حكم الإسلام فيما وقع بين الصحابة رضي الله عنهم من فتنة

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 20 من 83

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية ؛ّ نديمك ؛ّ

    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    1,015
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي حكم الإسلام فيما وقع بين الصحابة رضي الله عنهم من فتنة


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين,ثم أما بعد:
    لا تخفى على أحدنا الفتنة العظمى التي وقعت بين المسلمين,بل صحابة النبي وكبارهمما آلت إليه من فرقة بين صفوف المسلمينما دخلها وشابها من الأكاذيب والافتراءات على الأحداث,وما موضوعنا هذا إلا للتوضيح والتفصيل حول,حكم الإسلام فيما وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين...

    بعد وفاة الرسول بدأت بعض الفتن في الظهور كفتنة الردة وادعاء بعض السفهاء للنبوة...لكن الفتنة العظمى التي نالت منها الألسن هي الفتنة التي وقعت بين الصحابةبعد استشهاد الخليفة الثالث عثمان بن عفان والذي كان نتيجة لاستشهاد باب الفتنة عمر ...فمصداق لقول النبي ((أن عمر باب الفتنة فإذا كسر لم يغلق أبدا))[حديث صحيح,روي من عدة أوجه,ذكرته بمعناه],وقعت بعد وفاته الكثير من الفتن التي أدلى فيها كل عالم وسفيه فيها بدلوه...
    كان من نتائج تلك الفتنة فرقة كبيرة حصلت في صفوف الأمة...وظهور عدد من الفرق الغالية كالشيعة...وظهور الخوارج مصداقا لما وصفهم به النبي ...
    حصلت حروب بين المسلمين في خلافة علي بن أبي طالب وانقسموا لفريقين كل منهما على راية قائد,كلهم يريد الحق...
    موضوعنا هذا ليس للحديث عن الفتنة وقصتها الطويلة...وإنما عن {حكم الإسلام في الخوض في هذه الفتنة,وقول الإسلام في الداخلين في الفتنة}...والله أسأل أن ينفع به كل قارئ...


    عرف العلماء الصحابي اعتمادا على آيات وأحاديث ومعانٍ لغوية تصف ماهية هذا اللقب...فعرفوا الصحابي بأنه: من لقي النبيمؤمنا به ومات على ذلك.

    فـ(لقي النبي):مأخوذة عن تعريف الصحبة والمصاحبةيخرج منها من لم يصاحب النبي وإن عاش في عصره -كالنجاشي-,ويستنتج ذلك أيضا من قوله: ((اشتقت إلى إخواني))..الحديث.
    و(مؤمنا به):إذ إن صحبة النبي تقتضي الترضي والدعاء للصحابي وعدد من الواجبات والمحرمات وأحكام عقائدية أخرى,فيخرج من ذلك أبو جهل ومن شابهه ممن لم يؤمنوا به ...والإيمان:عمل في القلب يستدل عليه بالأعمال الظاهرةمن حسن عمله نقول بأنه مؤمن,و نوكل قلبه إلى الله.
    و(مات على ذلك):حيث أن المرتد والمكذب للنبي وإن عاش في عصره ولقيه وآمن به دون أن يموت على ذلك لا يعتبر صحابي,مثل أبي طالب عم النبي .

    إذا,فالحديث عن الصحابة دوما يقتضي تحقيق الشخص للشروط الثلاثة أعلاه ليعتبر صحابيا,فمعاوية وعلي صحابيان,لأنهما لقيا النبي وآمنا به وماتا على ذلك,فرضوان الله عليهما أجمعين.

    الصحابة جميعا عدول وهم خير قرون الأمة لصحبتهم النبي وجهادهم معه ونقلهم الشريعة إلينا,وقد أثنى الله عز وجل عليهم في كتابه فقال: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))[التوبة:100] وما بعد ثناء الله عز وجل ثناء ولا ذم.
    كما أثنى الرسولعليهم في عدة أحاديث,منها ما خص المهاجرين ومنها ما خص الأنصار ومنها ما يجمع كل الصحابة.
    من ذلك قوله: ((الأنصار شعار والناس دثار))[متفق عليه]...
    والشعار:هي الملابس الملاصقة للجسدالدثار:الملابس الظاهرة الخارجية...وذكر النبي ذلك كناية عن قربهم منه ومحبته لهم...

    والأحاديث في هذا كثيرة يصعب حصرها في موضوع كهذا,ولذا أكتفي بما تحفطونه,ومن أراد الاستزادة فليراجع الصحاح كتب مناقب الصحابة...

    عندما نقول أن الله أثنى على الصحابة فهذا يعني أن الله أثنى على من تحققت فيه الشروط الثلاثة لتعريف الصحبة,فلا يقولن أحدهم أن فلان ليس بصحابي إلا إن وجد دليلا يثبت منافاة فعله لشروط الصحبة.

