت تنادينا نداء صادقا **** وفؤادها من ضعفنا يتألف
    لا تألفوا هذا الركون الى العدا **** فالمرء مشدود الى ما يألف
    هزوا سيوف الحق في زمن على **** كتفيه من ظلم العدا ما يجحف
    عفواً أبي فقصائدي مجروحة **** تشكو معانيها وتبكي الأحرف
    وقلوبنا مشحونة باليأس في **** زمن يداس به الضعيف ويجرف
    يتطلع الاقصى اليّ وحوله **** عين تراقبه وسمع مرهف
    ويد مجمدة على الرشاش لم **** تغسل بماء منذ ساء الموقف
    في وجه صاحبها نفور صارخ **** وعلامة للغدر ليست توصف
    هذا هو الاقصى وطائر مجده **** يشدوا بألحان الهدى ويرفرف
    تتحلق الاعوام في ساحاته **** حِلَقاً تسبّح للإله وتهتف
    ويقبّل التاريخ ظاهر كفه **** وبثوبه جسد العلا يتلحف
    واليوم يرقبنا بطرف ساهر **** ويداه من هول المصيبة ترجف
    ما زال يدعو يا أبي وفؤاده **** من كل معنى للتخاذل يأنف
    يا أمة ما زلت أنشد مجدها **** شعراً يطاوعني صداه ويسعف
    المجد مجدك إنما أزرى به **** راع يتيه وعالم يتزلّف
    وشبيبة هجرت مبادئ دينها **** وغدت لأفكار العدا تتلقّف
    يا زورق أحلام في بحر الأسى **** هذي يدي رغم القيود تجدف
    وبوارج الأعداء تختزن الردى **** ربّانها متطاول متعجرف
    واجهت يا أبتي الخطوب وعدتي **** قلب عصاميّ وحسٌ مرهف
    وتوجهٌ لله يجعل هامتي **** أعلى ، وإن جار الطغاة وأسرفوا
    أبتاه لن يحمي حمى أوطاننا **** إلا حسام لا يُفلّ ومصحفُ


  6. #6

    الصورة الرمزية سُلوان

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    2,001
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: {{مجموعة قصائد للشاعر عبدالرحمن العشماوى}}

    الثامنة

    هو رامي أو محمَّد
    صورةُ المأساة تشهد:
    أنَّ طفلاً مسلمِاً في ساحة الموتِ تمدَّد
    أنَّ جنديَّاً يهودياً على الساحةِ عربَد
    وتمادى وتوعَّد
    ورمى الطفلَ وللقتلِ تعمَّد
    هو رامي أو محمَّد
    صورة المأساةِ تشهد:
    أنَّ طفلاً وأباً كانا على وعدٍ من الموتِ محدَّد
    مات رامي أو محمَّد
    مات في حضن الأَب المسكينِ.
    والعالَمُ يشهد
    مَشهدٌ أبصرَه الناسُ.
    وكم يخفى عن الأعيُنِ مشهَد
    هو رامي أو محمَّد
    صورة المأساةِ تشهد:
    إنَّ إرهابَ بني صهيونَ.
    في صورته الكبرى تجسَّد
    أنَّ حسَّ العالَم المسكونِ بالوَهم تبلَّد
    أنَّ شيئا ً اسمُه العطفُ على الأطفالِ.
    في القدس تجمَّد
    هو رامي أو محمَّد
    صورة المأساةِ تشهد:
    أن لصَّاً دخل الدَّارَ وهدَّد
    ورأى الطفلَ على ناصيةِ الدَّرب فسدَّد
    وتعالى في نواحي الشارع المشؤومِ صوت القصفِ حيناً.
    وتردَّد
    صورة المأساةِ تشهد:
    أنَّ جيشاً من بني صهيونَ.
    للإرهابِ يُحشَد
    أنَّ نارَ الظلم والطغيانِ تُوقَد
    أنَّ آلافَ الخنازير.
    على المنبع تُورَد
    هذه الطفلةُ سارةْ
    زهرةٌ فيها رُواءٌ ونضارةْ
    رَسَمَ الرشّاشُ في جبهتها.
    شَكلَ مَغارة
    لم تكن تعلم أن الظالم الغاشمَ أزبَد
    وعلى أشلائها جمَّع أشلاءً وأوقَد
    هو رامي أ و محمَّد
    صورة المأساةِ تشهَد:
    أنَّ جرحَ الأمةِ النازفَ منها لم يُضَمَّد
    أنَّ دَينَ المجد مازال علينا.
    لم يُسَدَّد
    أنَّ باب المجدِ مازالَ.
    عن الأمَّةِ يُوصَد
    صورة المأساة تشهد:
    أنَّ أشجاراً من الزيتونِ تُجتَثُّ.
    وفي موقعها يُغرَسُ غرقَد
    أنَّ تمثالاً من الوهمِ.

    على تَلٍّ من الإلحادِ يُعبَد
    هو رامي أو محمَّد
    صورةُ المأساةِ تشهد:
    أنَّ ما أدَلى به التاريخُ.
    من أخبار صهيونَ مؤكَّد
    أنَّ ما نعرف من أحقادِ صهيونَ تجدَّد
    ما بَنُو صهيونَ إلاَّ الحقدُ.
    في صورةِ إنسانٍ يُجسَّد
    أمرُهم في نَسَق الناسِ معقَّد
    يا أعاصيرَ البطولاتِ احمليهم
    ووراء البحر في مستنقع الذُّلِّ اقذفيهم
    وعن القدسِ وطُهر القِبلة الأُولى خذيهم
    قرِّبيهم من مخازيهم وعنَّا أبعديهم
    هو رامي أو محمَّد
    هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومُرشَّد
    هي لُبنَى هي سُعدى وابتسامٌ وهيَ سارةْ
    هم بواكيرُ زهور المجد في عصر الإثارَةْ
    هم شموخٌ في زمانٍ أعلن الذلُّ انكسارة
    هم وقود العزم والإقدامِ عنوانُ الجَسَارة
    هم جميعاً جيلنا الشامخُ.
    أطفالُ الحجارَة ْ
    لو سألناهم لقالوا:
    ما الشهيدُ الحرُّ.
    إلا جَذوَةٌ تُوقِِدُ نارَ العزمِ.
    والرَّأيِ المسدَّد
    ما الشهيد الحرُّ إلاَّ.
    شَمعَةٌ تطرد ليلَ اليأسِ.
    والحسِّ المجمَّد
    ما الشهيد الحرُّ إلاَّ.
    رايةُ التوحيد في العصر المُعَمَّد
    ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ.
    وَثبَةُ الإيمانِ في العصر المهوَّد
    ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ.
    فارسٌ كبَّر للهِ ولمَّا حَضَرَ الموتُ تشهَّد
    ما الشهيدُ الحُرُّ إلا.
    روح صدِّيقٍ إلى الرحمنِ تصعَد
    أيُّها الباكونَ من حزنٍ علينا.
    إنما يُبكَى الذي استسلمَ للذلِّ وأخلَد
    نحن لم نُقتل.
    ولكنَّا لقينا الموتَ أعلى همَّةً منكم وأمجد
    نحن لم نحزن ولكنا فرحنا ورضينا
    فافرحوا أنَّا غسلنَا عنكم الوهمَ الملبَّد
    طلِّقوا أوهامكم.
    إنَّا نرى الغايةَ أبعَد
    هو رامي أو محمَّد
    هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومرشَّد
    ربَّما تختلف الأسماءُ لكن
    هَدَفُ التحرير للأقصى موحَّد.



