[منقول] ॐਊૐ¸¸.•~\…مُحَمَد حَسنْ فَقِي [روآآئــع] …~•.¸¸ૐਊॐૈૈ

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1

    الصورة الرمزية ♫هُدوءْ الذآتْ♫

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    1,270
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Smile [منقول] ॐਊૐ¸¸.•~\…مُحَمَد حَسنْ فَقِي [روآآئــع] …~•.¸¸ૐਊॐૈૈ



    اللهم صلي وسلم على سَيدنا مُحمدِ وعلى آله وصحبه أجمعين -صلى الله عليه وسلم-
    تحية ٌ عَطِره مَحْمُله مع أرق النسيم تَحِلُ بأفئدَتِكم الرقيقه.~
    ها نَحنُ نعودُ لكم بباقه أدبيه من الشعر العذَب على طريقتنا الخاصه..(:
    آملين أن تتغنوا بعذب القصيد هنا .. ولابأس إن كُنتم ترغبون بالمَزِيد ِ ..؟!!
    فنحنُ بداية ً لانَوَدُ الإثقال عليكُم .. !!
    فلنَتَجَول قليلاً بين ورَيْقَاتِ البآقه..~!!





    مؤلفاته:
    له مؤلفات منها (نظرات وأفكار في المجتمع والحياة "في جزئين")، و (وهذه هي مصر)، و (فيلسوف)، و(مذكرات وأفكار حول الحياة والأجيال)، و (مجموعة قصصية)، و (بحوث إسلامية)، و (ملحمة شعرية في رحاب الأولمب). صدرت أعماله الكاملة في ثمانية مجلدات عام 1985 .

    وفاته:-
    توفي -رحمه الله- في فتره ليست بالبعيده جداً عن عمر ناهز 93 عاما, ويأتي رحيل الشاعر الذي كتب الشعر يوم كان في الـ 12 من عمره، ليختتم مسيرة إبداعية استمرت ما يقرب من 8 عقود من الزمن.
    تميز الراحل بالإضافة إلى غزارة إنتاجه بطغيان الاتجاه الفلسفي الذي ينبع في معظمه من مشاعره وأحاسيسه ومن قلبه لا عقله، بحسب دراسةعبد العزيز الربيع التي كتبها عن ديوانه (قدر.. ورجل) الصادر عام 1386هـ، وذكر أن شعر الفقي يمتاز أيضا بالروح الإنسانية الشاملة، التي تعنى بمشاكل الإنسان، ويبرز فيها القلق كطابع نلمسه عند كبار الأدباء العالميين. ويتميز شعره أيضا بأسلوب قصصي يشرح به أفكاره ويعبر عن مشاعره.</B></I>



    عُدْتُ بلا حِسَّ ولا خاطِرِ ... كأنًّني عُشٌ بلا طائِرِ!
    عُشٌّ كَثيبٌ نالَ منه الِبلَى ... يَفِيضُ بالبؤسِ على الناظِر!
    واهٍ على ماضٍ قطفتُ المُنَى ... ريَّانَةً مِن رَوْضِهِ النَّاضِرِ!
    وَلَّى فلم يَبْقَ سوى مُهْجَةٍ ... غابِرُها يَبْكِي على الحاضِرِ.. !
    يَبْكي عليه.. ثم يَرْضى البِلى ... كلاهمامن أَلَمٍ صاهِرِ!
    ولا يَضيقانِ بَلاُوائِهِ ...ولا يًثُورانِ على الواتِرِ!
    فرُبَّما كانتْ بِطَيَّاتهِ... نُعْمى تُعيدُ الرِّبْحَ للخاسِرِ!
    مُضاعَفاً يَنْسى بآلائِهِ ... ما كانَ من ناهٍ.. ومن آمِر!
    ورُبَّ حَظِّ عاثِرٍ يَنْتَهي... بِرَبِّهِ لِلأَمَلِ الزَّاهِرِ!
    خواطِرٌ هذي جَلاها الأَسى... بعد الدُّجى الحالِكِ للشّاَعِرِ!
    لكنَّهُ صابَرَ حتى اسْتَوَتْ... وضَّاءَةَ الباطِنِ والظَّاهِرِ!
    حقائِقاً عادَ بِها ناعِماً ...باللاَّبِنِ المُغْدِقِ والتَّامِرِ!
    يا ذاتَ أَمْسى يا جَلاَل الهوى ...يا ذاتَ حُبِّي الوامقِ الطاَّهِرِ!
    يا رّبَّةَ السِّحْر الذي قادني... إلى الذُّرى ذاتِ السَّنا الباهِرِ!
    ثُمَّ إلى الدّرْكِ إلى شِقْوَةٍ ... أوَّلُها يَعْثُرُ بِالآخِر!
    كيف طَوى ذاك الجمالَ الرَّدى ... وانْقَلَبَ السِّحْرُ عَلى السَّاحِرِ؟!
    عاد به المَهْجُورُ في جَنّةٍ ... ولَيْسَ بالباكي ولا السَّاخِرِ
    وليس بالتَّاعِسِ من جَوْرِهِ ... وليس بالآسِي على الجائِرِ!
    وأَنْتِ ما عُدْتِ سوى لِلأسَى ... بعد الخَنى. بعد الضُّحى العابِرِ!
    ما أَرْوَعَ القِصَّة هذي الَّتي ... تَرْوِي عن المَهْجُورِ والهَاجِرِ!
    &&
    وسأَلْتُ نَفْسي. ما الذي يُجْدي ... الهوى في حالّتيْه.. بِوَصْلِهِ وبِصَدِّهِ؟!
    هل لو سَعِدْتُ بِقُرْبِهِ ونَوالِهِ ... أغدْو الرَّفِيعَ بِمَجْدِهِ. وبِرَغْدِهِ؟!
    أغْدو أَسيرُ وما أخافُ من الرَّدى ... ولو استطال بِبَرقِهِ. وبِرَعْدِهِ؟!
    أم أَنَّني أغْدُو الهَلُوعَ لأنَّني ... بِعْتُ الحياةَ على الحَبِيبِ ورِفِدِهِ؟!
    فَغَدَوْتُ مَمْلوكاً يُفَزّعُهُ النَّوى ... فيَوَدُّ أن يَبْقى الحُسامُ بِغِمْدِه؟!
    لَنَجَوْتُ مِن طَيْشِ الغَرامِ وهَزْلهِ ... وخَرَجْتُ منه بِصَدِّه.. وبِجِدِّه!
    لو أَنَّني اسْترسَلْتُ فيه لَرَدَّني ... بِحُسامِهِ عن مَطْمَحي.. وبِجُنْدِهِ!
    وّلكُنْتُ في يَوْمي الأَسيرَ وبِئْسَما ... يَلْقى الأسِيرُ من الهوانِ بِوَجْدِهِ!
    وأنا الطَّلِيقُ بما اسْتَخْرَتُ ... أنا الذي ناوَأْتُهُ.. فَنَجا الكريمُ بجِلدِه!
    ولقد يُحَلِّقُ عاشِقٌ بِتَرَفُّع ... عن دَعْدِهِ.. وتَمَنُّع عن هِنْدِه!
    ولقد يَظَلُّ بسَفْحِهِ. ولو أنَّهُ ... شَحَذَ العَزِيمةَ لاسْتَوى في نَجْدِهِ!
    الحُرَّ لا يَرْضَى بِرَغْمِ شُجُونِهِ ... حتى ولو نَخَرَتْ حَشاهُ بِقيْدِهِ!
    شَتَّانَ بَيْنَ مُنافِحٍ عن حُبِّهِ ... يهْوِي بهِ.. ومُنافِحٍ عن مَجْدِهِ!
    &&
    مُدِّي يَدَيْكِ.. فَإنَّني من عَنْصُرٍ ... زاكٍ. وشافٍ صَدْرَهُ مِنْ حُقْدِهِ!
    ما إنْ شَمِتُّ بٍفاخرٍ مُتَنفِّجٍ ... بالحُسْنِ .بعد سُقُوطِهِ في لَحْدِهِ!
    فلقد بَرِئْتُ من الشَّماتِ ...وعَسْفِهِ ولقد بَرِئْتُ من الغَرُورِ وكَيْدِهِ!
    ليْتَ الجمالَ إذا اسْتوى ... في عَرْشِهِ لم يَسْتَبِدَّ على ضراغِمَ أُسْدِهِ!
    أَوْ يَطْغَ.. فالعُشَّاقُ في ... حُسْبانِهِ كحِجارةٍ يَلهوَ بهمْ في نَرْدِهِ!
    فلقد يَوَدَّ إذا هَوى عن عَرْشِهِ ...أنْ لو أَنالَ بِجَزْرِهِ وبِمَدِّهِ!
    لو أنَّه جَذَبَ المشَاعِرَ والنُّهيَ ...المُسْتَهامَةَ. لاسْتَعَزَّ بِخَلْدِهِ!
    دُنْيافهذا رابِحُ من غَيِّهِ ... فاعْجَبْ. وهذا خاسِرٌ مِن رُشْدِهِ!




