بسم الله الرحمن الرحيم الغفار مقلب القلوب والأبصار مقدر الأمور كما يشاء ويختار مكور الليل على النهار خلق الشمس والقمر بحسبان ومقدار وجعلها مواقيت في هذه الدار حكمة بالغة من عليم ذي اقتدار أحمده وأشكره وفضله على من شكره مدرار واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مقدر الأقدار شهادة تبوئ قائلها دار القرار وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البدر جبينه إذا سر استنار واليم يمينه إذا سئل أعطى عطاء من لا يخشى الإقتار الحنيفية دينه الدين القيم المختار رفع الله ببعثته عن أمته الأغلال والآصار وكشف بدعوته أذى البصائر و قذى الأبصار وفرق بشرعته بين المتقين والفجار حتى امتاز أهل اليمين عن أهل اليسار فتح الله به القلوب فانشرحت بالعلم والوقار والآذان فزال عنها ثقل الأوطار صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه الأخيار
أما بعد بابان خطيران استطاع الأعداء أن ينفذوا من خلالهما لتدمير الأمة الإسلامية باب العقيدة وباب الأسرة من خلال ركنها الركين وجانبها القوي ألا وهو المرأة والواقع اكبر شاهد يمكن الاستدلال به على مانقول .وحديثنا أيها الإخوة والأخوات عن البوابة الثانية من خلال...
إن أعداء المرأة هم أعداء الرجال لا فرقَ ، وهم أربع طوائف :
الأولى : اليهود ، وهم أحرصُ الناس على إفساد البشرية ، وتدمير عقائدهم وأخلاقهم . وسببُ تفانيهم في هذا الإفساد أنهم لا يرون لأنفسهم وجوداً إلا بإهلاك الآخرين ، أو إفسادهم ، ليعيشوا عبيداً لهم ، كما يقولون .
الثانية : النصارى ، أصحابُ الدِّين المحرَّف ، الذين تَنَكبوا عن الدين ، وابتعدوا عن الحق .
الثالثة : العلمانيون ، وإن زعموا أنهم مسلمون ، فهم رسل العَلْمَنَة الغربية ، التي إن كان لها ما يُسَوِّغها في بلاد الغرب ، فليس لها ما يسوغها في بلاد المسلمين .
الرابعة : النفعيون ، الذين يريدون أن تكون المرأة وسيلة للدعاية للسلعهم كما يرى واضحا جليا كالشمس في وضح النهار على شاشة التلفزة عموما وفي الإشهار خصوصا فهي وسيلتهم لاجتذاب الزابون إلى متاجرهم كما لا يخفى على من نظر إلى الواقع بعين صدق ، وهي أيضاً وسيلة ضغط لكثير من النفعيين الذين يستطيعون أن يضعوا في شباك المرأة أناساً مرموقين . ثم تُلْتَقطُ لهم الصورُ على أوضاع مُزْريةٍ ، لتكون ورقة ضغط عليهم ، يبقون بسببها عبيداً لأولئك الذين أوقعوهم في تلك المزالق . أو يريدونها ورقة رابحة في الانتخابات كما نرى في واقعنا العربي فكلما دنت الانتخابات بدأ العلمانيون يتشدقون وينعقون وينهقون بما لا يعرفون.
أولاً : افتعال القضية :
فالناس يتحركون بغير قضيةٍ تزعجهم وتقض مضاجعهم ، ومن هنا يحرص هؤلاء أن يوحوا أن للمرأة قضية تحتاج إلى نقاش ، ولذلك يكثرون الطنطنة في وسائل الإعلام المختلفة بأن المرأة شق معطلٌ ، ورئةٌ مهملةٌ ، ولا تنال حقوقها كاملة وأنها مظلومة وتعاني ما تعاني وهكذا حتى يُشْعِروا الناس بوجود قضيةٍ للمرأة في مجتمعنا هي عند التأمل لا وجود لها .
نحن لا نُنْكر وقوع بعض الظلم على المرأة من قبل بعض الأزواج أو الآباء الجهلة ،
لم يكن الرجل أو المجتمع هو الذي فرض الحجاب على المرأة فترفع قيتها ضده لتتخلص من الظلم الذي أوقعه عليها إنما الذي فرض الحجاب على المرأة هو ربها وخالقها الذي لا تملك إن كانت مومنة أن تجادله سبحانه فيما امر به ويكون لها الخيرة في الامر قال تعالى وما كان لمومن ولا مومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا
ولم يكن الحجاب هو منبع الظلم ولا سببه ولا قرينه لأنه كان قائما في خير القرون على الإطلاق قرن عرف بالعدل وقطعت يد الظلم والطغيان فظلم المرأة نتاج حقيقي لتخلف الأمة عن دينها وعقيدتها ومن هنا فالقضية قضية المجتمع الإسلامي بأسره
فإن ارادت النساء الخروج من الظلم الموضوع فوقهن فليرجعن إلى الدين والعقيدة والحجاب...
