بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
..
لا بدّ وأن كل واحد منّا قد لاحظ كثرة المواضيع من شاكلة :
"كيف أجعل الناس يحبوني؟" , "كيف أجعل صديقي يحبّني؟" ... زوجي.. زوجتي...
" كيف أكون شخصية جذابة! " , بل ! ووصلوا إلى مرحلة : "كيف تجعل الناس يحبونك خلال ثواني؟" خخ
نسأل الله السلامة والعافية!
أعترف حقيقةً.. بأنّي لم أكن أتصوّر أبدًا أن الناس يريدون أن يكونوا محبوبين إلى هذا الحد!
ولكن الأمر الأكثر غرابة هو أن بعض هذه المواضيع – عندما قرأتها من باب الفضول! - تحتوي على أمور خاطئة.. منها المبالغة في التذلل وهكذا ..
لهذا قررت أن أصحح أخطاء بطليموس ^^"
أقصد .. أن أكتب شيء بهذا الصدد لكن بواقعية, وصراحة أكبر ..!
فمن غير الممكن ربما مثلاً, أن تجعل شخص لم تأتلف روحيكما منذ البداية أن يحبّك....ربما..!
سأبدأ بضرب أمثلة .. -:
أولاً : المظهر :
تخيّلوا .. أن هناك شخص يتحلى بروح رائعة جدًا! , وأخلاق جميلة جدًا !
ولكن ملبسه قذر! , رائحته كريهة! , شعره أشعث! ..
لا ندّعي المثالية, ولكن لا بد لكل إنسان أن يعتني بمظهره ونظافته, كما يعتني بنظافة قلبه, و صفاء عقله!
سألخّص أكثر :
- هي نقاط بسيطة .. ولكن يكفيني فهمكم .. الذي سيجعل من أبسطها ديباجة .. –
وأوجّه كلمة بسيطة إلى من "يظن" أنه معدوم الثقة بنفسه وقدراته .. أتعلم ! لا يوجد شخص يثق بنفسه تمامًا!
- الثقة بالنفس >> كيف تريد أن يثق بك الآخرين وأنت – أصلاً – لا تثق في نفسك!!
فكلنا نخطئ .. كلنا ناقصون..! لا يوجد بشر كامل ..
إنما الفرق بين العيب الثابت في الشخصية, والخطأ العارض .. والإنسان السوي يعود للصواب بعد الخطأ ..
أيضًا ..
كل البشر يخافون ! إن الناس في الحقيقة .. كائنات هشّة للغاية .. ضعيفة!
كلمة واحدة .. تغيّر مزاج كامل لإنسان! .. كمثال بسيط فقط ..
لا يوجد إنسان سعيد طوال الوقت, ولا العكس...
الله سبحانه وتعالى يقول: "ولقد خلقنا الإنسان في كبد" ..
أي: في شدة..
يبدو أني خرجت قليلاً عن النقطة الرئيسية .. ولكن .. هي مرتبطة ببعضها بطريقة ما!
والثقة بالنفس – طبعًا – تأتي أيضًا بمعنى احترام النفس.. أن تحترم نفسك ..و لا تضعها إلا بموضع يليق بها.
بالله عليكم! هل رأيتم يومًا شخصًا سيئ الخلق والطباع.. ينال محبة الناس؟!
- حسن الخلق ..
أبدًا لا يمكن .. فالأخلاق الطيبة .. ولين الكلام .. وسموّ الطباع كلها تجعل الناس يحبونك ..
فما أجمل أن تكون متواضعًا .. على سجيّتك .. بدون تكلّف..تنتقي الكلام العذب اللطيف, وتبتعد عن الكلام الفظ .. والكلام الفاحش البذيء.
3 . قوِّ علاقتك بالله .. << أهم شيء في الحقيقة ..
فكيف ترجو محبة الخلق, وتبذل الغالي والنفيس من أجلهم, وأنتَ لا تطيع خالقك !
إنه أمر مريع حقًّا, أن يجعل الإنسان مخلوقًا مثله هو غايته وأكبر اهتماماته..., بل وكل شيء في هذه الحياة .. فكم أخجل من نفسي حقًّا عندما أقرأ هذه الآية: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" ..
الله سبحانه وتعالى .. خلقنا لأجل عبادته.. ونحن! ماذا نفعل بالله عليكم!
وكأني بنا خلقنا لأجل السير على طريق مستقيم .. ونحن لا نفتأ نميل يمنةً ويسرة.. وتمضي بنا الأيام .. نتلّهى عن الغرض الأساسي من وجودنا..!
إلى أن ينتهي بنا الحال.. وقد تركنا كل شيء..إلى حفرة ضيقة! عسى الله أن يوسع قبورنا وينيرها..
4. الثبات! نعم .. الثبات .. ولكن على الاستقامة والصواب والرزانة ..
فكم هو بغيض إلى القلوب ذلك المتناقض المتقلّب.. أيضًا , أن تكون ذا شخصيّة منفردة! متميزة!
مختلفة على الأقل! لا أن تكون مائعًا في شخصية غيرك .. إمّعة لا رأي لك..! عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : " لا تكونوا إمَّعة, تقولون: إن أحسن الناس أحسنَّا, وإن ظلموا ظلمنا, ولكن وطِّنوا أنفسكم, إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا فلا تظلموا"
أما الرزانة .. فهي مرتبطة بالثبات بطريقة ما .. فمن عدم احترامك لنفسك أن تكون شخص مهزوز ! أضحوكة! نكتة! أن تكون في دور المهرج طوال الوقت! تضحك طوال الوقت! تسخر طوال الوقت .. أو أغلب الوقت .. يجب أن يكون لكل مقام مقال.. ما يعني أن تكون جادًّا في وقت الجد ومازحًا في وقت المزاح.
أخيرًا أختم بثلاثة أحاديث قدسية وجملة مهمة رائعة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً ، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني، أعطيته، ولئن استعاذني، لأعيذنه )) رواه البخاري.
معنى (( آذنته )) : أعلمته بأني محارب له .
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض )) متفق عليه..
وفي رواية لمسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال : إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع لهالقبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول : إني أبغض فلانا، فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه ، فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في السماء ))
ولقد ورد في هذا السياق قول أثير لابن المقفّع: "لا تلتمس رضا الناس جميعًا.. فإنه لا يدرك, إذ بينهم من رضاه الجور – أي: الظلم- , ومنهم من رضاه الضلالة, فيكفيك رضا الأخيار منهم والعقلاء"..
قبل أن أنسى ...
أنا أنتظر إضافاتكم بخصوص الموضوع الرئيسي .. وتجاربكم أيضًا ..
أطيب تحيّة وسلام
<< فليتذكر كل شخص يمر من هنا أن يطمئننا بشأن حاله! وصحته!.. علّنا نشعر بالأمان الروحي! .
المفضلات