    ====
    التاسعة

    يا أبي
    هذي روابينا تغشَّاها سكونُ الموتِ ..
    أدماها الضجرْ ..
    هذه قريتنا تشكو ..
    وهذا غصن أحلامي انكسرْ ..
    يا أبي ..
    وجهك معروق ..
    وهذا دمع عينيك انهمرْ ..
    هذه قريتنا كاسفة الخدينِ ..
    صفراء الشجرْ ..
    ما الذي يجري هنا يا أبتي ..
    هل نفضَ الموتَ التتَرْ ؟!
    يا أبي ..
    هذا هو الفجر تدلَّى فوقنا من جانب الأُفُقْ ..
    وفي طلعته لون الأسى ..
    هاهو المركب في شاطئنا الغالي رَسَى ..
    غيرَ أنا ما سمعنا يا أبي ..
    صوتَ الأذانْ ..
    عجبًا ..
    صوتُ الأذانْ ؟؟
    منذ أنْ صاحبني الوعيُ بما يحدث في هذا المكانْ ..
    منذ أنْ أصغيتُ للجدَّةِ ..
    تروي من حكاياتِ الزمانْ :
    ( كان في الماضي وكان )
    منذ أن أدركتُ معنى ما يُقالْ ..
    وأنا أسمع تكبيرَ أذان الفجرِ ..
    ينساب على هذي التِّلالْ ..
    فلماذا سكت اليومَ ..
    فلم أسمعْ سوى رَجْعِ السؤالْ ؟؟!
    يا أبي ..
    هذا هو الفجر ترامى في الأُفُقْ ..
    هذه الشمس تمادت في عروق الكونِ ..
    ساحت في الطرقْ ..
    فلماذا يا أبي لم نسمع اليومَ الأذانْ ؟!
    ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟؟
    يا أبي ..
    كنا على التكبير نستقبل أفواج الصَّباحْ ..
    وعلى التكبير نستقبل أفواج المساءْ ..
    وعلى التكبير نغدو ونروحُ ..
    وبه تنتعش الأنفس تلتأم الجروحُ ..
    وبه عطر أمانينا يفوحُ ..
    فلماذا يا أبي لم نسمع اليوم الأذانْ ؟!
    ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكان ؟!
    يا بُنَيَّ اسكتْ فقد أحرقني هذا السُّؤالْ ..
    أنت لم تسألْ ولكنّك أطلقت النِّبال ..
    أوَ تدري لِم لمْ نسمع هنا صوت الأذانْ ؟!
    ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟!
    هذه القرية ما عادتْ لنا ..
    هذه القرية كانت آمنهْ ..
    هي بالأمس لنا ..
    وهي اليوم لهم مستوطنَهْ



    ====
    العاشرة

    أَيُّ ذئبٍ خائنٍِ أيُّ قَطيعْ ..... أيُّ غَدْرٍ في روابيها يشيعْ؟
    أيُّ جرحٍ في حماها نازفٍ ..... أيُّ مأساةٍ، لها وجهٌ مُرِيعْ؟
    أيُّ عصرٍ، لم يزلْ قانونُه ..... يمنحُ العاريَ ثوباً من صَقيعْ؟
    يمنحُ الجائعَ رَكْلاً في القفا ..... صائحاً في وجهه: كيف تجوعْ؟!
    يمنَع العطشانَ من منبعه ..... وإذاحاوَلَ، أسقاه النَّجيعْ
    أيَّها السائل عمَّا أشتكي ..... من لظى الحزن الذي بين الضُّلوعْ
    لاتسلْ عن جَذْوةٍ أشعلها ..... ظالمٌ يقتل أزهارَ الرَّبيعْ
    لا تسلني، واسأل الغَرْبَ الذي ..... يأمر اللَّيلَ بإطفاء الشموعْ
    ينقض العَدْلَ بحقِّ النَّقض في ..... مجلسٍ يعجز عمَّا يستطيعْ
    أسأل الغَرْبَ الذي واجهنا ..... منه قلبٌ بالأباطيل وَلُوعْ
    قل له: مهلاً فقد بان لنا ..... فَشَلٌ في نُصرة الحق ذَريعْ
    أنتَ للباغي يَدٌ ممدودةٌ ..... ليت شعري، أين أَخلاق «يَسُوعْ»؟!
    أيُّها السائل عُذْراً، فأنا ..... أُبصر الأطفال من غير دروعْ
    واجهوا الحرب كما واجهَها ..... إبنُ عفراءَ، وسعدُ بن الرَّبيعْ
    وأرى دبَّابةً غاشمةً ..... حولها ألْفُ جريحٍ وصريعْ
    وأرى سرْبَ قرودٍ خلفها ..... ووراء السِّرب خنزيرٌ وضيعْ
    لا تسلني عن حقوقٍ لم تزلْ ..... بين تجَّار الأباطيلِ تضيع
    لا تسلني عن يد راجفةٍ ..... لم تزلْ تَشري أساها وتبيعْ
    لا تسلْ عن واحةِ الصَّمت التي ..... ضاقت التُّربةُ فيها بالجذوعْ
    يالَها من ليلةٍ حالكةٍ ..... نسَيِتْ أنجمُها معنى الطُّلوعْ
    رسم القصفُ لها خارطة ..... بعد أنْ مرَّ من اللَّيل هَزيعْ
    كانت الأُسرةُ في منزلها ..... ترقب الفجرَ، وفي الأحشاءِ جُوْع
    طفلةٌ مُنْذُ شهورٍ وُلدتْ ..... بين جدرانٍ مشتْ فيها الصُّدوع
    أمَّها تنتظر الزوجَ على ..... شاطىءِ الذكرى بأحلام الرُّجوعْ
    تُرضع الطِّفلةَ من ثَدْي الأسى ..... في مساءٍ فاقدٍ معنى الهجوعْ
    أغلقت باباً على مزلاجه ..... بَصْمةٌ دلَّتْ على الجُرْمِ الفظيعْ
    مَن تنادي، وإذا نادتْ، فمن ..... يكشف الغفلةَ عن هذي الجموعْ؟!
    يا لها من ليلةٍ ماجت بها ..... وبما فيها من القَصْفِ الربوعْ
    غارةٌ جوِّيةٌ أشعلها ..... ظالمٌ مُسْتَوْغِرُ الصَّدر هَلُوعْ
    صارت الدَّارُ بها دارَ أَسَىً ..... واشتكى من جَدْبهِ الرَّوض المَريعْ
    فشراب ُ الطفلِ ماءٌ آسِنٌ ..... وطعامُ الأمِّ فيها مِنْ ضَريع
    أين منها مجلس الخوف الذي ..... لم يردِّدْ بَعْدُ أفعالَ الشروعْ؟!
    غارةٌ جوِّيةٌ وانكشفتْ ..... عن ضحايا شربوا السُّمَّ النَّقيعْ
    غارةٌ، وانكشفتْ عن وردةٍ ..... كان من أشلائها المِسْكُ يَضُوعْ
    آهِ يا إِيمانُ من أُمَّتنا ..... لم تزلْ تَجْتَنِبُ الدَّرْبَ الوَسيعْ
    صلَّت الفَرْضَ صلاةً جَمَعَتْ ..... كلَّ ما في نفسها، إلاَّ الخُشوعْ
    أصبحتْ تسأل عن موقعها ..... بعد أن حطم رجليها الوقوعْ
    حُسِمَ الأَمرُ وما زالتْ على ..... وهمها بين نزولٍ وطُلوعْ
    كيف ترجو الخيرَ ممَّن يَقتفي ..... أَثَرَ المظلوم، بالظلم الشَّنيعْ
    ويُرينا كلَّ يومٍ صورةً ..... حيَّة فيها إلى البغي نُزُوعْ
    يمنحُ الأُمَّ التي أثْكلَها ..... قَسْوَةً تَسلُبُ عينيها الدُّموعْ
    إنه الغَدْرُ اليهوديُّ الذي ..... لم يزلْ يضربنا الضَّرْبَ الوَجيعْ
    آهِ يا إِيمانُ، يا راحلةً ..... قبل أنْ تُكملَ سُقياها الضُّروعْ
    أنتِ كالشمس التي غيَّبها ..... ليلُها قَبْلَ بداياتِ السُّطوعْ
    أنتِ كالنَّجمةِ لمَّا أَفَلَتْ ..... قبل أنْ يستكملَ الضوءُ اللُّموعْ
    أطلقوا نحوَكِ صاروخاً فيا ..... خَجْلَةَ القَصْفِ من الطفل الوَديعْ
    لا تظني أمتي خاضعةً ..... هيَ يا إِيمانُ، في صُلْبِ الخضوعْ
    دَمُكِ الغالي بيانٌ صارخ ..... فارفعي الصوتَ، وقولي للجميعْ:
    يا ضَياعَ العَدْلِ في الأَرض التي ..... تَرتضي أَنْ يُقْتَلَ الطِّفلُ الرَّضيعْ



