~ الفاروق عمر -رضي الله عنه - في ميزان الإسلام

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    الصورة الرمزية JILL Valentine

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    514
    الــــدولــــــــة
    الارجنتين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي ~ الفاروق عمر -رضي الله عنه - في ميزان الإسلام



    إنَّ حياة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه صفحة مُشْرقة من التاريخ الإسلامي، الذي بهر كل تاريخ وفَاقَه، والذي لم يحو تاريخ الأمم مجتمعة بعض ما حوى من الشرف والمجد والإخلاص والجهاد والدعوة في سبيل الله..
    إن حياة الفاروق عمر رضي الله عنه إنما هي قدوة للدعاة، والعلماء، والساسة، ورجال الفكر، وقادة الجيوش، وحكام الأمة، وطلاب العلم، وعامة الناس، لعلهم يستفيدون بها في حياتهم، ويقتدون بها في أعمالهم، فيكرمهم الله بالفوز في الدارَيْن....
    صاحبنا اليوم- كما قيل عنه- (كان طويلًا جسيمَا أصلع صلعة عرف بها، فكان يقال له: أصلع قريش أو الأصيلع. شديد الحمرة.... كان يَفْرَع الناسَ طولًا كأنَّه على دابة. ويصفه ابنه عبد الله فيقول: كان أبي أبيض لا يتزوج النساء لشهوة إلا لطلب الولد، أعسر يعمل بكلتا يديه، كأنَّه من رجال بني سَدُوس....
    وإذا ذهب إنسان مع خياله مُجسدًا هذه الأوصاف، تراءت له صورة من أجمل صور الرجال ملاحةً ومَهابةً وجلالًا....)

    إنّ حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تُمثل نموذجًا في غاية الروعة لمن يريد أن يصنع مَجدا، أو يحقق هدفا، أو يغيّر من حياته إلى الأحسن، ونحن إذ نعيش دقائق من حياتنا مع هذا العملاق العظيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يجدر بنا أن نضع نصب أعيينا هدفا واضحا نحاول تحقيقه، بل وننتقل من حياة الترف والبذخ والتنافس في الدون؛ إلى حياة الجد والاجتهاد والتسابق إلى النعيم الدائم، والعيش الرغد " فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدٍ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ".

    ~ الفقه
    قد يتبادر إلى ذهن البعض أن المقصود بفقه عمر معرفته بجوانب من فقه العبادات كالطهارة وغيرها، ولكن المقصود هنا هو الفقه بمعناه الواسع، أي دقة الفهم المراد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ " أي يرزقه فهما صحيحا يدرك به حقائق الشريعة، وأصول الأحكام، وقد رزق الله عمر هذا النوع من الفقه

    هذا العبقري الفذ أوتي ذكاءً مبدعًا متوقدًا، أفاضه عليه ربه سبحانه فكانت الحكمة تخرج من نواحيه، وارتفع الفاروق رضي الله عنه إلى أعلى مستويات الذكاء الإنساني وشجاعة التفكير، وحسن التعليل، فالتقت في عبقريته أعمق رؤى البصيرة وأدق أسرار الشريعة.
    ~ القوة
    إن القوة الحقيقية ليست قوة البدن كما يتبادر إلي ذهن الكثير من الناس عندما يسمع كلمة القوة، وإنما القوة بمعناها الشامل تنطوي على عدة أنواع أظهرها وليس أقواها: قوة البدن، ومن أنواع القوة أيضا القوة النفسية، والقوة الإيمانية. ...
    وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن مدار القوة ليس هو البدن فحسب وإنما يدخل معه أيضا القوة النفسية الناتجة عن تحمل الغير وكظم الغيظ. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرْعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ " (‏ (‏صحيح‏)‏ انظر حديث رقم‏: 5375 في صحيح الجامع)

    ~ التواضع
    ما أعظم التواضع لو كان من عظيم حقيقي العظمة. التواضع من مكارم الأخلاق التي اتصف بها الفاروق رضي الله عنه وأورثته محبة الآخرين.