    كلُ شيءٍ في حَياتي يا رفاقي.. يَتَغَيَّرْ!
    وحياةُ النَّاسِ مِثْلي كلُّ حِينٍ تَتَكرَّرْ!
    إنَّ قلْبي مِن شُجوني وسُرورِي يَتَحرَّرْ!
    فَغَدِي يضْحَكُ من أمْسِ كَئيبٍ يَتَعَثَّرُ!
    &&
    ولقد أُصْبِحُ مسْكِناً وأَمْسي مِثلِ قَيْصَرْ!
    ولقد يَحْدُثُ عَكْسُ الأَمْر. إنْ كانَ مُقَدَّرْ!
    ولقد يَنْتَصرُ الجُبْنَ على الشَّامِخ عَنْتَرْ!
    شَبِعَ الطَّاوِي الذي عاش طويلاً يَتَضَّوَّرُ!
    وغدا الأَرْنَبُ كالضَّيْغَمِ يَسْتَشْري ويَزْأَرْ!
    وغدا العُصْفُورُ صَقْراً جارحاً بالطير يَسْخَرْ!
    أَنْذَرَ اليَوْمُ فأَبْكى وأَتى اليَوْمُ فَبشَّرْ!
    فإن قلبي مُطْمئِنٌ لِلذَي قد كنْتُ أحْذَرْ!
    &&
    إزْدَهى اليَوْمُ بِوادي السِّحْرِ والإلْهامِ. عَبْقَرْ!
    فلقدَ جادَ على الفِكْرِ بما شادَ وضَفَّرْ!
    ولقد أَجْـزَلَ لِلْحسّ فزكَّاهُ وعَطَّرْ!
    فإذا باليابسِ المُضْفَرِّ منه عادَ أَخْضَرْ!
    &&
    وإذا بي أنا والشِّعْرُ حَلِيفانِ وأَكْثَرْ!
    كلَّما نادَيْتُه لّبَّى وأرْغى كَغَضَنْفَرْ!
    ولقد كان إذا ناديْتُهُ أَكْدى وأَدْبَرْ!
    ولقد أَوْرَدَ ما أَرْجُوهُ مِن لَحْنٍ.. وأًصْدَرْ!
    &&
    سوف لا أَطْمَعُ مِن بَعْدِ لُهاهُ في حُطامْ!
    لا ولا في المَجْدٍ.. لو أَرْكَبَني مَتْنَ الغَمامْ!
    هو أَغْلا ما أُرَجِّيهِ هو الخُلْدُ التَّمامْ!
    وهو حُلْمِي مُنْذُ أن كنْتُ صَبِياً وغَلامْ!
    &&
    إنَّني أَشْدو بِهِ في الصَّحْوِ أَشْدُو في المَنامْ!
    وهو أَحْلا مِن رُؤى الحُورِ ومن نَشْوى المُدامْ!
    وهو أَزْكى من أَرِيجِ الزَّهْرِ في نَضْرِ الكِمامْ!
    وهو نَسْغُ الحُبِّ يَجْرِي في تَجاويفِ العِظامْ!
    &&
    ما أُعاني بَعْدَهُ مِن مَسِّ فَقرٍ وسِقامْ!
    فهو النَّشْوةُ والمُتْعَةُ في أَعْذَبِ آلاءِ الغَرامْ!
    أَوْ أُبالي أجَلِيدٌ حَفَّ رُوحي. أوْ ضِرامْ
    فهو العاصِمُ والحائِلُ ما بَيْني وما بَيْنَ السَّوامْ!
    &&
    يا هَوى النَّفْسِ.. لقد وَدَّعْتُ في يَوْمِي هَواكي!
    لم أَعُدْ أخْشى من الحُبِّ ولا مَكْرَ الشِّباكِ!
    فَخَميلي من الفَرادِيسِ وفي عالي السِّماكِ!
    فاذْكُرِيني مِثْلَ ذِكْراكِ لِقُرْبي.. في نَواكي!