  7. #7

    الصورة الرمزية سُلوان

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    2,001
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: {{مجموعة قصائد للشاعر عبدالرحمن العشماوى}}


    الليل مكتئبٌ وقريتنا يضاجعها الخراب
    ونساء قريتنا على الطرقات يسدلن الحجاب
    يخشين – يا أبتي – على أعراضهن من الذئاب
    وبكاؤهن يشيع في آفاق قريتنا اكتئاب
    وعويل أطفال يذيب القلب ، قد فقدوا الصواب
    وهزيم رعد - يا أبتي – يفضي بآلام السحاب
    ووميض برق تستضيء به المشارف والشعاب
    وسفينة في البرِّ آمنة وأخرى في العُباب
    وغناء عصفور على فننٍ يردده غراب
    وأنين أفئدة يمزقها التلهف والعذاب
    ويد مكبلة وهذا السيف يلمع كالشهاب
    وصراخ أسئلة بلا وعي ، تحن إلى جواب :
    ما بالهم يستأسدون ويطحنون رؤى الشباب ؟!
    ويعربدون ، وينشرون على الورى قانون غاب ؟!
    ما بالهم ، في غيهم يتسلطون على الرقاب ؟
    ما بالهم ، شربوا دماء الأبرياء بلا حساب ؟؟
    همج .. أليس لهم إلى البشر ، انتماء وانتساب ؟؟
    بشر؟؟ نعم لكنهم عند عند الرغائب كالدواب
    هم كالوحوش بدا لهم في حربنا ظفرُ وناب
    أواه من جور العدو ومن مجافاة الصحاب
    من أين أبدأ- يا أبي ؟ والليل يرفده الضباب
    من أين ألبس – يا أبي ؟ جسدي يحن إلى الثياب
    كل المنابع أصبحت مستنقعات للذباب
    صارت وجوه الهاربين دفاتر الأمل المذاب
    وعيونهم صارت كهوفا للذهول وللعذاب
    من أين أبدأ رحلتي ووجوه أصحابي غضاب ؟
    يبست على دربي الخطا وتنابحت حولي الكلاب
    ستقول يا- أبتي – تصبر ، سوف نقتحم الصعاب
    ستقول : لا تجزع ، فمثلك في الحوادث لا يهاب
    أتظن أني لا أرى ما نحن فيه من اضطراب ؟!
    أتظن أني لا أرى سجني ، ولا تلك الرحاب ؟!
    إني لأسمع ما يقال على المنابر من سباب
    إني لأعرف كل وجه يختفي خلف الحجاب
    كم من وعود – يا أبي – لكنها مثل السراب
    هذا صواب يا بني ، وهل تقول سوى الصواب ؟؟
    أعداؤنا مثل الذئاب ونحن نصطاد الذئاب
    بيقيننا نمضي ونهزم كل شك وارتياب
    وإلى متى هذا السؤال وعندنا نحن الجواب
    سنسد باب الظلم يا ولدي ونفتح ألف باب



    ====

    أيُّها العالمُ ما هذا السكوتُ **** أو ما يؤذيك هذا الجبروتُ؟
    أو ما تُبصر في الشيشان ظلماً **** أو ما تُبصر أطفالاً تموتُ؟
    أو ما يُوقظ فيك الحسَّ شعبٌ **** جمعُه من شدَّة الهول شَتِتُ؟
    أرضه تُصلى بنيران رصاصٍ **** وشظايا هُدمت منها البيوتُ
    أو ما تُبصر آلاف الضحايا **** ما لها اليوم مقيلٌ أو مبيتُ؟
    شرَّدتها الحربُ في ليلٍ بهيمٍ **** ما لها في زحمة الأحداث قوتُ
    تأكل الأخضر واليابس حربٌ **** كل ما فيها من الأمر مقيتُ
    أين منها مجلس الأمن وماذا **** صنع الحلفُ وأين الكهنُوتُ؟
    أيها العالمُ ما هذا التغاضي **** كيف وارى صوتك العالي الخفوتُ؟
    أو ما صُنعت قوانين سلامٍ **** عجزت عن وصف معناها النُعـوتُ؟
    قاذفات الروس إعلان انتهاكٍ **** لقوانينك ، واللَّص فَلُوتُ
    فرصة أن تُعلن الحق ولكن **** فرص الحق على الباغي تفوت
    ربما تعلن قول الحق لكن **** بعد ما يعلنه في البحر حوت
    أيها الأحباب في الشيشان صبراً **** إن من ينصر حقاً يستميتُ
    إن يكن للروس آلات قتالٍ **** فلنا في هجعة الليل القنوتُ


