السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد استقبلنا و بقضل الله تعالى رمضان الماضى
ثم ودعناه وحزنا أشد الحزن لفراقه
و ماهى إلا شهور مرت كالثوانى
و ها نحن نستقبل رمضاناً اخر و اناس كثيرون أدركوا رمضان معنا و اليوم هم من سكان القبور ينتظرون قيام الساعة وربما يكون هذا اخر رمضان لنا
فأن ادركناه فهى بشرى تساقط لها الدموع ويسعد بها القلب
و قد قال صلى الله عليه وسلم : قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه يفتح فيه أبواب الجنه ويغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم
رواه النسائى و البيهقى بأسناد حسن
نعم كم من قلوب تمنت و انتظرت و حنت
ان يأتى ذلك الشهر الذى تضاعف فيه الحسنات و تكفر السيئات وترفع فيه الدرجات وتفتح أبواب الجنه و تغلق أبواب النار ففيه من جليل الأعمال و من عظم الأجور
فما عرفنا عن غزوة بدر و حطين ولا فتح الأندلس إلا فى شهر رمضان المبارك
فكان السلف رضى الله عنهم يدعون ربهم ستة أشهر كى يبلغهم رمضان
فكانت حياتهم بين باك و غاص بزفرته وساجد وباكى وداعى لم يكونوا رمضانيون بل ربانيون
اقوام صدق فيهم قوله تعالى ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ
يَدْعُون َرَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوايَعْمَلُونَ )
المسئله هى ليست ترك الأكل و الشرب !!
فقد شرع لكى يعرف الأنسان ان له رب حكيم عليم يشرع الصوم متى شاء و يبيح القطر متى شاء يحكم ما يشاء ويختار ما يشاء سبحانه وتعالى
فهل يكون تقياً من تصوم بطنه ولا تصوم عينه !!! ولا سمعه ولا لسانه
وها قد حبست شاطين الجن فتحركت شياطين الأنس
هل تبلدت أحاسيسنا وصرنا لا ننكر المحرمات وتكشف الفتيات والسرقات و ننتظر المسلسلات !
و ها نحن نخدع بالمسلسلات الدينية
الله سبحانه وتعالى فضلنا عن كثير مما خلق بالقرآن والذكر و الصيام
فالنتقى الله سبحانه وتعالى لعل اللع يغفر ذنوبنا نعم فهى تدخل معنا قبورنا طوبى لمن مات فماتت معه ذنوبه
أسأل الله تعالى ان يجعلنا من اهل الجنة و ان يجعلنا هداه مهتدين لا ضالين و لا مضلين
أسأل الله تعالى ان يعيد علينا رمضان مرات عديدة وكرات مديده
ادعو الله فى رمضان فالدعاء مستجاب فيه إن شاء الله
مشاركة الاخ محمد شريف جزاه الله خير الجزاء
في الحقيقة ... لا أحد يفتح بابه لرمضان في الآونة الأخيرة إلا من رحم ربي ... نعم لا أحد يفتح بابه لرمضان ...
من ينظر في هذه الأيام الصحف ... يجدها مليئة بالمقابلات و المقالات عن الأعمال التلفزيوينة الحصرية فقط لشهر رمضان بالكامل.
من ينظر إلى التلفاز ... لا يكاد يتوقف إعلان عن مسلسل درامي إلا ويظهر له آخر وبشكل حصري لهذه القناة و ذلك لتلك القناة حتى أن الإنسان ليشعر بالأسى لحاله ويرثى لنفسه التي باتت مرتعاً لمزبلة المسلسلات و التفاهات التي تمتلئ بها أيام رمضان ...
من ينظر للشارع ... يجد صوراً للممثلين و الممثلات الذين تحجرت أجسادهم و ذابت وجوههم واسود بريق أعينهم في كل مكان ... في أعلى الجسر و في النفق و على إعلانات أعمدة الإنارة ... قنوات تلفازية محلية تتنافس على استقطاب أكبر قدر من البشر ...
لماذا كل هذا لا ندري ... لماذا يحارب المسلمون بعضهم البعض ... لماذا يستمر هؤلاء "المزابل" في بث إعلانات عن كل ما سيظهر في رمضان قبل بداية رمضان بشهرين ... لماذا يكون هناك احتفال ضخم للاعلان عن الأعمال التي ستعرض في رمضان ... لماذا يحاربنا أبناء جلدتنا ...
الأدهى من ذلك كله ... لماذا يسمح "ولاة الأمور" بكل هذا الهراء ... الله المستعان.
طوال شهر رمضان لا ينكف الناس عن مناقشة ما شاهدوه في اليوم الماضي ... هذا يناقش و هذا يحلل والآخر يذم أشكال الممثلين و تبرجهم و عمليات التجميل و مع ذلك يستمر في المشاهدة ... وهناك من يتعب نفسه في تسجيل هذه التفاهات وإعادة رفعها على الإنترنت للجميع ...