    فالعبد المتواضع يجعل الناس يحبون معاملته، ويودون مجالسته، ويتمنون لقاءه، ويستأنسون بكلامه، ويتفانون في خدمته.
    فالتواضع يعني قبول الحق ممن كان، وخفض الجناح ولين الجانب، وعدم شعور النفس بأن لها فضلًا على الآخرين.


    ~إلاداره

    إن الإدارة الصحيحة والقويمة لأي عمل مهما كان صغيرًا أو كبيرًا تحتاج إلى حكمة؛ لأن الإدارة تتعامل مع بشر وليس مع مجموعة من التروس والآلات، فرب كلمة صغيرة فعلت فعل السحر في نفس سامعها فدفعته إلى الأمام، وأيضًا رب كلمة فعلت في نفس سامعها فعل السحر فألقت به إلى الهاوية. والإدارة " فن قيادة الرجال " والرجال لهم مشارب شتى، ولا يستطيع أحد مهما أوتي من قوة أن يقودهم إلا بالحكمة، والحكمة أن تضع كل شيء في مكانه، الغضب والحزم والشدة في المواضع التي تحتاج إلى ذلك، واللين والتسامح والرحمة أيضًا في المواقف التي تتطلب ذلك. ...
    فقد كان يقول: القوة في العمل ألا تؤخر عمل اليوم إلى الغد، والأمانة ألا تخالف سريرة علانية، واتقو الله عز وجل فإنما التقوى بالتوقي ومن يتق الله يقه.
    وهكذا نرى هذه العقلية الإدارية الفذة والتي تعلمت الإدارة عمليًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس سيدنا عمر رضي الله عنه ممن يحبون الكلام وكثرته، بل إن شغلهم الشاغل إنما هو العمل النافع والتطبيق العملي واستثمار كل الطاقات البشرية الموجودة لديه في خدمة الإسلام وفي خدمة البشرية أيضا.
    ~ الحزم

    نشأ عمرفي كنف والده وورث عنه طباعه الصارمة، التي لا تعرف الوهن، والحزم الذي لا يدانيه التردد، والتصميم الذي لا يقبل أنصاف الحلول. ...
    ~ زهد
    ما أصدق كلمة شيخ الإسلام ابن تميمة رحمه الله في تعريفه للزهد، قال: ليس الزهد ألا تملك شيئًا ولكن الزهد ألا يملكك شيء

    يمثل الزهد في حياة الفاروق رضي الله عنه أصلًا من الأصول التي قام عليها دينه القويم.
    ومن عجيب أثر الزهد في حياته أنه جعله يحيا مع الناس ببدنه، وأما قلبه وعقله ففي عالم الآخرة.
    ومن آثار الزهد في حياته أن الله تعالى ثبت الحكمة في قلبه، وأطلق بها لسانه وبصّره بعيوبه، ورَغِب في الباقيات الصالحات، وترك الشهوات الفانيات.
    وحقيقة زهد عمر بن الخطاب إيجابية، فقد ترك كل شيء لا ينفع في الدار الآخرة، فلم يكن الزهد عنده يعني الانقطاع عن الدنيا بترك الأهل، والمال، والأولاد، فليس كل ذلك من الزهد في شيء، والإسلام منه براء.
    ذلك؛ لأن الله تعالى أخبر عن رسله أنهم كانت لهم أزواج وذرية، والإنفاق على الأهل والأولاد من الواجبات الشرعية، التي يأثم المرء بتركها، فكيف يكون الواجب محلًا للزهد؟ !
    بل زهد عمر في الدعة والراحة، فاجتهد في جهاد الفرس والروم، حتى صار أهل الإسلام سادة الدنيا كلها، وانتشر الإسلام في ربوع المعمورة.
    وبالزهد في متاع الدنيا الزائل فاق الفاروق الصحب الكرام، وأحبه أهل الإسلام
    .

