{حتى لا نعيش في المقابر }




بسم الله العلي العظيم القوي العزيز حافظ السماوات والأرض مظهر الدين الحق على الدين كله ولو كره الكارهون ..

فالحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده القرشي المصطفى اختصه بالرسالة فما نطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى .. نبأنا من الفرقان آيات عظام فمنها ما حدثنا به محمد -صلى الله عليه وسلم - عن جبريل -عليه السلام - عن ربه -جل وعلا - قال : " إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا " ..


قال الشيخ السعدي في تفسيره -رحمه الله- : "يخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته وأنه { يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } أي: أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره."


عباد الله إماء الله يا أيها الذين آمنوا
.. في ظل ما ترونه ونعيشه ما بين تحلل الأخلاق وما بين انحراف العقائد فقد جاء القرآن يحفظ لنا ويعلمنا أمر ديننا ودنيانا .. في سورة الحجرات اقرأ عن آداب جمة حتى سكيت بسورة الآداب : " لا يسخر قوم من قوم ..." "ولا تجسسوا ..." "ولا تنابزوا بالألقاب ..." "ولا يغتب بعضكم بعضا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ " " إنما المؤمنون إخوة ..." "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " ثم اقرأ في سورة لقمان : " لا تمش في الأرض مرحا .." "وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ " .. واقرأ في القرآن كله أمر بالإحسان للوالدين وحث على الصدقة وحسن الجوار وآداب الحياة الزوجية وآداب الدخول على البيوت .. ثم انتقل واقرأ عن أحكام البيع والشراء والأموال .. فأمور الدنيا كلها علمنا إيها ربنا في كتابه .. وأمر الدين كلها علمنا إيها ربنا كذلك في كتابه حثنا على التقوى والاستعداد لليوم الآخر وإقام الصلاة والحج والصيام وتصديق الرسل والأنبياء وإخلاص الدين لله وحده " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "

عباد الله
.. أبعد هذا الكتاب الواضح نبتغي الهدى في غيره .. إننا نحن من سيعيد للأرض توازنها الحقيقي عندما ننشر كلام الله ونستمسك بالعروة الوثقى ..

حتى كان من السلف من يقول إذا قرئ القرآن : كلام ربي .. كلام ربي ويبكي بكاءا .. كيف نبتغي العيش بلا سراج يضيء الطريق .. أعيذكم بالله من هذا .. لكن هل وُجد من هداه الله إلى السراج فرغب تركه طواعية ؟! .


إي والله هناك الحاسدون العالمون بأن ديننا الحق لكن أبت أنفسهم إلا أن نتبع ظلالهم فكادوا للأمة كيدا كيدا .. ويكيد الله كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا .. أما هؤلاء وقد عرفتموهم اليهود والنصارى وطواغيت الملل والنحل الظالة من عبدة الدينار والدرهم ..


وهناك التابعون الناعقون بما لا يعلمون عظم خطره .. وهناك المنافقون -نعم منافقون يتكلمون بلساننا ومن بني جلدتنا أكان المنافقون فقط في عهد محمد -صلى الله عله وسلم- ؟ -وهناك المنسلخون من الديانات كلها إلحادا ورفضا لوجود خالق يدير هذا الكون أدار الله عليهم دائرة السوء .


فابرؤوا بأنفسكم إخوتي واسلكوا طريقا رشدا واضحا لا يرى فيه عوجا ولا أمتا .. إنه طريق الداعين إلى كتاب الله ..


يا آل المنتدى الكرام
أدعوكم دعوة محب مشفق إخواني في الله :
هذا الطريق الأخير فلنسلكه الدعوة إلى كتاب الله إما تعلما أو تعليما ..

يا إخواني
أنتم ترون مآسي نقاسيها وننزف الدمع سحا من مآقينا حينا على غزة وحينا على أنفسنا حين تسب أمنا -رضي الله عنها - .. وحينا تتأجج الأرواح منا كيف صار الغرب أسياد العمارة والتجارة والعلوم الجمة .. ماذا بقي لنا ؟
العلم نذهب إليهم المصانع مصانعهم اللباس نسجهم والمراكب منهم .. ولساننا طغت عليه لغتهم وووووو ووووو .

أو يسمى هذا غير الخذلان ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"

فلنرجع إلى الدين فلنرجع رجوع الآيبين التائبين المخبتين أين منبع الدين إنه الكتاب والسنة وقد قال -عليه صلوات من الله وتسليم - : "
تركت فيكم أمرين ؛ لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما :كتاب الله وسنتي ".

إذا لم نبادر أنا وأنت لإعادة المجد التليد لهذه الأمة فلم أءخلدنا إلى الأرض ؟ واللهِ ليعز بهذا الدين أقوام.. فهذا الدين يُعِزُّ ولا يعَزُّ بأحد فهو عزيز بذاته نبتغي نحن العزة بامتثاله ولله العزة جميعا .. فلنكن مع الركب إذن .

أجزل الله إليكم إحسانا إخواني الأفاضل وعلمنا وإياكم القرآن الكريم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .



ا.هـ





------------------------------------------------------------------------------------------------------
العنوان هو إشارة إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : "
لا تجعلوا بيوتكم مقابر . إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة " .

وكل الموضوع هو ذم لقرار سعودة حلقات القرآن الكريم وهنا عنه تجد .