. . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد . .

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 23
  1. #1

    الصورة الرمزية هلوله

    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المـشـــاركــات
    2,240
    الــــدولــــــــة
    اسبانيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Exclamation . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد . .


    الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه ، وأمينه على وحيه ، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي العربي المكي ثم المدني ، وعلى آله وأصحابه ، ومن سلك سبيله ، واهتدى بهداه إلى يوم الدين .
    أما بعد :
    فإن الله عز وجل خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له ، وأرسل الرسل لبيان هذه الحكمة والدعوة إليها ، وبيان تفصيلها ، وبيان ما يضادها ، هكذا جاءت الكتب السماوية ، وأرسلت الرسل البشرية من عند الله عز وجل للجن والإنس ، وجعل الله سبحانه هذه الدار طريقا للآخرة ، ومعبرا لها ، فمن عمرها بطاعة الله وتوحيده واتباع رسله عليهم الصلاة والسلام ، انتقل من دار العمل وهي الدنيا ، إلى دار الجزاء وهي الآخرة ، وصار إلى دار النعيم والحبرة والسرور ، دار الكرامة والسعادة ، دار لا يفنى نعيمها ، ولا يموت أهلها ، ولا تبلى ثيابهم ، ولا يخلق شبابهم ، بل في نعيم دائم ، وصحة دائمة ، وشباب مستمر ، وحياة طيبة سعيدة ، ونعيم لا ينفد ، ينادي فيهم من عند الله عز وجل
    [أسأل الله ان نكون منهم ]


    هو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له، وهو دين الرسل كلهم عليهم الصلاة والسلام الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه، ولا تصح الأعمال إلا به، إذ هو أصلها الذي تُبنى عليه، ومتى لم يوجد لم ينفع العمل، بل هو حابط إذ لا تصح العبادة إلا به.

    أقسام التوحيد
    ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام :
    1 - توحيد الربوبية
    2 - توحيد الأسماء والصفات
    3 - توحيد الألوهية

    وتحقيق التوحيد:
    هو بمعرفته والاطلاع على حقيقته والقيام بها علماً وعملاً، وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح أو القلب إلى الله محبة وخوفاً، وإنابة وتوكلاً ودعاءً وإخلاصاً وإجلالاً وهيبة وتعظيماً وعبادة، وبالجملة فلا يكون في قلب العبد شيء لغير الله، ولا إرادة لما حرم الله من الشركيات والبدع والمعاصي كبيرها وصغيرها، ولا كراهة لما أمر الله به وذلك هو حقيقة التوحيد وحقيقة لا إله إلا الله.


    أي لا معبود بحق في الأرض ولا في السماء إلا الله وحده لا شريك له، لأن المعبودات الباطلة كثيرة لكن المعبود الحق هو الله وحده لا شريك له، قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ البَاطِلُ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ العَلِىُّ الكَبِيرُ [الحج:62]. وليس معناها لا خالق إلا الله كما قد يظنه بعض الجهلة، فإن كفار قريش الذين بُعث فيهم رسول الله كانوا يقرون بأن الخالق المدبر هو الله وحده لا شريك له، كما في قوله تعالى عنهم: أَجَعَلَ الأَلِهةَ إِلَهاً واحِداً إن هَذَا لَشَىءُ عُجَابٌ [ص:5]، ففهموا من هذه الكلمة أنها تُبطل عبادة أي أحد من دون الله وتحصر العبادة لله وحده وهم لا يريدون ذلك، فلذلك حاربهم رسول الله حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقوموا بحقها وهو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له.
    وبهذا يبطل ما يعتقده عبّاد القبور اليوم وأشباههم من أن معنى لا إله إلا الله هو الإقرار بأن الله موجود أو أنه هو الخالق القادر على الاختراع وأشباه ذلك وأن من اعتقد ذلك فقد حقق التوحيد المطلق ولو فعل من عبادة غير الله ودعاء الأموات والتقرب إليهم بالنذور وبالطواف بقبورهم والتبرك بتربتهم.
    ولقد عرف كفار قريش من قبل أن لا إله إلا الله تقتضي ترك عبادة ما سوى الله وإفراد الله بالعبادة، وأنهم لو قالوها واستمروا على عبادة الأصنام لتناقضوا مع أنفسهم وهم يأنفون من التناقض، وعبّاد القبور اليوم لا يأنفون من هذا التناقض الشنيع فهم يقولون لا إله إلا الله، ثم ينقضونها بدعاء الأموات من الأولياء والصالحين والتقرب إلى أضرحتهم بأنواع من العبادات، فتباً لمن كان أبو جهل وأبو لهب أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله.
    ولقد جاءت الأحاديث الكثيرة التي تبين أن معنى لا إله إلا الله هو البراءة من عبادة ما سوى الله من الشفعاء والأنداد، وإفراد الله بالعبادة، فهذا هو الهدى ودين الحق الذي أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه، أما قول الإنسان لا إله إلا الله من غير معرفة لمعناها ولا عمل بمقتضاها، أو دعواه أنه من أهل التوحيد وهو لا يعرف التوحيد بل ربما يخلص لغير الله في عبادته من الدعاء والخوف والذبح والنذر والاستغاثة والتوكل وغير ذلك من أنواع العبادات فإن هذا مناقض للتوحيد بل يكون مشركاً والحالة هذه ! !
    قال ابن رجب: ( فإن تحقق القلب بمعنى لا إله إلا الله وصدقه فيها وإخلاصه يقتضي أن يرسخ فيه تأله الله وحده إجلالاً وهيبة ومخافة ومحبة ورجاء وتعظيماً وتوكلاً ويمتلىء بذلك وينفي عنه تأله ما سواه من المخلوقين، ومتى كان كذلك لم تبق فيه محبة ولا إرادة ولا طلب لغير ما يريد الله ويحبه ويطلبه، وينفي بذلك من القلب جميع أهواء النفس وإرادتها ووسواس الشيطان ).
    فمن أحب شيئاً أو أطاعه وأحب عليه وأبغض عليه فهو إلهه فمن كان لا يحب ولا يبغض إلا الله ولا يوالي ولا يعادي إلا لله فالله إلهه حقاً، ومن أحب لهواه وأبغض له ووالي عليه وعادى عليه فإلهه هواه كما قال تعالى: أَرَءَيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الفرقان:43].
    فضائل كلمة الإخلاص
    لقد اجتمع لكلمة الإخلاص فضائل جمة، وثمرات عديدة، ولكن هذه الفضائل لا تنفع قائلها بمجرد النطق بها فقط، ولا تتحقق إلا لمن قالها مؤمناً بها عاملاً بمقتضاها، ومن أعظم فضائلها أن الله حرم على النار من قالها يبتغي بذلك وجه الله. كما في حديث عتبان أن رسول الله قال: { إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله } [متفق عليه]. وغير ذلك من الأحاديث التي تبين أن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله. لكن هذه الأحاديث جاءت مقيدة بالقيود الثقال.
    وأكثر من يقولها يخشى عليه أن يفتن عنها عند الموت فيحال بينه وبينها بسبب ذنوب أصر عليها وتهاون بها، وأكثر من يقولها تقيداً أو عادة، ولم يخالط الإيمان بشاشة قلبه، وغالب من يفتن عند الموت وفي القبور أمثال هؤلاء كما في الحديث: { سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته } [رواه أحمد وأبو داود].
    وحينئذ فلا منافاة بين الأحاديث فإنه إذا قالها بإخلاص ويقين تام لم يكن في هذه الحالة مصراً على ذنب أصلاً، فإن كمال إخلاصه ويقينه يوجب أن يكون الله أحب إليه من كل شيء فلا يبقى في قلبه إرادة لما حرم الله ولا كراهة لما أمر الله به، وهذا هو الذي يحرم على النار وإن كانت له ذنوب قبل ذلك، فإن هذا الإيمان وهذه التوبة وهذا الإخلاص، وهذه المحبة وهذا اليقين لا تترك له ذنباً إلا ويمحى كما يمحو نور الصبح ظلام الليل.
    أركانها
    للشهادة ركنان:
    1ـ نفي في قوله ( لا إله)
    2ـ إثبات في قوله ( إلاالله )
    ) فلا إله ) نفت الألوهية عن كل شيء ما سوى الله، ( وإلا الله ) أثبتت الألوهية لله وحده لا شريك له.
    (2) ومنها: النور الذي يقذفه الله في قلب العبد ـ وهو نورُ الإيمان ـ فإنه يشرحُ الصدرَ وَيُوسعه، ويُفرحُ القلب. فإذا فُقدَ هذا النورُ من قلبِ العبد ضاق وحَرجَ، وصار في أضيق سجنٍ وأصعبه.
    وقد روى الترمذي في [جامعه] عن النبي أنه قال : {إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح { قالوا: وما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله }، فيصيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور، وكذلك النور الحسي والظلمة الحسية، هذه تشرح الصدر، وهذه تُضيقه.
    (3) ومنها: العلمُ، فإنه يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس، فكلما اتسع علمُ العبد انشرح صدره واتسع وليس هذا لكل علم، بل للعلم الموروث عن الرسول وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدراً، وأوسعهم قلوباً، وأحسنهم أخلاقاً، وأطيبهم عيشاً.
    (4) ومنها: الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ومحبته بكل القلب، والإقبال عليه، والتنعم بعبادته، فلا شيء أشرح لصدر العبد من ذلك، حتى إنه ليقول أحياناً إن كنتُ في الجنةِ في مثل هذه الحالة، فإني إذاً في عيش طيب. وللمحبة تأثيرٌ عجيب في إنشراح الصدر، وطيب النفس، ونعيم القلب، لا يعرفه إلا من له حِس به، وكلما كانت المحبة أقوى وأشد، كان الصدر أفسح وأشرح، ولا يضيق إلأ عند رؤية البطالين الفارغين من هذا الشأن، فرؤيتهم قَذى عينه، ومخالطتهم حُمى رمحه.
    ومن أعظم أسباب ضيق الصدر الإعراضُ عن الله تعالى، وتعلقُ القلب بغيره، والغفلة عن ذكره ومحبة سواه، فإن من أَحبَّ شيئاً غير الله عُذّب به، وسُجن قلبه في محبة ذلك الغير، فما في الأرض أشقى منه، ولا أكسف بالاً، ولا أنكد عيشاً، ولا أتعب قلباً. فهما محبتان:
    محبة هي جنة الدنيا، وسرور النفس، ولذة القلب، ونعيم الروح وغذاؤها ودواؤها، بل حياتها وقرة عينها، وهي محبة الله وحده بكل القلب، وانجذاب قوى الميل والإرادة والمحبة كلها إليه.
    ومحبة هي عذاب الروح، وغمُّ النفس، وسجن القلب وضيق الصدر، وهي سبب الألم والنكد والعناء، وهي محبة ما سواه سبحانه.
    (5) ومن أسباب شرح الصدر: دوام ذكره على كل حال، وفي كل موطن. فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه.
    (6) ومنها: الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه، والنفع بالبدن، وأنواع الإحسان. فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدراً، وأطيبهم نفساً، وأنعمهم قلباً، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدراً، وأنكدهم عيشاً، وأعظمهم همّاً وغمّاً، وقد ضرب رسول الله في الصحيح مثلاً للبخيل والمتصدق، كمثل رجلين عليهما جُنتان من حديد، كلما هَمَّ المتصدق بصدقة اتسعت عليه وانبسطت، حتى يَجُرّ ثيابه ويُعفى أثره، وكلما هَمّ البخيل بالصدقة لزمت كل حلقة مكانها، ولم تتسع عليه. فهذا مثلُ انشراح صدر المؤمن المتصدق وانفساح قلبه، ومثلُ ضيق صدر البخيل وانحصار قلبه.
    (7) ومنها: الشجاعة، فإن الشجاع منشرح الصدر، واسع البطان، متسع القلب.
    والجبان: أضيق الناس صدرا، وأحصرهم قلباً، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة له ولا نعيم إلا من جنس ما للحيوان البهيمي، وأما سرور الروح ولذتها ونعيمها وابتهاجها فمحرم على كل جبان، كما هو مُحرَّم على كل بخيل، وعلى كل معرض عن الله سبحانه، غافل عن ذكره، جاهل به وبأسمائه تعالى وصفاته ودينه، متعلق القلب بغيره وأنّ هذا النعيم والسرور يصير فى القبر رياضاً وجَنّة وذلك الضيق والحصر ينقلب فى القبر عذاباً وسجناً، فحال العبد فى القبر كحال القلب فى الصدر، نعيماً وعذاباً، وسجناً وانطلاقاً، ولا عبرة بانشراح صدر هذا لعارض، ولا بضيق صدر هذا لعارض، فإن العوارض تزول بزوال أسبابها، وإنما المُعوّل على الصفه التى قامت بالقلب توجب انشراحه وحبسه، فهى الميزان. والله المستعان.
    (8) ومنها بل من أعظمها: إخراج دّغّلِ القلب وهو من الصفات المذمومة التي تُوجب ضيفه وعذابه، وتحول بينه وبين حصول البُزء، فإن الإنسان إذا أتى الأسباب التي تشرح صدره، ولم يُخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه، لم يحظ من انشراح صدره بطائل، وغايته أن يكون له مادتان تعتوران على قلبه، وهو للمادة الغالبة عليه منهما.
    (9) ومنها: ترك فضول النظر، والكلام، والاستماع، والمخالطة، والأكل، والنوم، فإن هذه الفضول تستحيل آلاماً وغموماً، وهموماً في القلب، تحصره، وتحبسه، وتضيقه، ويتعذب بها، بل غالب عذاب الدنيا والآخرة منها، فلا إله إلا الله، ما أضيق صدر من ضرب في كل آفة من هذه الآفات بسهم، وما أنكد عيشه، وما أسوأ حاله، وما أشد حصر قلبه! ولا إله إلا الله، ما أنعم عيش من ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم، وكانت همته دائرة عليها، حائمة حولها! فلهذا نصيب وافر من قوله تعالى: إِنَّ الأَبّرارَ لَفِى نَعِيمٍ [الانفطار13] ولذلك نصيب وافر من قوله تعالى: وَإِنّ الفُجَّارّ لَفىِ جَحِيمٍ [ الانفطار:14]، وبينهما مراتب متفاوتة لا يُحصيها إلا الله تبارك وتعالى.
    والمقصود: أن رسول الله كان الخلق في كل صفة يحصل بها انشراح الصدر، واتساع القلب، وقرة العين، وحياة الروح، فهو أكمل الخلق في هذا الشرح والحياة، وقرة العين مع ما خُصَّ به من الشرح الحسي.
    وأكمل الخلق متابعة له؛ أكملهم انشراحاً ولذة وقرة عين، وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره وقرة عينه ولذة روحه ما ينال، فهو في ذروة الكمال من شرح الصدر، ورفع الذكر، ووضع الوِِزر، ولأتباعه من ذلك بحسب نصيبهم من اتباعه. والله المستعان.
    وهكذا لأتباعه نصيب من حفظ الله لهم، وعصمته إياهُم، ودفاعه عنهم، وإعزازه لهم، ونصره لهم، بحسب نصيبهم من المتابعة، فمستقبل، ومستكثر، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه.