    ~ الورع
    إن الورع بمعناه الحقيقي يعني اتقاء الشبهات، والتنازل عن بعض من الحلال؛ مخافة الوقوع في الحرام، وقد بلغ سيدنا عمر رضي الله عنه درجة عالية من الورع تعلمها من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ...
    فقد ضرب الفاروق رضي الله عنه المثل في الورع، والتقوى، والترفع عن الدنيا، ومما يدل على ورعه رضي الله عنه ما أخرجه أبو زيد عمر بن شبة من خبر معدان بن أبى طلحة اليعمرى أنه قدم على عمر رضي الله عنه بقطائف وطعام، فأمر به فقسم، ثم قال: اللهم إنك تعلم أني لم أرزقهم ولن أستأثر عليهم إلا أن أضع يدى في طعامهم، وقد خفت أن تجعله نارا في بطن عمر، قال معدان: ثم لم أبرح حتى رأيته اتخذ صفحة من خالص ماله فجعلها بينه وبين جفان العامة. فأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يرغب في أن يأكل مع عامة المسلمين لما في ذلك من المصالح الاجتماعية، ولكنه يتحرج من أن يأكل من طعام منع من مال المسلمين العام، فيأمر بإحضار طعام خاص له من خالص ماله، وهذا مثال رفيع في العفة والورع إذ إن الأكل من مال المسلمين العام معهم ليس فيه شبهة تحريم؛ لأنه منهم، ولكنه قد أعف نفسه من ذلك ابتغاء مما عند الله تعالى، ولشدة خوفه من الله تعالى خشي أن يكون ذلك من الشبهات فحمى نفسه منه.


    إيجابية

    الإيجابية بمعناها الدقيق تعني التفاعل مع الأحداث والتأثير في سيرها، وعدم السكوت عن الفعل الشاذ لأن السكوت عنه إقرار له.
    هنا كانت إيجابية سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
    من شمائل الفاروق رضي الله عنه التي تدل على إيجابيته أمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، وسعيه للتغيير بكل الوسائل المتاحة، ما لم تتعارض مع دينه وعقيدته، ومن مظاهر إيجابيته عدم السكوت عن المشورة، وإن لم يكن مطلوبا منه، وأيضا دعوته لغيره من الدلائل القوية علي إيجابيتة رضي الله عنه.
    إيجابية عمر تدفعه إلى تعليم غيره من الناس
    ومن مواقف الفاروق التي يتجلى فيها اتباعه للسنة النبوية: موقفه من الحجر الأسود.
    فالنبي صلى الله عليه وسلم قَبَّل الحجر الأسود، والعمل على هذا استحباب تقبيل الحجر الأسود لمن تيسر له، فإن لم يمكنه استلمه بيده.، فإن لم يمكنه استقبله إذا حاذاه وكَبَّر.
    يقول عابس بن ربيعة رحمه الله: رأيت عمر بن الخطاب استقبل الحجر، ثم قال: إني لأعلم أنك حجر، لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلك ما قَبَّلتك، ثم تقدم فقَبّله.
    وفي رواية أخرى: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، رأيت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بك حَفيًّا. يعنى الحجر الأسود.

    ~ الرحمة
    الرحمة كمال في الطبيعة يجعل المرء يرق لآلام الخلق ويسعى لإزالتها، ويأسى لأخطائهم، فيتمنى لهم الهدى، هي كمال في الطبيعة، لأن تبلد الحس يهوي بالإنسان إلى منزلة الحيوان، ويسلبه أفضل ما فيه، وهي العاطفة الحية النابضة بالحب والرأفة، بل إن الحيوان قد تجيش فيه مشاعر مبهمة تعطفه على ذراريه، ومن ثم كانت القسوة ارتكاسا بالفطرة إلى منزلة البهائم، بل إلى منازل الجماد الذي لا يعي ولا يهتز. ...
    إن من رحمة الرجل بأسرته وأمته أن يرفق بهم ولكن الرحمة الأعلى أن يخاف عليهم من النار، ومن هنا تتحول المواقف التي تكسوها الغلظة في حياة سيدنا عمر إلى مشاهد تنبئُ بما حوته نفس الفاروق من رحمة عميقة بأمته.

    ~العدل
    إذا ذُكِر عمر ذُكر العدل، وإذا ذُكر العدل ذُكر عمر.
    روى الإمام أحمد بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ. (حديث رقم 8846)

    فالفاروق رضي الله عنه لا يبالي على من وقع الحق، على ولده أم على غيره من الناس، فهو رجل لا تأخذه في الله لومة لائم، لذلك كان ينهى أهله أشد النهي حذرًا من وقوعهم في مخالفته.
    يقول ابن عمر رضي الله عنهما: كان عمر إذا نهى الناس عن شيء جمع أهله وقال: إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا وإنهم إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وأيم الله لا أوتي برجل منكم فعل الذي نهيت عنه إلا أضعفت عليه العقوبة، لمكانه مني فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر.