قال الشاعر
ومن العجائب والعجائب جمة........قرب السبيل وما إليه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظما.........والماء فوق ظهورها محمول
وقال آخر
ترجوا النجاة ولم تسلك مسالكها.......إن السفينة لا تجري على اليبس
وما خلع الحجاب إلا من بين القضايا التي ترفع كالعلم المرفرف في ظل الشيطان سرعان ماتهب عليه رياح الحق فترمي به بعيدا بعيدا فللباطل جولة ويذهب جفاء وللحق صولة وله البقاء
ثانيا : المطالبة بحرية المرأة :
ومن ذا الذي يكرهُ الحرية ويحبُّ القيود ؟! ومن هنا كثر استعمال تحرير المرأة ، وكأن ذلك يُوحي بأنها عبدٌ يجب تحريره ، واستعمال المصطلح صور الدعاة إلى إفساد المرأة منقذين رُحماء ، يريدون أن ينتشلوها من وَهْدَتها ، ويرفعوها من سقطتها
قال الشاعر
مدنية لكنها جوفاء...........وحضارة لكنها أفياء
مرجت عقول الناس حيث استحسنت...........من صنعها ما استهجن العقلاء
تدعوا التهتك والسفور فضيلة..........ونتاج ذاك الشر والفحشاء
أوحت إلى الجنس اللطيف بأنه..........هو والرجال لدى الحقوق سواء
وبأن جبار السماء ورسله..........هضموا عليه حقوقه و أساؤوا
قادت إلى السوق الفتاة وسوقها..........لم يخفهن عن العيون كساء
والنحر والعضدان والفخذان..........كل أولاء باد ما عليه غطاء
وبكفها المرآة تصلح شأنها..........كيف اشتهت ومتى وحيث تشاء
وسط الترام وفي الطريق تهتكا..........إن التهتك للفتاة شقاء
بالاحتكاك وبالتلامس والتها.......... مس والشذى تتكهرب الأعضاء
فكأن ميل الجنس جرد منهما..........أفما تفر من الذئاب الشاء
لا وازع يزع الفتاة كمثل ما..........تزع الفتاة صيانة وحياء
وإذا الحياء تهتكت أستاره..........فعلى العفاف من الفتاة عفاء
فهل لأنصار السفور واعداء الفضيلة ان يرجعوا عن غيهم ويتركوا المراة لما خلقت لاجلهفيا ادعياء الحرية هل توجد في الدنيا حرية مطلقة بدون قيود فالبشر جميعهم لا يعيشون في مجتمعاتهم إلا بأنظمة وقوانين فهل البشر كلهم مستعبدون وحينئذ فليكن البحث في أي هذه القيود أحفظ لكرامة الإنسان واصون لعرضه واجلب للخير له في الدنيا والآخرة هل قيود البشر أصحاب العقول القاصرة الظلمة الطغاة أم الاحد الفرد القدير الأزلي الصمد البر المهيمن العلي
ثالثا : المطالبة بالمساواة مع الرجل :
إن طلب المساواة يتنافى مع فطرة الله التي فطر الجنسين عليها إن الجنس الواحد رجلا أو امرأة لا يمكن أن يطلب احد المساواة بين افراده كافة بل إن قوانين المادة كلها في هذه الحياة قائمة على التمييز والتباين فإذا كان لا يمكن المساواة بين جنس الرجال فكيف بين جنس الرجال والنساء
قال الشاعر
فمن لم يكن حسنها في الحجاب..........فسخرية عدها في الحساب
يا رب أنثى له دين لها أدب...........فاقت رجالا بلا عزم ولا أدب
إننا بجانب رفضنا لمبد أ المساواة المطلق نعتقد ان هناك قدرا من المساواة بين الرجل والمرأة ونعتقد بوجوب العدل المطلق بين المرأة و الرجل
إن من منهج الإسلام أن يحتفظ الرجل برجولته ومن أجل هذا حرم عليه الذهب والحرير وأن تبقى المرأة محتفظة بأنوثتها ومن أجل ذلك حرم عليها الاحتلاط بالرجال والتبذل أمامهم وغشيان تجمعاتهم
رابعا: المغالطة بقولهم :
إن العفة سلوك ينبع من النفس الطاهرة الكارهة للعفن والأذى وإن الحجاب والبعد عن الرجال الاجانب لا يعني بالضرورة نظافة السلوك والبعد عن المحرمات أو بتعبير آخر الإيمان والصلاح في القلب فلا داعي لترك المصافحة مثلا فهل ياترى للرسول صلى الله عليه وسلم إيمان وصلاح فإنه كان لا يصافح النساء وحاشاه
ومثل هؤلاء الذين يقولون مثل هذا الكلام كالذي يقيدك بالقيود ويرمي بك في البحر ثم يحذرك أن تبتل بالماء.