    قلْتُ لِرُوحي .. أيُّهذا الشَّرِيدْ ـــ ماذا تُلاقي بعد هذى الحياةْ؟!
    عِشْتَ "وما تَهْدَأُ "عَيْشَ الحَرِيدْ ـــ لم تَرْضَ بالرَّوْضِ . ولا بالفُلاةْ!
    حارَبَكَ النَّاسُ فكُنْتَ العَنِيدْ ــــ ولم تَلُذْ مِن حَرْبِهمْ بالنَّجاةْ!
    أَنِفْتَ أَنْ تَحْيا حَياةَ العَبيدْ ـــ ولو تَحَدَّتْك الخُطُوبُ العُتاةْ!
    لم تَجْنِ مِمَّا قد بَذّرْتَ الحَصِيدْ ـــــ كأنَّما أَرْضُكَ كانت رُفاتْ!
    &&
    وكم شَرَعْتَ القَلَمَ الصَّارِما ــــ وما تَخاذَلْتَ فَعَزَّ المِدادْ!
    فَعُدْتَ تَرْثِي رَبْعَكَ النَّائِما لا ــــ باليراعِ الفَذِّ بل بالفؤادْ
    هذا الفؤادُ المنزوي راغماً ـــــ يَنْشُدُ في العُزْلَةِ بَعْضَ الضِّمادْ!
    يَنْشُدُ لكنْ يَسْتَوي قائِماً ـــــــ رَغْمَ الشجا.. رَغْمَ النَّوى والبعادْ!
    لأَنَّه يَأْبَى لَذيذَ الكرى ـــــ وَيرْتَضِي مُنْتَشِياً بالسُّهادْ!
    &&
    العالَمُ اسْتَشْرَى سوى بَعْضهِ ــــ واسْتَسْلَم الأَرْنَبُ للضَّيْغَم..!
    واسْتَيْقَظَ النائمُ من غمْضِهِ ـــــ على زئِيرٍ ظامِىءٍ للدَّمِ..!
    يَخْشاهُ لا يقُوى على رَفْضِهِ ــــ فهو وسيفٌ غَيْرُ مُسْتَعصِمَ!
    يُمْعِنُ منْ بلْواهُ في رَكْضِهِ ـــــ من جَنَفَ يَرْميهِ في مأتَمِ
    رَنا بِتَهْيامٍ إلى أَرْضِهِ ــــ ثم جلامن خَشْيَةِ الأَرْقَمِ
    &&
    فهل سأَجْلو أَنا أم أنْبَري ـــ بِكُلِّ ظَلاَّم شَدِيد المِراسْ؟!
    بالقَلَمَ الجبَّارِ بالمِنبرِ ــــ حتى أرى الأَجمةَ مِثْلَ الكِناسْ؟!
    لا أَرْهَبُ البَغْيَ ولا أَمْتَرِي ــــ فيه ولو لاقَيْتُ كُلَّ ابْتِئاسْ؟!
    يا لَيْتَني هذا فما اشتري ـــــ مَجْدِي بِذُلٍّ مُتْرَفٍ وانْتِكاسْ؟!
    بل أُنْقِذُ المِنْقارَ مِن مِنْسَرٍ ــــ فلا يَخافُ الضَّعْفُ أيَّ افْتِراس؟!
    &&
    إنَّ جِراحي نازِفاتٌ على ـــــ عَجْزي أَنا الطَّامِحُ لِلمكْرماتْ!
    أَرْجو فلا أَقْوى فأَصْبُو إلى ــــ أَنْ أُصْبحَ الأَقْوى على النَّائِباتْ!
    أَنْ أُصَبِّحَ الرَّوْضَ فإنَّ الفلا ــــ تَبْخَلُ أمَّا الرَّوْضُ فهو الهِباتُ!
    يُعْطي. ولا يَبْخَلُ مِمَّا حَلا ـــــ من ثَمَرٍ يُرْضِي الطَّوى. أو فُراتْ!
    ومِن زَهُورٍ نَفْحُها كالطِّلى ـــــ لِكن بلا غَوْلٍ بِهاأُوْشَكاة!
    &&
    يا آهَتي لو كنْتِ دُوَن اليدِ ـــ دُوَن الفَمِ المِنْطيق . دُوَن القَلَمْ!
    بَلْسَم يَوْمٍ نازِفٍ أوْغَدِ ــــ يشفيه مما مَسَّهُ مِن أَلَمْ!
    نُصْرَةَ مَظْلومٍ على المُعْتَدَى ـــــ صَفْعَةَ مَوْثُورٍ على ما اجْتَرمْ!
    يَبُوءُ بالخِزْيِ بها يفتدي ـــ هَوانَهُ منها يُطِيلُ النَّدَمْ
    لَكُنْتُ ذا فَضْلٍ وذا سُؤددِ ـــ وكنْتُ أَجْنِي الوَرْدَ بَعد السَّلَمْ!
    &&
    وكانتِ الدُّنْيا وكانَ الورى أَدْنَى ـــ إلى السَّعْدَ بما يَفْعَلُون!
    لا يَسْتَوِي الطُّغْيانُ فوق الثَّرى ــــ إِلاَّ قَليلاً ثم يَلْقَى المَنُون!
    ما نحن إلاَّ عالَمٌ مُفْتَرى ــــ عليهِ من رَهْطٍ شَدِيدِ الجُنُونْ!
    لكنْ سَيَطْوِيهِ رَهِيبُ السُّرى ـــ طيّاً ويَبْقى عِبْرةً لِلْقُرون!



    لسْتُ أَدْري هَل سوف أَرْجِعُ لِلرَّبْعِ وإلاَّ سَيَرْجِعُ الجُثْمانُ؟! -
    ضاقَ صَدْري بما أُعاني من السُّقْـم***وضَجَّ التَّفكِيرُ والوُجْدانُ!
    ولقد يَشْمَتُ الكثيرون بالرَّاحِلِ عَنْهم وما لَه عُنْفُوانُ! -
    انَّ بَعْضَ الشَّماتِ مَجْدٌ لِمَنْ راحَ ورِبْحٌ يَجُرُّهُ الخُسْرانُ!! -
    هدَفاً كنْتُ للحُقُودِ ولِلنِّقْمةِ جَهْراً واسْتذْأَبَ الشَّنآنُ! -

    ما أُبالي بما يكون إذا ما ***نالَني مِن مُحاسِبي الغُفْرانُ!
    فلقد كَنْتُ في الحياةِ تَقِيّاً ***وغَوِيّاً يَقُودُني الشَّيْطانُ!
    كنْتُ حِلْفَ الأَوْزارِ تأْخُذُ مِنِّي ***ما أرادَتْ. وفي يَدَيْها العِنانُ!
    يا لَها مِن حياةِ غِرٍّ مُطَيعٍ ***حاوَلَ العِزَّ فاحْتَواهُ الهَوانُ!
    يتَمنى الجِنانَ.. وهو الجَحِيميُّ ***فَتَنْأى عن المَخازِي الجِنانُ!

    ويْكَأَنِّي أنا الأَغَيْلِفُ في الأَرْضِ. ولكنْ عَصى عَلَيَّ الختانُ! -
    اوْ أنا الآبِقُ العَتِيُّ. وما يُثِقُ مِنِّي. ولا يُحيفُ الجرانُ! -
    حلَفاءَ الدِّنانِ ما كنْتُ مِنْكُمْ*** فَلِماذا تجْني عَلَيَّ الدِّنانُ؟!
    ولقد يَصْرَعُ الطِّعانُ مَلاَكاً ***ثم يُغْضِي عن الرَّجيمِ الطِّعانُ!