    ~ رقة قلبه
    إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران، وتكون حرزا مكينا وحصنا حصينا مكينا من الغي والعصيان. ما رق قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقا إلى الخيرات مشمرا في الطاعات والمرضاة. ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله، فما ذُكّر إلا تذكر، ولا بُصّر إلا تبصر. ...
    ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى. وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصي الله عز وجل. فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله وبطش الله تبارك وتعالى.
    ما انتزعه داعي الشيطان إلا وانكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى.
    ولا جاءه داعي الغي والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية الملك سبحانه وتعالى.
    القلب الرقيق صاحبه صدّيق وأي صدّيق.
    القلب الرقيق رفيق ونعم الرفيق.
    ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها؟
    ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها؟ إنه الله سبحانه وتعالى....
    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

  2. #2

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Cool رد: ~ عمر في ميزان الإسلام

    رضي الله عن فاروق الأمة فلقد كانت خلافته عزاً للإسلام والمسلمين

    وبارك الله فيك أختي ووفقك الله



    القصيدة العمرية للشاعر العربي الكبير حافظ إبراهيم رحمه الله

    حسب القوافي و حسبي حين ألقيها **** أني إلى ساحة الفاروق أهديهـا
    لاهم هب لي بيانا أستعين به **** علـى قضـاء حقـوق نـام قاضيهـا
    قد نازعتني نفسي أن أوفيها **** و ليس فـي طـوق مثلـي أن يوفيهـا
    فمر سري المعاني أن يواتيني **** فيها فإني ضعيـف الحـال واهيهـا
    (مـــــقـــــتــــــل عــــــــمــــــــر)
    مولى المغيرة لا جادتك غادية **** من رحمة الله ما جـادت غواديهـا
    مزقت منه أديما حشوه همـم **** فـي ذمـة الله عاليهـا و ماضيهـا
    طعنت خاصرة الفاروق منتقما **** من الحنيفـة فـي أعلـى مجاليهـا
    فأصبحت دولة الإسلام حائرة **** تشكو الوجيعـة لمـا مـات آسيهـا
    مضى و خلّفها كالطود راسخة **** و زان بالعدل و التقـوى مغانيهـا
    تنبو المعاول عنها و هي قائمة **** و الهادمـون كثيـر فـي نواحيهـا
    حتى إذا ما تولاها مهدمهـا **** صـاح الـزوال بهـا فانـدك عاليهـا
    واها على دولة بالأمس قد ملأت **** جوانب الشرق رغدا في أياديهـا
    كم ظللتها و حاطتها بأجنحة **** عن أعين الدهر قـد كانـت تواريهـا
    من العناية قد ريشت قوادمها **** و من صميم التقى ريشـت خوافيهـا
    و الله ما غالها قدما و كـاد لهـا **** و اجتـث دوحتهـا إلا مواليهـا
    لو أنها في صميم العرب ما بقيت **** لما نعاها علـى الأيـام ناعيهـا
    ياليتهم سمعوا ما قاله عمر **** و الـروح قـد بلغـت منـه تراقيهـا
    لا تكثروا من مواليكم فإن لهم **** مطامـع بَسَمَـاتُ الضعـف تخفيهـا
    (إســـــــــــــــلام عــــــــمــــــــر )
    رأيـت فـي الديـن آراء موفقـة **** فأنـزل الله قـرآنـا يزكيـهـا
    وكنت أول من قرت بصحبته **** عيـن الحنيفـة و اجتـازت أمانيهـا
    قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها **** بنعمة الله حصنـا مـن أعاديهـا
    خرجت تبغـي أذاهـا فـي محمدهـا **** و للحنيفـة جبـار يواليهـا