    ما هو توحيد الربوبية ؟
    جـ: وهو الإقرار بأن لا رب للعالمين إلا الله الذي خلقهم، ورزقهم وهذا النوع من التوحيد قد أقرّ به المشركون الأوائل، فهم يشهدون أن الله هو الخالق والمالك والمدبر والمحيي والمميت وحده لا شريك له، ولكن إقرارهم هذا وشهادتهم تلك لم تدخلهم في الإسلام، ولم تنجهم من النار ولم تعصم دماءهم وأموالهم، لأنهم لم يحققوا توحيد الألوهية، بل أشركوا مع الله في عبادته بصرفهم شيئاً منها لغيره.
    قال الله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ [الأنعام: 1] الآيات، بل السورة كلها، وقال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2]، وقال تعالى: قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [الرعد: 16] الآيات، وقال تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الروم: 40]، وقال تعالى: هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ [لقمان: 11]، وقال تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ o أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ [الطور: 35-36]، الآيات، وقال تعالى: رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65]، وقال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]، وقال تعالى:وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا [الإسراء: 111]، وقال تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ سورة سبأ الآية 23 وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [سبأ: 22-23] .

    معرفة الرب :

    فإذا قيل لك: من ربك؟ فقل: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه، وهو معبودي ليس لي معبود سواه.
    والدليل قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الفاتحة، الآية: 2] وكل ما سوى الله عالم، وأنا واحد من ذلك العالم.
    ( فإذا قيل لك ): بم عرفت ربك؟ فقل: بآياته ومخلوقاته، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السماوات السبع، والأرضون السبع، ومن فيهن وما بينهما.
    والدليل قوله تعالى:وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [سورة فصلت، الآية: 37].
    وقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [سورة الأعراف، الآية: 54].

    والرب هو المعبود :
    والدليل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ سورة البقرة الآية 22 الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [سورة البقرة، الآيتان: 21، 22].
    قال ابن كثير -رحمه الله تعالى-: " الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة " .
    وأنواع العبادة التي أمر الله بها، مثل الإسلام، والإيمان، والإحسان، ومنه الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها، كلها.
    والدليل قوله تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [سورة الجن، الآية: 18].
    فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر.
    والدليل قوله تعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [سورة المؤمنون، الآية 117].
    وفي الحديث: سنن الترمذي الدعوات (3371). الدعاء مخ العبادة .
    والدليل قوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [سورة غافر، الآية: 60].
    ودليل الخوف قوله تعالى:فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [سورة آل عمران، الآية: 175].
    ودليل الرجاء قوله تعالى:فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [سورة الكهف آية 110]
    ودليل التوكل قوله تعالى: وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [سورة المائدة، الآية: 23]. وقوله: سورة الطلاق الآية 3 وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [سورة الطلاق، الآية: 3].
    ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [سورة الأنبياء، الآية: 90].
    ودليل الخشية قولة تعالى: فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ [سورة المائدة، الآية: 3].
    ودليل الإنابة قوله تعالى: وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ [سورة الزمر، الآية: 54].
    ودليل الاستعانة قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [سورة الفاتحة، الآية: 5].
    وفي الحديث: سنن الترمذي صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالرَّقَائِقِ وَالْوَرَعِ (2516) ، مسند أحمد (1/308). إذا استعنت فاستعن بالله .
    ودليل الاستعاذة قوله تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ سورة الناس o مَلِكِ النَّاسِ
    [سورة الناس، الآية: 1].
    ودليل الاستغاثة قوله تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ [سورة الأنفال، الآية: 9].
    ودليل الذبح قوله تعالى:قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ o لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [سورة الأنعام، الآيتان: 162، 163].
    ومن السنة: صحيح مسلم الْأَضَاحِيِّ (1978) ، سنن النسائي الضَّحَايَا (4422) ، مسند أحمد (1/152). لعن الله من ذبح لغير الله .
    ودليل النذر قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا [سورة الإنسان، الآية: 7].




    وهو توحيد العبادة أي إفراد الله سبحانه وتعالى بجميع أنواع العبادة التي أمر بها كالدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية، والإنابة، والإستعانة، والإستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من العبادات التي أمر الله بها كلها، والدليل قوله تعالى: وَأَنَّ المَسَاجِدَ للّهِ فَلاَ تَدعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً [الجن:18]، بحيث لا يصرف الإنسان شيئاً من هذه العبادات لغير الله سبحانه وتعالى لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من المخلوقين، لأن العباده لا تصح إلا لله، فمن صرف شيئاً منها لغير الله فقد أشرك بالله شركاً أكبر وحبط عمله.
    وحاصله هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله، والإقبال بالقلب والعبادة على الله، ولا يكفي في التوحيد دعواه والنطق بكلمة الشهادة من غير مفارقة لدين المشركين وما هم عليه من دعاء غير الله من الأموات ونحوهم والاستشفاع بهم إلى الله في كشف الضر وتحويله وطلب المدد والغوث منهم إلى غير ذلك من الأعمال الشركية التي تنافي التوحيد تماماً.

    الفرق بين توحيد الالوهية وتوحيد الربوبية

    اعْبُدُوا رَبَّكُمُ هذا هو توحيد الألوهية ألوهية بالنسبة لله وعبودية بالنسبة للخلق، الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ، هذا هو توحيد الربوبية، فإذا كنتم تؤمنون بذلك فلماذا لا توحدونه بالعبادة، لماذا تعبدون الأصنام والأشجار معه، هذا دليل عقلي لا يمكن لأي إنسان عاقل أن يحيد عنه ولهذا يذكر الله ذلك ملزما لهؤلاء المشركين أن يقولوا بأن الله إله واحد وصدق الله عز وجل.
    توحيد الألوهية ليس بالأمر الهين الذي يظنه كثير من المعاصرين اليوم أنه على الهامش وأن مجرد إقرار الإنسان برب خالق مدبر للكون حكيم في صنعه كاف في الإيمان والتوحيد، إن هذه النظرة نظرة بلا شك خاطئة، ولو كان التوحيد كما يراه هؤلاء بأنه إفراد الله أو بأنه الإيمان بأن الله وحده هو الخالق الرازق لو كان هذا هو التوحيد لم تكن هناك حاجة إلى إرسال الرسل لأن التكذيب بهذا التوحيد أو إنكار هذا التوحيد لم يقع إلا نادرا ولا سيما فيما سلف من الأزمان، لكن التوحيد الذي بعثت الرسل لتحقيقه والقتال عليه هو توحيد الألوهية والذي يسمى أحيانا بتوحيد العبادة لأنه إن نظرت إليه من جهة الله فسمه توحيد ألوهية وإن نظرت إليه من جهة الإنسان فسمه توحيد العبادة أو العبودية، المهم أن كثيرا من الناس اليوم من المعاصرين الذين نالوا ما نالوا من الثقافة يركزون كثيرا على توحيد الربوبية، وعندي أن توحيد الربوبية ليس بالأمر الأهم بالنسبة لتوحيد الألوهية، لأن منكريه قليلون وكل إنسان عاقل فإنه لا بد أن يدرك أن لهذا الكون العظيم المنظم إلها خالقا حكيما واستمع إلى قول الله تعالى في سورة الطور:أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ .[ سورة الطور، الآية: 35].
    هذا استفهام [ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ، وجوابه: ما خلقوا من غير شيء ولا هم الخالقون.
    لأنهم قبل أن يوجدوا عدم والعدم ليس بشيء، فضلا عن أن يوجد شيئا. وهم أيضا لم يخلقوا من غير شيء لأن خلق شيء من غير شيء مستحيل في العقل كل حادث فلا بد له من محدث ويذكر أن طائفة من السمنية وهم أناس من الوثنية الذين ينكرون الخالق أتوا إلى أبي حنيفة - رحمه الله - في العراق وقالوا : من الذي خلق هذا الكون فقال : أمهلوني ثم أمهلوه وجاؤوا إليه وقال لهم : إني أفكر في سفينة جاءت محملة إلى نهر دجلة محملة بالبضائع وأن هذه السفينة نزلت البضائع وانصرفت بعد ذلك، أفكر هل يمكن هذا أم لا بد من أناس يشحنونها أولا ثم ينزلونها ثانيا، فقالوا : كيف تفكر بهذا، هل هذا يحتاج لتفكير؟
    هذا غير معقول قال: إذا كان هذا غير معقول، فكيف يعقل أن هذه الشمس والنجوم والقمر والبحار والأنهار والأشجار النامية والإنس وكل ما نشاهده كيف يعقل أن يكون بدون موجد، هل هذا معقول فانقطعوا.
    ولهذا جاءت الآية تستدل على أن الخالق هو الله عن طريق السبر والتقسيم فهم إما أن يخلقوا بدون خالق، أو يخلقوا أنفسهم، أو يكون لهم خالق وهو الله - عز وجل - وهذه الأخيرة هي النتيجة فتوحيد الربوبية أيها الإخوة لا ينكره إلا النادر ، النادر من الناس حتى من أنكره ممن قص الله علينا من نبأ إنكاره ، فإنما ينكرونه مكابرة ، وهم في قرارة أنفسهم يؤمنون به ؛ ففرعون قال لقومه حين حشرهم وناداهم قال لهم : أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ولم يكن صادقا في ذلك.
    لأن موسى قال له مجابهة : لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا [ سورة الإسراء الآية: 102] لما قال هذا لفرعون هل قال فرعون له: ما علمت ذلك؟ أبدا ما قال ، ولا استطاع أن يقول ، وكان يقول لقومه : يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [ سورة القصص، الآية: 38] . والخلاصة أن المهم بنا أن نحرص على بث روح التوحيد، توحيد الألوهية في نفوس الناس ؛ حتى يكون هدف الإنسان وجه الله والدار الآخرة في جميع شئونه في عبادته وأخلاقه ومعاملاته وجميع شئونه ؛ لأن هذا هو المهم أن يكون الإنسان قصده ورجاؤه وإنابته ورجوعه إلى الله عز وجل ، وبهذا التوحيد - أعني توحيد الألوهية والعبادة - ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة؛ لأن قلبه ينسلخ عما سوى الله ، ويتعلق بالله وحده، لا يدعو إلا الله ولا يرجو إلا الله ، ولا يستغيث إلا بالله ، ولا يستعين إلا بالله ، ولا يؤمل كشف الضر إلا من الله -عز وجل- ولا جلب الخير إلا من الله -عز وجل- إن عبد فلله وبالله ، حتى إن الموفق تكون عاداته عبادات ، والمخذول تكون عباداته عادات؛ لأن الموفق يستطيع أن يجعل أكله عبادة ، وشربه عبادة ، ولباسه عبادة ، ودخوله عبادة ، وخروجه عبادة حتى مخاطبة الناس يمكن يجعلها عبادة.
    ويمكن أن نضرب مثلا بالأكل كيف يكون عبادة؟
    أولا : ينوي به الإنسان امتثال أمر الله في قوله : وَكُلُوا وَاشْرَبُوا هذا أمر .
    ثانيا : ينوي الحفاظ على بقائه وعلى روحه ؛ لأن الحفاظ على النفس مأمور به حتى العبادة إذا كان الإنسان مريضا ، ويخشى على نفسه إن استعمل هذا الماء أن يتضرر ، فإنه يتطهر بالتيمم بالتراب كل ذلك حماية للإنسان من أن يتضرر ويضر نفسه، ولهذا قال العلماء -وصدقوا فيما قالوا- : إن المضطر إلى الطعام والشراب يجب عليه وجوبا أن يأكل حتى من الميتة ولحم الخنزير ، يجب أن يأكل إذا خاف على نفسه التلف ؛ لأنه واجب عليه أن ينقذ نفسه ، إذًا أنوي بالأكل والشرب الحفاظ على نفس فيكون ذلك عبادة.
    ثالثا : ينوي بالأكل والشرب التقوي على طاعة الله، فيكون عبادة لأن من القواعد المقررة شرعا أن للوسائل أحكام المقاصد، فإذا كان هذا الأكل والشرب يعينني على طاعة الله فنويت بهذا الاستعانة على طاعة الله صار عبادة.
    رابعا : أنوي بالأكل التبسط بنعمة الكريم جلا وعلا ؛ لأن الكريم يحب أن يتبسط الناس بكرمه وأضرب مثلا ولله المثل الأعلى ؛ لو أن رجلا من الناس كريما قدم طعاما للآكلين هل رغبته أن يرجع الطعام غير مأكول أو أن يأكله الناس؟
    يأكله الناس طبعا ؛ لأن هذا مقتضى الكرم ، فأنا إذا أكلت أنوي التبسط بنعمة الله كان عبادة ، فانظر يا أخي كيف كان الطعام الذي تدعو إليه الطبيعة ، وتقتضيه العادة ، كيف أمكن أن يكون عبادة بحسب الانتباه واليقظة والنية ، بينما يأتي الغافل إلى الصلاة ، وإلى المسجد على العادة ، وإذا أتى على العادة صارت عبادته الآن عادة.




    وهو الإيمان بأن لله تعالى ذاتاً لا تشبهها الذوات وصفات لا تشبهها الصفات وأن أسماءه دالة دلالة قطعية على ما له سبحانه من صفات الكمال المطلق كما قال تعالى: لَيسَ كَمثلهِ شَيء وَهو السّميعُ البَصير [الشورى:11].
    وأيضاً إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله إثباتاً يليق بجلاله من غير تشبيه، ولا تمثيل ولا تعطيل، ولا تحريف، ولا تأويل ولا تكييف، ولا نحاول لا بقلوبنا وتصوراتنا ولا بألستنا أن نكيف شيئاً من صفاته ولا أن نمثلها بصفات المخلوقين.

