كُل مساء.. أعلّق ذاكِرتي فوق المِشجب.. وأتناول مِن إصّيصك القديم شَتلة حَبق..
أفتتها في كوب الصمت.. وأتجرّعه لا أكاد أُسيغه..
فأنت الذي لم تَعد صالِحاً لتهب مرارة قهوتي حلاوة الطعم..
ولا لتحمي جسدي الهزيل من وقع المطر..
رغم قسوة الليل.. وطوله.. ووعودك التي لا تنتهي..
أدمنتُ أغنياتك.. أعاقِرها والوقت.. حتى إذا ما إنطفأت شعلة الحياة في خافقي..
تقيأتُك في سكون.. وأحشائي تُرافقك الطريق عبر فمِي..
لو أنني أفتحُ يوماً هديتك التي وهبتني في عيد الميلاد..
حملتها إليّ بعد أن رحل المساء.. ورحل المَطر..
ورحلت الطيور من شرفتي..
وغِرقت مدينتي بالدموع..
كُنتَ راجِلاً.. والسكون يحتويك..
وبين شفتيك وداعٌ يداعب سيجارك الأسمر..
كم مرةً أخبرتك أن تربط على قلبي.. فأنا إمرأةٌ لا تعرف كيف تحمي نفسها من غدرك..

كُل مساء.. أُنزل ذاكرتي من فوق المِشجب.. أغسلها.. وأجمعها حولي كأطفالي اليتامي..
أهبهم من قلبي قوتاً.. وأحكي لهم.. كيف أحببتك..
أحكي لهم.. عن صمتنا.. عن حقيبتي.. وقميصك.. وفردة الحِذاء..
عن إصّيص الحبق.. وزهورك اللّيلكيهـ.. وهدية يوم الميلاد ،،