    ====

    عين ولام ثم ميم
    ألف ونون
    ياء مشدّدة وهاء
    من هاهنا ابتدأ العناء
    من هاهنا جرّ السماسرة الرداء
    وطغى على النهر الغثاء
    عين .. وتنتفض العمالة والعناد
    لام .. ويظهر في ملامح وجه عالمنا الكساد
    ميم .. ويرفع ملحد علم الفساد
    ألف .. ويبتدأ الحصاد
    نون .. وتبدأ نكسة كبرى ويجتاح الجراد
    ياء .. وتغرق أمتي في اليانصيب
    هاء .. وتقطع هامة الأمل الحبيب
    عين ولام ثم ميم
    ألف ونون
    ياء مشددة وهاء
    هذي حروف الوهم في زمن الضياع
    هذي حروف اليأس في بحر .. يبدد موجه حلم الشراع
    هذي حروف الموت في وجدان أمتنا .. وقنطرة الصراع
    عين ولام ثم ميم
    ألف ونون
    ياء .. مشددة وهاء
    عين .. عذاب
    لام .. لهيب واضطراب
    ميم .. مجافاة الكتاب
    ألف .. أسىً
    نون .. نقيق ضفادع وصدى نعاب
    ياء .. يد سوداء موحشة الخضاب
    هاء .. هوى يغتال قلب الحر يلتهم الصواب
    عين ولام ثم ميم
    ألف ونون
    ياء مشددة وهاء
    من أين نخرج أيها الليل البهيم
    من أين نبدأ رحلة الأمل العظيم
    من أين وانكسر السؤال
    وسمعت صوتا من وراء الأفق موفور الجلال
    يا سائلا في ثغره اشتعل السؤال
    هذا الطريق أمام عينك يا غريق
    وأمامك الروض المندى والرحيق
    وأمامك القرآن زادك في الطريق
    وحديث خير الناس والبيت العتيق
    سل أيها الشاكي حراء
    سل غار ثور حينما التفت الزمان إلى الوراء
    ورأى النبي يقول للصديق لا تحزن فربك في السماء
    ورأى أبو جهل وفي عينيه نبرة كبرياء
    مائة من الإبل العتاق فأين عشاق الثراء
    أين الرجال الأقوياء
    سل يا أبا جهل سراقة عن إمام الأنبياء
    وأصغ بسمعك عن للنداء
    اسمع صهيل الخيل في بدر
    وقعقعة السيوف الراشفات من الدماء
    لكأنني بالرمل يصرخ في وجوه الأشقياء
    شاهت وجوه القوم خاب الأدعياء
    وكأنني بالصوت جلجل في الفضاء
    بشراك خير الأنبياء
    صهوات خيل المشركين طريقهم نحو الفناء
    فاصبر فإن الله يفعل ما يشاء
    يا سائلا في ثغره اشتعل السؤال
    أوما ترى عيناك وجه الشمس…..ناصية الهلال
    قاف وراء
    ألف لها مد ونون
    هذي الحروف هي اليقين
    هذي الحروف هي اليقين الحق يعصف بالظنون
    نبع فأين الواردون
    نهر صفا من كل ما لا يستسيغ الشاربون
    قرآنكم يا مسلمون
    قاف .. قيم
    راء .. رقي في سماء المجد سعي للقيم
    ألف .. أباء في زمان الذل …أيمان برب الكون ..إخلاص شمم
    نون .. نقاء الروح من دنس التذلل للصنم
    قاف وراء
    ألف لها مد ونون
    هذا هو الفجر الذي اكتسح الظلام
    وأضاء درب السالكين إلى رحاب الخير في البلد الحرام
    قد فاز من سلك الطريق إلى الأمام
    عين ولام ثم ميم
    ألف ونون
    ياء مشددة وهاء
    سيزول هذا الوهم في ظل العقيدة
    ولسوف يعرف كل مغرور حدوده
    ولسوف تبدأ أمتي بالحق رحلتها السعيد


  8. #8

    الصورة الرمزية سُلوان

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    2,001
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: {{مجموعة قصائد للشاعر عبدالرحمن العشماوى}}


    أمي تسائلني تبكي من الغضب **** ما بال أمتنا مقطوعة السببِ؟!
    ما بال أمتنا فلّتْ ضفائرها **** وعرّضت وجهها القمحيّ للّهبِ؟!
    ما بال أمتنا ألقت عباءتها **** وأصبحت لعبة من أهون اللّعَبِ؟!
    ما بال أمتنا تجري بلا هدف **** وترتمي في يدي باغ ومغتصبِ؟!
    ما بال أمتنا صارت معلّقةً **** على مشانق أهل الغدر والكذبِ؟!
    ما بالُها مزّقت أسباب وحدتها **** ولم تُراع حقوق الدين والنّسَبِ؟!
    أمي تسائلني والحزن يُلجمني **** بني مالك لم تنطق ولم تُجبِ؟!
    ألست أنت الذي تشدوا بأمتنا **** وتدّعي أنها مشدودة الطُّنبِ؟!
    وتدعي أنها تسمو بهمتها **** وتدعي أنها مرفوعة الرتبِ؟!
    بني، قل لي، لماذا الصمت في زمن **** أضحى يعيش على التهريج والصّخبِ؟!
    أماه .. لا تسألي إني لجأت إلى **** صمتي، لكثرة ما عانيت من تعبي
    إني حملت هموماً، لا يصورها **** شعر، وتعجز عنها أبلغ الخطب ِ
    ماذا أقول؟، وفي الأحداث تذكرة **** لمن يعي، وبيان غير مقتضبِ
    تحدّث الجرحُ يا أماه فاستمعي **** إليه واعتصمي بالله واحتسبي



    ===

    يــاصديقا عشــت أيـام صفـــاءٍ
    تنـطــوي في ظلهـا الأوهـام طيـا
    أيــن ذاك الـود يـــامنكـره
    يوم كنــا ننسـج الحــب سويـا
    صحـوة الحــاقـد يــاصــاحبنا
    ربمـــا تـغـفو غـفــواً سـرمديا
    راقــب الأيـام فــي رحــلتها
    وترى الســابــح فــي أفكاره
    وتـرى فيــهــا فـقيراً وغنيــا
    وتــرى المغـمــوس فـي لـوعتـه
    وتــرى فيهـــا عصيــاً وتـقيـا
    كـلهـم يمضـي إلــى وجهتـــه
    ثــم يــأتـــي المــوت لايترك شيا
    يــافــؤادي لاتجامــل صاحبــاً
    إن أراد الشر أوحــــاول غيا
    عـبثاً حاولت أن أقـنـعـه
    أن هـذا الحـقد لايـنفع حيا
    فـأبى أن يقـنع اليــوم وقــد
    تـقـنع الايــام مـن يبـقـى عصيا
    خير مافي المرء إن رام الهــدى
    وصــلاح الأمــر أن يبـقـى وفيــا