    من جحد شيئا من الأسماء والصفات

    قال الله تعالى: وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ [الآية 30 - سورة الرعد ]
    قول الشيخ رحمه الله: "باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات " أي: ما حكمه؟ وما دليل ذلك؟ .
    ومناسبة الباب: أنه لما كان التوحيد ثلاثة أنواع توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وكان غالب هذا الكتاب في النوع الثاني، وهو توحيد العبادة، لأن فيه الخصومة بين الرسل والأمم ، وهو الذي كثر ذكره في القرآن الكريم وتقريره والدعوة إليه، فهو الأساس، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وهو الذي خلق الله الخلق من أجله كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [سورة الذاريات الآية 56]
    وأما النوع الأول وهو توحيد الربوبية : فهذا أكثر الأمم مقرة به، خصوصا الذين كانوا في وقت نزول القرآن من كفار قريش وكفار العرب كانوا مقرين بتوحيد الربوبية، فهم يعتقدون أن الله هو الخالق الرازق، المحيي، المميت، المدبر يعترفون بذلك كما جاءت آيات في القرآن الكريم تبين ذلك: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ [سورة الزخرف الآية 9]
    وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [سورة الزخرف الآية 87 ] قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ -87 سَيَقُولُونَ لِلَّهِ - قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ - سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَاَنَّى تُسْحَرُونَ [سورة المؤمنون الآية 86 - 87 -88 -89] هذا شيء متقرر، ولكنه لا يدخل في الإسلام، فمن أقر به واقتصر عليه ولم يقر بالنوع الثاني وهو توحيد العبادة، ويأت به فإنه لا يكون مسلما ولو أقر بتوحيد الربوبية .
    أما النوع الثالث: وهو توحيد الأسماء والصفات، فهو في الحقيقة داخل في توحيد الربوبية .
    ومن أجل هذا؛ بعض العلماء يجمل ويجعل التوحيد نوعين:
    توحيد في المعرفة والإثبات، وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات وهو التوحيد العلمي .
    وتوحيد في الطلب والقصد وهو التوحيد الطلبي العملي، وهو توحيد الألوهية .
    ولكن لما وجدت طوائف من هذه الأمة افترقت عن مذهب السلف، وصار لها رأي في الأسماء والصفات تخالف الحق؛ جعل هذا قسما ثالثا من أجل الرد عليهم وبيانه للناس، فجعل التوحيد ثلاثة أقسام : توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، لأن هذا التقسيم تفصيلي، والتقسيم الأول إجمالي .
    وقد وجدت نابتة في الآونة الأخيرة على طريقة علماء الكلام تجعل التوحيد قسما واحدا هو: توحيد الربوبية فقط، وتنكر ما عداه، فلم يزيدوا على ما أقر به المشركون، ولم يعلموا - أو هم يتجاهلون - أن القرآن الكريم قد دل على التوحيد بأقسامه الثلاثة في آيات كثيرة .
    وجدت طائفة أخرى تقول: إن التوحيد أربعة أقسام، وتزيد من عندها توحيد الحاكمية، ولم تعلم أن هذا القسم الذي زادوه هو قسم من توحيد الألوهية، وليس قسيما له . ويجوز اعتباره من توحيد الربوبية من ناحية أن التشريع من اختصاص الرب سبحانه وتعالى .
    وقد تكلم الشيخ على توحيد الألوهية في معظم أبواب هذا الكتاب أول باب منه يقول: "كتاب التوحيد، وقول الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [سورة الذاريات الآية 56] فاعتنى بتوحيد الألوهية، لأنه هو المقصود، وتوحيد الربوبية دليل عليه، وداخل في ضمنه .
    ثم ذكر في هذا الباب توحيد الأسماء والصفات ، ولم يذكر توحيد الربوبية، لأن توحيد الربوبية معترف به عند جميع الخلق، وتقر به حتى الأمم الكافرة على جاهليتها وشركها، ولكنه خص باب الأسماء والصفات هنا لأن منكريه من هذه الأمة من الفرق الضالة كثيرون .
    فأراد بهذا الباب أن يبين حكم هذه الفرق المخالفة في هذا النوع العظيم من أنواع التوحيد .
    ولهذا قال: "باب من جحد الأسماء والصفات " أي: بيان حكمه .
    وقول الله تعالى:وِهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ [سورة الرعد الآية 30 ] وهم أي: المشركون .
    أي: ينكرون هذا الاسم الكريم، ويجحدونه .
    ويوضح ذلك سبب نزول الآية، وهو: أن كفار قريش لما سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن، قالوا: وما الرحمن؟ لا نعرف الرحمن إلا رحمان اليمامة يعنون: مسيلمة الكذاب ، وذلك عندما صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين في الحديبية وأراد أن يكتب الصلح، ونادى علي بن أبي طالب ليكتب الصلح، فقال له: "اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم قالوا: لا نعرف الرحمن إلا رحمان اليمامة ولكن اكتب باسمك اللهم . فأنزل الله تعالى: وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ .[سورة الرعد الآية 30 ]
    وكذلك لما كان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وكان يصلي ويدعو في سجوده: "يا الله، يا رحمن" فقال المشركون لما سمعوه: انظروا إلى هذا يزعم أنه يعبد ربا واحدا وهو يدعو ربين: الله والرحمن، قال الله تعالى: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [سورة الإسراء الآية 110 ]
    بين سبحانه أن أسماءه كثيرة، وتعدد الأسماء لا يدل على تعدد المسمى، بل تعدد الأسماء يدل على عظمة المسمى، والله جل وعلا له أسماء كثيرة، قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [سورة الأعراف الآية 180] وقال سبحانه وتعالى: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى[سورة طه الآية 8] وقال تعالى في آخر سورة الحشر: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إلى قوله: لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
    [سورة الحشر الآية 23] فالله له أسماء كثيرة، كلها حسنى، يعني: تامة عظيمة، تشتمل على معان جليلة .
    وفي الحديث الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صحيح البخاري التَّوْحِيدِ (6957) ، صحيح مسلم الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ (2677) ، سنن الترمذي الدَّعَوَاتِ (3508) ، سنن ابن ماجه الدُّعَاءِ (3860) ، مسند أحمد (2/516). إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: مسند أحمد (1/452). أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك فدل على أن أسماء الله كثيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى .
    وكثرة الأسماء الحسنى تدل على عظمة المسمى .
    فكل اسم يدعى به ويطلب منه تعالى ما يتضمنه ذلك الاسم من الرحمة والمغفرة والتوبة وغيرها .
    وقوله: فَادْعُوهُ بِهَا يعني: توسلوا إليه بها في دعائكم، كأن تقول: يا رحمن ارحمني، يا غفور اغفر لي، يا تواب تب علي، يا رازق ارزقني . وهكذا .
    وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ يعني: ينكرونها، أو ينكرون معانيها ويحرفونها، توعدهم الله بقوله: سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .[سورة الأعراف الآية 180]
    والإيمان بأسماء الله وصفاته هو مذهب أهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين، وأتباعهم إلى يوم القيامة، فأهل السنة والجماعة يؤمنون بأسماء الله وصفاته التي سمى الله تعالى بها نفسه، أو سماه بها رسوله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، يؤمنون بها، ويثبتون معانيها وما تدل عليه، ولكن كيفيتها لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى .
    أما الفرق الضالة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ومشتقات هؤلاء فإنهم يجحدونها، فمنهم من يجحد الأسماء والصفات وهم الجهمية ولذلك كفرهم كثير من علماء هذه الأمة، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في "النونية":

    ولقد تقلد كفرهم خمسون في .................عشـر مـن العلمـاء في البلدان


    يعني: كفر الجهمية خمسمائة عالم من هذه الأمة، لأنهم يجحدون الأسماء والصفات، فلا يثبتون لله اسما ولا صفة .
    والمعتزلة أثبتوا الأسماء ولكنهم جحدوا معانيها، وجعلوها أسماء مجردة، ليس لها معان .
    والأشاعرة أثبتوا الأسماء وبعض الصفات، وجحدوا كثيرا من الصفات، فأثبتوا سبع صفات، وبعضهم يثبت أربع عشرة صفة، والبقية يجحدونها وينكرونها .
    وكل هؤلاء فرق ضالة، وهم يتفاوتون في ضلالهم .

    [ إثبات صفة العلو من كتاب الله ]

    وقد أجمع سلف الأمة وأئمتها على أن الله سبحانه فوق سماواته، على عرشه، بائن من خلقه، والعرش وما سواه فقير إليه، وهو غني عن كل شيء، لا يحتاج إلى العرش ولا غيره، ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله.
    فمن قال: إن الله ليس له علم ولا قدرة ولا كلام، ولا يرضى ولا يغضب ولا استوى على العرش فهو معطل ملعون.
    ومن قال: علمه كعلمي، أو قدرته كقدرتي، أو كلامه مثل كلامي، أو استواؤه كاستوائي، أو نزوله كنزولي فإنه ممثل ملعون.
    ومن قال هذا فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل باتفاق أئمة الدين، فالممثل يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما، والكتاب والسنة فيهما الهدى والسداد وطريق الرشاد، فمن اعتصم بهما هُديَ، ومن تركهما ضل.
    وهذا كتاب الله من أوله إلى آخره، وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا كلام الصحابة والتابعين وسائر الأئمة - قد دل ذلك بما هو نص أو ظاهر في أن الله سبحانه فوق العرش فوق السماوات مستو على عرشه.
    ونحن نذكر من ذلك بعضه:
    - قال الله سبحانه وتعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [ طه : 5].
    وقال تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
    [ الفرقان : 59 ، والسجدة : 4].
    وقد أخبر سبحانه باستوائه على عرشه في ستة مواضع من كتابه، فذكر في سورة الأعراف، ويونس، والرعد، وطه، والفرقان، و (الم تنزيل) السجدة، والحديد.
    - وقال تعالى: إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ [آل عمران :55].
    - وقال: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ [النساء :158].
    - وقال: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر :10].
    - وقال: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ - أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ [الملك :16 و17].
    وأخبر عن فرعون أنه قال: يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ - أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا [غافر: 36 و37].
    ففرعون كذب موسى في قوله (إن الله في السماء).
    وقال تعالى: تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ [الزمر والجاثية والأحقاف].
    وقال:تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت : 42].
    وقال:قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ [النحل : 102].
    وتأمل قوله تعالى في سورة الحديد: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد : 4].
    فقوله: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ- يتضمن إبطال قول الملاحدة القائلين بقدم العالم وأنه لم يزل وأنه لم يخلقه بقدرته ومشيئته، ومن أثبت منهم وجود الرب جعله لازما لذاته أزلا وأبدا غير مخلوق؛ كما هو قول ابن سينا وأتباعه الملاحدة.
    وقوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يتضمن إبطال قول المعطلة الذين يقولون: ليس على العرش سوى العدم، وإن الله ليس مستويا على عرشه ولا ترفع إليه الأيدي، ولا تجوز الإشارة إليه بالأصابع إلى فوق كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم في أعظم مجامعه في حجة الوداع، وجعل يرفع إصبعه إلى السماء، وينكبها إلى الناس، ويقول: " اللهم اشهد". وسيأتي الحديث إن شاء الله تعالى؛ فأخبر في هذه الآية الكريمة أنه على عرشه، وأنه: يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ، ثم قال: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ - فأخبر أنه مع علوه على خلقه وارتفاعه ومباينته لهم معهم بعلمه أينما كانوا.
    قال الإمام مالك : الله في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء.
    وقال نعيم بن حماد لما سئل عن معنى هذه الآية وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ : معناه: أنه لا يخفى عليه خافية بعلمه.
    وسيأتي هذا مع ما يشابهه من كلام الإمام أحمد وأبي زرعة وغيرهما.
    وليس معنى قوله تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ : أنه مختلط بالخلق، فإن هذا لا توجبه اللغة، وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمه وأئمتها، وخلاف ما فطر الله عليه الخلق، بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته هو موضوع في السماء وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان، وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع عليهم إلى غير ذلك من معاني ربوبيته.
    وأخبر تعالى أنه ذو المعارج، تعرج الملائكه والروح إليه، وأنه القاهرفوق عباده، وأن ملائكته يخافون ربهم من فوقهم، فكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق عباده على عرشه وأنه معنا حق على حقيقته، لا يحتاج إلى تحريف، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة.
    وهو سبحانه قد أخبر أنه قريب من خلقه كقوله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ[ البقرة : 186] ، وقوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ ق : 16].
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: صحيح مسلم الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ (2704) ، سنن أبي داود الصلاة (1526) ، مسند أحمد (4/402). إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته .
    وقوله تعالى: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا [ المجادلة : 7].
    وكل ما في الكتاب والسنة من الأدلة الدالة على قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته، فإنه سبحانه علي في دنوه، قريب في علوه.
    وقد أجمع سلف الأمة على أن الله سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه، وهو مع خلقه بعلمه أينما كانوا، يعلم ما هم عاملون.
    قال حنبل بن إسحاق : قيل لأبي عبد الله : ما معنى وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ؟ قال: علمه محيط بالكل، وربنا على العرش بلا حد ولا صفة.
    وسيأتي هذا الكلام مع زيادة عليه من كلام الإمام أحمد وغيره إن شاء الله تعالى.

    ما يقدح في توحيد الأسماء والصفات

    ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه ، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل .
    لما ذكر أركان الإيمان بين ما يدخل في الأول ، وهو الإيمان بالله ، أنه يدخل فيه الإيمان بالأسماء والصفات ، فمن جحد الأسماء والصفات لم يكن مؤمنا بالله الإيمان الصحيح ، وهذا رد على المعطلة الذين عطلوا أسماء الله وصفاته لأنهم لم يؤمنوا بالأسماء والصفات .
    فمن الإيمان بالله الإيمان بأسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنة « من غير تحريف ومن غير تعطيل » ، التحريف : هو التغيير ، أي : تغيير الألفاظ ، أو تغيير المعاني ، هذا هو التحريف .
    تحرف الألفاظ بأن يزاد فيها أو ينقص ، مثل : « استوى » قالوا : « استولى » ، هذا تحريف لفظ ، حيث زادوا حرفا .
    ومن تحريف المعنى : تفسير الاستواء بالاستيلاء ، وتفسير اليد بالقدرة ، وتفسير الوجه بالذات ، هذا من تحريف كلام الله عز وجل ، قال تعالى : يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ [ النساء : 46 ] .
    قوله : « ومن غير تعطيل » ، التعطيل هو : جحد الأسماء والصفات وإخلاء الله منها .



    أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة الذين أخبر النبي صلى الله عنهم بأنهم يسيرون على طريقته وأصحابه الكرام دون انحراف ؛ فهم أهل الإسلام المتبعون للكتاب والسنة ، المجانبون لطرق أهل الضلال . كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة " فقيل له : ما الواحدة ؟ قال : " ما أنا عليه اليوم وأصحابي " . حديث حسن أخرجه الترمذي وغيره .
    وقد سموا " أهل السنة " لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم . وسموا بالجماعة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث السابق : " هم الجماعة " . ولأنهم جماعة الإسلام الذي اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين، وتابعوا منهج أئمة الحق ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة . وهم أهل الأثر أو أهل الحديث أو الطائفة المنصورة أو الفرقة الناجية.