    إذا,هذا الفضل عام لكل الصحابة,ولكن بعض الصحابة اختصهم الله بفضائل عن غيرهم,كمن منَّ الله عليهم بالهجرة والسبق في الإسلام وهكذا...

    أما وجوب حبهم فيستدل عليه من:
    1. قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ))[الحشر:10].
    وقوله: ((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً))[الفتح:29].
    2. قوله : ((خير القرون قرني الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))[رواه ابن تيمية في مجموع الفتاوى بإسناد صحيح].
    3.يقول أبو جعفر الطحاوي: "ونحب أصحاب رسول اللهولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير...وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان"[شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز]...


    إذا,نخلص إلى أن حب الصحابة واجب من الكتاب والسنة والإجماع...


    خرج بعد وفاة نبيناكثير من الناس الذين طالت ألسنتهم على أصحاب رسول اللهبل وخرجت طوائف ومذاهب تقوم بعض أصولها على سب نيف من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
    وقد أسلفنا أن الصحابي هو من لقي النبي وآمن به ومات على ذلك...والغريب أن من يسب أبا بكر وعمر وبنتيهما أمهات المؤمنينيغفلون عن هذا التعريف.
    فقد ورد في الأحاديث الصحيحة قوله: ((لا تسبوا أصحابي,فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه))[متفق عليه واللفظ للبخاري].
    وإن لم يكن البعض يعترف بالصحبة لهم فقد ورد في الحديث الصحيح: ((لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا))[صحيح البخاري].
    أضف إلى أن لفظة (أصحابي) في الحديث جائت بمعناها اللغوي...أي من صحب الرسول صلى الله عليه وسلم,فما بالك بمن آمن به ومات على ذلك؟!

    السب ليس مقصورا على الألفاظ النابية والكلمات الجارحة بل إن مجرد ذكرهم بسوء أو ما شابه يدخل تحت هذا الحكم.

    سبق أن ذكرنا قوله: ((لا تسبوا أصحابي,فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه))[متفق عليه]...
    والنهي هنا يقتضي التحريم...
    هذا حكم الفعل...لكن الآن ما الحكم فيمن يصر على سب الصحابة رضوان الله عليهم؟!...

    لن تجد ردا على هذا السؤال أبلغ من قوله : ((من سب أصحابي,فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين))[قال الألباني:حسن بمجموع الطرق].
    وأيضا ورد عنه: ((لعن الله من سب أصحابي))[رواه الشوكاني ورجاله رجال الصحيح غير واحد وهو ثقة].

    يقول العلامة بن حمدان في (نهاية المبتدئين):"من سب أحدا من الصحابة مُسْتَحِلاًّ كفر,وإن لم يستحل فسق...وعن الإمام أحمد:يكفر مطلقا (أي سواء كان يستحل ذلك أو لا),ومن فسقهم أو طعن في دينهم أو كفرهم كفر".[شرح عقيدة السفاريني]
    وقال تعالى في شأن الصحابة: ((مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ))[الفتح:29],وقد استدل الإمام مالك بهذه الآية على تكفير الذين يبغضون الصحابة,قال:لأنهم يغيظونهم,ومن غاضه الصحابة فهو كافر لهذه الآية,ووافقه غيره من العلماء على ذلك. [الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة لابن حجر].

    قال البيهقي رحمه الله: "وإذا ظهر أن حب الصحابة من الإيمان فحبهم أن يعتقد فضائلهم,ويعترف لهم بها,ويعرف لكل ذي حق منهم حقه,ولكل ذي غناء في الإسلام منهم غناؤه,ولكل ذي منزلة عند الرسول منزلته,وينشر محاسنهم,ويدعو بالخير لهم,ويقتدي بما جاء في أبواب الدين عنهم,ولا يتبع زلاتهم وهفواتهم,ولا يتعمد تهجين أحد منهم ببث ما لا يحسن عنه ويسكت عما لا يقع ضرورة إلى الخوض فيه فيما كان بينهم"[شعب الإيمان4].

    منهج الإسلام فيما وقع بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتنة يقوم على العدل والإنصاف لكل منهم وسد باب الفتنة على المسلمين...وسيأتي تفصيل القول في ذلك في فقرة {مذهب أهل السنة والجماعة في الفتنة}...ولكن قبل ذلك علينا التطرق لنقاط عديدة,أهمها:


    دخل اليهودي عبدالله بن سبأ الإسلام ليخربه على أهلهلم يسلم من قلبه,كما اشتهر بين الصحابة ومن تبعهم وكما تدل عليه أعماله.