    فلم تكد تسمع الايات بالغـة **** حتـى انكفـأت تنـاوي مـن يناويهـا
    سمعت سورة طه من مرتلهـا **** فزلزلـت نيـة قـد كنـت تنويهـا
    وقلت فيها مقالا لا يطاوله **** قول المحب الـذي قـد بـات يطريهـا
    ويوم أسلمت عز الحق و ارتفعت **** عن كاهل الديـن أثقـالا يعانيهـا
    وصاح فيها بلال صيحة خشعت **** لها القلوب ولبـت أمـر باريهـا
    فأنت في زمن المختار منجدها **** و أنت في زمن الصديـق منجيهـا
    كم استراك رسول الله مغتبطا **** بحكمـة لـك عنـد الـرأي يلفيهـا
    (عــــمــــر و رســـــــــول كــــســـــرى)
    وراع صاحب كسرى أن رأى عمرا**** بين الرعية عطلا و هو راعيها
    وعهده بملوك الفرس أن لها **** سورا من الجند و الأحـراس يحميهـا
    رآه مستغرقا في نومه فرأى **** فيـه الجلالـة فـي أسمـى معانيهـا
    فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا **** ببردة كاد طول العهـد يبليهـا
    فهان في عينه مـا كـان يكبـره **** مـن الأكاسـر والدنيـا بأيديهـا
    وقال قولة حق أصبحت مثلا **** و أصبح الجيل بعـد الجيـل يرويهـا
    أمنت لما أقمت العدل بينهـم **** فنمـت نـوم قريـر العيـن هانيهـا
    (مــــثـــــال مــــــــــن رحـــمـــتــــه )
    و من رآه أمام القدر منبطحا **** و النار تأخـذ منـه و هـو يذكيهـا
    و قد تخلل في أثناء لحيته **** منها الدخان و فـوه غـاب فـي فيهـا
    رأى هناك أمير المؤمنين علـى **** حـال تـروع لعمـر الله رائيهـا
    يستقبل النار خوف النار في غده **** و العين من خشية سالـت مآقيهـا
    (مـــثـــال مــــــن تـقـشــفــه و ورعـــــــه )
    إن جاع في شدة قومٌ شركتهم **** في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيهـا
    جوع الخليفة و الدنيا بقبضته **** في الزهـد منزلـة سبحـان موليهـا
    فمن يباري أبا حفص و سيرته **** أو مـن يحـاول للفـاروق تشبيهـا
    يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها **** من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
    لا تمتطي شهوات النفس جامحة **** فكسرة الخبز عن حلواك تجزيهـا
    و هل يفي بيت مال المسلمين بما **** توحي إليك إذا طاوعت موحيهـا
    قالت لك الله إني لست أرزؤه **** مـالا لحاجـة نفـس كنـت أبغيهـا
    لكن أجنب شيأ من وظيفتنا **** فـي كـل يـوم علـى حـال أسويهـا
    حتـى إذا مـا ملكنـا مـا يكافئهـا **** شريتهـا ثـم إنـي لا أثنيهـا
    قال اذهبي و اعلمي إن كنت جاهلة **** أن القناعة تغني نفس كاسيهـا
    و أقبلت بعد خمس و هي حاملة **** دريهمات لتقضـي مـن تشهيهـا
    فقال نبهت مني غافلا فدعي **** هذي الدراهـم إذ لا حـق لـي فيهـا
    ويلي على عمر يرضى بموفية **** على الكفـاف و ينهـى مستزيدهـا
    ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به **** أولى فقومي لبيـت المـال رديهـا
    كذاك أخلاقه كانت و ما عهـدت **** بعـد النبـوة أخـلاق تحاكيهـا
    ( الــــــــخــــــــاتــــــــمـــــــــه )
    هذي مناقبـه فـي عهـد دولتـه **** للشاهديـن و للأعقـاب أحكيهـا
    في كل واحدة منهـن نابلـة **** مـن الطبائـع تغـذو نفـس واعيهـا
    لعل في أمة الإسـلام نابتتـة **** تجلـو لحاضرهـا مـرآة ماضيهـا
    حتى ترى بعض ما شادت أوائلها **** من الصروح و ما عانـاه بانيهـا
    وحسبها أن ترى ما كان من عمر **** حتى ينبـه منهـا عيـن غافيهـا
    حــــــــافــــــــظ ابـــــراهـــــيــــــم