سبحان الله ... صلاة التراويح باتت رياضة بدنية سريعة ! الجمعيات التعاونية و المحلات التجارية أصبحت تبارك لك شهر رمضان بعروض لأطعمة كثيرة جداً لا فائدة منها ولا تسمن ولا تغني من جوع وإنما فقط للربح المالي ...
كل سنة الناس تخرج مواضيع عن المسلسلات و مواضيع عن الطعام المهدر ومواضيع عن إضاعة الوقت ومواضيع ومواضيع و مواضيع ... لكن هل هناك من تكلم ؟!
هل هناك من وصلت به الجرأة للتوجه إلى ولاة الأمر لنصحهم و طلب عونهم لوقف هذه المهازل؟ لا ... أتعرفون لماذا؟ لأن كل من يتكلم بالحق ... يحصل له من الأمور التي لا تخفى عنكم ليكون عبرة لغيره ... فيخشى الجميع على أنفسهم وعلى أهلهم و أعمالهم ... فما هي إلا عدة سنين نحياها على هذه الأرض وبعدها نغادر ...
لا أحد يعلم متى يموت ... بالأمس القريب توفيت إحدى قريباتنا بالسرطان عافاكم الله ... كان في أوج صحتها و نشاطها والجميع يشهد لها بالصلاح و الطيبة ... فجأة وخلال الثلاث أشهر الماضية ... استشرى المرض في جسدها ... و دفنت منذ أسبوعين ... اللهم أسألك أن ترحم موتانا وموتى المسلمين جميعاً ...
اللهم بلغنا رمضان ... فلا نعلم ما ينتظرنا ...
مشاركة من الاخت معتزة بدينى
فحقاً لم يعد أحداً يفتح بابا لرمضان كشهر عبادة وذكر ورحمة عسى أن يغفر الله له ذنوبه ويعتق رقبته من النار بل فتحوا بابا لرمضان كما تهوى أنفسهم من تجهيزات وتحضيرات وكل ما تسمعه آذاننا وتراه أعيننا فى شوراعنا وطرقاتنا فوأاسفاه على حالنا كمسلمين .
ألم نعلم ما قاله رسولنا صلي الله عليه وسلم عن هذا الشهر وما به من خير :
"جاء عن الإمام أحمد والنسائي بسند صحيح أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقول للصحابة في أول رمضان : أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنة ، وتغلق أبواب الجحيم ، وتغل مردة الشياطين ، فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم "
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم .
أتى رمضان مزرعة العباد *** لتطهير القلوب من الفساد
فأد حقوقه قولاً وفعلاً *** وزادك فاتخذه للميعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها *** تأوه نادماً يوم الحصاد
ألم يتامل من فتح بابا لرمضان على طريقته أن يأتيه الزائر الذي لا يستأذن ليخبره أن ساعه سفره قد أزفت وأن ساعة رحيله قد أتت فماذا سيفعل وهو لم ينتهج نهج السلف وانتهج نهج الخلف ممن ضيعوا الدين وأفقدوا رمضان حلاوته الحقيقية ومذاقه الخاص به وجعلوه شهر مسلسلات وسهر وبذخ وملذات
كم كنت تعرف ممن صام في سلف *** من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم حياً *** فما أقرب القاصي من الداني
ومعجب بثياب العيد يقطعها *** فأصبحت في غد أثواب أكفانِ
فهل نتأمل حالنا ونبدء بأنفسنا وأهلنا ونفتح بابا لرمضان كما أمرنا الله سبحانه ووضح لنا رسوله صلي الله عليه وسلم عسي أن يقلدنا جيراننا ثم ومن حولنا ونكون نواة خير .
ويكون حري بنا وبما منّ الله به علينا بإدراك رمضان أن نجعل أيامه ولياليه لا تذهب سدي فما هي إلا أياماً معدودات تُستقبل بالتوبة والإنابة والاستعداد له بالجتهاد في القربات والمسابقة فى انواع الطاعات فهو شهر توبة وإنابة وخشوع وإخبات لله تعالي لا شهر كسل ونوم بالنهار وسهر بالليل أمام قنوات أخذت على عاتقها محاربة الفضيلة وقد جعلت رمضان سوقاً لبضاعتها الكاسدة تتنافس في ما خططت له عاما كاملاً لتعرضه على المسلمين على مائدة الإفطار وفي وقت صلاة التراويح وفي ساعات السحر لتصد عن سبيل الله فهل من وقفة صدق ومحاسبة مع النفس . ولنكن حين نصوم يصوم معنا سمعنا وبصرنا ولساننا عن الكذب
إذا لم يكن في السمع مني تصاون *** وفي بصري غض وفي منطقي صمت
فحظي إذاً من صومي الجوع والظما *** فإن قلت إني صمت يومي فما صمت
فى رعاية الله
المفضلات