حياك الله أخت لؤلؤة.
آمين وفقنا الله وإياكم ويسر أمورنا وأمور المسلمين أجمعين .
ليس هناك إحراج وقد سبقت أن حكيتها ولا بأس لعل يتعظ بها أحدا ، فلما كنت في آخر صف في الإعدادي سجلني أبي في معهد للموسيقى لما رآه حينها من ولعي الشيطاني ، فدخلت ودرست في السنة الأولى مادة "الصولفيج "وهي مادة تدرس بها المفاتيح السبع والأوزان والإملاء والكتابة وكل ذلك في الكتب فنطبق الأوزان باليد ونتعلم القراءة وغير ذلك ومن ثم نتعلم العزف فتضع الكتاب أمامك وأي مقطوعة تقرأها تعزفها على حسب الآلة التي اخترت وفي السنة الثانية إخترت آلة القانون وهي آلة مثلتة بها أوتار ولكن الأستاذ الذي كان يدرسنا كان يسبنا ويصب جام غضبه علينا حتى أني لا زلت أذكر أن إحدى الطالبات كان يُبكيها وهذا إن دل على شيء دل على الضنك الذي يعيشه ذلك الإنسان وأنا أقسم بالله غير حانث أني لما عاشرت أهل الموسيقى عن قرب والأساتذة وجدتهم والله يعيشون في ضنك وهم ما بعده هم أغلبهم يدخنون دائموا التفكير ليسوا مرتاحين ، ثم بعد ذلك قررت أن أغير الآلة فغيرتها إلى آلة العود واشتريتها وبدأت أعزف عليها العزف وكنت أتفوق فيها والحال هو الحال دائما حزين وعندما أعزف مقطوعة أزداد حزنا إلى حزن ومرضا إلى مرض حتى جرني ذلك إلى التدخين عياذا بالله تعالى ، وكان مسجل الشرائط لا يفارق أذني أينما ذهبت في الطريق وغير ذلك ، وكانت تأتيني نوبات من الكآبة أشعر كأنني مخنوق ووالله كنت اشعر أحيانا كأن أحدا يخنقني ، وكان ذلك الجو يُبعدني تماما عن القرآن وعن الصلاة إلى أن جاء ذلك اليوم ولن أنساه وكان في آخر سنة لي في الثانوية وكنت في ساحة الثانوية وكان أحد الأساتذة يقرأ القرآن والناس تسمع وكان صوته جميل ومؤثر ، فضحكت إلى صاحبي وهو يقرأ ثم سكت واستمعت فأحسست أن ذلك الكلام يخترق قلبي اختراقا وكأني لأول مرة في حياتي أسمع كلام الله ، فشعرت حينها بشعور غريب وكأنه شعور توبة وإنابة وندم وكأني وجدت ما كنت ابحث عنه، فقد كنت أضيع من طريق إلى طريق أبحث فيه عن شيء من الراحة فلم أجدها والله حتى جاء ذلك اليوم ، ومن ذلك اليوم بدأت أصلي فدخلت يوما إلى البيت فقلت أشغل لي شريط غناء أسمع فلما شغلته وأنا حينها لا أدري ما حكم الغناء أصلا ولكن شيء يقول لي أنه حرام قطعا ، فشغلت الشريط فإذا بي أشعر بتلك الكآبة مرة أخرى التي كانت تراودني وتزداد عندما أسمع ذلك الرجس ، فأخرجت الشريط فقمت بضربه ضربة قوية في الحائط تحول على إثرها إلى أشلاء فذهبت إلى كل الشرائط فكسرتهم جميعا وبعد أيام تشاجرت مع والدي من أجل الخروج من ذلك المعهد الشيطاني وقلت له والله لن أمكث فيه ، ثم ذهبت بعد ذلك إلى آلة العود فكسرتها كي لا يستعملها أحد بعدي .
والحمد لله أن هدانا الله لذلك .
وحياتي بلا أغاني ، لها أسمى معاني .
آمين ثبتنا الله وإياكم.
وأنت من أهل الجزاء والإحسان.
حفظكم الله.
المفضلات