    حسب القوافي و حسبي حين ألقيها **** أني إلى ساحة الفاروق أهديهـا
    لاهم هب لي بيانا أستعين به **** علـى قضـاء حقـوق نـام قاضيهـا
    قد نازعتني نفسي أن أوفيها **** و ليس فـي طـوق مثلـي أن يوفيهـا
    فمر سري المعاني أن يواتيني **** فيها فإني ضعيـف الحـال واهيهـا
    (مـــــقـــــتــــــل عــــــــمــــــــر)
    مولى المغيرة لا جادتك غادية **** من رحمة الله ما جـادت غواديهـا
    مزقت منه أديما حشوه همـم **** فـي ذمـة الله عاليهـا و ماضيهـا
    طعنت خاصرة الفاروق منتقما **** من الحنيفـة فـي أعلـى مجاليهـا
    فأصبحت دولة الإسلام حائرة **** تشكو الوجيعـة لمـا مـات آسيهـا
    مضى و خلّفها كالطود راسخة **** و زان بالعدل و التقـوى مغانيهـا
    تنبو المعاول عنها و هي قائمة **** و الهادمـون كثيـر فـي نواحيهـا
    حتى إذا ما تولاها مهدمهـا **** صـاح الـزوال بهـا فانـدك عاليهـا
    واها على دولة بالأمس قد ملأت **** جوانب الشرق رغدا في أياديهـا
    كم ظللتها و حاطتها بأجنحة **** عن أعين الدهر قـد كانـت تواريهـا
    من العناية قد ريشت قوادمها **** و من صميم التقى ريشـت خوافيهـا
    و الله ما غالها قدما و كـاد لهـا **** و اجتـث دوحتهـا إلا مواليهـا
    لو أنها في صميم العرب ما بقيت **** لما نعاها علـى الأيـام ناعيهـا
    ياليتهم سمعوا ما قاله عمر **** و الـروح قـد بلغـت منـه تراقيهـا
    لا تكثروا من مواليكم فإن لهم **** مطامـع بَسَمَـاتُ الضعـف تخفيهـا
    (إســـــــــــــــلام عــــــــمــــــــر )
    رأيـت فـي الديـن آراء موفقـة **** فأنـزل الله قـرآنـا يزكيـهـا
    وكنت أول من قرت بصحبته **** عيـن الحنيفـة و اجتـازت أمانيهـا
    قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها **** بنعمة الله حصنـا مـن أعاديهـا
    خرجت تبغـي أذاهـا فـي محمدهـا **** و للحنيفـة جبـار يواليهـا
    فلم تكد تسمع الايات بالغـة **** حتـى انكفـأت تنـاوي مـن يناويهـا
    سمعت سورة طه من مرتلهـا **** فزلزلـت نيـة قـد كنـت تنويهـا
    وقلت فيها مقالا لا يطاوله **** قول المحب الـذي قـد بـات يطريهـا
    ويوم أسلمت عز الحق و ارتفعت **** عن كاهل الديـن أثقـالا يعانيهـا
    وصاح فيها بلال صيحة خشعت **** لها القلوب ولبـت أمـر باريهـا
    فأنت في زمن المختار منجدها **** و أنت في زمن الصديـق منجيهـا
    كم استراك رسول الله مغتبطا **** بحكمـة لـك عنـد الـرأي يلفيهـا
    (عــــمــــر و رســـــــــول كــــســـــرى)
    وراع صاحب كسرى أن رأى عمرا**** بين الرعية عطلا و هو راعيها
    وعهده بملوك الفرس أن لها **** سورا من الجند و الأحـراس يحميهـا
    رآه مستغرقا في نومه فرأى **** فيـه الجلالـة فـي أسمـى معانيهـا
    فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا **** ببردة كاد طول العهـد يبليهـا
    فهان في عينه مـا كـان يكبـره **** مـن الأكاسـر والدنيـا بأيديهـا
    وقال قولة حق أصبحت مثلا **** و أصبح الجيل بعـد الجيـل يرويهـا
    أمنت لما أقمت العدل بينهـم **** فنمـت نـوم قريـر العيـن هانيهـا
    (مــــثـــــال مــــــــــن رحـــمـــتــــه )
    و من رآه أمام القدر منبطحا **** و النار تأخـذ منـه و هـو يذكيهـا
    و قد تخلل في أثناء لحيته **** منها الدخان و فـوه غـاب فـي فيهـا
    رأى هناك أمير المؤمنين علـى **** حـال تـروع لعمـر الله رائيهـا
