بعد قطع الطريق من وإلي الغرفة عشرات المرات بحثـاً عن الكادبوري بغلافها البنفسجي الرائـق..

استقرت راحتي تحت الألحفة على حاسبي العـزيز..

وتذكرت المنتدى بزرقته، زاوية موضوع جـديد وما تجمع عليها من أتربـة..

مـاذا سأكتب ؟..

المبنى الترابي المائل إلي الرمادي من آثار الغبـار.. المتهالك كمرضاه، تختلف الأعراض والمرضُ الخبيثُ واحـد !

مررنـا به مصادفـةً في أثــار زيارات العيـد المُعتـادة.. لكن الصدفة الأغرب أن تمر بمستشفى ذات المرض لكن للأطفـال.

واجـهات زجـاجية وأنـاقــة تخفى خلفهـا رؤوس صلعـاء ونظرات خـاوية..

تحاول في تلك اللحظة ألا تزيد من مسـاحة الحزن والألم كما يقول كاتبي المُفضل، لكن الحديث ليس حديث عيـد هكذا قُلت لنفسي..

فماذا أكتب ؟

كان يكتب بسلاسة في مدونته التى تصفحتها صدفةً أثـناء تجولي بالشبكة، ينتقل من موضوع لآخر ببساطة مريحة..

قررت أن أضيف الصفحة لمفضلتي، عندما شاهدت تدوينة عنوانها غريب وأنا في سبيلي لإغلاق الصفحة:

"عن الـ {سبـاب شائع } صاحب موضوع نصائح في مصادقـة الفتيات.."

طبعـاً ما بين القوسين سبَّة لم أوردها مع التحريف للعنـوان، فليس التشهير أو الإعلان من هواياتي..

في بـداية الأمر ظننته احتـَرَّت دمـاءه من الاستظراف في مصادقة الفتيات، فـدفع النصائح للقراء في كسب قلوبهن كذلك !

لذا ما يجول بفكركَ حينها البحث عن موضوع النصائح إيـَّاه..

يتضح أن الموضوع نصائح للفتيات يناقش فكرة الصداقة بين الجنسين بهـدوء وموضوعية..

وقد نالـه ما ناله من صاحب المدونة في كونه حـاقد و"مش لاقي حد يعبره" !

يدهشني أن تتسع عقول أراها ناضجة في نواحٍ عـدة بالحيـاة ثم تضيق بأصحابها عند المسائل العاطفية..

كما أدهشني - بقليل من الخيـال - كون عباقرة الفيزياء والعلوم العملية يجهلون أو يتجاهلون حقيقة الله !

مــاذا سأكتب ؟..

هـذه المرة كان التلفـاز، ومحطة التوقف بقنـاة برامج أطفـال شهيرة..

بعيـداً عن الكلام العـاطفي بين البطل والبطلة والتي كانت بمرة من المرات طفلة بجدائل لا تتجاوز عشرة أعـوام..

بعيــداً عن العالم الذي أصبح يتعرض للخطر بإفراط ممل والبطل قد يكون مهارته الوحيدة النبلة، النيشان، سيارة ريموت كنترول..

بعيداً عن كل هذه السخافات.. تأمل لدقائق شريط الرسائل بين الأطفـال، وانظر ماذا يكون ؟

أتدخل الفتـاة متخلية عن كل واجباتها المدرسية لأجل العزيز معها على الشريط..

وهو - يالعذوبة إحساسه - يرى بأنها أرق من تدخل الشـات ؟!

الصداقة بين الجنسين أمر لا يجادل في انتشاره إلا مُتعامي.. - ليس انتشار الخطأ دليل صوابه - لكن متى ومن ؟

تساؤلات لن يباركها بالتأكيد كنترول القنـاة الذي يمثل هزة الموافقة على تلك الموجـات العاطفية !

أخيــراً وجـدت الكادبوري مختفية تحت أكـوام الورق ومثلثَيْ مشروعي الذي سأسلمه بنهاية الأسبوع..

لا يجب أن تكون العودة مبهرة لكل من يغيب فترةً عن القلم، وكما ترون جاء الموضوع بسيطاً، يميزه كونـه عفويٌ..

اسْتِرسـَالٌ عَفـَوي !

.
.

للجميـع: عيدكم دفءٌ وسعـادة { خصوصـاً هـاجر ودعـاء }

لم يتسع الوقت للمباركة للورديـة الهادئة سوس والعضو المميز سجين.. ألف مبـاركٌ لكمـا.

.
.

أتوقف عند هذا القدر.

كــلآود ~