هل سبق أن رأيت فى نفسك انك تريد أن تهرب من الله

او هل فقدت ثقتك فى الله حين أصابك ابتلاء

هل تعلم أن فقدان ثقتك هذا ايضا من البلاء

ألا تتشجع حين ترى من تعرض لنفس بلائك أو اشد –تكالب عليه بلاء الدنيا وفقدان الهدف:


قوله تعالى " إذ تصعدون ولا تلوون على أحد " أي صرفكم عنهم إذ تصعدون أي في الجبل هاربين من أعدائكم

" ولا تلوون على أحد " أي وأنتم لا تلوون على أحد من الدهش والخوف والرعب " والرسول يدعوكم في أخراكم " أي وهو قد خلفتموه وراء ظهوركم يدعوكم إلى ترك الفرار من الأعداء وإلى الرجعة والعودة والكرة : قال السدي لما اشتد المشركون على المسلمين بأحد فهزموهم دخل بعضهم المدينة وانطلق بعضهم إلى الجبل فوق الصخرة فقاموا عليها . فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الناس " إلي عباد الله إلي عباد الله " فذكر الله صعودهم إلى الجبل ثم ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إياهم فقال " إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم "

حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب قال : جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير وأقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم . ولم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غير اثني عشر [ ص: 227 ] رجلا


وقوله : فأثابكم غما بغم روى عبد بن حميد من طريق مجاهد قال : " كان الغم الأول حين سمعوا الصوت أن محمدا قد قتل ، والثاني لما انحازوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وصعدوا في الجبل فتذكروا قتل من قتل منهم فاغتموا "

هل تتخيل مدى ما مر به المسلمون من الاهتزاز والخوف الذى ينسيك كل شيئ حتى الثقة فى ان النبى حى وان الله ناصره حتى يفرون ولا يلتفتون الى شيئ تاركين وراءهم النبى


لقد ابتلاهم الله بزعزعة الثقة حين نودى ان النبى قتل حتى ينتبهو الى الهدف الذى غفلو عنه وهو انهم يقاتلون لنشر الدعوة بالدرجة الاولى وليس كما جاء"أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم"
ش

واظن ان هذا اشد البلاء ولا ينجيك منه الا الله لانك ان فقدت ثقتك فى الله لا تستطيع ان تدعوه او تلجأ اليه تكون كانك فى عرض البحر وحدك لا تشعر بالامان ولا تعرف الى اين تسير مع علمك انك مخطئ ولكن قلبك لا يطاوعك


فهل تريد علاجه؟؟؟؟


قال تعالى "فلولا انه كان من المسبحين للبث فى بطنه الى يوم يبعثون"

"فنادى فى الظلمات أن لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين"


لقد نجاه من مكان لو قلبت الكرة الارضية بحثا عنه ما خطر على بال احد ان يبحث فى بطن حوت


فاجعل لك عند الله ركيزة -عملا صالحا او استغفارا لا تتخلى عنه ابدا– خشبة مهما اطاح بك البحر ظللت متمسكا بها لعلها توصلك الى بر الامان, واعلم ان الله لا يضيعك لانه خلقك ويحبك واعطاك عمرا ترجع اليه فيه ولم يغلق الباب فى وجهك ... فلماذا تسيئ الظن فيه ..بل قلى ما الذى يمنعك ان تحسن الظن فيه وقد قال "انا عند حسن ظن عبدى"