    يستقبل النار خوف النار في غده **** و العين من خشية سالـت مآقيهـا
    (مـــثـــال مــــــن تـقـشــفــه و ورعـــــــه )
    إن جاع في شدة قومٌ شركتهم **** في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيهـا
    جوع الخليفة و الدنيا بقبضته **** في الزهـد منزلـة سبحـان موليهـا
    فمن يباري أبا حفص و سيرته **** أو مـن يحـاول للفـاروق تشبيهـا
    يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها **** من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
    لا تمتطي شهوات النفس جامحة **** فكسرة الخبز عن حلواك تجزيهـا
    و هل يفي بيت مال المسلمين بما **** توحي إليك إذا طاوعت موحيهـا
    قالت لك الله إني لست أرزؤه **** مـالا لحاجـة نفـس كنـت أبغيهـا
    لكن أجنب شيأ من وظيفتنا **** فـي كـل يـوم علـى حـال أسويهـا
    حتـى إذا مـا ملكنـا مـا يكافئهـا **** شريتهـا ثـم إنـي لا أثنيهـا
    قال اذهبي و اعلمي إن كنت جاهلة **** أن القناعة تغني نفس كاسيهـا
    و أقبلت بعد خمس و هي حاملة **** دريهمات لتقضـي مـن تشهيهـا
    فقال نبهت مني غافلا فدعي **** هذي الدراهـم إذ لا حـق لـي فيهـا
    ويلي على عمر يرضى بموفية **** على الكفـاف و ينهـى مستزيدهـا
    ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به **** أولى فقومي لبيـت المـال رديهـا
    كذاك أخلاقه كانت و ما عهـدت **** بعـد النبـوة أخـلاق تحاكيهـا
    ( الــــــــخــــــــاتــــــــمـــــــــه )
    هذي مناقبـه فـي عهـد دولتـه **** للشاهديـن و للأعقـاب أحكيهـا
    في كل واحدة منهـن نابلـة **** مـن الطبائـع تغـذو نفـس واعيهـا
    لعل في أمة الإسـلام نابتتـة **** تجلـو لحاضرهـا مـرآة ماضيهـا
    حتى ترى بعض ما شادت أوائلها **** من الصروح و ما عانـاه بانيهـا
    وحسبها أن ترى ما كان من عمر **** حتى ينبـه منهـا عيـن غافيهـا
    حــــــــافــــــــظ ابـــــراهـــــيــــــم
    حسب القوافي و حسبي حين ألقيها **** أني إلى ساحة الفاروق أهديهـا
    لاهم هب لي بيانا أستعين به **** علـى قضـاء حقـوق نـام قاضيهـا
    قد نازعتني نفسي أن أوفيها **** و ليس فـي طـوق مثلـي أن يوفيهـا
    فمر سري المعاني أن يواتيني **** فيها فإني ضعيـف الحـال واهيهـا

  3. #3

    الصورة الرمزية ابن القلعة

    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المـشـــاركــات
    1,582
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~ عمر في ميزان الإسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بارك الله فيك أخيتي على الموضوع الجميل
    جعله الله في ميزان حسناتك
    وأثابك الجنة فهو مضوع شائق حقا كيف لا وهو يتحدث عن رجل لم ير التاريخ مثله
    أبو حفص عمر بن الخطاب
    روى الإمام أحمد بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ. (حديث رقم 8846)
    تزكية ويالها من تزكية والحديث حسنه الألباني

  4. #4

    الصورة الرمزية كازوها1996

    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المـشـــاركــات
    516
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ~ الفاروق عمر -رضي الله عنه - في ميزان الإسلام

    مرحبا.........
    شكرا أختي ع الموضوع القيم و المفيد......و جعله الله في ميزان حسناتك.

    في ـأمانــ، الله ...وــــبالـــتو فيـــق .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...