    ===

    اسقني من ماءِ نَهرِ الكوثرِ **** شَربَةً تغسل عني كدري
    وانطلق بي في ميادين الهدى **** بحصانِ المكرُمَاتِ العبقري
    لا تدعني واقفاً وحدي على **** مركب الحُزنِ الذي لم يَعبُرِ
    لا تدعني خائفاً من حُلُمي **** ساهراً، همِّي يُغذِّي سهري
    أرقبُ النجمَ الذي أَثكله **** في دُجَى الظلماءِ، فَقدُ القمر
    اسقني ياحارسَ النَّبع ولا **** تَبقَ مثلَ الآدِبِ المُنتَقِرِ
    فأنا أحمل قلباً خافقاً **** بوفاءٍ نادرٍ في البشَرِ
    هذه كفّي التي صافحَها **** موسمُ الخصب بكفِّ المَطَرِ
    مدَّها نحوَك حُبٌّ صادقٌ **** فَلتُصافحها بروح الزَّهَرِ
    أَسأَلُ الأَمجادَ عن تاريخنا **** فتُريني منه أَبهَى الصُّوَر
    وتُريني لوحةً مشرقةً **** نُقِشَت فيها أَجَلُّ العِبَرِ
    وتُريني صورةَ المجد التي **** برزت في البيتِ عند الحجرِ
    وتُريني المسجدَ الأقصى الذي **** ظلَّ يروي خبراً عن خَبَرِ
    صامداً في رحلة الحق التي **** حفظت هذا البناءَ الأَثَريِ
    ثابتاً كالجبل الضَّخم الذي **** واجهَ الأزَمانَ لم يندحرِ
    عالياً كالكوكب الدُّريِّ في **** سُبُحاتِ الأُفُقِ المزدهرِ
    كابتهاج الشمس في رَأدِ الضُّحَى **** في نهار الأَمَلِ المنتظَرِ
    أيُّها المسجدُ، ما زلنا نرى **** شاهدَ التاريخ فوقَ المنبرِ
    أنتَ أقصى أيُّها المسجدُ في **** داخلِ القلبِ عميقُ الأَثَرِ
    لم تزل تُلقي علينا خُطبةً **** لَفظُها الصادقُ لم ينحدرِ
    أيُّها الناسُ اسمعوني إنني **** سوف استنهضكم بالنُّذُرِ
    أبحرت بي سُفُنُ الأيام في **** لُجَّةٍ ممزوجةٍ بالَخطَر
    كان للأمواج فيها قصصٌ **** أسهبت فيها ولم تختصرِ
    كم رأت عينايَ من جيلٍ مضى **** وطوى أيَّامَه في سَفَرِ
    هكذا الدنيا، كما جرَّبتُها **** طولُ ما فيها شديدُ القِصَرِ
    أيُّها الناسُ اسمعوا، إني أرى **** نارَ حربٍ قذفت بالشَّرَرِ
    وأرى قَلبَ اليهوديِّ الذي **** لم يزل يعكس معنى سَقَرِ
    وأرى خُطَّةَ حَربِ، ربما **** سبقت كلَّ لبيبٍ حَذِرِ
    وأرى دائرةً مُحكَمَةً **** لم تزل واقفةً لم تَدُرِ
    ربما دارت بنا نَحوَ الرَّدَى **** لو رضينا بحياةِ الخَدَرِ
    أيُّها الناسُ أفيقوا، واذكروا **** صورةَ ابنِ العَلقميِّ الأَشِرِ
    واذكروا بغدادَ كيف احترقت **** حين كانت هَجَماتُ التَّتَرِ
    واذكروا دَورَةَ أيامِ الأسى **** كيف ساقَتنا إلى المنحدَرِ
    واسألوا الأندلُسَ المفقودَ عن **** طائر العزم الذي لم يَطِرِ
    أيُّها الناسُ، أنا مسجدكم **** مسجدُ المَسرَى لخير البَشَرِ
    مرَّتِ الأحداثُ بي داميةً **** فأنا في وَردِها والصَّدَرِ
    فلكم ذقتُ الأسى بعد الأسى **** من خياناتِ الصَّليبِ القَذِرِ
    يالَها من ظُلمةٍ حالكةٍ **** سوَّدَت وجه المدى في نظري
    ضاقَ بي الأَرحَبُ حتى خِلتُني **** لن أذوق الصَّفوَ بعد الكَدَرِ
    وطواني البُؤسُ حتى هزَّني **** ذلك الشَّهمُ الأَبيُّ العبقري
    أرسل النورَ إلى أروقتي **** وبغيث الحقِّ روَّى شجري
    ما صلاحُ الدين إلا فارسٌ **** شدَّ من أزري وجلَّى بصري
    قادني والليل مسكوبٌ على **** ساحتي والموجُ لم ينحسر
    غسل الشاطىءَ من أدرانه **** ورمى نحوي بأغلى الدُّرَرِ
    وأراني بسمةً مشرقةً **** وصفاءً في جبين القمرِ
    ليت أيَّامي هنا قد وقفت **** عند رُمحِ الفارسِ المنتصرِ
    ليتَها، لكنَّها أُمنيَّةٌ **** قتلتها غَدرَةٌ من غُدَرِ
    وَعدُ بِلفُورَ الذي صيَّرني **** كسبايا الفُرسِ عند الخَزَرِ
    أيُّها الناسُ أَفيقوا، وارحموا **** أمَلاً في قلبيَ المُنصَهِرِ
    ما يَهودُ الغَدر إلا أَنفسٌ **** غُمِسَت في حقدها المُستَعِرِ
    لم أزل أشربُ كأساً مُرَّةً **** من رزاياهم وأشكو ضَجَري
    سلبوني نعمةَ الأمن التي **** حفظت قدري وصانت جوهري
    زرعوا هَيكَلَهم قنبلةً **** فاحذروا من صوتها المُنفجرِ
    ما يَهودُ الغدر إلَّا عُملَةٌ **** نُقِشَت فيها حروفُ البَطَرِ
    عُملَةٌ زائفةٌ، قيمتُها **** في تضاعيف الرِّبا والمَيسِرِ
    إن مضى قِردٌ، فقردٌ قادمٌ **** وخَبَال الرَّأي للمنتظر
    ما لكم يا قوم، هل ترجون من **** قاتلِ الأطفالِ حُسنَ المَعشَرِ؟!
    آهِ من أمَّتنا ما لبثَت **** تخسر المجدَ، كأن لم تَخسَرِ
    كسَدَت سوق الدَّعاوى حَولَها **** وهي في سوق الدَّعاوى تشتري
    أزهرت كلُّ الرُّبَى من حولها **** وهي في جَدب الأسى لم تُزهِرِ
    لم تزل تستنجدُ الغَربَ، وهل **** عندَه إلاَّ جنونُ البَقَرِ
    كيف ترجو من سرابٍ كاذبٍ **** شَربَةً للظامىء، المُحتضِرِ؟؟!
    مسجدُ الاقصى أنا، أُخبركم **** أنني لا أَنثني للخطر
    منهج الإسلام عندي واضحٌ **** فبه أسمو عن المنحَدَرِ
    وبه أسلك دَربَ المجد، لا **** اشتكي من شوكه والحُفَرِ
    صاحبي منكم، هو الشَّهمُ الذي **** يجعل الغُصنَ قريبَ الثَّمَرِ
    صاحبي منكم هو الحادي الذي **** يُسمع القُدسَ نشيد الظَّفَرِ
    صاحبي، مَن لايُريني غَفلَةً **** ويُريني جَبهةَ المنكسرِ
    صاحبي مَن يحمل القرآن في **** قلبه يكسر بابَ الضَّجَرِ
    صاحبي طفلٌ أَبيٌّ لم يَزَل **** يُسمع الدنيا غناءَ الحَجَرِ



  9. #9

    الصورة الرمزية سُلوان

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    2,001
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: {{مجموعة قصائد للشاعر عبدالرحمن العشماوى}}