    أصول عقيدة أهل السنة والجماعة:

    • هي أصول الإسلام الذي هو عقيدة بلا فِرَق ولا طرق ولذلك فإن قواعد وأصول أهل السنة الجماعة في مجال التلقي والاستدلال تتمثل في الآتي:
    ـ مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع السلف الصالح.
    ـ كل ما ورد في القرآن الكريم هو شرع للمسلمين وكل ما صَحَّ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وإن كان آحادًا .
    ـ المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص التي تبينها، وفهم السلف الصالح ومن سار على منهجهم.
    ـ أصول الدين كلها قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم فليس لأحد تحت أي ستار، أن يحدث شيئًا في الدين زاعمًا أنه منه.
    ـ التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس ولا ذوق ولا كشفٍ مزعوم ولا قول شيخ موهوم ولا إمام ولا غير ذلك.
    ـ العقل الصريح موافق للنقل الصحيح ولا تعارض قطعيًّا بينهما وعند توهم التعارض يقدم النقل على العقل.

    ـ يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة وتجنب الألفاظ البدعية.
    ـ العصمة ثابتة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، أما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، والمرجع عند الخلاف يكون للكتاب والسنة مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة.
    ـ الرؤيا الصالحة حق وهي جزء من النبوة والفراسة الصادقة حق وهي كرامات ومبشرات ـ بشرط موافقتها للشرع ـ غير أنها ليست مصدرًا للعقيدة ولا للتشريع.
    ـ المراء في الدين مذموم والمجادلة بالحسنى مشروعة، ولا يجوز الخوض فيما صح النهي عن الخوض فيه.
    ـ يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد، ولا ترد البدعة ببدعة ولا يقابل الغلو بالتفريط ولا العكس.
    ـ كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.

    • التوحيد العلمي الاعتقادي:

    ـ الأصل في أسماء الله وصفاته: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تمثيل ؛ ولا تكييف ؛ ونفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، كما قال تعالى: (ليس كمِثْلِه شيءٌ وهو السميع البصير) مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص، وما دلّت عليه.
    ـ الإيمان بالملائكة الكرام إجمالاً، وأما تفصيلاً، فبما صحّ به الدّليل من أسمائهم وصفاتهم، وأعمالهم بحسب علم المكلف.
    ـ الإيمان بالكتب المنزلة جميعها، وأن القرآن الكريم أفضلها، وناسخها، وأن ما قبله طرأ عليه التحريف، وأنه لذلك يجب إتباعه دون ما سبقه.
    ـ الإيمان بأنبياء الله، ورسله ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر، ومن زعم غير ذلك فقد كفر .
    ـ الإيمان بانقطاع الوحي بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن اعتقد خلاف ذلك كَفَر.
    ـ الإيمان باليوم الآخر، وكل ما صح فيه من الأخبار، وبما يتقدمه من العلامات والأشراط.
    ـ الإيمان بالقدر، خيره وشره من الله تعالى، وذلك: بالإيمان بأن الله تعالى علم ما يكون قبل أن يكون وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون إلا ما يشاء، والله تعالى على كل شيء قدير وهو خالق كل شيء، فعال لما يريد.
    ـ الإيمان بما صحّ الدليل عليه من الغيبيات، كالعرش والكرسي، والجنة والنار، ونعيم القبر وعذابه، والصراط والميزان، وغيرها دون تأويل شيء من ذلك.
    ـ الإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعة الأنبياء والملائكة، والصالحين، وغيرهم يوم القيامة. كما جاء تفصيله في الأدلة الصحيحة.
    ـ رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في الجنة وفي المحشر حقّ، ومن أنكرها أو أوَّلها فهو زائغ ضال، وهي لن تقع لأحد في الدنيا.
    ـ كرامات الأولياء والصالحين حقّ، وليس كلّ أمر خارق للعادة كرامة، بل قد يكون استدراجًا. وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة، أو عدمها.
    ـ المؤمنون كلّهم أولياء الرحمن، وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه.

    • التوحيد الإرادي الطلبي (توحيد الألوهية).

    ـ الله تعالى واحد أحد، لا شريك له في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته وهو رب العالمين، المستحق وحده لجميع أنواع العبادة.
    ـ صرف شيء من أنواع العبادة كالدعاء، والاستغاثة، والاستعانة، والنذر، والذبح، والتوكل، والخوف، والرجاء، والحبّ، ونحوها لغير الله تعالى شرك أكبر، أيًّا كان المقصود بذلك، ملكًا مُقرّبًاً، أو نبيًّا مرسلاً، أو عبدًا صالحًا، أو غيرهم.
    ـ من أصول العبادة أن الله تعالى يُعبد بالحبّ والخوف والرجاء جميعًا، وعبادته ببعضها دون بعض ضلال.
    ـ التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بالله تعالى حَكَمًا من الإيمان به ربًّا وإلهًا، فلا شريك له في حكمه وأمره .
    وتشريع ما لم يأذن به الله، والتحاكم إلى الطاغوت ، واتباع غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وتبديل شيء منها كفر ، و من زعم أن أحدًا يسعه الخروج عنها فقد كفر.
    ـ الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وقد يكون كفرًا دون كفر.
    فالأول كتجويز الحكم بغير شرع الله ، أو تفضيله على حكم الله ، أو مساواته به ، أو إحلال ( القوانين الوضعية ) بدلا عنه .
    والثاني العدول عن شرع الله، في واقعة معينة لهوى مع الالتزام بشرع الله.
    ـ تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز بها الخاصة وشريعة تلزم العامة دون الخاصة، وفصل السياسة أو غيرها عن الدين باطل؛ بل كل ما خالف الشريعة من حقيقة أو سياسة أو غيرها، فهو إما كفر ، وإما ضلال، بحسب درجته.
    ـ لا يعلم الغيب إلا الله وحده، واعتقاد أنّ أحدًا غير الله يعلم الغيب كُفر، مع الإيمان بأن الله يُطْلع بعض رسله على شيء من الغيب.
    ـ اعتقاد صدق المنجمين والكهان كفر، وإتيانهم والذهاب إليهم كبيرة .
    ـ الوسيلة المأمور بها في القرآن هي ما يُقرّب إلى الله تعالى من الطاعات المشروعة.

    ـ والتوسل ثلاثة أنواع:

    1 ـ مشروع: وهو التوسل إلى الله تعالى، بأسمائه وصفاته، أو بعمل صالح من المتوسل، أو بدعاء الحي الصالح.
    2 ـ بدعي: وهو التوسل إلى الله تعالى بما لم يرد في الشرع، كالتوسل بذوات الأنبياء، والصالحين، أو جاههم، أو حقهم، أو حرمتهم، ونحو ذلك.
    3 ـ شركي: وهو اتخاذ الأموات وسائط في العبادة، ودعاؤهم وطلب الحوائج منهم والاستعانة بهم ونحو ذلك.
    ـ البركة من الله تعالى، يَخْتَصُّ بعض خلقه بما يشاء منها، فلا تثبت في شيء إلا بدليل. وهي تعني كثرة الخير وزيادته، أو ثبوته لزومه.
    والتبرك من الأمور التوقيفية، فلا يجوز التبرك إلا بما ورد به الدليل.
    ـ أفعال الناس عند القبور وزيارتها ثلاثة أنواع:

    1 ـ مشروع: وهو زيارة القبور؛ لتذكّر الآخرة، وللسلام على أهلها، والدعاء لهم.
    2 ـ بدعي يُنافي كمال التوحيد، وهو وسيلة من وسائل الشرك، وهو قصد عبادة الله تعالى والتقرب إليه عند القبور، أو قصد التبرك بها، أو إهداء الثواب عندها، والبناء عليها، وتجصيصها وإسراجها، واتخاذها مساجد، وشدّ الرّحال إليها، ونحو ذلك مما ثبت النهي عنه، أو مما لا أصل له في الشرع.
    3 ـ شركيّ ينافي التوحيد، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لصاحب القبر، كدعائه من دون الله، والاستعانة والاستغاثة به، والطواف، والذبح، والنذر له، ونحو ذلك.
    ـ الوسائل لها حكم المقاصد، وكل ذريعة إلى الشرك في عبادة الله أو الابتداع في الدين يجب سدّها، فإن كل محدثة في الدين بدعة . وكل بدعة ضلالة.

    • الإيمان :

    ـ الإيمان قول، وعمل، يزيد، وينقص، فهو: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح. فقول القلب: اعتقاده وتصديقه، وقول اللسان: إقراره. وعمل القلب: تسليمه وإخلاصه، وإذعانه، وحبه وإرادته للأعمال الصالحة.
    وعمل الجوارح: فعل المأمورات، وترك المنهيات.
    ـ مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، فهو في الدنيا مؤمن ناقص الإيمان، وفي الآخرة تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، والموحدون كلهم مصيرهم إلى الجنة وإن عذِّب منهم بالنار من عذب، ولا يخلد أحد منهم فيها قط.
    ـ لا يجوز القطع لمعيَّن من أهل القبلة بالجنة أو النار إلا من ثبت النص في حقه.
    ـ الكفر من الألفاظ الشرعية وهو قسمان: أكبر مخرج من الملة، وأصغر غير مخرج من الملة ويسمى أحيانًا بالكفر العملي.
    ـ التكفير من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فلا يجوز تكفير مسلم بقول أو فعل ما لم يدل دليل شرعي على ذلك، ولا يلزم من إطلاق حكم الكفر على قول أو فعل ثبوت موجبه في حق المعيَّن إلا إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع. والتكفير من أخطر الأحكام فيجب التثبت والحذر من تكفير المسلم ، ومراجعة العلماء الثقات في ذلك .

    • القرآن والكلام:

    القرآن كلام الله (حروفه ومعانيه) مُنزل غير مخلوق؛ منه بدأ؛ وإليه يعود، وهو معجز دال على صدق من جاء به صلى الله عليه وسلم. ومحفوظ إلى يوم القيامة.

    • القدر:

    من أركان الإيمان، الإيمان بالقدر خيره وشره، من الله تعالى، ويشمل:
    ـ الإيمان بكل نصوص القدر ومراتبه؛ (العلم، الكتابة، المشيئة، الخلق)، وأنه تعالى لا رادّ لقضائه، ولا مُعقّب لحكمه.
    ـ هداية العباد وإضلالهم بيد الله، فمنهم من هداه الله فضلاً. ومنهم من حقت عليه الضلالة عدلاً.
    ـ العباد وأفعالهم من مخلوقات الله تعالى، الذي لا خالق سواه، فالله خالقٌ لأفعال العباد، وهم فاعلون لها على الحقيقة.
    ـ إثبات الحكمة في أفعال الله تعالى، وإثبات الأسباب بمشيئة الله تعالى.

    • الجماعة والإمامة:

    ـ الجماعة هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعون لهم بإحسان، المتمسكون بآثارهم إلى يوم القيامة، وهم الفرقة الناجية.
    ـ وكل من التزم بمنهجهم فهو من الجماعة، وإن أخطأ في بعض الجزئيات.
    ـ لا يجوز التفرّق في الدين ، ولا الفتنة بين المسلمين، ويجب ردّ ما اختلف فيه المسلمون إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح.
    ـ من خرج عن الجماعة وجب نصحه، ودعوته، ومجادلته بالتي هي أحسن، وإقامة الحجة عليه، فإن تاب وإلا عوقب بما يستحق شرعًا.
    ـ إنما يجب حمل الناس على الجُمَل الثابتة بالكتاب، والسنة، والإجماع ، ولا يجوز امتحان عامة المسلمين بالأمور الدقيقة، والمعاني العميقة.
    ـ الأصل في جميع المسلمين سلامة القصد المعتقد، حتى يظهر خلاف ذلك، والأصل حمل كلامهم على المحمل الحسن، ومن ظهر عناده وسوء قصده فلا يجوز تكلّف التأويلات له.
    ـ الإمامة الكبرى تثبت بإجماع الأمة، أو بيعة ذوي الحل والعقد منهم، ومن تغلّب حتى اجتمعت عليه الكلمة وجبت طاعته بالمعروف، ومناصحته، وحرم الخروج عليه إلا إذا ظهر منه كفر بواح فيه من الله برهان.وكانت عند الخارجين القدرة على ذلك .
    ـ الصلاة والحج والجهاد واجبة مع أئمة المسلمين وإن جاروا.
    ـ يحرم القتال بين المسلمين على الدنيا، أو الحمية الجاهلية ؛ وهو من أكبر الكبائر ، وإنما يجوز قتال أهل البدعة والبغي، وأشباههم، إذا لم يمكن دفعهم بأقل من ذلك، وقد يجب بحسب المصلحة والحال.
    ـ الصحابة الكرام كلهم عدول، وهم أفضل هذه الأمة، والشهادة لهم بالإيمان والفضل أصل قطعي معلوم من الدين بالضرورة، ومحبّتهم دين وإيمان، وبغضهم كفر ونفاق، مع الكفّ عما شجر بينهم، وترك الخوض فيما يقدح في قدرهم.
    وأفضلهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وهم الخلفاء الراشدون. وتثبت خلافة كل منهم حسب ترتبيهم.
    ـ من الدين محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولّيهم، وتعظيم قدر أزواجه ـ أمهات المؤمنين، ومعرفة فضلهن، ومحبة أئمة السلف، وعلماء السنة والتابعين لهم بإحسان ومجانبة أهل البدع والأهواء.
    ـ الجهاد في سبيل الله ذورة سنامِ الإسلام، وهو ماضٍ إلى قيام الساعة.
    ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام. وأسباب حفظ جماعته، وهما يجبان بحسب الطاقة، والمصلحة معتبرة في ذلك.

