" بوح لغة " (4) .." اللغة العربية في افريقيا 1/4 " .

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الصورة الرمزية قُطْرُب

    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المـشـــاركــات
    463
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي " بوح لغة " (4) .." اللغة العربية في افريقيا 1/4 " .

    أ.د. محمد عبد الغني سعودي
    الأستاذ غير المتفرغ والعميد الأسبق / لمعهد
    البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة



    يري الباحثون أن وحدة اللغة عنصر هام من عناصر الوحدة القومية ، وأنها أكبر عامل يولد في نفوس الناس إرادة الانتظام في أمة واحدة ، وإذا كان الإنسان يتميز عن الحيوان بأنه مدني (اجتماعي) وأنه ناطق (مفكر) ، فإن الشعوب تتميز بعضها عن بعض بأن لكل منها لغة خاصة تتكلم بها ، فمما لاشك فيه أن اللغة هي أقوي رباط معنوي بين الأفراد ، وكما قالوا فاللغة أصوات يعبر عنها كل قوم من أغراضهم ، ومعني هذا أن لكل قوم لغتهم ، ومتي تفاهم الأفراد بلغة واحدة تقارب تفكيرهم ، ونشأ فيهم شعور بالتعاطف ، قلما ينشأ مثله بين أفراد يتكلمون لغات مختلفة ، وهذا التعاطف أمل عظيم في جعل المتكلمين لغة واحدة يؤلفون أمة واحدة ، ولما كانت اللغة هي عماد الثقافة للأمة ، والثقافة بالنسبة للأمة هي بمثابة الروح بالنسبة للإنسان ، لذلك يذهب البعض إلي أن الأمة ليست ملايين من البشر ، يعيشون علي نفس الأرض ، أو يرجعون لأصل واحد فحسب ، بل الأمة أيضا وحدة من الفكر والشعور، والإرادة ، والعمل ، ومن أجل المشاركة في الفكر والشعور والإرادة والعمل ، لابد وأن يكون هناك اتصال بين أعضاء الجماعة القومية ، ومن ثم كان للغة المشتركة أهميتها وأثرها كأداة فعالة في تشكيل الوحدة القومية .
    ولا يختلف اثنان علي أن تاريخ أفريقية الثقافي هو نتاج إرث ثلاثي ، التراث الأفريقي ، والتراث السامي ، والتراث اليوناني الروماني أو الغربي ، ومن الناحية اللغوية إذا بدأنا بالتراث الأفريقي فيتمثل في اللغات الأفريقية ، ويتمثل التراث السامي في اللغات السامية وأهمها هنا هي اللغة العربية ، ويتمثل التراث الغربي في اللغات الأوربية .
    غير أننا قبل أن نتوغل في موضوع التراث الثقافي واللغوي للقارة ومكانة اللغة العربية في هذا المجال لابد من ملاحظات عامة .
    عموميات
    · يقع الكثيرون في خطأ بالنسبة للقبيلة واللغة في أفريقية ، فالقبيلة تطلق أحياناً علي جماعات لا يتعدى عددها المئات ، ويطق أحياناً أخرى علي شعب يعد بالملايين كالزولو في جنوب أفريقية ، أو اليوروبا في نيجيريا ، أو الكيكويو في كينيا ، ولما اختلط الأمر علي الباحثين الأنثروبولوجيين وجدوا أن الاعتماد علي اللغة التي تتكلمها الجماعة قد يكون أكثر توفيقا من لفظ قبيلة ، وناس أفريقية كبقية الناس يميزون انفسهم بواسطة اللغات الوطنية أو الأصلية ، من ثم فخريطة اللغات هي خريطة ما يعرف بخريطة القبائل ,
    ·
    تضم القارة احدث اللغات التي تقوم علي أبجدية مكتوبة وقواعد نحو وصرف ، ولها آدابها ، ولكنها تضم في نفس الوقت اقدم لغات العالم قاطبة ، وهي ليست دون أبجدية فحسب ، بل هي لغة إشارات أو ما يطلق عليها لغة الطقات Clicks ، وهي التي تعتمد علي حركة اللسان مع سقف الحلق لا علي زفير الصدر ، وهي عند البوشمن والهوتنتوت في ناميبيا وهم ما يطلق عليهم الخوسيان Khosian ، أي لغة الإشارات ، وبالتالي يصعب كتاباتها ، ولا ننسى في هذا المجال أن الإشارات هي لغة الطبول والتي استخدمت في الاتصال لمسافات بعيدة في أجزاء كبيرة من القارة ، والتي يفهمها المتلقى وكأنها رسالة مكتوبة .
    ·
    أفريقية تضم من اللغات بالنسبة للسكان أكثر ما تضم أي قارة أخرى .
    ·
    أن عدد اللغات غير مؤكد تماما لأن كثير من اللهجات واللغات لم تدرس دراسة كافية ,
    ·
    ليس من شك أن هناك فرق بين اللغة واللهجة Dialect والنبرة accent (1) فاللغة وسيلة تفاهم لها قواعد إملاء ونحو وصرف ، أما اللهجة وسيلة تفاهم تفتقر إلي قواعد النحو والصرف ويصحبها تحوير أو تغيير إقليمي ، من ثم لا توجد لغات بدون لهجات ، وكل لغات العالم بها لهجات متعددة باختلاف الأقاليم ، وإذا تقدمت إحدى اللهجات المحلية علي غيرها ، أصبحت هي المعبر عن تلك اللغة ، وتنزل اللهجات الأخرى إلي درجة اللهجات المحلية (لهجة باريس تقدمت علي كل اللهجات الفرنسية ، فأصبحت هي اللغة الفرنسية ، وتحولت الوالون في بلجيكا واللورين في شرقي فرنسا إلي لهجات فرنسية .