    وَيْلُ نَفْسي مِمَّا تُجِنُّ وما تُظْهِرُ مِمَّا يَحارُ فيه العَيانُ! -

    إنَّ أَمْرِي بِها عَجِيبٌ وكَلاَّ*** فَكِلانا هو الشُّجاعُ.. الجَبانُ!
    لَمْ أُناصِحْ. ولم تُناصِحْ فَصِرْنا ***صَفْقَةً رِبْحُها جَفاهُ الرِّهانُ!
    أَفَترْوِي الدُّموعُ فَقْراً جَدِيباً ***ما رَوَتْهُ زَهادَةٌ وحَنانُ؟!
    كيف يَرْوِي الأُجاجُ قَفْراً.. إلى ***العَذْبِ. إلى الغيث هامياً.. ظَمْآنُ؟!
    وأنا اليَوْمَ في الصِّراطِ فما ***أعرف سراً يُخْفِيهِ عَنِّي الزَّمانُ؟!
    أألحَيُّ سوف أَرْجِعُ لِلرَّبْعِ ***وإلاَّ تَلُفُّني الأكْفانُ؟!
    رُبَّ حَيٍّ يرجو المَمات ومَيْتٍ ***ما ارْتَجاهُ.. يَضِجُّ منْه المَكانُ!
    فَهْو كَلٌّ على الحياةبَغيضٌ*** تَزْدَهِيه بَغْضاؤُهُ واللِّعانُ!

    غَيْرُ مُسْتَشْعرٍ ولو أَثْخَنَ السيف حَناياهُ غاضِباً. والسِّنانُ..! -

    إنَّني خائِفٌ مَصيراً شَقِيّاً*** فيه يَجْفو غُرابَهُ الكَرَوانُ..!
    بَعْد أنْ كانَ شادِياً يَطْرِبُ السمع ويشفي يَراعُهُ والبَيانُ؟! -
    أَفَيَغْدو الماسُ الثَّمينُ رخيصاً ***حين يَغْلُو بَيْنَ الورَى الصَّوَّانُ؟!

    بَعْضُ هذا يُدْمي المُحِسنَّ ويُخْزِيهِ. فما ثَمَّ عِزَّةٌ أو أَمانُ..؟! -

    مَسَّني الضُّرُّ من حياة الزّرازيرِ*** وساء الإِسرارُ والإِعْلانُ!
    كيف للحر أن يطيب له العيش ومِنْ حَوْلِهِ جَوىً وامْتِهانُ؟! -
    فيه بَرَّزتْ حرائِرَ الحَيِّ واسْتَعْلَت عَلَيْهِنَّ في حمانا القِيانُ؟! -

    قَدَرٌ ما نَروُغُ ولو جارَ ***وبَعْضُ الجَوْرِ الخَفِيِّ امْتحانُ!
    رُبَّ ضِيقٍ نَرْتاعُ مِنْهُ ***وما كان ظَلُوماً جانِيهِ بَلْ مَنَّانُ!
    أَشْتَهِي.. أَشْتَهِي المَنُونَ إذا عَزَّ ذَهابي بِه.. وفِيمَ الحِرانُ؟! -
    والذَّليلُ. الذَّليلُ مَن رَضِيَ العَيْش فُضُولاً.. وسَرَّهُ الشَّنآنُ! -

    يا إِلهي. متى أَعُودُ إلى الرَّبْع ***فقد هَزَّتِ الحَشا الأَشْجانُ؟!

    شفَّني السُّقْمُ. واسْتَبدَّ الشَّوْقُ. لمن كُنْتُ أصْطَفِيهِمْ.. وكانُوا! -

    والكيانُ الذي أُحِبُّ. وأَهْلُوهُ*** فَنِعْمَ الهوَى. ونِعْمَ الكِيانُ!

    هي رَوحِي تَهْفُو إِلَيْهِمْ ويَهْفُونَ وعَزَّ السُّلُوُّ النِّسْيانُ! -
    * * * -
    أيُها الرُّوحُ.. أَيُّها الجَسَدُ الفاني سَيَطْوي بَلاءَنا الرَّحْمنُ! -
    أَنْتُما في يَديْهِ.. ما يُقْنَطُ رُوحٌ مِنْه.. ولا جُثمانُ!