    أهم خصائص وسمات منهج أهل السنة والجماعة

    • أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة وكما أن لهم منهجًا اعتقاديًّا فإن لهم أيضًا منهجهم وطريقهم الشامل الذي ينتظم فيه كل أمر يحتاجه كل مسلم لأن منهجهم هو الإسلام الشامل الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم. وهم على تفاوت فيما بينهم، لهم خصائص وسمات تميزهم عن غيرهم منها:
    ـ الاهتمام بكتاب الله: حفظًا وتلاوة، وتفسيرًا، والاهتمام بالحديث: معرفة وفهمًا وتمييزًا لصحيحه من سقيمه، (لأنهما مصدرا التلقي)، مع إتباع العلم بالعمل.
    ـ الدخول في الدّين كله، والإيمان بالكتاب كله، فيؤمنون بنصوص الوعد، ونصوص الوعيد، وبنصوص الإثبات، ونصوص التنزيه ويجمعون بين الإيمان بقدر الله، وإثبات إرادة العبد، ومشيئته، وفعله، كما يجمعون بين العلم والعبادة، وبين القُوّة والرحمة، وبين العمل مع الأخذ بالأسباب وبين الزهد.
    ـ الإتباع، وترك الابتداع، والاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف في الدين.
    ـ الإقتداء والاهتداء بأئمة الهدى العدول، المقتدى بهم في العلم والعمل والدعوة من الصحابة ومن سار على نهجهم، ومجانبة من خالف سبيلهم.
    ـ التوسط: فَهُمْ في الاعتقاد وسط بين فرق الغلو وفرق التفريط، وهم في الأعمال والسلوك وسط بين المُفرطين والمفرِطين.
    ـ الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحقّ وتوحيد صفوفهم على التوحيد والإتباع، وإبعاد كل أسباب النزاع والخلاف بينهم.
    ـ ومن هنا لا يتميزون عن الأمة في أصول الدين باسم سوى السنة والجماعة، ولا يوالون ولا يعادون، على رابطة سوى الإسلام والسنة.
    ـ يقومون بالدعوة إلى الله الشاملة لكل شيء في العقائد والعبادات وفي السلوك والأخلاق وفي كل أمور الحياة وبيان ما يحتاجه كل مسلم كما أنهم يحذرون من النظرة التجزيئية للدين فينصرون الواجبات والسنن كما ينصرون أمور العقائد والأمور الفرعية ويعلمون أن وسائل الدعوة متجددة فيستفيدون من كل ما جد وظهر ما دام مشروعًا. والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بما يوجبه الشرع، والجهاد وإحياء السنة، والعمل لتجديد الدين ، وإقامة شرع الله وحكمه في كل صغيرة وكبيرة ويحذرون من التحاكم إلى الطاغوت أو إلى غير ما أنزل الله.
    ـ الإنصاف والعدل: فهم يراعون حق الله ـ تعالى ـ لا حقّ النفس أو الطائفة، ولهذا لا يغلون في مُوالٍ، ولا يجورون على معاد، ولا يغمطون ذا فضل فضله أيًّا كان، ومع ذلك فهم لا يقدسون الأئمة والرجال على أنهم معصومون وقاعدتهم في ذلك: كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا عصمة إلا للوحي وإجماع السلف.
    ـ يقبلون فيما بينهم تعدد الاجتهادات في بعض المسائل التي نقل عن السلف الصالح النزاع فيها دون أن يُضلل المخالف في هذه المسائل فهم عالمون بآداب الخلاف التي أرشدهم إليها ربهم جلّ وعلا ونبيهم صلى الله عليه وسلم.
    ـ يعتنون بالمصالح والمفاسد ويراعونها، ويعلمون أن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتعطيل المفاسد وتقليلها، حيث درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
    ـ أن لهم موقفًا من الفتن عامة: ففي الابتلاء يقومون بما أوجب الله تعالى تجاه هذا الابتلاء.
    ـ وفي فتنة الكفر يحاربون الكفر ووسائله الموصلة إليه بالحجة والبيان والسيف والسنان بحسب الحاجة والاستطاعة.
    ـ وفي الفتنة يرون أن السلامة لا يعدلها شيء والقعود أسلم إلا إذا تبين لهم الحق وظهر بالأدلة الشرعية فإنهم ينصرونه ويعينونه بما استطاعوا.
    ـ يرون أن أصحاب البدع متفاوتون قربًا وبعدًا عن السنة فيعامل كل بما يستحق ومن هنا انقسمت البدع إلى: بدع لا خلاف في عدم تكفير أصحابها مثل المرجئة والشيعة المفضلة، وبدع هناك خلاف في تكفير أو عدم تكفير أصحابها مثل الخوارج والروافض ، وبدع لا خلاف في تكفير أصحابها بإطلاق مثل الجهمية المحضة.
    ـ يفرقون بين الحكم المطلق على أصحاب البدع عامة بالمعصية أو الفسق أو الكفر وبين الحكم على المعين حتى يبين له مجانبة قوله للسنة وذلك بإقامة الحجة وإزالة الشبهة.
    ـ ولا يجوزون تكفير أو تفسيق أو حتى تأثيم علماء المسلمين لاجتهاد خاطئ أو تأويل بعيد خاصة في المسائل المختلف فيها.
    ـ يفرقون في المعاملة بين المستتر ببدعته والمظهر لها والداعي إليها.
    ـ يفرقون بين المبتدعة من أهل القبلة مهما كان حجم بدعتهم وبين من عُلم كفره بالاضطرار من دين الإسلام كالمشركين وأهل الكتاب وهذا في الحكم الظاهر على العموم مع علمهم أن كثيرًا من أهل البدع منافقون وزنادقة في الباطن.
    ـ يقومون بالواجب تجاه أهل البدع ببيان حالهم، والتحذير منهم وإظهار السنة وتعريف المسلمين بها وقمع البدع بما يوجبه الشرع من ضوابط.
    ـ يصلون الجمع والجماعات والأعياد خلف الإمام مستور الحال ما لم يظهر منه بدعة أو فجور فلا يردون بدعة ببدعة.
    ـ لا يُجٍوزون الصلاة خلف من يظهر البدعة أو الفجور مع إمكانها خلف غيره، وإن وقعت صحت، ويُؤَثِّمون فاعلها إلا إذا قُصد دفع مفسدة أعظم، فإن لم يوجد إلا مثله، أو شرّ منه جازت خلفه، ولا يجوز تركها، ومن حُكِمَ بكفره فلا تصح الصلاة خلفه.
    ـ فِرقُ أهل القبلة الخارجة عن السنة متوعدون بالهلاك والنار، وحكمهم حكم عامة أهل الوعيد، إلا من كان منهم كافرًا في الباطن.
    ـ والفرق الخارجة عن الإسلام كُفّار في الجملة، وحكمهم حكم المرتدين.
    ولأهل السنة والجماعة أيضًا منهج شامل في تزكية النفوس وتهذيبها، وإصلاح القلوب وتطهيرها، لأن القلب عليه مدار إصلاح الجسد كله وذلك بأمور منها:
    ـ إخلاص التوحيد لله تعالى والبعد عن الشرك والبدعة مما ينقص الإيمان أو ينقصه من أصله.
    ـ التعرف على الله جل وعلا بفهم أسمائه الحسنى وصفاته العلى ومدارستها وتفهم معانيها والعمل بمقتضياتها؛ لأنها تورث النفس الحب والخضوع والتعظيم والخشية والإنابة والإجلال لله تعالى .
    ـ طاعة الله ورسوله بأداء الفرائض والنوافل كاملة مع العناية بالذكر وتلاوة القرآن الكريم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والصيام وإيتاء الزكاة وأداء الحج والعمرة وغير ذلك مما شرع الله تعالى.
    ـ اجتناب المحرمات والشبهات مع البعد عن المكروهات.
    ـ البعد عن رهبانية النصرانية والبعد عن تحريم الطيبات والبعد عن سماع المعازف والغناء وغير ذلك.
    ـ يسيرون إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء ويعبدونه تعالى بالحب والخوف والرجاء.
    • ومن أهم سماتهم: التوافق في الأفهام، والتشابه في المواقف، رغم تباعد الأقطار والأعصار، وهذا من ثمرات وحدة المصدر والتلقي.
    ـ الإحسان والرّحمة وحسن الخُلق مع الناس كافةً فهم يأتمون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في علاقاتهم مع بعضهم أو مع غيرهم.
    ـ النصيحة لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم.
    ـ الاهتمام بأمور المسلمين ونصرتهم، وأداء حقوقهم، وكفّ الأذى عنهم.
    ـ موالاة المؤمن لإيمانه بقدر ما عنده من إيمان ومعاداة الكافر لكفره ولو كان أقرب قريب.
    لا يعد من اجتهد في بيان نوع من أصول أهل السنة مبتدعًا ولا مفرطًا ما دام لا يخالف شيئًا من أصول أهل السنة والجماعة
    كل من يعتقد بأصول أهل السنة والجماعة ويعمل على هديها فهو من أهل السنة ولو وقع في بعض الأخطاء التي يُبدّع من خالف فيها.