    إلهى من سناك قبستُ نوري **** وأنبت المحبة في ضميري
    أعوذ بنور وجهك يا إلهـي **** من البلوى ومن سوء المصير
    أفرُ إليك من نكدي ويأسي **** ومن عفن الضلالة في شعوري
    فقيراً جئت بابك يا إلاهي **** ولستُ إلى عبادك بالفقير
    غنى عنهمو بيقين قلبي **** وأطمع منك في الفضل الكبير
    إلهي ما سألت سواك عوناً **** فحسبي العون من رب قدير
    إلهي ما سألت سواك عفواً **** فحسبي العون من ربق غفور
    إلهي ما سألت سواك هديا **** فحسبي الهدي من رب بصير
    إذا لم أستعن بك يا إلهي **** فمن عوني سواك ومن مجيري
    إليك رفعتُ يا ربي دعائي **** أجـود عليه بالدمع الغزير
    لأشكو غربتي في ظل عصر **** ينكس رأسه بين العصور
    أرى فيه العداوة بين قومي **** وأسمع فيه أبواق الشرور
    وألمح عزة الأعداد حولي **** وقومي ، ذلهم يُدمي شعوري
    أرى في كل ناحية سؤالاً **** ملحتاً ، والحقيقة في نفوري
    وأسمع في فم الأقصى نداءً **** ولكن العزائم في فتور
    إلهي ما يئسنا إذ شكونا **** فإن اليأس يفتكُ بالضمير
    لنا يا رب إيمان يرينا **** جلال السير في الدرب العسير
    تضيق بنا الحياة وحين نهفو **** إلى نجواك نحظى بالسرور



    ===

    شعري وحبي فيكَ يلتقيانِ .... وعلى المسير إليكَ يتَّفقانِ
    فتحا ليَ الباب الكبيرَ وعندما .... فَتحا رأيتُ خمائلَ البستانِ
    ورأيتُ نَبعاً صافياً وحديقةً .... محفوفةً بالشِّيحِ والرَّيحانِ
    ورأيتُ فيها للخُزامى قصةً .... تُروَى موثَّقةً إلى الحَوذانِ
    ودخلتُ عالمَكَ الجميلَ فما رأت .... عينايَ إلاَّ دَوحةَ القرآنِ
    تمتدُّ فوق السالكين ظِلالُها .... فيرون حُسنَ تشابُكِ الأغصانِ
    ورأيتُ بستانَ الحديثِ ثمارُه .... تُجنى لطالب علمِه المتفاني
    ورأيتُ واحات القصيم فما رأت .... عينايَ إلاّ منزلي ومكاني
    لما دخلتُ رأيتُ وجهَ عُنيزةٍ .... كالبدر ليلَ تمامِه يلقاني
    ورأيتُ مسجدَها الكبيرَ وإِنما ..... أبصرتُ صرحاً ثابتَ الأركانِ
    ورأيتُ محراباً تزيَّنَ بالتُّقى .... وبصدق موعظةٍ وحُسنِ بيانِ
    وسمعتُ تكبير المؤذِّن إنني ..... لأُحبُّ صوتَ مؤذِّنٍ وأذانِ
    الله أكبر تصغر الدنيا إذا .... رُفعت وتكبرُ ساحةُ الإيمانِ
    الله أكبر عندها يَهمي النَّدَى ..... ويطيب معنى الحبِّ في الوجدانِ
    يا شيخُ قد ركضت إليكَ قصيدتي .... بحروفها الخضراءِ والأوزانِ
    في ركضها صُوَرٌ من الحبِّ الذي .... يرقى بأنفسنا عن الأضغانِ
    في خيمة الحبِّ التقينا مثلما .... تلقى منابعَ ضَوئها العينانِ
    يا شيخ هذا نَهرُ حبي لم يزل .... يجري إليكَ معطَّرَ الجَرَيانِ
    ينساب من نَبع المودَّةِ والرِّضا.... ويزفُّ روحَ الخصب للكثبانِ
    حبٌّ يميِّزه الشعور بأننا .... نرقى برُتبَتِه إلى الإحسانِ
    والحبُّ يسمو بالنفوس إذا غدا .... نبراسَها في طاعة الرحمنِ
    هذي فتاواكَ التي أرسلتَها .... لتضيءَ ذهنَ السائلِ الحيرانِ
    فيها اجتهدتَ وحَسبُ مثلكَ أن يُرى .... منه اجتهادٌ واضح البرهانِ
    فَلأَنتَ بين الأجر والأَجرين في .... خيرٍ من المولى ورفعةِ شانِ
    يحدوك إيمانٌ بأصدقِ ملَّةٍ ..... كَمُلَت بها إشراقةُ الأَديانِ
    فَتوَاكَ ترفُل في ثيابِ أَمانةٍ ..... وتواضُعٍ للخالق الديَّانِ
    فَتواكَ ترحل من ربوع بلادنا ..... عَبرَ الأثيرِ مضيئةَ العنوانِ
    سارت بها الرَّكبانُ من يَمَنٍ إلى .....شامٍ .. إلى هِندٍ إلى إيرانِ
    وصلت إلى أفريقيا بجنوبها ..... وشمالها .. ومضت إلى البلقانِ
    ومن الولايات البعيدة أبحرت ..... من بَعدِ أوروبا إلى الشيشانِ
    فَتواكَ نورٌ في زمانٍ أُلبِسَت ..... فيه الفتاوى صِبغَةَ الهَذَيانِ
    وغَدَا شِعارُ اللَّابسين مُسُوحَها ..... فَتوايَ أمنحُها لمن أعطاني
    يا ويلهم دخلوا من الباب الذي ..... يُفضي بداخله إلى الخُسرانِ
    يا شيخُ ما أنتم لأمتنا سوى ..... نَبعٍ يُزيل غشاوةَ الظمآنِ
    علَّمتمونا كيف نجعل همَّنا ..... في خدمة الأرواحِ لا الأبدانِ
    علَّمتمونا كيف نُحسن ظنَّنا ..... بالله في سرٍّ وفي إعلانِ
    علَّمتمونا أنَّ وَعيَ عقولنا..... يسمو بنا عن رُتبَةِ الحَيَوانِ
    يا شيخَنا أَبشر .. فعلمكُ واحة ٌ..... فيها ثمارٌ للعلومِ دَوانِ
    حَلَقاتُ مسجدك الكريمِ منارةٌ ..... للعلم تمسحُ ظُلمَةَ الأَذهانِ
    بينَ الحديثِ وبينَ آي كتابنا ..... تمضي بكَ السَّاعاتُ دونَ تَوَانِ
    وعلوم شرع الله خيرُ رسالةٍ ..... في الأرض ترفع قيمة الإنسانِ
    يا شيخَنا دعواتُنا مبذولةٌ ...... رُفِعت بها نحو السَّماءِ يَدَانِ
    نرجو لكم أجرا وسابغَ صحَّةٍ ..... وسعادةً بالعفو والغفرانِ
    يا شيخُ لا والله ما اضطربت على ..... ثغري حروفي أو لَوَيتُ لساني
    هو حبُّنا في الله أَثمَرَ غُصنُه ..... شعراً يبثُّ كوامنَ الوُجدانِ
    هذا بناءُ الخير أنتَ بَنَيتَه ...... وعلامةُ التوفيق في البنيانِ