    تذكَّرتُ أيَّاماً مضَتْ ولَيالِيا؟! ***قَضَيْتُ بها كِفْلاً من العُمْرِ حالِيا!
    تَملَّكْنَ منِّي نُهْيَتي وحَشاشَتِي*** وأَنْسَيْنَني ما كان عَذْباً وغالِيا!
    وأَنْسَيْنَني حتى أُهَيْلي ومَعْشري ***فما عُدْتُ إلاَّ عاشِقا مُتَصابِيا!
    وما عُدْتُ إلاَّ مُسْتَهِيماً بِخُرَّدٍ*** من الغِيدِ أَصْبَحْنَ الهوى المُتَفانِيا!
    زَمانٌ تَوَّلىَّ ليتَهُ كانَ باقِياً*** ويا لَيْتَهُ كانَ الزَّمانَ المُوالِيا!
    كَأَنِّي به كنْتُ المَلاكَ الذي ثَوى*** بِفِرْدَوْسِهِ يَرْجو الخُلودَ المُصافِيا!
    فَلَمْ أَبْقَ مَخْلُوقاً مِن الأُنْسِ راجِياً ***حُطاماً ومَجْداً.. بل غَدَوتُ المُجافِيا!
    كِلا اثْنَيْهِما كانا لَديَّ تَفاهَةً ***أَمامَ الهوى يُزْجِي إليَّ الأمانيا!
    وكُنَّ حِساناً شامِخاتٍ بعزَّةٍ ***مِن الحُسْنِ ما يَخْتارُ إلاَّ العَواليا!
    إذا اخْتَرْنَ لم يَخْتَرْنَ إلاَّ مُجَلِّياً ***وإلاَّ كَرِيمَا يَسْتَطِيبُ المجانيا!
    له وَحْدَهُ أَلاؤُهُنَّ سَخِيَّةً*** تُضِيءُ حَوانِيهِ فَيُشْجِرَ المغانِيا!
    بِشِعْرٍ إذا ما صاغَهُ جَوْهَراً ***فَآياتُهُ تروي القلوب الصواديا!
    له القَوْلُ مِطْواعٌ كبِئْرٍ مُنَضَّر*** فَيُطرِبُ ألفاظاً. ويَسْمو مَعانيا!
    وما ابْتَذَلَتْ مِنْهُنَّ قَطُّ خَرِيدةٌ ***ولا واصَلَتْ إلا الكَمِيَّ المباهيا!
    &&
    وقُلْتُ لإحداهُنَ يَوْماً وقد رَنَتْ*** إليَّ بِشَوْقٍ يَسْتَرِقُّ الحَوانِيا!
    أَلَيْسَ لِما تَطْوِينَه مِن نِهايةٍ*** تُخِيفُ. وتَطْوِي لِلْقُلوبِ العَوادِيا؟!
    فقالتْ. وقد أَذْرَتْ دُمُوعاً سَخِينَةً ***تشِفُّ عن الحُبِّ الذي كانَ ضاريا!!
    لقد كِدْتُ أَنْسى في هَواكَ كَرامَتِي*** وإنْ كانَ عَقْلي في الهوى كان هادِيا!
    وإنْ كُنْتُ لم تَنْسَ العَفافَ فَصُنْتَني*** وآثَرْتَ مِنِّي عِفَّةً وتَدانِيا!
    أراكَ كَروُحي بَلْ وأَغْلا مَكانَةً ***فكيف لِصادٍ أَنْ يَعافَ السَّواقِيا؟!
    &&
    وَمَرَّتْ بِنا الأَيَّامُ ثم تَنكَّرَتْ ***فيا لحياةٍ تَسْتَطِيبُ المآسِيا!
    تَرُدُّ بِها العاني إلى اللَّهْوِ عابِثاً*** وتَمْسَخُ مِن أَحرارِهِنَّ غَوانِيا!
    &&
    …………… بعْدَ تَرَهُّبي*** وبَعْدَ اعْتِيادِي أَنْ أرى الرَّوْضَ ذاويا!
    وقد عَرَفَتْ مِنِّي الذي كانَ حاضِراً ***كما عَرَفَتْ مِنِّي الذي كانَ ماضَيا!
    تَأَنَّ.. فَما كُلُّ الحِسانِ كَمِثْلِها ***ودَعْ عَنْكَ أَيَّاماً مَضَيْنَ خَوالِيا!
    فَإنَّ لك الحُسْنى لدَيَّ فَصافِني*** تُصافِ فُؤاداً مِنكِ يَرجو التَّلاقيا!
    يَعيشُ زَماناً بالمُنى تَسْتَفِزُّهُ ***إِليكَ وتَرْضى في هَواكَ الدَّواهِيا!
    عَرَفْتُ بِما لاقَيْتُ منها فَسَاءَنِي ***وما هي قد لاقَتْهُ. فارْتاحَ بالِيَا!
    لقدْ رَثَّ مِنْها ما ازْدَهَتْ بِجَدِيدِهِ*** وقد نَدِمَتْ مِمَّا أَشابَ النَّواصِيا!
    وقد بَلَغَتْ بالحُزْنِ أَقْصى مَجالِهِ ***وعادَتْ كَمِثْلِ الضَّلِّ يُدْمي المآقيا!
    فَلا تَبْتَئِسْ. إِنِّي الوَفِيَّةُ في الهوى ***وإنِّي به أَدْرى. أَجْلى مَرائِيا..!
    أُحِبُّكَ حتى ما أَراكَ سِوى الرُّؤى*** تَطِيبُ وتَحْلو أَيْنَما كُنْتَ ثاوِيا!

    رحلْتَ وخلَّفْتَ الرّفاقَ بواكياً ***عليك وكانوا بالقوافي شوادِيا!
    وكانوا وما زالوا إليك صوادِياً ***فَمَنْ ذا الذي يَسْقي ويَرْوِي الصَّواديا؟!
    ومَن ذا الذي يُرْضِي الحواضِرَ كلَّهم ***ومَن ذا الذي من بَعْدُ يُرْضي البواديا؟!
    لقد كنتَ في دُنْيا المَشاعِر صاحياً*** وما كنْتَ في دُنْيا المشاعِر غافيا!
    وكنتَ المُجَلِّي في السِّباقِ وإنَنِّي ***سأَغْدو والمُصَلِّي أَيْنَما كنْتُ ثاوِيا!
    كفَرْعَيْنِ كنَّا دوْحُنا مُتَطاوِلٌ ***بِرَوْضٍ نضيرٍ لم يَكُنْ قَطُّ ذاوِيا!
    إلى أن دعا داعي المنية مُرْجِفاً ***فَلبَّيْتَ ما أقْسى وأَحْنى المُنادِيا!
    وسوف ألَبِّيه قريباً وانْثَنى*** إليك كنَجْمَيْنِ الغداةَ تَواريَا!
    &&
    أَرَبَّ القَوافي العُصْمِ. أَصْبَحْتَ خالِداً ***فما كنْتَ مِهذاراً ولا كنتَ لاهِياَ
    ولكنَّه الجِدُّ الذي شَرُفَتْ به*** معانِيكَ حتى نَوَّلتْكَ المعاليا!
    فَجُبْتَ الذُّرَى حتى افْتَرَعْتَ سنامَها*** وجابُوا سُفوحاً أَمْحَلَتْ وفيافيا!
    إذا العبقريُّ الحقُّ غاب تطاولتْ ***مآثِرُهُ بين الأنام حوالِيا!
    وغاب أُناسٌ قبله ثم يعده ***فكانوا فَقاقيعَ الشَّرابِ الطَّوافِيا!
    وكنْتَ كَمِثْلِ النَّجْم يَسْطَعُ سَرْمَداً ***فَيًسْعِدُ أيَّاماً لنا وليالِيا!
    وقد كنتَ فَذّاً في الرجال مُسَوّداً ***بِفِكْرٍ إذا جَلَّى أضاء الدواجيا!
    وكان عَصِيُّ الشِّعرِ يُلْقي قِيادَه ***إليك ويَدْنو منه ما كان نائيا!
    ونَعْجَزُ عن بعض القريض ويَسْتَوِي*** لديك مُطِيعاً أحْرُفاً ومعانِيا!
    فَتَخْتارُ منه ما تشاء قصائداً*** تَسُرُّ حنايانا وتُذْرِي المآقِيا!
    وها كنتَ مِجداباً وما كنت مُصْفياً ***كما زعموا بل كنتَ كالنَّهر جاريا!
    ولكنَّكَ اخْتَرْتَ السَّكوتَ تَرَفُّعاً*** عن الهَزْل يُزْجِيه الشَّعارِيرُ هاذِيا!
    ولَيْتَكَ لم تَسْكُتْ فأنَّى*** لِبُلْبُلٍ سكوتٌ فقد يُدْمي السكوتُ الحوانيا!
    &&
    لقد كان بالشَّدْوِ الرَّخيم مُداوِياً*** وكان به نَجْماً إلى الدَّرْبِ هادِيا!
    رعاكَ الذي أَسْدَى إليك ولم تكُنْ*** جَحُوداً فأسْدَيْتَ الأماني الغواليا!
    لَشَتَّانَ ما بَيْنَ الثَّرى مُتَطامِناً ***وبَيْنَ الثُّرَيَّا حِطَّةً وتعالِيا!
    &&
    تَذَكَّرْتُ ما كُنَّا بِه من تآلُفٍ*** حَبِيبٍ ولم أَذْكُرْ قِلًى وتَجافِيا!
    وكيف وما كنْتَ العَزوفَ عن الهُدى ***ولا المَجْد يوماً فَاسْتَبَنْتَ الخوافِيا!
    وما كُنْتُهُ يوماً فَعِشْناتآخِياً ***كريماً يُمَنِّينا وعِشْنا تَصافيا!
    وما كنْتُ أَرجو أَنْ تَرُوحَ وأَسْتَوِي*** بِرَبْعي حزيناً دامِعَ العيْنِ راثِيا!
    ولكنَّه حُكْمُ القضاءِوما لنا ***سوى الصَّبْرِ مِعْواناً سوى الصَّبْرِ آسِيا!
    يُخَبِّرُني أَنَّني سأَلْقاك في غَدٍ ***فيَلْقى كِلانا مِنَّةً وأَياديا!
    ونَلْقى مِن الله الكريمِ تَجاوُزاً*** ونَلْقاهُ رحْماناًونلْقاه راضيا!
    تباركْتَ رَبِّي ما أَجَلَّكَ حانِياً ***عليناوإنْ كُنَّا غُواةً ضوارِيا!
    &&
    فقُلْتُ لها.. كُفِّي فَإِنِّي مُرَزَّأٌ ***فلَنْ أَسْتَوِي في مَرْبَع الحُبِّ ثانيا!
    لَسَوْفَ سَتَسْلِين الهوى وسِفاهَهُ ***وسَوْفَ سَتَلْقِينَ الهوى عَنْكِ ساليا!
    تَظُنِّينَ مِثْلي أَنَّ حُبَّكِ خالِدٌ ***وكلاَّ. فَمُذْ كانَ الهوى. كان فانِيا!
    &&
    أدُنْيايَ ما أَحْلا الحَقِيقةَ في النُّهى*** وفي الحِسِّ. ما أَنْكى الخَيالَ المُداجِيا!
    وقد كنْتُ –وَيْحي- شاعراً مُتنَكِّباً*** هُدايَ. فإِنْ عُوتبْتُ كنْتُ المُلاحيا!
    أَرى واقِعي رَوْضاً فَأصْدِفُ سالِكاً ***قِفار خَيالٍ مُسْرِفٍ.. وفيافيا!