    قال : يا أهل الجنة إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبدا هذه حالهم ولهم فيها ما يشتهون ، ولهم فيها ما يدعون . نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ[ سورة فصلت الآية 32] ولهم فيها لقاء مع الله عز وجل كما يشاء ، ورؤية وجهه الكريم جل وعلا .
    أما من خالف الرسل في هذه الدار ، وتابع الهوى والشيطان ، فإنه ينتقل من هذه الدار إلى دار الجزاء ، دار الهوان والخسران ، والعذاب والآلام والجحيم ، التي أهلها في عذاب وشقاء دائم ، لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا[سورة فاطر الآية 36 ] كما قال عز وجل : سورة طه الآية 74 إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا وقال فيها أيضا : سورة الكهف الآية 29 وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا وقال فيها جل وعلا : سورة محمد الآية 15 وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ والمقصود أن هذه الدار هي دار العمل ، وهي دار التقرب إلى الله عز وجل بما يرضيه ، وهي دار الجهاد للنفوس ، وهي دار المحاسبة ، ودار التفقه والتبصر في الدين ، والتعاون على البر والتقوى ، والتواصي بالحق والصبر عليه ، والعلم والعمل ، والعبادة والمجاهدة ، قال الله سبحانه وتعالى : سورة الذاريات وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ -مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ- إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
    فخلق الله الجن والإنس وهما الثقلان : لعبادته عز وجل ، لم يخلقهم سبحانه لحاجة به إليهم ، فإنه سبحانه هو الغني بذاته عن كل ما سواه . كما قال سبحانه : سورة فاطر الآية 15 يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ سورة فاطر إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ - وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ولم يخلقهم ليتكثر بهم من قلة ، أو يعتز بهم من ذلة ، ولكنه خلقهم سبحانه لحكمة عظيمة ، وهي أن يعبدوه ويعظموه ، ويخشوه ويثنوا عليه سبحانه بما هو أهله ، ويعلموا أسماءه وصفاته ، ويثنوا عليه بذلك ، وليتوجهوا إليه بما يحب من الأعمال والأقوال ، ويشكروه على إنعامه ، ويصبروا على ما ابتلاهم به ، وليجاهدوا في سبيله ، وليتفكروا في عظمته ، وما يستحق عليهم من العمل ، كما قال عز وجل :
    سورة الطلاق الآية 12 اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا وقال تعالى : سورة الأعراف الآية 180 وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وقال تعالى : سورة آل عمران الآية 190 إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ سورة آل عمران الآية 191 الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ فأنت يا عبد الله مخلوق في هذه الدار ، لا لتبقى فيها ، ولا لتخلد فيها ، ولكنك خلقت فيها لتنقل منها بعد العمل ، وقد تنقل منها قبل العمل ، وأنت صغير لم تبلغ ، ولم يجب عليك العمل لحكمة بالغة .
    فالمقصود أنها دار ممزوجة بالشر والخير ، ممزوجة بالأخلاط من الصلحاء وغيرهم ، ممزوجة بالأكدار والأفراح والنافع والضار ، وفيها الطيب والخبيث ، والمرض والصحة ، والغنى والفقر ، والكافر والمؤمن ، والعاصي والمستقيم ، وفيها أنواع من المخلوقات خلقت لمصلحة الثقلين كما قال تعالى : سورة البقرة الآية 29 هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
    و المقصود من هذه الخليقة كما تقدم : أن يعظم الله ، وأن يطاع في هذه الدار ، وأن يعظم أمره ونهيه ، وأن يعبد وحده سبحانه وتعالى بطاعة أوامره ، وترك نواهيه ، وقصده سبحانه في طلب الحاجات ، وعند الملمات ، ورفع الشكاوى إليه ، وطلب الغوث منه ، والاستعانة به في كل شيء ، وفي كل أمر من أمور الدنيا ، والآخرة .
    فالمقصود من خلقك وإيجادك يا عبد الله ، هو توحيده سبحانه ، وتعظيم أمره ونهيه ، وأن تقصده وحده في حاجاتك ، وتستعين به على أمر دينك ودنياك وتتبع ما جاء به رسله ، وتنقاد لذلك طائعا مختارا ، محبا لما أمر به ، كارها لما نهى عنه ، ترجو رحمة ربك ، وتخشى عقابه سبحانه وتعالى .
    والرسل أرسلوا إلى العباد ليعرفوهم هذا الحق ، ويعلموهم ما يجب عليهم ، وما يحرم عليهم ، حتى لا يقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ، بل قد جاءتهم الرسل مبشرين ومنذرين ، كما قال سبحانه : سورة النحل الآية 36 وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ وقال تعالى : سورة النساء الآية 165 رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وقال تعالى : سورة الأنبياء الآية 25 وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ
    فهم قد أرسلوا ليوجهوا الثقلين لما قد أرسلوا به ، ويرشدوهم إلى أسباب النجاة ولينذروهم أسباب الهلاك ، وليقيموا عليهم الحجة ، ويقطعوا المعذرة ، والله سبحانه يحب أن يمدح ، ولهذا أثنى على نفسه بما هو أهله ، وهو غيور على محارمه ، ولهذا حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن .
    فعليك أن تحمده سبحانه ، وتثني عليه بما هو أهله ، فله الحمد في الأولى والآخرة . وعليك أن تثني عليه بأسمائه وصفاته ، وأن تشكره على إنعامه ، وأن تصبر على ما أصابك ، مع أخذك بالأسباب التي شرعها الله وأباحها لك . وعليك أن تحترم محارمه ، وأن تبتعد عنها ، وأن تقف عند حدوده طاعة له سبحانه ولما جاءت به الرسل .
    وعليك أن تتفقه في دينك ، وأن تتعلم ما خلقت له وأن تصبر على ذلك حتى تؤدي الواجب على علم وعلى بصيرة ، قال صلى الله عليه وسلم :[ من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ] خرجهما مسلم في صحيحه .
    وأعظم الأوامر وأهمها توحيده سبحانه ، وترك الإشراك به عز وجل ، وهذا هو أهم الأمور ، وهو أصل دين الإسلام ، وهو دين الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم ، وهو توحيد الله وإفراده بالعبادة ، دون كل من سواه .
    هذا هو أصل الدين ، وهو دين الرسل جميعا من أولهم نوح ، إلى خاتمهم محمد عليهم الصلاة والسلام ، لا يقبل الله من أحد دينا سواه ، وهو الإسلام .
    وسمي إسلاما لما فيه من الاستسلام لله ، والذل له ، والعبودية له ، والانقياد لطاعته ، وهو توحيده والإخلاص له . مستسلما له جل وعلا ، وقد أسلمت وجهك لله ، وأخلصت عملك لله ، ووجهت قلبك إلى الله في سرك وعلانيتك ، وفي خوفك وفي رجائك ، وفي قولك وفي عملك ، وفي كل شأنك .
    تعلم أنه سبحانه هو الإله الحق ، والمستحق لأن يعبد ويطاع ويعظم لا إله غيره ولا رب سواه .
    وإنما تختلف الشرائع كما قال سبحانه : سورة المائدة الآية 48 لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا أما دين الله فهو واحد ، وهو دين الإسلام ، وهو إخلاص العبادة لله وحده ، وإفراده بالعبادة : من دعاء وخوف ورجاء وتوكل ، ورغبة ورهبة ، وصلاة وصوم وغير ذلك ، كما قال سبحانه وبحمده : سورة الإسراء الآية 23 وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ أي أمر ألا تعبدوا إلا إياه ، وقال سبحانه : سورة الفاتحة الآية 5 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ أخبر عباده بهذا ليقولوه وليعترفوا به .
    فعلمهم كيف يثنون عليه ، فقال عز من قائل : سورة الفاتحة الآية 2 الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سورة الفاتحة الآية 3 الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سورة الفاتحة الآية 4 مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ علمهم هذا الثناء العظيم ، ثم قال : سورة الفاتحة الآية 5 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وجههم إلى هذا سبحانه وتعالى ، فيثنوا عليه بما هو أهله من الحمد والاعتراف بأنه رب العالمين ، والمحسن إليهم ، ومربيهم بالنعم ، وأنه الرحمن وأنه الرحيم ، وأنه مالك يوم الدين ، وهذا كله حق لربنا عز وجل .
    ثم قال : سورة الفاتحة الآية 5 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ إياك نعبد وحدك ، وإياك نستعين وحدك ، لا رب ولا معين سواك ، فجميع ما يقع من العباد هو من الله ، وهو الذي سخرهم وهو الذي هيأهم لذلك ، وأعانهم على ذلك ، وأعطاهم القوة على ذلك ، ولهذا يقول جل وعلا : سورة النحل الآية 53 وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ فهو سبحانه المنعم ، وهو المستعان والمعبود بالحق جل وعلا .
    فأنت يا عبد الله إذا جاءتك نعمة على يد صغير أو كبير أو مملوك أو ملك ، أو غيره ، فكله من نعم الله جل وعلا ، وهو الذي ساق ذلك ويسره سبحانه ، خلق من جاء بها وساقها على يديه ، وحرك قلبه ليأتيك بها ، وأعطاه القوة والقلب والعقل ، وجعل في قلبه ما جعل حتى أوصلها إليك .
    فكل النعم من الله جل وعلا مهما كانت الوسائل ، وهو المعبود بالحق ، وهو الخالق للعباد ، وهو مربيهم بالنعم ، وهو الحاكم بينهم في الدنيا والآخرة ، وهو الموصوف بصفات الكمال المنزه عن صفات النقص والعيب ، واحد في ربوبيته ، واحد في ألوهيته ، واحد في أسمائه وصفاته ، جل وعلا ، وهو سبحانه له التوحيد من جميع الوجوه ، له الوحدانية في خلقه العباد ، وتدبيره لهم ، ورزقه لهم ، وتصريفه لشئونهم ، لا يشاركه في ذلك أحد سبحانه وتعالى ، يدبرجل وعلا ، كما قال جل وعلا : سورة الزمر الآية 62 اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ وقال سبحانه : سورة الذاريات الآية 58 إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ وقال سبحانه : سورة يونس الآية 3 إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ سورة يونس الآية 4 إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا
    فهو المستحق للعبادة لكمال إنعامه ، وكمال إحسانه ، ولكونه الخلاق والرزاق ولكونه مصرف الأمور ومدبرها ، ولكونه الكامل في ذاته وصفاته وأسمائه . فلهذا استحق العبادة على جميع العباد واستحق الخضوع عليهم . والعبادة هي الخضوع والذل ، وسمي الدين عبادة لأن العبد يؤديه بخضوع لله ، وذل بين يديه ، ولهذا قيل للإسلام عبادة .
    تقول العرب : طريق معبد ، يعني مذلل ، قد وطأته الأقدام ، حتى صار لها أثر بيّن يعرف ، ويقال : بعير معبد أي قد شد ورحل عليه ، حتى صار له أثر فصار معبدا .
    والعبد هو : الذليل المنقاد لله المعظم لحرماته ، وكلما كان العبد أكمل معرفة بالله وأكمل إيمانا به ، صار أكمل عبادة . ولهذا كان الرسل أكمل الناس عبادة ، لأنهم أكملهم معرفة وعلما بالله ، وتعظيما له من غيرهم ، صلوات الله وسلامه عليهم .
    ولهذا وصف الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالعبودية في أشرف مقاماته ، فقال سبحانه : سورة الإسراء الآية 1 سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ وقال تعالى : سورة الكهف الآية 1 الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وقال تعالى : سورة الجن الآية 19 وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ ] ... إلى غير ذلك .
    فالعبودية مقام عظيم وشريف ، ثم زادهم الله فضلا من عنده سبحانه بالرسالة التي أرسلهم بها ، فاجتمع لهم فضلان : فضل الرسالة ، وفضل العبودية الخاصة . فأكمل الناس في عبادتهم لله ، وتقواهم له ، هم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ثم يليهم الصديقون الذين كمل تصديقهم لله ولرسله ، واستقاموا على أمره ، وصاروا خير الناس بعد الأنبياء ، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، فهو رأس الصديقين ، وأكملهم صديقية ، بفضله وتقواه ، وسبقه إلى الخيرات وقيامه بأمر الله خير قيام ، وكونه قرين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار ، ومساعده بكل ما استطاع من قوة رضي الله عنه وأرضاه .
    فالمقصود أن مقام العبودية ، ومقام الرسالة هما أشرف المقامات ، فإذا ذهبت الرسالة بفضلها ، بقي مقام الصديقية بالعبادة .
    فأكمل الناس إيمانا وصلاحا وتقوى وهدى ، هم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام لكمال علمهم بالله ، وعبادتهم له ، وذلهم لعظمته جل وعلا ، ثم يليهم الصديقون ثم الشهداء ، ثم الصالحون كما قال جل وعلا : سورة النساء الآية 69 وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ولا بد مع توحيد الله من تصديق رسله ، ولهذا لما بعث الله نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام ، صار يدعو الناس أولا إلى توحيد الله وإلى الإيمان بأنه رسوله عليه الصلاة والسلام .
    فلا بد من أمرين : توحيد الله والإخلاص ، ولا بد مع ذلك من تصديق الرسل عليهم الصلاة والسلام .
    فمن وحد الله ، ولم يصدق الرسل فهو كافر ، ومن صدقهم ولم يوحد الله فهو كافر ، فلا بد من الأمرين : توحيد الله وتصديق رسله عليهم الصلاة والسلام .
    والاختلاف في هذا المقام هو في الشرائع ، وأما توحيد الله والإخلاص له ، وترك الإشراك به ، وتصديق رسله ، فهو أمر لا اختلاف فيه بين الأنبياء ، بل لا إسلام ولا دين ولا هدى ولا نجاة إلا بتوحيد الله عز وجل ، وإفراده بالعبادة ، والإيمان بما جاء به رسله عليهم الصلاة والسلام ، جملة وتفصيلا .
    فمن وحد الله جل وعلا ، ولم يصدق نوحا في زمانه ، أو إبراهيم في زمانه ، أو هودا أو صالحا أو إسماعيل أو إسحاق أو يعقوب أو من بعدهم إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر بالله عز وجل ، حتى يصدق جميع الرسل ، مع توحيده لله عز وجل .
    فالإسلام في زمن آدم هو توحيد الله مع اتباع شريعة آدم عليه الصلاة والسلام ، والإسلام في زمن نوح هو توحيد الله مع اتباع شريعة نوح عليه الصلاة والسلام ، والإسلام في زمن هود هو توحيد الله مع اتباع شريعة هود عليه الصلاة والسلام ، والإسلام في زمن صالح هو توحيد الله مع اتباع شريعة صالح عليه الصلاة والسلام ، حتى جاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فكان الإسلام في زمانه هو توحيد الله مع الإيمان بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، واتباع شريعته .
    فاليهود والنصارى لما لم يصدقوا محمدا عليه الصلاة والسلام ، صاروا بذلك كفارا ضلالا ، وإن فرضنا أن بعضهم وحد الله ، فإنهم ضالون كفار بإجماع المسلمين ، لعدم إيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فلو قال شخص إني أعبد الله وحده ، وأصدق محمدا في كل شيء إلا في تحريم الزنا ، بأن جعله مباحا ، فإنه يكون بهذا كافرا حلال الدم والمال بإجماع المسلمين ، وهكذا لو قال : إنه يوحد الله ويعبده وحده دون كل من سواه ، ويصدق الرسل جميعا ، وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم إلا في تحريم اللواط ، وهو إتيان الذكور ، صار كافرا حلال الدم والمال بإجماع المسلمين ، بعد إقامة الحجة عليه إذا كان مثله يجهل ذلك ، ولم ينفعه توحيده ولا إيمانه ، لأنه كذب الرسول ، وكذب الله في بعض الشيء .
    وهكذا لو وحد الله ، وصدق الرسل ، ولكن استهزأ بالرسول في شيء ، أو استنقصه في شيء أو بعض الرسل ، صار كافرا بذلك ، كما قال جل وعلا : سورة التوبة الآية 65 قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ سورة التوبة الآية 66 لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ثم إن ضد هذا التوحيد هو الشرك بالله عز وجل ، فإن كل شيء له ضد ، والضد يبين بالضد قال بعض الشعراء :