    بدأ هذا اليهودي نشاطه أول إعلانه لإسلامه -المزعوم- فقام بإثارة عدد من المشاكل على عهد النبي لكن أوج نشاطه ما بدأ إلا في عهد عثمانحيث اختلق ضده التهم والأباطيلسارع عثمانلبيان كذب هذا المنافق ورد على كلامه,إلا إن في عهد عثمانلم يكن يُعلم مصدر تلك الإشاعات والأكاذيب ليتمكنوا من كبتها.

    كان مما دعا إليه ابن سبأ تأليه عليوهو أول من قال عن علي بن أبي طالب: "هُوَ هُوَ" يعني أن عليًّا هو الله -تعالى عما يقولون-,وأكثر من تقديس علي وشرع يحيك حوله الكرامات والأباطيل -كان هذا على التدرج-,وفي نفس الوقت يبث سمومه وافتراءاته عن عثمانفاتبعه الكثيرون ممن صدقوه ولم يصدقوا كلام عثمان.
    وبهذا طمع الكثيرون في الخلاص من الخليفة الظالم الفاجر(عثمان -برأيهم-) وتعجيل ولاية المخلص لهم يعنون بذلك علي.


    الحط من قدر العلماء والسلف بسبِّهم والتعدي عليهم وانتقاصهم واتهام أعيانهم بالجهل وسوء الحكم والتقدير بسبب وقوع الخطأ الاجتهادي من أحدهم هو من طريقة المبتدعة ومرضى القلوب,ومن مخططات أعداء الأمة للتشكيك في الإسلام,ولهذا اتخذ ابن سبأ هذا النهج,فبدأ بالانتقاص من عثمانواتهامه بالخطأ الجسيم,لتفرغ له الساحة ليقول ما يشاء في علي...((فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ))[الحشر:2].

    قال شيخ الإسلام بن تيمية: "فلما قتل عثمانتفرقت القلوب وعظمت الكروب,وظهرت الأشرار وذلت الأخيار,وسعى في الفتنة من كان عاجزا عنها,وعجز عن الخير والصلاح من كان يحب إقامته,فبايعوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبوهو أحق الناس بالخلافة حينئذ وأفضل من بقي,لكن كانت القلوب متفرقة,ونار الفتنة متقدة,فلم تتفق الكلمة,ولم تنتظم الجماعة,ولم يتمكن الخليفة وخيار الأمة من كل ما يريدونه من الخير,ودخل في الفرقة والفتنة أقوام,وكان ما كان" [مجموع الفتاوى25].

    لا يخفى على أحد أن سبب الفتنة كلها هو الخلاف حول قتل قاتلي عثمان من عدمه,لذلك أورد هنا نقطة سريعة في الحديث عن حكم الخروج على الوالي والحاكم,ناهيك عن قتله...
    فقد دلت النصوص الشرعية على تحريم الخروج على ولي الأمرتحريم منازعته حتى ولو كان عنده جور وظلم ومعاصٍ وذلك لما يسببه الخروج من فتن وفساد وطمع الأعداء وإراقة الدماء...
    والأدلة على ذلك كثيرة,منها قوله : ((من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية))[رواه البخاري ومسلم].
    ويقول : ((ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة))[رواه مسلم].
    قال ابن تيمية:"وهذا نهي عن الخروج عن السلطان وإن عصى"[منهاج السنة النبوية].





    الخروج على ولي الأمر له أشكال شتى:
    • الانقلاب العسكري أو أي انقلاب سياسي.
    • التهجم العام:في الصحف والإنترنت والهجوم الحقيقي.
    • اعلان الطرف والنكت التي تقدح فيهم.


    والآن,مذهب أهل السنة والجماعة في الاختلاف الذي حصل والفتنة التي وقعت يتلخص فيما يلي:

    أنهم يمسكون عن الكلام فيما حصل بين الصحابةويكفون عن البحث فيه,لأن طريق السلامة هو السكوت عن مثل هذا,ويقولون: ((وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ))[الحشر:10].

    أنهم يجيبون عن الآثار المروية في مساويهم بوجوه:
    الوجه الأول:أن هذه الآثار منها ما هو كذب قد افتراه اعداؤهم ليشوهوا سمعتهم.
    الوجه الثاني:أن هذه الآثار منها ما قد نقص فيه وزيد وغُيِّر عن وجهه الصحيح ودخله الكذب,فهو محرف لا يلتفت إليه.
    الوجه الثالث:أن ما صح من هذه الآثار -وهو القليل-,هم فيه معذورون,لأنهم إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطؤون,فهو من مواضع الاجتهاد التي إن أصاب المجتهد فيه فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد,والخطأ مغفور,لما في الحديث:أن رسول اللهقال: ((إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران,وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر))[رواه البخاري ومسلم].