    أما النبرة accent فتعلق بالنطق Pronunciation (2) أي تلفظ الكلمة بجرس مختلف (نبرة أهل إسكندرية شربات – الاربعاء – السودانيون – البتيخ) وعلي العموم من الأمور الشديدة الصعوبة عند علماء اللغات هو وضع خط فاصل مقنع بين اللهجات واللغات
    · أن عددا كبيرا منها يتكلمه عدد قليل من السكان ، إذ أن 5/1 هذه اللغات يعتبر لغات مليونية ، وفي نفس الوقت هناك أكثر من مائتى لغة يتكلم كل منها أقل من 500 نسمة ، مثل الكوادزا في تنزانيا ، ولما كانت اللغات التي يتكلمها أقل من مائة ألف نسمة عرضة للانقراض ، فهذه المجموعة التي ذكرناها في طريقها إلي الاختفاء (3) .
    ·
    يقال عن اللغات الأفريقية أنها لغات بسيطة ، علي اعتبار أن الثقافات الأولية بمستواها التقني البسيط لا تتطلب تعقيداً ، ولكن الحقيقة أنه لا توجد علاقة بين المستوى التقني للسكان وتراكيب ثقافتهم ، فقواعد النحو في اللغات القديمة في أوروبا كاليونانية واللاتينية ، فضلا عن الروسية الحديثة أكثر تعقيدا من نظيرتها في الإنجليزية والفرنسية ، بل في وسط أفريقية توجد أبسط لغات العالم ممثلة في نجباكا Ngbaka إلي جانب بعض من أعقد اللغات ممثلة في الرواندية (4) .
    ·
    أن اللغات الأفريقية شفهية بالدرجة الأولي ، وقليل منها كتب بالحرف العربي (السواحيلي – الهوسا – الصومالية) ، ثم اختطفه المستعمر إلي الحرف اللاتيني ، والذي تعدى هذه اللغات إلي اللغات المحلية أيضا .
    ·
    إذا كانت اللغات الأفريقية لا تنقصها إلا الكتابة ، فهذا لا يعنى أنعدام الأصوات وإمكانية التقعيد ، لأن القاعدة – أية قاعدة – ليست إلا تأليفا نظريا للاستعمال الشائع والمتفق عليه ، ومن ثم كان ميدان اللغات الأفريقية من الميادين التى تستدعى النقاش الكثير من جانب المتخصصين في اللغات المقارنة Comparative Longuistics .
    ·
    رغم هذه الملاحظات جميعا فيعتبر علماء اللغات أن أفريقية غابة من اللغات بصفة عامة ، وقد أشار إلي هذه الحقيقة كل من باسكوم وهرسكوفيت حين يقولان : " تعتبر أفريقية من الناحية اللغوية من أشد المناطق تعقيداً في العالم ، وربما لا ينافسها في ذلك سوى سكان أمريكا الجنوبية ، ويقدر عدد اللغات في أفريقيا عادة بثمانمائة لغة ، بينما تقدرها خريطة مدرسة اللغات الشرقية بجامعة لندن بنحو 1500 لغة فضلا عن اللغات الأوروبية ، غير أننا إذا ذكرنا أن هناك ألف لغة أو أكثر جنوب الصحراء فليس معنى هذا أن هناك ألف جزيرة لغوية كل منها منعزل عن الآخر ، وأن أفراد هذه الجزر لا يستطيعون الاتصال ببعضهم ذلك
    · أن ثنائية اللسان ، بل وتعدده كان منتشرا إبان الفترة الاستعمارية ، وربما زاد الآن ، ويرجع هذا إلي الرغبة في ايجاد نوع من الاتصال عبر الحواجز اللغوية ، أن كانت هناك رغبة في ايجاد علاقات تجارية وغيرها (5) .
    ·
    إذا نحينا جانبا اللغات السامية المنقرضة وهي الأكادية ، والعمورية ، والموابية ، والفينيقية والعبرية القديمة (شكلها القديم احتفظ به اليهود كلغة مكتوبة للديانة اليهودية) والآرامية لغة السيد المسيح ، والسريانية ، سنجد أن اللغات السامية التي ظهرت في أفريقية تتمثل في (الأمهرية والتيجرنية) في أثيوبيا (محدودتا الانتشار) ولكن اللغة السامية التي تتمثل بصورة أكبر واضخم هي اللغة العربية التي تفترش مساحات واسعة في النصف الشمالي من القارة ، ولئن كانت العربية يتكلمها نحو 275 ميون نسمة بعامة كلغة أم ، فإن من يتكلمون بها في أفريقية يتراوح بين 160، 170 مليون نسمة ، هذا غير بضعة ملايين يستخدمونها كلغة ثانية.

    ولنا بإذن الله عودة

  2. #2


    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    55
    الــــدولــــــــة
    الجزائر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: " بوح لغة " (4) .." اللغة العربية في افريقيا 1/4 " .

    يشرفني أن أكون أول من يرد على هذا الموضوع القيم الذي استفدت منه ، ولي عودة إن شاء الله لتتمة الموضوع .

  3. #3

    الصورة الرمزية أَصِيلُ الحَكَايَا

    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المـشـــاركــات
    1,934
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: " بوح لغة " (4) .." اللغة العربية في افريقيا 1/4 " .

    لي عودة بعد القراءة بإذنه تعالى،،

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...