    والضد يظهر حسنه الضد وبضدهــا تتمـيز الأشـياء


    فالشرك بالله عز وجل ، هو ضد التوحيد الذي بعث الله به الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فالمشرك مشرك لأنه أشرك مع الله غيره ، فيما يتعلق بالعبادة لله وحده ، أو فيما يتعلق بملكه وتدبيره العباد ، أو بعدم تصديقه فيما أخبر أو فيما شرع ، فصار بذلك مشركا بالله ، وفيما وقع منه من الشرك .
    وتوحيد الله عز وجل الذي هو معنى لا إله إلا الله ، يعني أنه لا معبود بحق إلا الله ، فهي تنفي العبادة عن غير الله بالحق ، وتثبتها لله وحده ، كما قال سبحانه : سورة لقمان الآية 30 ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وقال تعالى : سورة محمد الآية 19 فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وقال سبحانه : سورة آل عمران الآية 18 شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وقال سبحانه : سورة النحل الآية 51 وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ
    فتوحيد الله هو إفراده بالعبادة عن إيمان ، وعن صدق ، وعن عمل ، لا مجرد كلام . ومع اعتقاده بأن عبادة غيره باطلة ، وأن عباد غيره مشركون ، ومع البراءة منهم ، كما قال عز وجل : سورة الممتحنة الآية 4 قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وقال تعالى : سورة الزخرف الآية 26 وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ سورة الزخرف الآية 27 إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ فتبرأ من عبّاد غير الله ، ومما يعبدون .
    فالمقصود أنه لا بد من توحيد الله ، بإفراده بالعبادة والبراءة من عبادة غيره ، وعابدي غيره ، ولا بد من اعتقاد وبطلان الشرك ، وأن الواجب على جميع العباد من جن وإنس ، أن يخصوا الله بالعبادة ، ويؤدوا حق هذا التوحيد بتحكيم شريعة الله ، فإن الله سبحانه وتعالى هو الحاكم ، ومن توحيده الإيمان والتصديق بذلك ، فهو الحاكم في الدنيا بشريعته ، وفي الآخرة بنفسه سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا : سورة الأنعام الآية 57 إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ وقال تعالى : سورة غافر الآية 12 فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ وقال سبحانه : سورة الشورى الآية 10 وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ
    وصرف بعض العبادة للأولياء أو الأنبياء أو الشمس والقمر ، أو الجن أو الملائكة ، أو الأصنام أو الأشجار أو غير ذلك ، كل هذا ناقض لتوحيد الله ، ومبطل له .
    وإذا علم أن الله سبحانه بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ، والأنبياء قبله إلى أمم يعبدون غير الله ، منهم من يعبد الأنبياء والصالحين ، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار ، ومنهم من يعبد الأصنام المنحوتة ، ومنهم من يعبد الكواكب إلى غير ذلك ، فقد دعوهم كلهم إلى توحيد الله ، والإيمان به سبحانه ، وأن يقولوا : لا إله إلا الله ، وأن يبرأوا مما يخالفها ، وأن يبرأوا من عابدي غير الله ، ومن معبوداتهم ، وأن من صرف بعض العبادة لغيره فما وحده كما قال الله سبحانه : سورة النحل الآية 36 وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
    وبهذا تعلم أن ما يصنع حول القبور المعبودة من دون الله . مثل قبر البدوي ، والحسين بمصر وأشباه ذلك ، وما يقع من بعض الجهال من الحجاج وغيرهم عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم من طلب المدد والنصر على الأعداء ، والاستغاثة به والشكوى إليه ونحو ذلك ، أن هذه عبادة لغير الله عز وجل ، وأن هذا شرك الجاهلية الأولى ، وهكذا ما قد يقع من بعض الصوفية من اعتقادهم أن بعض الأولياء يتصرف في الكون ويدبر هذا العالم والعياذ بالله شرك أكبر في الربوبية .
    وهكذا ما يقع من اعتقاد بعض الناس ، أن بعض المخلوقات له صلة بالرب عز وجل ، وأنه يستغني بذلك عن متابعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، أو أنه يعلم الغيب ، أو أنه يتصرف في الكائنات ، وما أشبه ذلك ، فإنه كفر بالله أكبر ، وشرك ظاهر ، يخرج صاحبه من الملة الإسلامية إن كان ينتسب إليها .
    فلا توحيد ولا إسلام ولا إيمان ولا نجاة إلا بإفراد الله بالعبادة ، والإيمان بأنه مالك الملك ، ومدبر الأمور ، وأنه كامل في ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله ، لا شريك له ، ولا شبيه له ، ولا يقاس بخلقه عز وجل ، فله الكمال المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله ، وهو مدبر الملك جل وعلا ، لا شريك له ، ولا معقب لحكمه .
    هذا هو توحيد الله ، وهذا هو إفراده بالعبادة ، وهذا هو دين الرسل كلهم ، وهذا معنى قوله تعالى : سورة الفاتحة الآية 5 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يعني : إياك نوحد ونطيع ونرجو ونخاف ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : نعبدك وحدك ، ونرجوك ونخافك .
    وإياك نستعين على طاعتك ، وفي جميع أمورنا . فالعبادة هي توحيد الله عز وجل والإخلاص له في طاعة أوامره ، وترك نواهيه سبحانه وتعالى ، مع الإيمان الكامل بأنه مستحق للعبادة وأنه رب العالمين المدبر لعباده ، والمالك لكل شيء ، والخالق لكل شيء ، وأنه الكامل في ذاته ، وأسمائه وصفاته وأفعاله ، ولا نقص فيه ، ولا عيب فيه ، ولا مشارك له في شيء من ذلك ، سبحانه وتعالى ، بل له الكمال المطلق في كل شيء جل وعلا .
    ومن هذا نعلم أنه لا بد من تصديق الرسل جميعا فيما جاءوا به ،وعلى رأسهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، وأنه متى أخلص العبد العبادة لله وحده ، وصدق رسله عليهم الصلاة والسلام ، ولا سيما محمد صلى الله عليه وسلم ، وانقاد لشرعه واستقام عليه ، إلا في واحد أو أكثر من نواقض الإسلام فإنه تبطل عبادته ، ولا ينفعه ما معه من أعمال الإسلام .
    فلو أنه صدق محمدا في كل شيء ، وانقاد لشريعته في كل شيء لكن قال مع ذلك : مسيلمة رسول مع محمد - أعني مسيلمة الكذاب الذي خرج في اليمامة وقاتله الصحابة في عهد الصديق رضي الله عنه - بطلت هذه العقيدة ، وبطلت أعماله ولم ينفعه صيام النهار ، ولا قيام الليل ، ولا غير ذلك من عمله .
    لأنه أتى بناقض من نواقض الإسلام ، وهو تصديقه لمسيلمة الكذاب ، لأن ذلك يتضمن تكذيب الله سبحانه في قوله عز وجل : سورة الأحزاب الآية 40 مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ كما تضمن تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث المتواترة عنه عليه الصلاة والسلام ، بأنه خاتم الأنبياء ولا نبي بعده .
    وهكذا من صام النهار ، وقام الليل ، وتعبد وأفرد الله بالعبادة ، واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم بعد ذلك في أي وقت من الأوقات صرف بعض العبادة لغير الله ، كأن يجعل بعض العبادة للنبي ، أو للولي الفلاني ، أو للصنم الفلاني ، أو للشمس أو للقمر أو للكوكب الفلاني أو نحو ذلك ، يدعوه ويطلب منه النصر ، ويستمد العون منه ، بطلت أعماله التي سبقت كلها ، حتى يعود إلى التوبة إلى الله ( الجزء رقم : 2)- -ص 24- عز وجل كما قال تعالى : سورة الأنعام الآية 88 وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وقال سبحانه : سورة الزمر الآية 65 وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
    وهكذا لو آمن بالله في كل شيء ، وصدق الله في كل شيء ، إلا في الزنا ، فقال : الزنا مباح أو اللواط مباح ، أو الخمر مباحة ، صار بهذا كافرا ، ولو فعل كل شيء آخر من دين الله ، فاستحلاله لما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة ، صار باستحلاله هذا كافرا بالله ، مرتدا عن الإسلام ، ولم تنفعه أعماله ولا توحيده لله عند جميع المسلمين .
    وهكذا لو قال : إن نوحا أو هودا ، أو صالحا ، أو إبراهيم أو إسماعيل أو غيرهم ليس بنبي ، صار كافرا بالله ، وأعماله كلها باطلة ، لكونه بذلك قد كذب الله سبحانه فيما أخبر به عنهم .
    وهكذا لو حرم ما أحله الله ، مع التوحيد والإخلاص والإيمان بالرسل ، فقال مثلا : أنا ما أحل الإبل أو البقر أو الغنم أو غيرها مما أحله الله حلا مجمعا عليه ، وقال إنها حرام يكون بهذا كافرا مرتدا عن الإسلام بعد إقامة الحجة عليه ، إذا كان مثله قد يجهل ذلك . وصادف جنس من أحل ما حرم الله .
    أو قال : ما أحل الحنطة أو الشعير بل هما حرام ، وما أشبه ذلك ، صار كافرا ، أو قال : إنه يستبيح البنت أو الأخت ، صار بهذا كافرا بالله ، مرتدا عن الإسلام ، ولو صلى وصام وفعل باقي الطاعات ، لأن واحدة من هذه الخصال تبطل دينه ، كما قال تعالى : سورة الأنعام الآية 88 وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
    ونحن في زمان غلب فيه الجهل ، وقل فيه العلم ، وأقبل الناس إلا من شاء الله ، على علوم أخرى وعلى مسائل أخرى ، تتعلق بالدنيا ، فقل علمهم بالله ، وبدينه لأنهم شغلوا بما يصدهم عن ذلك ، وصارت أغلب الدروس في أشياء تتعلق بالدنيا ، أما التفقه في دين الله ، والتدبر لشريعته سبحانه ، وتوحيده ، فقد أعرض عنه الأكثرون ، وأصبح من يشتغل به اليوم هو أقل القليل .
    فينبغي لك يا عبد الله الانتباه لهذا الأمر ، والإقبال على كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، دراسة وتدبرا وتعقلا ، حتى تعرف توحيد الله والإيمان به ، وحتى تعرف ما هو الشرك بالله عز وجل ، وحتى تكون بصيرا بدينك ، وحتى تعرف ما هو سبب دخول الجنة والنجاة من النار ، مع العناية بحضور حلقات العلم والمذاكرة مع أهل العلم والدين ، حتى تستفيد وتفيد ، وحتى تكون على بينة وعلى بصيرة في أمرك .
    والشرك شركان : أكبر وأصغر :
    فالشرك الأكبر ينافي توحيد الله ، وينافي الإسلام ، ويحبط الأعمال ، والمشركون في النار ، وكل عمل أو قول دلت الأدلة على أنه كفر بالله : كالاستغاثة بالأموات أو الأصنام ، أو اعتقاد حل ما حرم الله ، أو تحريم ما أحله الله ، أو تكذيب بعض رسله ، فهذه الأشياء تحبط الأعمال ، وتوجب الردة عن الإسلام ، كما سبق بيان ذلك .
    قال تعالى في أول سورة النساء : سورة النساء الآية 48 إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا فهنا قد بين الله أن الشرك لا يغفر ، ثم علق ما دونه على المشيئة فأمره إلى الله سبحانه وتعالى ، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ، على قدر المعاصي التي مات عليها ، غير تائب ، ثم بعد أن يطهر بالنار يخرجه الله منها إلى الجنة ، بإجماع أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة ، ومن سار على نهجهم .
    أما في آية الزمر ، فعمم وأطلق فقال سبحانه : سورة الزمر الآية 53 قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قال العلماء : هذه الآية في التائبين ، أما آية النساء فهي في غير التائبين ، ممن مات على الشرك مصرا على بعض المعاصي ، وهي قوله سبحانه : سورة النساء الآية 48 إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
    أما من مات على ما دون الشرك كالزنا والمعاصي الأخرى ، وهو يؤمن أنها محرمة ، ولم يستحلها ولكنه انتقل إلى الآخرة ولم يتب منها ، فهذا تحت مشيئة الله عند أهل السنة والجماعة إن شاء الله غفر له ، وأدخله الجنة لتوحيده وإسلامه ، وإن شاء سبحانه عذبه على قدر المعاصي التي مات عليها بالنار من الزنا وشرب الخمر ، أو عقوقه لوالديه ، أو قطيعة أرحامه ، أو غير ذلك من الكبائر كما سبق إيضاح ذلك .
    وذهب الخوارج إلى أن صاحب المعصية مخلد في النار وهو بالمعاصي كافر أيضا ، ووافقهم المعتزلة بتخليده في النار ، ولكن اهل السنة والجماعة خالفوهم في ذلك ورأوا أن الزاني والسارق والعاق لوالديه وغيرهم من أهل الكبائر لا يكفرون بذلك ، ولا يخلدون في النار ، إذا لم يستحل هذه المعاصي ، بل هم تحت مشيئة الله كما تقدم ، فهذه أمور عظيمة ينبغي أن نعرفها جيدا ، وأن نفهمها كثيرا ، لأنها من أصول العقيدة .
    وأن يعرف المسلم حقيقة دينه ، وضده من الشرك بالله تعالى ، ويعلم أن باب التوبة من الشرك والمعاصي مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها . ولكن المصيبة العظيمة ، وهي الغفلة عن دين الله ، وعدم التفقه فيه ، فربما وقع العبد في الشرك والكفر بالله وهو لا يبالي ، لغلبة الجهل ، وقلة العلم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق . فانتبه لنفسك أيها العاقل ، وعظم حرمات ربك ، وأخلص لله العمل ، وسارع إلى الخيرات ، واعرف دينك بأدلته ، وتفقه في القرآن والسنة بالإقبال على كتاب الله ، وبحضور حلقات العلم وصحبة الأخيار ، حتى تعرف دينك على بصيرة .
    وأكثر من سؤال ربك الثبات على الهدى والحق ، ثم إذا وقعت في معصية فبادر بالتوبة كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ، كما جاء في الحديث الصحيح ، لأن المعصية نقص في الدين ، وضعف في الإيمان .
    فالبدار البدار إلى التوبة ، والإقلاع والندم ، والله يتوب على من تاب ، وهو القائل سبحانه : سورة النور الآية 31 وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وقال عز وجل : سورة التحريم الآية 8 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا فالتوبة لا بد منها ، وهي لازمة للعبد دائما ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : التوبة تهدم ما كان قبلها ، فاستقم عليها ، فكلما وقعت منك زلة فبادر بالتوبة والإصلاح ، وكن متفقها في دينك ، لا تشغل بحظك في الدنيا عن حظك من الآخرة ، بل اجعل للدنيا وقتا ، وللتعلم وللتفقه في الدين ، والتبصر والمطالعة والمذاكرة والعناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وحضور حلقات العلم ومصاحبة الأخيار غالب وقتك ، فهذه الأمور هي أهم شأنك ، وسبب سعادتك .
    وهناك نوع آخر وهو الشرك الأصغر مثل الرياء ، والسمعة في بعض العمل أو القول ، ومثل أن يقول الإنسان ما شاء الله وشاء فلان ، والحلف بغير الله ، كالحلف بالأمانة والكعبة والنبي وأشباه ذلك ، فهذه وأشباهها من الشرك الأصغر ، فلا بد من الحذر من ذلك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له رجل : ما شاء الله وشئت : أجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده .
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم :لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان .
    وقال صلى الله عليه وسلم : من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت وقال : لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون وقال صلى الله عليه وسلم :من حلف بغير الله فقد أشرك إلى غير هذا من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا المعنى ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال الرياء .
    وقد يكون الرياء كفرا أكبر إذا دخل صاحبه في الدين رياء ونفاقا ، وأظهر الإسلام لا عن إيمان ولا عن محبة ، فإنه يصير بهذا منافقا كافرا كفرا أكبر .
    وكذلك إذا حلف بغير الله ، وعظم المحلوف به مثل تعظيم الله ، أو اعتقد أنه يعلم الغيب ، أو يصلح أن يعبد مع الله سبحانه ، صار بذلك مشركا شركا أكبر .
    أما إذا جرى على اللسان ، الحلف بغير الله كالكعبة ، والنبي وغيرهما ، بدون هذا الاعتقاد ، فإنه يكون مشركا شركا أصغر فقط .




