||*|| سلسلة الآداب الشرعية ||*||

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 18 من 18

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي ||*|| سلسلة الآداب الشرعية ||*||



    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم ... وبعد ،
    حيا الله تلك الوجوه المنيرة بنور الإسلام ... المتبعة لهدي خير الآنام ..
    فاتخذته أسوة وقدوة .. وتعلمت منه الخلق الحسن وعملت بما أمرها به رب العزة سبحانه كما ورد في قوله تعالى :
    {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ ....} الاحزاب
    أهلا بكم ومرحبا معي في



    الآداب لغة : جمع أدب
    والأدب يعرفونه بأنه ما ينبغي فعله من محاسن الأخلاق.
    إذن ما هي الأخلاق؟ الأخلاق جمع خلق والخلق في لغة العرب هو السجية والصفة.
    وفي الاصطلاح: الأخلاق هي الصفات التي ينبغي الاتصاف بها، لكن ينبغي التنبه إلى أن كلمة خلق قد تطلق على الصفات الحسنة المحمودة، وقد تطلق على الصفات الذميمة المنبوذة، فأيضاً كلمة خلق -دائماً- تكون لأنه قد يقال فلان ذو أخلاق سيئة .
    وقد ورد في كتاب الله تعالى ما يؤيد ذلك : قال تعالى :
    { إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ (137) } [الشعراء: 137]
    فعاب الله - عز وجل - على أولئك عاداتهم في عبادة الأصنام وأنهم على ما كان عليه آباؤهم فلذلك ينبغي التنبه إلى أن الأخلاق تطلق ويراد بها الصفات الحسنة في الغالب، إذا وصف شخص بأنه ذو خلق يدل على أنه اتصف بصفات الكمال والآداب الشرعية ومن قديم والناس يثنون على من اتصف بتلك الأخلاق وبيت شوقي لا زال محفوظاً لدى الكثير من الطلاب:
    إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبو

    ولقد ورد في كتاب الله وفي سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ما ينبه إلي أهمية الأخلاق .. فما ذكره الله تعالى وما ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - لا شك أنه من الأهمية بمكان، أيضاً ينبغي علينا أن نحرص كل الحرص على أن نحفظ ما تيسر من الآيات الواردة في الأخلاق ،
    والأحاديث الثابتة في الآداب .
    وأن نحرص كل الحرص على التطبيق العملي وأن نعطي القدوة الحسنة في حياتنا، فلا يكفي أن نعرف بالقول بل لا بد أن نضم إليه العمل وما أحسن ما قاله ابن مسعود :
    { إذا سمعت الله - عز وجل - يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } فأرع لها سمعك فإما خيراً تدعى إليه وإما شراً تنهى عنه }

    والأخلاق في القرآن جاءت على جانبين:

    الجانب الأول: ذكر الأخلاق في الجانب النظري أو ما نسميه في الجانب القولي يقول الله - عز وجل - واصفاً نبيه - صلى الله عليه وسلم - :
    { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القلم: 4]
    فالله - عز وجل - أثنى على النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكارم الأخلاق وبحسنها وعظيمها فوصف النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه على خلق عظيم وجاءت أيضاً في جانب آخر وهو:
    الجانب الثاني : الجانب العملي أو التطبيقي كتاب الله - عز وجل - مليء بكثير من الآداب والأخلاق الشرعية من يتأملها في كتاب الله - عز وجل - يجد آداب الجلوس، آداب الطعام { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا } [الأعراف: 31]، آداب الاستئذان، آداب النجوى وعدم التناجي بينهم نجد أيضا في قصة لقمان حينما أوصى ابنه من الحكماء بعدد من الوصايا التي تدل على أهمية الاتصاف بالأخلاق :
    {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ } [لقمان: 19]
    وهى محفوظة لدى الكثير - ولله الحمد- أيضاً تناول القرآن بر الوالدين، صلة الأرحام، النهي عن القطيعة كل ما يتعلق بالإحسان إلى ذي القربى ومواساتهم، والإحسان إلى الفقراء ونجد أن في سيرته - صلى الله عليه وسلم - جاء ذكر الأخلاق والآداب كثيرا ومن ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
    {ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة }...
    وهذا يدل على منزلة الأخلاق ، أرأيتم العبد الخلوق تصل منزلة عند الله - عز وجل - إلى درجة الصائم القائم ، وهذه لا شك أنها درجة ورتبة عالية كما ثبت بذلك الحديث في سنن أبي داود وغيره أيضا سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال:
    (تقوى الله وحسن الخلق) والحديث صحيح رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه.
    أيضا النبي - صلى الله عليه وسلم - أثنى على المتأدبين المتخلقين بالأخلاق الحسنة ووعدهم بوعد كريم منه - صلى الله عليه وسلم - قال:
    { إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاق } فأحب الناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقربهم مجلساً إليه وعنده يوم القيامة من كان حسن الخلق "رواه الترمذي".

    ومما سبق أدركنا أهمية تعلم الآداب الشرعية لنتخلق بالخلق الحسن ..
    وسوف نتعرف من خلال هذه السلسلة علي بعض من ا
    لآداب الشرعية على ضوء الكتاب والسنة ، وسنبدء بالأدب مع رب العزة سبحانه _ حيث أن كثيراً من الناس وللأسف الشديد لا يتأدبون مع الله سبحانه ولا يعلمون أن الأدب مع الله هو من أوجب الواجبات ، وقد يتكلمون عنه سبحانه وتعالى بطريقة قد توردهم المهالك وقد تكون زلة لسان ولكنها توضح مدي جهل من يفعل ذلك بتعاليم دينه وبسنة رسوله .. وتوضح كم هو بعيد كل البعد عن المنهج القويم ...

    أسأل الله أن يرزقنا حسن التأدب معه سبحانه والتخلق بالخلق الحسن
    إنه ولي ذلك والقادر عليه ..


    موضوعات السلسلـة :
    1-الأدب مع الله _ عز وجل _
    2- الأدب مع رسول الله - صلّ الله عليه وسلم -
    3-
    الأدب مع كلام الله "القرءان الكريم "



    التعديل الأخير تم بواسطة معتزة بديني ; 16-5-2012 الساعة 06:15 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...