    هذه القصة ترويها هذه القصيدة ذات القوافي المتعددة..

    دَنا وتَدَلىَّ.. ثم أَمْسَى بِقُرْبِهِا ***كأَنْ وَرَدَ الفِرْدَوْسَ فاستعذب الوِرْدا!
    وقالت له. ما أعذب الوصل بَيْنَنا*** فقال لها أَوّاهِ. ما أَعْذَبَ الرِّفْدا!
    &&
    تَمنَّيْتُ أَنْ لو عِشْتُ في الرَّوْضِ راقصاً***فأَطْعَمَ منه المَطْعَمَ اللَّذَّ والشَّهْدا!
    وأشْتَمُّ منه الوَرْدَ أَعْطَرَ يانِعاً***وأَلْثُمُ منه الثَّغْر –والنَّحْرَ- وَالنَّهْدا!
    &&
    هنا كل أَلْوانِ الهناءِ. فَلَنْ يرى غدى *** مِثْلَ يَوْمي المُسْتَفِيضِ من الرَّغْدِ!
    هنا الحُبُّ يَشْدُو بالجَمالِ ويَزْدَهي *** بآلائِهِ ما يَشْتَكي لَوْعَةَ الوَجْدِ!
    تَذَوَّقْتُ منه ما اشْتَهيْتُ من النَّدى *** وعانَقْتُ فيه ما اشْتَهَيْتُ من الوَعْدِ!
    وقُلْتُ لها يا نَفْسُ. هذا هو الهَوى *** يَلَذُّكِ من قُرْبٍ. ويَشْفِيكِ من بُعْدِ!
    تَركْتُ الذي يَهْوي إلى الدَّرْكِ بالمُنى *** فأَسْرَيْتُ من سَفْحٍ وَطيءٍ إلى نَجْدِ!
    فما إنْ يَرى فيه ضَمِيري سِوى *** الرُّؤي تُطِلُّ عليه بالسَّراوَةِ والمَجْدِ!
    وما فيه مِن صَدٍّ. ولا فيه من قِلًى *** ولا مِن سهامٍ قاتِلاتٍ. ولا جُرْدِ!
    ولكِنْ غُناءٌ.. بَلْ أَغارِيدُ بُلْبُلٍ ***ونَشْوَتُه من إِلْفِهِ. وشذَى الوَرْدِ!
    &&
    كلانا يَعِشُ العُمْرَ في صَبَواتِهِ *** وفي أُنْسِهِ بالصَّفْوِ.. والمَنْزِلِ الرَّحْب!
    قد اتَّفَقا حِسَاً.. كما اتَّفَقَا حِجًى *** فَطابا بِعَيْش ما يَمَلُّ من القُرْبِ!
    وكيف يَمُلُّ القُرْبَ مَن عاشَ لاهِفاً ***عليه. فَلاقى مُتْعَةَ العَقْل والقلب؟!
    تمرُّ بِهِ السَّاعاتُ عَجْلى كأنَّها *** ثَوانٍ كَحِلْمٍ مُسْعِدٍ بِالجنَى العَذْبِ!
    &&
    أَجَلْ. هو حِلْمٌ مُسْعِدٌ ثم يَقْظَةٌ ***تَرَنَّحَ منها الحالمانِ.. وزُلْزِلا!
    فَتِلْكَ التي أَغْرَتْهُ بالدَّلِّ واللُّهى *** نَأَتْ عنهُ غَدْراً. فاسْتَرابَ وأَجْفَلا!
    وقالتْ له ما كنْتُ إلا فَرِيسَةً *** لِذِئْبٍ رأى فيها شَراباً ومَأْكَلا!
    فَدَعْني فقد أَثْقَلْتَ. وانْشُدْ ضَحِيَّةً *** سِوايَ. فقد لاقَيْتُ غَيْرَكَ أَفْضَلا!
    فقال لها أَحْسَنْتِ بِالهَجْرِ إنَّني *** أَراني بما قد كنْتُ فيه مُغَفَّلا!
    وقَلْبي الذي قد كانَ فِيكِ مُتَيَّماً ***صحا ورأى الإِبْرِيزَ قد عادَ جَنْدَلا!
    تَحَوَّلَ عن حُبِّ اللَّعُوبِ تَرَفُّعاً ***وأَنْتِ التي أَيْقَظْتِهِ.. فَتَحَوَّلا!
    أَلَسْتُ بهذا كنْتُ أَرْبَحَ رَابِح؟! ***وأَنْتِ به كُنْتِ السَّرابَ المُضَلِّلا؟!
    &&
    سأَشْدو فَيَرْوِي الغيدُ شِعْرِيِ مُحَلِّقاً ***ويَنْظُمْنَ فيه العِقْدَ زَهْراً مُؤَرِّجا!
    يُحَلُّونَ أعناقاً به وتواصِياً ***ويُلْقِينَ إبريزاً وماساً تَوَهَّجا!
    ويُنْشِدْنَ عنْه الشِّعْرَ يُشْجي بِلَفْظِهِ *** ومَعْناهُ حرا لا يَذِلُّ.. وأَبْلَجا!
    أنا الرُّوْضُ أَثماراً وزَهْراً وجَدْوَلاً ***وإنْ كُنْتُ شَوْكاً لِلضَّلالِ وعَوْسَجا!
    &&
    لعلَّكِ بَعْدَ البَيْنِ والنَّأْيِ قد بدا ***لِعَيْنَيْكِ ما أَشْجى وما أَوْرَدَ الخُسْرا!
    سَمِعْتِ من الأَتْرابِ ما أَرْمَضَ الحشا *** حشاكِ. وقد عادَ النَّسيمُ به جَمْرا!
    فهل ذرفت عيناك أَدْمع نادمٍ ***على الحُبِّ كانَ الطُّهْرَ فاخْتَرْتِهِ عِهْرا؟!
    لقد كُنْتُ في مَغْناكِ بَدْراً مُضَوِّئاً *** دُجاكِ. ومُنْذُ اليوم لن تُبْصِري البَدْرا!
    &&
    ولن تُبْصِري إلاَّ النَّشاوى بِشَهْوَةٍ ***إذا اقْتَرفُوها أَعْرضُوا وتَهَرَّبوا!
    وأَبْقُوا الأقاويلَ المَشِينَة وَصْمَةً ***كأَنْ لم يكُونوا بالأقاوِيل أَذْنَبُوا!
    بِلا حَرَجٍ قالوا. وقد يَنْشُرونَها ***لِيُعْجِمَ فيها الشَّانِئوكِ.. ويُعْرِبُوا!
    وما زَعَموا بل كانَ حَقّاً لهُم *** فما يَسْتَطِيعُ الَّوْدَ عَنْكِ.. مُكَذِّبُ!
    &&
    هذه القِصَّةُ ما كانت خَيالاً *** بَلْ هي الواقِعُ في أَخْزى المَجالي!
    هي للسَّارِينَ أَجْلى عِبْرَةٍ ***من دُرُوبٍ سَيْطَرَتْ فيها السَّعالي!
    ولئِنْ كانوا ذِئاباً تَرْتَوِي *** مِن دِماءِ الغِيدِ.. أم كانوا ثعالى!
    فلقد يَنْفَعُها أَنْ تَهْتَدِي ***بعد طُولِ الغَيِّ بالسِّحْرِ الحَلالِ!