    س1 - ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟
    ج1: معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمد .
    س2 - من ربك؟
    ج2: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي ليس لى معبود سواه والدليل قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:1] وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم.
    س3 - ما معني الرب؟
    ج3: المالك المعبود المتصرف وهو المستحق للعبادة.
    س4 - بم عرفت ربك؟
    ج4: أعرفه بآياته ومخلوقات، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما، والدليل قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت:37]، وقوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54].
    س5 - ما دينك؟
    ج5: ديني الإسلام، والإسلام هو الإستسلام والإنقياد لله وحده، والدليل عليه قوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران:19]، ودليل آخر قوله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]، ودليل آخر قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً [المائدة:3].
    س6 - علي أي شيء بُني هذا الدين؟
    ج6: بُني على خمسة أركان، أولها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا.
    س7 - ما هو الإيمان؟
    ج7: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره والدليل قوله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ [البقرة:85].
    س8 - وما الإحسان؟
    ج8: هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، والدليل عليه قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ [النحل:128].
    س9 - من نبيك؟
    ج9: نبيي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من كنانه، وكنانه من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن ابراهيم، وإسماعيل من نسل إبراهيم، وإبراهيم من ذرية نوح، عليهم الصلاة والسلام.
    س10 - وبأي شيء نُبئ؟ وبأي شيء أرسل؟
    ج10: نبئ باقرأ، وأرسل بالمدثر.
    س11 - وما هي معجزته؟
    ج11: هذا القرآن الذي عجزت جميع الخلائق أن يأتوا بسورة من مثله، فلم يستطيعوا ذلك مع فصاحتهم وشدة حذاقتهم وعداوتهم له ولمن اتبعه، والدليل قوله تعالى: وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة:23]. وفي الآيه الأخرى: قوله تعالى: قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء:88].
    س12 - ما الدليل على أنه رسول الله؟
    ج12: قوله تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران:144].ودليل آخر قوله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً [الفتح:29].
    س13 - ما هو دليل نبوة محمد؟
    ج13: الدليل على النبوة قوله تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40]، وهذه الآيات تدل على أنه نبي وأنه خاتم الأنبياء.
    س14 - ما الذي بعث الله به محمداً ؟
    ج14: عبادة الله وحده لا شريك له، وأن لا يتخذون مع الله إلهاً آخر، ونهاهم عن عبادة المخلوقين من الملائكة والأنبياء والصالحين والحجر والشجر، كما قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، وقوله تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36]، وقوله تعالى: وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ [الزخرف:45]، وقوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].
    فيعلم بذلك أن الله ما خلق الخلق إلا ليعبدوه ويوحدوه فأرسل الرسل إلى عباده يأمرونهم بذلك.
    س15 - ما الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية؟
    ج15: توحيد الربوبيه: فعل الرب، مثل الخلق والرزق والإحياء والإماته وإنزال المطر وإنبات النباتات وتدبير الأمور.
    وتوحيد الألوهية: فعل العبد، مثل الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والإنابه والرغبه والرهبه والنذر والإستغاثه وغير ذلك من انواع العبادات.
    س16 - ما هي أنواع العبادات التي لا تصلح إلا لله؟
    ج16: من أنواعها: الدعاء، والإستغاثة، والإستعانه، وذبح القربان، والنذر، والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابه، والمحبه، والخشيه، والرغبه، والرهبه، والتأله، والركوع، والسجود، والخشوع، والتذلل، والتعظيم الذي هو من خصائص الألوهية.
    س17: فما أجل أمر أمر الله به؟ وأعظم نهي نهى الله عنه؟
    ج17: أجل أمر أمر الله به هو توحيده بالعبادة، وأعظم نهي نهى الله عنه هو الشرك به، وهو ان يدعو مع الله غيره أو يقصد بغير ذلك من أنواع العبادة، فمن صرف شيئا من انواع العبادة لغير الله فقد اتخذه ربا وإلها وأشرك مع الله غيره أو يقصده بغير ذلك من أنواع العبادات.
    س18: ما المسائل الثلاث التي يجب تعلمها والعمل بها؟
    ج18: الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنه ومن عصاه دخل النار.
    الثانيه: أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.
    الثالثة: أن من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب.
    س19: ما معني الله؟
    ج19: معناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
    س20: لأي شيء الله خلقك؟
    ج20: لعبادته.
    س21: ما هي عبادته؟
    ج21: توحيده وطاعته.
    س22: ما الدليل على ذلك؟
    ج22: قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].
    س23 - ما هو أول ما فرض الله علينا؟
    ج23: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، والدليل على ذلك قوله تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم [البقرة:256].
    س24 - ما هي العروة الوثقي؟
    ج24: لا إله إلا الله، ومعني لا إله: نفي، وإلا الله: إثبات.
    س25 - ما هو النفي والإثبات هنا؟
    ج25: نافٍ جميع ما يعبد من دون الله. ومثبت العبادة لله وحده لا شريك له.
    س26 - ما الدليل على ذلك؟
    ج26: قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ [الزخرف:26] هذا دليل نفي، ودليل الإثبات: إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي [الزخرف:27].
    س27 - كم عدد الطواغيت؟
    ج27: كثيرون ورؤوسهم خمسة: إبليس لعنه الله، ومن عُبد وهو راض، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادعى شيئا من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله.
    س28 - ما أفضل الأعمال بعد الشهادتين؟
    ج28: أفضلها الصلوات الخمسة، ولها شروط وأركان وواجبات، فأعظم شروطها الإسلام، والعقل، والتمييز، ورفع الحدث، وإزالة النجاسه، وستر العورة، واستقبال القبلة، ودخول الوقت، والنية.
    وأركانها أربعة عشر: القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والرفع منه، والسجود على السبعة الأعضاء، والإعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والطمأنينه في هذه الأركان، والترتيب، والتشهد الأخير، والجلوس له، والصلاة على النبي ، والتسليم.
    وواجباتها ثمانية: جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام، قول سبحان ربي العظيم في الركوع، سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد، ربنا ولك الحمد للإمام والمأموم والمنفرد، سبحان ربي الأعلى في السجود، رب اغفر لى بين السجدتين، والتشهد الأول، والجلوس له، وما عدا هذا فسنن ؛ أقوال وأفعال.


    تم بحمد الله
    اللهم اجعل هذا الموضوع حجة لي لا علي
    أسأل الله عز وجل أن يمنحنا وإياكم الفقه في دينه ، والثبات عليه ، وأن يرزقنا وإياكم الاستقامة عليه ، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، ومن مضلات الفتن إنه تعالى جواد كريم .

    المراجـع : مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب / رسائل العقيدة
    كتاب أصول الايمان

    الشكـر موصول لجميـع القائمين على هذه المُسابقة الرائـعة
    .. جُزيتم كُلَ خيـر ..

    التعديل الأخير تم بواسطة هلوله ; 15-8-2010 الساعة 04:49 AM

  2. #2

    الصورة الرمزية |[ رمـــآد ]|

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    2,117
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .


    .
    .

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...

    ما شاء الله موضوع متكامل .. و يتكلم عن شئ مهم جداً بين العبد و ربه ...

    التوحيد الأساس الذي نقفُ عليه .. فـ إن هوى .. هوينا و لا مفر من العقوبة .. بدون توبة .. قال تعالى : [ ‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ]

    هذه :
    أي لا معبود بحق في الأرض ولا في السماء إلا الله وحده لا شريك له،
    فقط لو سقطت كلمة [ بحق ] من التعربف لـ بطل .. و أنتِ شرحتِ هذه النقطة بعد التعريف مباشرة ...

    هذه :
    للشهادة ركنان:
    1ـ نفي في قوله ( لا إله)
    2ـ إثبات في قوله ( إلاالله )
    ) فلا إله ) نفت الألوهية عن كل شيء ما سوى الله، ( وإلا الله ) أثبتت الألوهية لله وحده لا شريك له.
    جيدٌ أن ذكرتيها و أوردتيها هنا .. فـ لا إله إلا الله .. تشتمل على النفي و من ثم الإثبات .. فـ هذه تحوي قمة العقلية الراسخة .. فـ إن نفيت ثم أثبت .. أظهرت لـ الجميع حقيق ما تقول .. و صدق ما تنطق .. أتمنى أن تكون الفائدة وصلت ...

    ما هو توحيد الربوبية ؟ + ما هو توحيد الألوهية ؟
    نعم توحيد الربوبية كان يؤمن بـها المشركون .. فلا إشكال .. و هذا ما ذكرتيه أنتِ .. لكن توحيد الألوهية هو الذي كفروا به و لم يؤمن بـ أن الله هو الإلـه الوحيد المستحق لـ العبادة .. بل أشركوا معه أصنامهم .. كـ اللات و العزى و غيرها ...

    وهو الإيمان بأن لله تعالى ذاتاً لا تشبهها الذوات وصفات لا تشبهها الصفات وأن أسماءه دالة دلالة قطعية على ما له سبحانه من صفات الكمال المطلق كما قال تعالى: لَيسَ كَمثلهِ شَيء وَهو السّميعُ البَصير [الشورى:11].
    نعم صدقتِ و صدق الكاتب - رحمه الله - .. هناك تشبيه يقع فيه كثيرٌ من الناس و هو عند قول : [ إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كما يشاء ] .. فـ يقلب المرء القائل بين اصبعيه .. و ذلك قد يقع من ضمن التشبيه .. و الله أعلم ...

    وبهذا تعلم أن ما يصنع حول القبور المعبودة من دون الله . مثل قبر البدوي ، والحسين بمصر وأشباه ذلك ، وما يقع من بعض الجهال من الحجاج وغيرهم عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم من طلب المدد والنصر على الأعداء
    نعم نقطة مهمة .. فـ بعض الناس يتحاشى أن يحلف كذبا بـ اسم البدوي .. و لا يتوارى عن حلف الكذب بـ إسم الله ...

    هذه الجزئية مهمة جداً .. و تختصر الكثير .. و بـ أسلوبٍ لطيف ..

    أسأل الله عز وجل أن يمنحنا وإياكم الفقه في دينه ، والثبات عليه ، وأن يرزقنا وإياكم الاستقامة عليه ، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، ومن مضلات الفتن إنه تعالى جواد كريم .
    آآآآآمين .. و جزاكِ المولى الأجر الوفير على ما عملت ...

    بحث مميز جداً .. فـ بارك الله في جهودكِ ...

    لا حرمتم الأجر ...

    ألـ قـا كـ ـمـ . .

    .
    .


  3. #3

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    ما شاء الله تبارك الرحمن ابداع فى ابداع
    والله موضوعك متكامل متناسق وجميل ومفيد
    وفقك الله به وحماك وجعله فى ميزان حسناتك
    اتمن لك التوفيق ويستحق موضوعك حمس استار

  4. #4

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكِ الله خيراً أخية ، أبدعتي حفظك الله
    موضوع متكامل ورائع نفعنا الله بكل ما جاء فيه
    وثبتك ورعاكِ وحفظك من كل مكروه
    وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وجعلنا من الفائزين
    فى رعاية الله

  5. #5

    الصورة الرمزية ABS15

    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المـشـــاركــات
    54
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    **ما شاء الله موضوع جميل**

  6. #6

    الصورة الرمزية ღ ليـــان ღ

    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المـشـــاركــات
    4,099
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    ماشاء الله موضوع شامل ومتكامل
    اعجبني فكرة الفواصل كبطاقات ..
    ابدعتي غاليتي .. وأتمنى لكِ الفوز يا منافستي xD

    ولا حرمتِ الاجر ..

  7. #7

    الصورة الرمزية blue star

    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المـشـــاركــات
    3,034
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    جزاك الله خيراً على الموضوع المتكامل ..
    وباآرك الله فيك على فقرة اسئلة واجوبة .. أستفد منها كثيراً ..

    بانتظار كل جديد لك باذن الله ..
    وبالتوفيق فى المسابقة .. أعانك الله ..

    فى امان الله ..

  8. #8

    الصورة الرمزية bnotah

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    1,656
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    M7joooooooooooooooooooooz

  9. #9

    الصورة الرمزية سمو ..

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    1,647
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    جزاك الله خير الجزاء

  10. #10

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا أختى على الموضوع المتكامل والرائع جدا
    ويستحق أكثر من خمسة نجوم بارك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك

    وننتظر منك الجديد

  11. #11

    الصورة الرمزية beautiful bird

    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المـشـــاركــات
    8,189
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .



    امممممــ صعب .. صعب ..

    هذا كلام صعب المديح ... قليل مديح في حقه ...

    امممــ ... هلوله انتي انسانه رائعه ..

    موضوع جميل ومرتب .. مقسم ومنسق بطريقه تسهل القراءه كثيرا

    بارك الله فيك ..

    احلى تقيمووو من بيوتي ...

    ^_^

  12. #12

    الصورة الرمزية قُطْرُب

    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المـشـــاركــات
    463
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    جزاك الله خيراً أخيَّة فما قامت السماوات والأرض وما أنزلت الكتب وأرسلت الرسل إلا من أجل " لا إله إلا الله "

    أعجز عن شكرك غير أن موضوعاً كهذا يستحق الفوز.. أسأل الله لنا ولكم الإخلاص في الاعمال

  13. #13

    الصورة الرمزية هلوله

    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المـشـــاركــات
    2,240
    الــــدولــــــــة
    اسبانيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    لمـروركـم شاكـره =))

    اسعدتنـي ردودكـم ^^

    بالتوفيق للجميـع xDD

  14. #14

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    جزاكِ اللهُ خيراً
    وبارك فيك وأثابك الجنة

    قال تعالى : (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )

  15. #15

    الصورة الرمزية ابن القلعة

    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المـشـــاركــات
    1,582
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    بسم الله الرحمن الرحيم

    موضوع جميل أختي هلوله وما جمله اكثر أنه يتكلم عن أعلى وأسمى حق وهو حق الله على العبيد
    الذي به خلاصهم ونجاتهم من عذاب الجحيم وهو مفتاحهم للفوز بجنات النعيم

    ولي ملاحظة واستفسار

    أما الملاحظةفهي أن الحديث إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح ...فهو ضعيف ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة

    وأما الاستفسار فهو هل هذا الحديث حقا رواه الترمذي في سننه لأني لم أقف عليه بعد البحث
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن القلعة ; 18-8-2010 الساعة 12:14 PM

  16. #16

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاتهـ
    بارك الله فيكِ اختي هلولة ....
    ولكن وربي الموضوع طويل جداااااااااااااااااااااااااااااااااااا
    سامحك الله ....
    والتوحيد
    لا يتحقق إلا بنفي وإثبات
    نفي الحكم عما سوى الموحد، وإثباته له
    فمثلاً نقول:
    إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله
    فينفي الألوهية عما سوى الله عز وجل ويثبتها لله وحده
    وذلك أن النفي المحض تعطيل محض
    والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم
    فلو قلت مثلاً((فلان قائم)) فهنا أثبت له القيام لكنك لم توحده به
    لأنه من الجائز أن يشاركه غيره في هذا القيام، ولو قلت ((لا قائم))
    فقد نفيت نفياً محضاً ولم تثبت القيام لأحد، فإذا قلت: ((لا قائم إلا سامر))
    فحينئذٍ تكون وحدت سامر بالقيام حيث نفيت القيام عمن سواه
    وهذا هو تحقيق التوحيد في الواقع، أي أن التوحيد لا يكون توحيداً حتى يتضمن نفياً وإثباتاً .
    بــاركــ الله فيكــ يا هــلــولـــة

  17. #17

    الصورة الرمزية هلوله

    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المـشـــاركــات
    2,240
    الــــدولــــــــة
    اسبانيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    اخي ابن القلعة

    لم آتي به من رأسي ماتراه الآن من كُتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب

    samer_zx
    ^^"

    لم استطع منع نفسي فالموضوع متعدد الجوانب فالتوحيد يحمل اكثر من ذلك بكثير
    لكن هذا مااستطعت تقديمه ولازلت احس بالتقصير ^^"

    شاكـره لكم مـروركم =))

  18. #18

    الصورة الرمزية ابن القلعة

    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المـشـــاركــات
    1,582
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أختي هلولة أضحك الله سنك كما اضحكتني (ابتسامة)

    ولكن اعلمي أن الأحاديث الضعيفة لا تأتي من الرأس وإلا لكانت موضوعة
    ولكنها تأتي من كتب الأفاضل ويكفي أن أمثل لك بمثال واحد وهو البخاري في كتابه الأدب المفرد لم يخل من الضعيف مع أن الكل يعرف البخاري وما أدراك ما البخاري.

    تنبيه قلت كتابه الأدب المفرد وليس صحيح البخاري


    أما من حيث الاستفسار إنما اردت التعلم لأني حاولت وحاولت البحث مرارا وتكرارا فلم افلح فقلت لعلهم يوفقوا إلى ما لم يوفقني الله إليه وفوق كل ذي علم عليم

  19. #19

    الصورة الرمزية هلوله

    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المـشـــاركــات
    2,240
    الــــدولــــــــة
    اسبانيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    جزاك الله كل خير =))

    سأراجع ماقلت ^^

    شكـراً لك

  20. #20

    الصورة الرمزية ابن القلعة

    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المـشـــاركــات
    1,582
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: . . التَوحِيد الَذْي هُوَ حَقٌ عَلَى العَبِيد [ ضِمْنَ المُسَابَقَة ] . .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وجزاك أختي هلوله غفر الله ذنبي وذنبك وأكثر الله من أمثالك أخيتي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...