    ===

    غِبْ يا هلالْ
    إنِّي أخاف عليك من قهر الرِّجالْ
    قِفْ من وراء الغيمِ
    لا تنشر ضياءَك فوْق أعناق التِّلالْ
    غِبْ يا هلالْ
    إني لأخشى أنْ يُصيبَكَ
    - حين تلمحنا - الخَبَالْ
    أنا – يا هلالْ
    أنا طفلةٌ عربيةٌ فارقتُ أسْرتنَا الكريمَةْ
    لي قصةٌ
    دمويَّةُ الأحداثِ باكيةٌ أليمة
    أنا – يا هلالْ
    أنا مِن ضَحايا الاحتلالْ
    أنا مَنْ وُلِدْتُ
    وفي فمِي ثَدْيُ الهزيمَهْ
    شاهدتُ يوماً عنْدَ منزِلِنا كتيبَهْ
    في يومِها
    كانَ الظلامُ مكدَّساً
    مِنْ حول قريتنا الحبيبةْ
    في يومِها
    ساقَ الجنودُ أبي
    وفي عيْنيه أنهارٌ حبيسَهْ
    وتَجَمَّعَتْ تِلْك الذِئَابُ الغُبْرُ
    فْي طلبِ الفريسَهْ
    ورأيتُ جندِّياً يحاصر جسم والدتي
    بنظرته المُريبَهْ
    مازلتُ أسْمع – يا هلال –
    ما زلتُ أسمعْ صوتَ أمِّي
    وهي تسْتجدي العروبَهْ
    ما زلتُ أبصر نصل خنجرها الكريمْ
    صانتْ به الشرَفَ العظيمْ
    مسكينةٌ أمِّي
    فقد ماتتْ
    وما عَلِمتْ بموْتتها العروبَهْ
    إنِّي لأَعجب يا هلالْ
    يترنَّح المذياعُ من طربٍ
    ويَنْتعِشُ القدحْ
    وتهيج موسيقى المَرحْ
    والمطربون يردِّدون على مسامعنا
    ترانيم الفرَحْ
    وبرامج التلفاز تعرضُ لوحةً للْتهنئَهْ
    ( عيدٌ سعيدٌ يا صغارْ )
    والطفلُ في لبنانَ يجهل مـنْشَأهْ
    وبراعم الأقصى عرايا جائعونْ
    والّلاجئونَ
    يصارعوْن الأوْبئَهْ
    غِبْ يا هلالْ
    قالوْا :
    ستجلبُ نحوَنا العيدَ السعيدْ
    عيدٌ سعيدٌ ؟؟!
    والأرضُ ما زالتْ مبلَّلَةََ الثَّرى
    بدمِ الشَّهيدْ
    عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفينْ
    هرمتْ خُطانا يا هلالْ
    ومدى السعادةِ لم يزلْ عنّا بعيدْ
    غِبْ يا هلالْ
    لا تأتِ بالعيد السعيدِ
    مع الأَنينْ
    أنا لا أريد العيد مقطوعَ الوتينْ
    أتظنُ أنَّ العيدَ في حَلْوى
    وأثوابٍ جديدَهْ ؟
    أتظنُ أنّ العيد تَهنئةٌ
    تُسطَّر في جريدهْ
    غِبْ يا هلالْ
    واطلعْ علينا حين يبتسم الزَّمَنْ
    وتموتُ نيرانُ الفِتَنْ
    اطلعْ علينا
    حين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ
    ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ
    اطلع علينا بالشذى
    بالعز بالنصر المبينْ
    اطلع علينا بالتئام الشَّملِ
    بين المسلمينْ
    هذا هو العيد السعيدْ
    وسواهُ
    ليس لنا بِعيدْ
    غِبْ يا هلالْ
    حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ
    فهناكَ عيدٌ
    أيُّ عيدْ
    وهناك يبتسم الشقيُّ مع السعيدْ


    ===

    لا تشعلي ألم الجراح **** فالحب مكسور الجناح
    ما عدت أطرب لابتسام **** الحـب في ثغر الصباح
    ما عدت أسعد بالتأمل **** في ليالـي الملاح
    ضاقت علي دروب أحلامي **** وما تعبت جراحي
    أنا واحد من أمة **** أمجادها في كل ساح
    أنا رائد بشريعة الـ **** إسلام في كل النواحي
    فاسأل ضمير الفجر حين **** اهتز مـن تلك البطاح
    يقظان ينتهب الخطا **** يسعى إلى الماء القراح
    يدعو القوب إلى الهدى **** لم يخش من وقع الرماح
    وإذا بها ترنو إلى الرحمن **** عن ضرب القداح
    ذاكم رسول الله عنوان **** الهداية والسماح
    لن ترتوي يا قلب إلا **** بالصمود على الكفاح
    ويح العدا ، كم ضللوا الـ **** أفكار كم بعثوا جراحي
    هذا نداء الماردين **** على الكتاب على الصلاح
    أما نداء الله يا **** قلبي فحي على الفلاح
    قل للكلاب النابحات : **** أنا الفتى رغم النباح
    واصرخ بها في وجه كل **** مضلل صعب الجماح
    ردوا عليكم ما صنعتم **** إن قرآني سلاحي
    إن الدم الجاري بذكر **** الله ليس بمستباح
    أنظل نبكى مجدنا الـ **** ماضي ونغرق في النواح
    ونعيد ذكرى طارق بن **** زياد أو ذكرى صلاح
    ونحيد عن درب به **** انتصروا ونطمع في النجاح
    لكأنني بظلام غفوتنا **** يتوق إلى الصباح
    وبصرخة المجد العريق **** تثور في صدر الكفاح
    يا قمة الإسلام تيهي **** غردي لن تستباحي
    فسننحر الخوف الجبان **** بخنجر الحق الصراح
    من يغتدي بالخير يجني **** أجره عند الرواح


    ===

    قم يا محمد نامت الأعراب **** وتقطعت ببلادك الأسباب
    جاء الصليب مدججا بسلاحه **** ووراءه التطبيل والإرهاب
    قم يا محمد عرض أمك خائف **** وأمام كوخي يا بني كلاب
    انظر إلى العلج الذي تروعني **** نظراته فأنا بها أرتاب
    ماذا يريد بكوخنا هذا الذي **** ما فيه زاد يبتغى وشراب
    كوخ حقير فيه شيخ هده **** سقم وطفل جائع ودلاب
    وعباءة سترت بقايا هيكل **** مني وثوب هالك وحجاب
    وبقية من ثوب عرسي ما لها **** كمٌ وحبر جامد وكتاب
    قم يا محمد إن مقديشو على **** جمر تغلّق دونها الأبواب
    هذا أزيز الطائرات يروعها **** والجند فيها جيئة وذهاب
    ما بالهم جاءوا سراعا نحونا **** وعلى سراييفوا يصيح غراب
    هلا حموا أطفالها من صربهم **** وتبرؤوا مما جنوه وتابوا
    أإعادة الأمل الجميل سجية **** للغرب ، هذا يا بني كلاب
    كم عـلقونا بالوعود وما وفوا **** وكذاك وعد الكافرين سراب
    ساق الغرور جنودهم فعقولهم **** سكرى وما لعيونهم أهداب
    هذي الصفوف من الجنود كأنها **** نعم وإن عظمت لها الألقاب
    أوما تراها لا تصلي ركعة **** أوما تراها والقلوب خراب
    قالوا لنا سيؤمنون غذاءنا **** أتؤمن الغنم الجياع ذئاب
    قم يا محمد جاءنا مستعمر **** قد سال منه على البلاد لعاب
    عين على الصومال والأخرى **** على سوداننا فليوقن المرتاب
    قم يا بني فإن أمك تشتكي **** وهنا وجرح فؤادها ثغاب
    وبثغرها أطلال أسئلة عفت **** آثارهن فهل هناك جواب
    ما بال إخوان العقيدة فرطوا **** حتى خلت من مائها الأكواب
    حـتى تولى المعتدون شؤوننا **** وجرى القطار وسافر الركاب
    ما بالهم لم يستجيبوا عندما **** صحنا وحين دعى العدو أجابوا
    ما بالهم لما أتى أعداؤنا **** جاءوا ولو غاب العدو لغابوا
    خطأ كبير يا بني وقومنا **** حلفوا يمينا إنه لصواب
    أصواب قومك أن تسلم أرضنا **** للغاصبين ويحزن المحراب
    قم يا بني إلى الجهاد فإنه **** للعز في عصر المذلة باب
    قم يا بني إلى الجهاد وقل معي **** خسر الطغاة الماكرون وخابوا
    يا أرض أحلامي جفافك راحل **** فغدا سيغسل راحتيك سحاب