    عِشِيَّة لاقَيْتُ المليحةَ في الدُّجى*** فقالتْ أما يَخْفى عليك مَكاني؟!
    فقلتُ بلى لكنَّ لي بين أضلُعي*** عُيوناً تُرِيني جَدْولي وجِناني!
    وأَنْتِ هُما.. أنتِ التي لا تُرٍيحني ***بِوَصْلٍ . ولا تُشقْى بِقطْع عِناني!
    تَدَفَّق إِلهامي من شَكاةَ فحاوِلي ***تَدَفُّقَه بالحَمْدِ بِضْعَ ثَواني!
    فَقالتْ سَتلْقاني الحَفِيَّةَ بالهوى*** هَواكَ. ولا أصْبو إلى عاشِقٍ ثاني!
    أَلسْتَ الذي يُزْجِي القوافِي شُرَّعاً*** فَتَفْعَلُ ما لا يَفْعَلُ اللَّهْذَمُ القاني؟!
    أَلسْتَ الذي يُمْسي ويُصْبحُ شادِياً ***بِحُبَّي. ولو ألْقَيْتُه بَيْن نِيرانِ؟!
    أَلسْتَ الذي عافَ الحِسانَ وبرَّني ***بِحُبَّ شجاني .. واصْطَفاني بألْحانِ؟!
    فقلتُ رعاكِ الله . يا ذاتَ بَهْجَتي*** ويا سِرَّ إْلهامي. وصَبْوَةَ أشْجاني!
    فما أَنْتِ لي إلاَّ الحياةُ فإنْ نَأَتْ ***تَلاشَيْتُ واسْتَخْذى يَراعي وتَبْياني!
    وعادتْ بلا شَدْو طَرُوب بَلابلى*** بِقَفْرٍ مُخِيف ما بهِ غَيْرَ غِرْبانِ!
    فأنْتِ عُيوني أَسْتَشِفُّ بها الرُّؤى*** وأَنْتِ .. وقد أَسْمَعْتِني الحُلوَ .. آذاني!
    فقالت لقد مَجَّدْتَني وَرَفَعْتَني ***إلى قِمَّةٍ .. يا صِنْوَ مُسَّ وسَحْبان!
    فَتُهْت على كلَّ الحِسان . فَقُلْنَ لي*** لقد صِرْتِ عند الشَّعْرِ أَنْضَرَ بُسْتانِ!
    ولَمَّا نَعُدْ في فَكْرِه وشُعوِرِهِ ***سوى شَجَر ذاوِ يَلُوذُ بِقِيعانِ!
    نَراهُ كمجْنُونٍ بَلَيْلاهُ.. سادِرٍ ***بغَيَّ.. وما يُشْقِي الهوى غَيْرُ غَيَّانِ
    فقُلْتُ لها تيهي على الغيدِ وافْخَري*** عَلَيْهِنَّ.. حتى يَنْقِلَبْنَ بِخُسْرانِ!
    فإِنَّكِ بَدْرٌ يَسْتِثيرُ كواكِباً ***غَيارى حَوالَيْهِ. هَذَيْنَ ببَهتْانِ!
    هَذَيْنَ بهِ حِقْدا عليكِ ونِقْمَةً ***عَلَيَّ. وما أَشْقى . فَلَسْتُ بِشَيْطانِ!
    قد اخْتَرتُ ما أرْضى الضَّمِيَر وصانَهُ ***من العَبَثِ المُزرِي بِشِعْري وعِرْفاني!
    فقالت ولن أَشقى بِحُبَّكَ عاصِماً ***فما ضَلَّ أَنْ أَثَرْتَ حُبًّكَ وُجْداني!
    وما ضَلَّ إيماني بِهِ مُتَبَتَّلاً ***ولا ضّلَّ -يا مَن يُسْعِدُ الحُبَّ- حُسباني!
    وجَدْتُ به بعد الضَّلالِ هِدايتي ***إلى كلَّ ما يَطْوي الظُّنُونَ.. بإِيقان!
    وما خِفْتُ مِن حِقْدٍ عَلَيَّ فَرُبَّما.. ***تَنَوَّرْتُ مِنه في الدَّياجيرِ شُطْآني!
    فقُات لها هذا الحُبُّ فاسْعَدي*** وكَلاَ. فقد لاقَتْ بِه السَّعْدُ نًفْسانِ!
    أراه جَدِيراً بالرِّضا وهِباتِهِ ***وسوف أُوافِيِهِ بأَكْرَمِ قُرْبانِ!
    جَزاني بشِعْرٍ ثم ثَنَّى بِعِفَّةٍ ***وثَلَّثَ ما أَشْجاهُ بالشَّغَفِ الحاني!
    فإِن شاءَ قُرْباً لم أكُنْ عنه نائِياً ***وإنْ شاءَ بُعْداً كنْتُ منه أَنا الدَّاني!
    فقالت . وقد سَمت الدُّموعَ بعَيْنِها*** تُضِيءُ كنجم شَعَّ في عَيْنِ رُبّانِ!
    فَدَيْتُكَ. ما أَنقى هواكَ يَرُدُّني ***إلى الرُّشْدِ يَشْفينيِ من الشَّنآنِ!
    ولَسْتُ أبالي بالحِسانِ يَنُشْنَني ***فما هُنَّ في عَيْنَيَّ غَيْرُ قيانِ!
    وما أنا إلاَّ حُرَّةٌ طَهّرَ الهوَى*** حَشاها فما عَاشَتْ كَعَيْشِ غَواني!
    فَقُلْتُ لها هذا هو العَيْشُ يزدري*** بكل مَتاعيْ عَبْقِ وجُمانِ..!
    ويَزْهُو بَلأْلاءِ الجَمالِ مُزَمَّلاً ِ***طُهْرٍ فما يَخْزى من النَّزَوانِ!
    أَبانَتْ لِيَ المِرْآةُ منكِ كريمةً ***حَصاناً تَجَلَّتْ في هُدى وحَنانِ!
    سأَشْدو. وتَشْدُو بالهوى وشُجُونِهِ ***وجَلَّ الهوى يَشْدُو به قَلَمانِ!
    أشادَتْ بِشَدْوِي واسْتجابَتْ لِجَرْسِهِ ***وقالتْ لقد حَلَّقْتَ يا كَرَواني!

