{ بسم الله الرحمن الرحيم }

السلامُ عليكُم ورَحمَةُ اللهِ وبركاتُه

كتبتُ منذُ فترَة طويله هذهِ الكلمات وهـي تختلف عن اسلوبي المعتاد
لذا قررت أن أريها النور

نضُبَ المِداد ..
ونفِذت مِنـي الأوراق ..
قالت لـي ساخِرتاً أتركي عنكِ تِلكَ الأوراق ..
إرميهـا فقَط لأيام ..
ومِحبرتُكِ تِلكَ التي قَد نفذَ ما بــِها مِن حبر..
لا تحاوِلـي ملء الوعاء ..
تباً .. أوهَل يستلزِمُ عليَّ أن أعيشَ سويعات أتعطَشُ لتِلكَ الأوراق ..
تباً .. مللتُ مِن تِلكَ الإتهامات ..
عفواً .. فـلي قلبٌ لم يكُن يوماً لإنسان ..
لـي قلبٌ .. لا يأبَهُ لزمان ..
لـي قلبٌ .. أعياهُ الإنتظار ..
الأيام .. تمُرُ عليَّ كالدهورِ أقضيهـا بالصبرِ وطيلةَ البال ..
الحريةُ ليسَت ما نراهُ فـي تِلكَ الأفلام ..
وتعساً لتِلكَ الأفلام ..
بحثتُ عَن مفهومِها .. فوجدتُهـا معدومةً فـي أرضِ الزوال ..

~


نَضُبَ المِداد ..
وفذت مِنـي الأوراق ..
هربَت مِنـي الكلمات ..
و تلاشَت مِن أمامـي الحروف والتعبيرات ..
هـِيَ مائي .. وإن كان بقلبي داءٌ .. فـهِيَ الدواء ..
ماذا تعنـينَ بالإنتِظار
كلمَةٌ أثقلَت قلبـي .. في نُطقِها تبَيَّنَ الإجتِهاد ..
تقولينَ لـي إرميها ..
أأرمي روحي , مائي , قلبي , وعبير أيامي !؟
أأرمـي مَن أضحكنـي حيناً .. وأبكانـي بأحيان أخرى ؟
لا .. وألفِ لا ..
تجردتُ مِن مشاعِري البشريَه ..
مشاعِرَ لن أجنـي مِنها سِوى الحِرمان ..
وغدوتُ بلا قلبِ إنسان ..
إلا لهيبَ الشوقِ أحرَقَ وريدي ..
وقَطَعَ بحرقةٍ الشِريان ..
لهيبَ غضبٍ ..
أثبَتَ لـي .. أنني لا أزالُ أملِكُ بقايا مِن قلبِ إنسان ..

~
نَضُبَ المِداد ..
وتبعثَرِتِ الكلِمات ..
عِندهـا ضاعَتِ المشاعِر ..
فنفذَت الأوراق ..
ولم يبقـى لـي سِوى ..
صفَحةٌ بيضاء ..
هل أكتُبُ بالرصاص ؟
فيأتي الزَمَنُ ليمحـي ما كتبَهُ الرَصاص ..
هل أرقُمُ على الماء !؟
أم أننـي أرسُمُ بالشاطئِ حِكايتـي مَعَ قلمـي الذي تكسَّرَ مِن النؤاب ..

~



نضُبَ المِداد ..
و نفذَتِ الأوراق ..
ماذا أكتُبُ بَعد ؟
أولَم يجــِفَ حلقـي مِن تكرار الكَلِمات ؟
أم أنَ الأمانـي فـي قلبـي رائِعات ..
تجعلُنـي أنظُرُ مِن نافِذَتِ الحياة ..
بإطارٍ مصنوعٍ مِن أملٍ قَد كان ..
حشاشَةُ هِمتـي كادَت أن تلقـي حتفَهـا وسَطَ ليلِ الجِراح ..
لولا بصيصُ أملٍ تجارَحَ مَعَ الظلام ..
كانَت أقسـى ليلٍ طغـى فيهِ الظلام ..
إستعلـى في قلبـي وعِندهـا تيقَنَ أنَهُ ليسَ بقلبِ إنسان ..
تركَهُ .. لأنَهُ يبتغـى قلبٌ ينبِضُ بالحياة ..
فيغلِفَهُ بالأحزان .. ويلصِقُهُ بالدموعِ كمـا يلتصِقُ الورَقُ عندما يغمَرُ بالماء ..
إبتسمتُ أسخَرُ مِن محاولاتـي اليائِسَه ..
وأتذَكَرُ كيفَ ضاعَت مشاعري الجياشَه ..
وكيفَ كُنتُ أجهَشُ بالبكاء ..
بكاءُ صمتٍ وسَطَ عاصفةِ الحياة ..
فعلمت .. بأنـي أحتاجُ لقلبٍ كالحجرٍ أقابلُ بهِ الحياة ..

~
نفِذَ المِداد ..
و باعَت نفسهـا لـي الأوراق ..
هل أقطعُكِ وانا أسري في ليلِ الجراح ..
أسري على ضوءِ القمر ..
وانا أملِكُ أوراقٌ بلا مِحبرَه ..
أوراقٌ بيضاء ..
بـِلا مشاعِرَ تُكتَب ..
فتبلُدُ مشاعِري أنسانـي صُحبتـي مَعَ الأقلام ..
لكن .. حتـى بياضُكِ يا أوراق ..
يعطينـي دفء أجهَلُ ماهيتَه ..
وفاضَتَ العَبرةُ مِن عينـي ..
وحَطَت على تِلكَ الأوراق ..
لا أحتاجُ للمِداد ..

بل ما أحتاجُهُ لمشاعِرَ تُذيقُنـي إياهـا الأيام .

{ نبضُ قلمٍ مَكسور }