قال الشاعر
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له..........إياك إياك أن تبتل بالماء
وقد وردت النصوص المتكاثرة الدالة على منع الاختلاط الرجال بالنساء منها
أ ــ حديث أبي هريرة مرفوعا خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها هذا في اطهر مكان وأبعد مكان عن التفكير في الفاحشة إنه المسجد فكيف بغيره
ب ــ حديث أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكث في مكانه يسيرا فنرى ـ والله أعلم ـ أن مكثه لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال والاخذ بفهم أم سلمة لازم لمعايشتها للحادث
ج ــ وعن نافع عن ابن عمر رصي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو تركنا هذا الباب للنساء قال نافع فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات
د ــ وكان النساء يخرجن لصلاة العيد فيعتزلن مصلى الرجال كما جاء في صحيح البخاري من حديث جابر بن عبد الله
أختي المسلمة لكم أدبكم الإسلام بمعالي الأخلاق ورفيع الخصال فمتى ما اخذت بنصيبك وافرا من ذلك علمت ما انت عليه من الخير والسعادة
وأنا أسألك أختي المسلمة ما الذي جناه دعاة حرية المرأة من الاختلاط لم يجنوا غير التهتك والرذيلة التي غدت شعار المجتمعات التي تدعي الحضارة والتمدن
قال الشاعر
زعم السفور و الاختلاط وسيلة..........للمجد قوم في المجانة أغرقوا
كذبوا متى كان التعرض للخنا..........شيئا تعز به النفوس وتسبق
ما بالهم والبنت قد فتنت بما..........قالوا وحل بها الجنون المطبق
وبدت مقاتل عرضها لرماته..........حتى لهم بها الجبان الأخرق
كرهوا الزواج بها وباتت سوقها..........بعد التبذل عندهم لا تنفق
ما خطبهم كلفوا بنزع حجابها..........وتكلفوا فيه البيان ونمقوا
وتناولوا بالضعف من حاجاتنا..........واللين ما هو بالصرامة أخلق
أشبابنا المرجو صيحة جازع..........أغرى بها هذا البلاء المحدق
لم يقصدوا خيرا بها لكنهم..........رأة القوي يسيغها فتملقوا
ولربما اجترح القوي خطيئة..........فمضى الضعيف بمدحها يتشدق
قوا اهلكم ونفوسكم عارا إذا..........لم تتقوه بغيركم لا يعلق
ليس التمدن أن نرى روح الحيا..........بيد الخلاعة كل يوم تزهق
أختي المسلمة إن الاختلاط معصية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومساعدة في نشر الفاحشة في المجتمع وتشبه باليهود ومن في حكمهم الساعين في الأرض فسادا ومن تشبه بقوم فهو منهم
ثم هو قرين ضعف الامة وهوانها و تأخرها وغنما انتشر في الامة حينما استولى عليها العلمانيون والاشتراكيون وتسلط عليها العملاء المتآمرون أمثال أتاتورك ومن على شاكلته
والتبرج والاختلاط سبب لكثير من المضار الدنيوية فهو سبب لكثرة الجرائم وتحطيم الروابط الاسرية والإساءة للمرأة بالمتاجرة بها وسبب لانتشار الأمراض المستعصية وشيوع الشذوذ الجنسي وغيره من العلل
لقد أصبح المجتمع الغربي مجتمعا معقدا مليئا بكل صور الإباحية والخلاعة ... ثم يأتي رجال من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا يدعوننا للمسير على خطاهم أينما حلوا وكيفما ارتحلوا حتى لو دخلوا جحر ضب...
المفضلات