    ===

    يهوى شموخك ياجبل
    ما بين آلامٍ مؤكدةٍ ، وصبرٍ محتمل
    ما بين عينٍ لا ترى إلا الأنين إذا اشتعل
    وفمٍ يردد بعض أبيات الزجل
    أسرج شموخك يا بطل
    كن كالربيع إذا تألق بالبشاشة واحتفل
    كالفجر حين يزفًّ للدنيا ..
    تباشير الأمل
    مالي أراك كسرتَ سيفك يا بطل
    وقتلتَ همّتك العظيمة بالوجل
    وتركت ناصية اليمين ..
    وسرت في دروب اليسار بلا خجل
    ولثمتَ أقدام السُّفوح ..
    وكنت في أعلى الجبل
    أوّاه منك ومن هواك
    من رحلت العبث التي قتلت خطاك
    من لوثة الوهم التي اختطفت رؤاك
    من ألف أغنية نصيبك بالخدَر
    من غفلة تسري بقلبك في سراديب الخطر
    أسرج شموخك يا بطل
    مالي أراك تسير سير السلحفاة إلى العمل ؟
    وأراك تركض ..
    حين يدعوك الكسل ؟
    مالي أراك كشمعة
    تذوي على باب الزًلل ؟
    كقصيدة شمطاء فيها من تذبذبها خلل ؟
    تاهت معالمها ..
    فلا مَدْحُ ولا وَصّفُ ولا هي من ترانيم الغزل

    كذراع لصَّ مدَّها في ليلةٍ ليلاء ..
    كوكبها أفل
    مالي أراك وقفت كالشمس التي
    وقفت على باب الطَّفَلْ ؟
    واستسلمت لليل حين طوى المعالم وانسدل
    مالي أراك كسرت سيفك يا بطل ؟
    ووقفت مشدوهاً
    كأنك لا تُحسُّ بما حصل
    وكأن ما اقترف اليهود حكايةُ
    تروى عن (الشَّعرَى) البعيدةِ أو (زُحَلْ)
    أسرج شموخك يا بطل
    مالي أراك لبست ثوب الوهم ..
    في عصرٍ بمنطقه احتفل ؟
    وخلعت ثوب الوعي ..
    واستسلمتَ لليأس الذي يلد الملل ؟
    وغرقت في بحر الفضائيات ..
    واستهواك تكسير المُقَلْ ؟
    مالي أراك خرجت من بيت الإباء ؟
    وسلكت درب الموبقات بلا حياء ؟
    وسكنت دار الأشقياء
    وغزوت سرداب الرَّذيلة ..
    واستقيت من الغثاء ؟
    قل لي – بربِّك -:
    أين مَنْ يغزو الرَّذائل ..
    من مواجهة الذي يغزو الفضاء
    أسرج شموخك يا بطل
    عجباً لرأيك كيف يغلبه الخَطَلْ !!
    أو ما رأيت إضاءة الأشلاء ..
    حين تناثر الجسد المناضل ؟؟
    ليذكَّر الدنيا بظلم المعتدي الباغي المقاتل
    ليذكَّر التاريخ ..
    أن الطفل في الأقصى تواجهه القنابل
    ليذكر الغرب الذي مازال في صَلَفٍ ..
    يجادل
    أن الحقيقية لا تموت ..
    وإنْ تحركت المعاول
    ليذكِّر الغرب الذي أسْمَى المؤامرةَ السلاما
    أن الحقيقية فوق معنى مجلس الخوف
    الذي ..
    يخشى على شارون من دمع اليتامى
    يخشى على الرشاش من زهر الخُزامى
    أسرج شموخك يا بطل
    أخرج إلى الميدان فالحقد اليهوديُّ اشتغل
    وأعِدْ لنا سِيَرَ البطولات الأول
    أخرج على مثل الضحى هدفاً
    فإنك لن تفرَّ من القَدَرْ
    أخرج ..
    فأشلاء المجاهد قد أضاءت ..
    في ربوع المسجد الأقصى الحفر
    سلِّم على الطفل الذي عَزَفَ الحَجَرْ
    وعلى الفتى البطل الذي ..
    رفضت خُطاه المنحدَرْ
    وعلى الذين تمنطقوا بالموت ..
    يرتقبونَ ميدان الفداء المنتظر
    ليعلَّقوا في ساحة الأقصى ..
    بيانات الظَّفَرْ
    سلَّم على الأم التي صارت بطولاتها حكايَهْ
    سلم على البيت الفلسطيني يُسْرَجُ بالهدايَهْ
    ويعلم الصلف اليهودي الثبات إلى النهايَة
    سلم على الشعب الذي ..
    عبر السدود إلى البطولَهْ
    سلِّم عليه بني قلاع الصبر في شَمَمٍ
    وأسرج في حمايتها خيولَهْ
    سلِّم على البيت الفلسطيني يسكنه اللإباءْ
    ويعلم الأبناء كيف يواجهون الأدعياء
    ويعانقون الشمس في كبد السماء
    ويكفِّنون (الهيكل المزعوم) في ثوب الفناء
    ويعلًّمون الفجر كيف تسير قافلةُ الضياء
    سلِّم على البيت الفلسطيني يحتضن الأشاوسْ
    وُيمدُّ ساحات الجهاد بفارسٍ من بعد
    فارسْ
    ويقول للأرضِ : أطمئنّي ..
    إنني للقدس حارسْ
    أسرج شموخك يا بطل
    أو ما ترى غيث البطولة ..
    في رُبى الأقصى هًطَلْ ؟
    أو ما ترى الطفل الذي ..
    صَعَدَ الشموخ وما نزل ؟
    أو ما ترى أمَّ الشهيد
    تصوغ ملحمة الأزلْ ؟
    أو ما سمعت حصان أطفال الحجارة ..
    قد صَهَلْ ؟
    أو ما ترى جيلاً يخوض البحر في ثقةٍ
    ويخرج منه مبتهج البلل ؟
    أسرج شموخك يا بطل
    للحرب مركبةُ تسير على عجل
    للحرب زمجرةُ فلا تقتل طموحك بالجدل
    إني أشاهد ركب ملحمةٍ إلى الأقصى وصل
    إني لأسمعها تحذِّر من غَفَلْ
    أسرج شموخك يا بطل
    لا تقترف إثم النكوص إلى الوراء ..
    فقد يفاجئك الأَجلْ
    دع كل تحليلٍ عن الأخبار ..
    واقرأ وجه شارون الذي بدأ العملْ



    ===

  10. #10

    الصورة الرمزية esraa

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    167
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: {{مجموعة قصائد للشاعر عبدالرحمن العشماوى}}

    جزاك الله خيرا على القصائد الرائعه

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...