    |~|~|~|~|...|~|~|~|~|
    خِـــتَامـــاً:-
    |~|~|~|~|...|~|~|~|~|

    أتمنى أنها رآقت لكُم كثيراً.لأني أقتضطَفْتْ القليل من قصائده ففي جُعبَته
    ما يتَجاوز الــ100 قصيده..!!
    شكرا عزيزي القارئ لوصولكَ الى ............هُنا
    وإلى لقاء ٍ آخر أن شاء الله.(:
    مودتي..~
    وصلي اللهم وسلم على سيدنا وشَفيعنا محمد-صلى الله عليه وسلم-


    التعديل الأخير تم بواسطة ♫هُدوءْ الذآتْ♫ ; 13-6-2010 الساعة 12:44 PM

  2. #2

    الصورة الرمزية blue star

    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المـشـــاركــات
    3,034
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ॐਊૐ¸¸.•~\…مُحَمَد حَسنْ فَقِي [روآآئــع] …~•.¸¸ૐਊॐૈૈ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ماآ شاء الله
    هذه القصائد راآئعة جدا
    جميعها مميزة
    لا يمكن تفضيل بعضها على بعض

    شكرا لك عزيزتى على الموضوع الاكثر من راآئع
    وبانتظار جديدك دائما باذن الله
    وبالتوفيق

  3. #3

    الصورة الرمزية ♫هُدوءْ الذآتْ♫

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    1,270
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ॐਊૐ¸¸.•~\…مُحَمَد حَسنْ فَقِي [روآآئــع] …~•.¸¸ૐਊॐૈૈ

    blue star
    وعليكم السلام ورحمة الله .~
    سُعِدتُ لانها نالت على اعجابكِ
    انتقيتُها من بحور شعره فما زال هُناكَ الكثير لهُ
    شكرا لمروركِ عزيزتي.~
    في امان الكريم..~

  4. #4

    الصورة الرمزية هلوله

    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المـشـــاركــات
    2,240
    الــــدولــــــــة
    اسبانيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ॐਊૐ¸¸.•~\…مُحَمَد حَسنْ فَقِي [روآآئــع] …~•.¸¸ૐਊॐૈૈ


    ياه رائعه جداً

    كيف طَوى ذاك الجمالَ الرَّدى ... وانْقَلَبَ السِّحْرُ عَلى السَّاحِرِ؟!
    عاد به المَهْجُورُ في جَنّةٍ ... ولَيْسَ بالباكي ولا السَّاخِرِ

    وليس بالتَّاعِسِ من جَوْرِهِ ... وليس بالآسِي على الجائِرِ!
    وأَنْتِ ما عُدْتِ سوى لِلأسَى ... بعد الخَنى. بعد الضُّحى العابِرِ!
    ما أَرْوَعَ القِصَّة هذي الَّتي ... تَرْوِي عن المَهْجُورِ والهَاجِرِ!

    راقت لي كثيراً =))

    احسنت الاختيار عزيزتـي =))

    دمتِ بخيـر ^^

  5. #5

    الصورة الرمزية ♫هُدوءْ الذآتْ♫

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    1,270
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ॐਊૐ¸¸.•~\…مُحَمَد حَسنْ فَقِي [روآآئــع] …~•.¸¸ૐਊॐૈૈ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....~

    هلوله

    حياكِ الله..^^
    شكرا لكرورك الطيب وسعيده بأنها نالت على إعجابكِ
    أدامكِ الله وأدام تواجدكِ..~!
    حفظكِ الله من كل مكروه ..~!
    في أمان الله

  6. #6

    الصورة الرمزية الـقائد

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المـشـــاركــات
    2,160
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ॐਊૐ¸¸.•~\…مُحَمَد حَسنْ فَقِي [روآآئــع] …~•.¸¸ૐਊॐૈૈ

    وعليكُم السلام ورحمةُ اللـه وبركاتُه ..

    ما شاءَ اللـه موضوع رائع وأبيات قرأتُها كانت وتبقى جميلة ..

    فعلاً مع التصفُح تتعرف على كثير ٍ من الشُعراء المجهُولين ..

    جزاكِ اللـهُ خيراً أُختي على هذا الموضوع الطيب ^_^ .

  7. #7

    الصورة الرمزية ♫هُدوءْ الذآتْ♫

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    1,270
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ॐਊૐ¸¸.•~\…مُحَمَد حَسنْ فَقِي [روآآئــع] …~•.¸¸ૐਊॐૈૈ

    السلام عليكم ورحمة الله..~!

    القائد
    وجزاك الله بالمثل ..~
    شكرا لمروركم الطيب..~!
    أنا عني..لم أبحث في الشعر والأدب كبحثي الكثير الآن
    والفضل يعود لله ثم للتصفح ...!! شكرا لك ثانيه في أمان الله ...~
    .
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...