[ بلسان عربي مبين ] - أسرار نظم البيان في القرآن الكريم

[smart-girl]

كل عام وأنت بخير
ومبارك عليكم الشهر الفضيل
جعلكم الله من صوامه وقوامه ومن عتقائه فيه بإذنه تعالى





~الجزء الأول : سورتي الفاتحة والبقرة
~ الجزء الثاني : سورة البقرة
~ الجزء الثالث : سورتا البقرة وآل عمران
~ الجزء الرابع : سورتا آل عمران والنساء
~الجزء الخامس : سورة النساء
~ الجزء السادس والسابع : سورة المائدة




كانت لنبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - الكثير من المعجزات التي ثبتت قلوب أصحابه
وألجمت و أرعبت أعداءه
سواء من مشركي العرب ، أو اليهود ، أو المنافقين ، ومن سواهم إلى يومن الدين

ولكن تبقى المعجزته الأقوى ، معجزته الخالدة إلى يوم القيامة هي
[ القرآن الكريم ]

تلك المعجزة التي مازالت محفوظة في صدور المؤمنين
تلك المعجزة التي مازال البشر يكتشفون سر إعجازها إلى يومنا الحاضر
تلك المعجزة التي ستبقى أبد الدهر أكبر وأروع وأقوى معجزة عرفها البشر
تلك المعجزة هي أحد أكبر وأعظم نعم الله تعالى على البشر عامة ، والعرب خاصة
لأنها جاءت بلسانهم .. وأي شرف يحتاجه العرب بعد ذلك



يعتقد الكثير منا اليوم أن الإعجاز في القرآن ينحصر في :
- الإخبار بالغيبيات من أخبار الأمم السابقة ، أو أخبار اليهود والمنافقين في المدينة
- الإخبار بأمور تحدث مستقبلاً كالمعارك و أشراط الساعة
- أو الإعجاز العلمي الذي لم يكتشفه الناس إلا مع تطور العلم وتقدمه

ولكن .. لو توقفنا لنتفكر في هذه النقطتين .. لم نجد الكثير من الإعجاز الذي تحدى به الله سبحانه كفار قريش.
وليس هذا الإعجاز الذي جعل أسكت أولوا الألباب والأفهام من العرب!

فلو كان الإعجاز بالغيبات لكان احتجاجهم [أنه سمع من أحد الرهبان أو الأحبار ] فأغلب قصص الأنبياء وردت في الكتب السماوية الأخرى
وأما الإعجاز العلمي [ فلم تكن قريش تمتلك الوسائل العلمية التي نملكها لتعرف ذلك ]!

وإنما الإعجاز كان كما قال تعالى:
[بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ]

الإعجاز الذي تحدى الله به قريش
[ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ]

فنظم الكتاب كان هو الإعجاز الحقيقي الذي لا يأتي به أحد من البشر .
فلكل حرف عمل ولكل كلمة معنى لايؤديه غيرها .. وإن تقدمت هذه عن هذه تارة ، ثم تأخرت تارة فلذلك سبب عظيم لايستقيم المعنى إلا بذلك!





في الحقيقة عالم [ البلاغة القرآنية أو كما يسميه البعض أسرار البيان ] عالم كبير ورائع وجميل كما معرفة بعض منه يساعد في فهم آيات القرآن ، واستشعار معجزته صلى الله عليه وسلم ، وأيضاً يساعد في حفظ الآيات المتشابهات وخواتم الآيات

وليست البلاغة التي نعينها هنا هي أوجه البلاغة التي درسناها في المدرسة من جناس وسجع وطباق .. وغيرها وحسب
بل ما نعنيه في البلاغة القرآنية هو:
ترتيب السور والأيات و الكلمات والحروف والأفعال والجمل وتقديم بعضها على بعض وحذف بعضها
واستخدام كلمة دون كلمة أخرى لها نفس المعنى ... وما إلى ذلك




كما ذكرت للبلاغة القرآنية الكثير والكثير من الفروع والأقسام ولكن سأحاول ذكر بعض من أوجهها هنا:

{ مناسبة مطلع السورة بآخرها }
فمطالع السور لها علاقة وثيقة بآواخرها، وإن كان يوجد الكثير من المطالع المتشابهه والآواخر المتشابه
ولكن كل منها لا يناسب إلا سورته التي نزل بها.
{ مناسبة آخر السورة بمطلع السورة التي قبلها }
فترتيب القرآن ليس عبثاً .. وليس فقط بترتيب السور الطوال إلى الأقصر
ولكن لكل سورة مناسبة تبدأ بها السورة التي بعدها
فالقرآن سلسلة متكاملة لا تنفصل وتتجزأ
{ مناسبة مطلع السورة والمقصود من السورة }
{ مناسبة اسم السورة ومقصدها }
{ مناسبة اختيار اللفظ للمعنى }
{ مناسبة الآية والآية التي تليها }
{ مناسبة فواصل الآيات ومقصود السور ، وتنوعها بحسب الغرض من السور }
{ اختلاف وصف الشيء الواحد في القرآن }
{ الآيات المتشابهات }
{ استخدامات حروف الجر }
{ تنكير المعرفة ، وتعريف النكرة }
{ التقديم والتأخير}
[ المبتدأ ، الخبر ، الفعل ، الفاعل ، المفعول به .. إلخ ]
{ حذف أحد عناصر الجملة }
[ كحذف مبتدأ ، أو خبر ، أو فعل ..... إلخ ]

والكثير من الأوجه التي يصنفها البلاغيين

لدراسة البلاغة القرآنية بعمق يجب أن نكون على دراية تامة بأحكام النحو المختلفة
ولنا إطلاع على فصاحة العرب ومعاني الكلمات واستخدامها

سأحاول ذكر بعض الأمثلة على كل ماسبق
ولكن الأسهل حقيقة هو تناسب اللفظ والمعنى والأوجه الخمسة الأخيرة التي ذكرتها




سأضع كل يوم بإذن الله بعض الأيات في جزء واحد من القرآن
واليوم الثاني في الجزء الثاني وهكذا .. بإذن الله إلى أن ينتهي الشهر الفضيل

لدي [ عمة قدمت شهادة دكتوراه في هذا المجال واستمتعت بقراءة بحثها لذا ستكون المراجع مراجع بحثها هي ^^ ]
أنا أقرأ ثم ألخص ماقرأته وفهمته وإن شاء الله يكون سهل عليكم فهمه أيضاً ^^
لنا لقاء في أول يوم من رمضان المبارك بإذن الله


ختاماً
أشكر الأخ [ أبو الوليد ] لسماحة ببدء هذه السلسة
وأدعو الله أن يوفقني فيها ويعيني على إكمالها
وأرجو أن تستفيدوا منها في تدبر معاني القرآن الكريم