    أنهم يرون أن الصحابة بشر يجوز على أفرادهم الخطأ,فهم ليسوا معصومين من الذنوب كأفراد,لكن ما يقع من بعضهم فله مكفرات عديدة منها:
    أن يكون قد تاب منها,والتوبة تمحو السيئة مهما كانت,كما جاءت به الأدلة.
    أن لهم من السابقة والفضل ما يغفر الله به ما صدر من بعضهم كما قالفي شأن حاطب: ((إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم))[متفق عليه],ويقول تعالى: ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ))[هود:114]لهم من الصحبة والجهاد مع رسول الله ما يغمر الخطأ الجزئي.
    أنهم تضاعف لهم الحسنات أكثر من غيرهم ولا يساويهم أحد في الفضل,وقد ثبت بقول الرسولأنهم خير القرون,وقال: ((لا تسبوا أصحابي,فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه))[رواه البخاري ومسلم].

    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وسائر أهل السنة والجماعة وأئمة الدين لايعتقدون عصمة أحد من الصحابة ولا السابقين ولا غيرهم,بل يجوز عندهم وقوع الذنب منهم,والله تعالى يغفر لهم بالتوبة ويرفع بها درجاتهم ويغفر لهم بحسنات ماحية أو بغير ذلك من الأسباب"[مجموع الفتاوى65].

    بعد كل ما ذكر,يتضح لنا أن الإسلام قد ضمن لكل طرف من الأطراف حقه...
    ولذا,فعلى كل منا أي يكف لسانه وقلمه عن كل ما حصليعلم أن كثير من مما ورد أو ما قرأ في هذه الفتنة قد يقع بشكل كبير تحت الأحاديث الضعيفة والمكذوبة...لذلك فليراجع كل منا نفسه...

    إذاً,هل ترى أنصف من أن الإسلام ضمن للمصيب حقه والمخطئ حقه؟!...

    أرجو من كل من بنى اعتقادات في قلبه ويقين وجزم بخطأ فلان ووجوب سب فلان أو قتل فلان ولعن فلان,أن يعلم أن الله قد ضمن لهم حقهم وكتبت عليهم أخطأءهم,ولسنا مسؤولون عن البحث في ذلك ولا الحديث فيه ولا إجبار الناس على اتباع آرائنا...

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "وضع عمر على سريره -لما مات- فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم,فلم يرعني إلا رجل أخذ منكبي,فإذا علي بن أبي طالب,فترحم على عمر وقال:ما خلَّفتُ أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك,وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك -يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر-,وحسبت أني كنت كثيرا أسمع النبي يقول:ذهبت أنا وأبو بكر وعمر,ودخلت أنا وأبو بكر وعمر,وخرجت أنا وأبو بكر وعمر" [رواه البخاري ومسلم].


    دائما ما أخرج فواصل موضوعي بجودة ضعيفة -ربما- وذلك لأني من يصممها ^_^...لكني أردت لهذا الموضوع أن يكون مختلفا عن أي موضوع آخر...فأردت أن أعفي أبصاركم من بشاعة تصاميمي ^_^ فكانت هذه الفواصل الإبداعية من مصمم مبدع...
    شكر خاص إلى المصممة المبدعة الأخت -•(HANOoOo)•-...على ما قدمت من إبداع وتفان في تقديم هذه الفواصل جميعها جزاها الله خير الجزاء...
    وشكر خاص إلى الأخ متقصي الحق على ما قدم في هذا السياق بموضوعه الذي استفدت منه ((الخليفة الراشد والإمام العادل معاوية بن أبي سفيان))...
    كما لا يفوتني أن أحمد الله تعالى على عودة أخينا (HISOKA) معافا...أسأل الله أن يديم له العافية ويأجره على كل ما أصابه...
    أيضا,أوجه شكر خاص وجزيل إلى إدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية على المناهج المتكاملة والمفيدة,والتي استعنت بكتابها (التوحيد للصف الثالث الثانوي) في أغلب أجزاء الموضوع...
    ختاما إخوتي وأخواتي...نزول هذا الموضوع يعني أنه قد حان الوقت لأقول وداعا...وربما إلى اللقاء بعد 3أشهر أو تزيد بسنوات...لذا,أرجو أن لا أكون قد بدوت كضيف ثقيل عليكمأرجو من الجميع السماح والعفو والتجاوز والدعاء بصالح الدعوات مما يفتح الله عليكم به من الدعاء...
    أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد...
    وفي الختام...نحمد الله تعالى أن يسر لي كتابة هذا الموضوع بهذا الشكل وأسأل الله أن يتقبله وأن ينفع به...
    التعديل الأخير تم بواسطة ؛ّ نديمك ؛ّ ; 28-4-2010 الساعة 01:42 AM

  2. الأعضاء الذين يشكرون ؛ّ نديمك ؛ّ على هذا الموضوع:


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...