[منقول] مطر... مطر ... مطر... أنشودةُ المطـــر

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الصورة الرمزية Naro-chan

    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المـشـــاركــات
    565
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي [منقول] مطر... مطر ... مطر... أنشودةُ المطـــر



    كـــيف حالكم ؟
    أســـعد الله أوقاتكم جميعــاً ،،،


    ...

    مطر مطر مطر
    أي حزن يبعث المطر ؟

    قصيدة في منتهى الروعة .... تروي مآساة العراق بعد الإحتلال البريطاني بعد اتفاقية سايكس بيكو ...
    نظمها المبدع ، بدر شاكر السيّاب
    ...
    و في قصيدة تقابلها في الفكرة ، " الأرض اليباب " أو " الأرض الخراب " للشاعر الانجليزي ت.س. إليوت ، يصوّر فيها مآساة العالم بعد الحرب العالمية الأولى ...
    ...

    شئٌ مشترك بينهما ... هو الحسرة على خــــراب الأرض الغنّاء بالحياة ...

    لكنّ النص العربي في نظري يشبه النص الانجليزي في عمق معانيه ، بل يضاهيه جمالا ، مع أنني لا أفهم الشعر العربي مثل الانجليزي !

    و لكنّ أنشودة المطر ... لها سحرها الخاص ،،،






    ‘‘





    عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
    أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .
    عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
    وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
    يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
    كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...
    وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
    كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
    دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
    والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
    فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
    ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
    كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !
    كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
    وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...
    وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
    ودغدغت صمت العصافير على الشجر
    أنشودةُ المطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
    تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
    كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
    بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
    فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
    قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "
    لا بدَّ أن تعودْ
    وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
    في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
    تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
    كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
    ويلعن المياه والقَدَر
    وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .
    مطر ...
    مطر ...
    أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
    وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
    وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
    بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
    كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !
    ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
    وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
    سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
    كأنها تهمّ بالشروق
    فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
    أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
    يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
    فيرجعُ الصّدى
    كأنّه النشيجْ :
    " يا خليج
    يا واهب المحار والردى .. "
    أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
    ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
    حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
    لم تترك الرياح من ثمودْ
    في الوادِ من أثرْ .
    أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
    وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
    يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
    عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :
    "مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    وفي العراق جوعْ
    وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
    لتشبع الغربان والجراد
    وتطحن الشّوان والحجر
    رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
    مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
    ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...
    مطر ...
    مطر ...




    ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
    تغيمُ في الشتاء
    ويهطل المطر ،
    وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
    ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .
    مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    في كل قطرة من المطر
    حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
    وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
    وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
    فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
    أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
    في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
    مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    سيُعشبُ العراق بالمطر ... "
    أصيح بالخليج : " يا خليج ..
    يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
    فيرجع الصدى
    كأنَّه النشيج :
    " يا خليج
    يا واهب المحار والردى . "
    وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
    على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
    وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
    من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
    من لجَّة الخليج والقرار ،
    وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
    من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .
    وأسمع الصدى
    يرنّ في الخليج
    " مطر ...
    مطر ...
    مطر ...
    في كلّ قطرة من المطرْ
    حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .
    وكلّ دمعة من الجياع والعراة
    وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
    فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
    أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
    في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "
    ويهطل المطرْ ..



    ‘‘






    و من كل قلبي ، أتمنى أن يهطل مطر الخير على بلادنا الحبيبة في العراق و في أنحاء بلاد المسلمين...


    في آمان الله و رعايته







  2. #2

    الصورة الرمزية بسّام

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    1,448
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مطر... مطر ... مطر... أنشودةُ المطـــر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أنشودة المطر .. مطر .. مطرْ !

    الإيقاع الموسيقي للقصيدة عظيم جدًّا ..

    مع أنَّها ليست على شاكلة الشعر المعروف : شطران - شطران - ...

    إلا أنَّها رائعة وإن لم تكن كذلك ..

    وسؤال :

    هل المطر هو ما خلق ذاك الأسى ؟! .. أم أنَّ ما خلق الأسى قد عاونَه المطر على " استمطار " الأسى ؟! ..

    لربما كانت الثانية ..

    وذو الشوق القديم وإن تعزَّى ~~~ مَشُوق حين يلقى العاشقينَ

    ثم .. يا لَه من أسى ! .. على خيانة للجنس والهوية والدين .. على جريمة شنعاء أمام ناظر العالمين .. بطغيان الطاغين وفساد الفاسدين - قاتلهم الله وقتلهم - ..

    حسبنا الله ونعم الوكيل .. فحسبنا الله ونعم الوكيل ..

    ولست أدري أين قرأت مقطع الطفل الذي يرقب أمه من قبل ..

    على كلٍّ ..

    جزيت خير جزاء على موضوعك الجميل .. وبارك الله فيكم ..

    وبارك لكم فيما أعطاكم ^ ^ ..

    تقبلوا مروري الضعيف ..
    التعديل الأخير تم بواسطة بسّام ; 5-9-2011 الساعة 09:56 AM

  3. #3

    الصورة الرمزية تباشير الفجر

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    501
    الــــدولــــــــة
    الاردن
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مطر... مطر ... مطر... أنشودةُ المطـــر

    أواه يا وجع القلب !!!

    ويا للحنين ؛
    حقاً لست أعلم ان كان المطر يجلب في مقدمه عملاق الأحزان الجاثم في كل مكان

    لكن
    للمطر حالة من شجن
    فالسماء عند البكاء تواسي ثكالى الأحلام ، لأنها تبكيك مع كل عبرة

    هذه القصيدة
    أحبها ~ وان كانت مقرراً دراسياً في يومٍ من الأيام

    ودائماً أجدني أردد
    أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
    شكر الله لكم
    اختيارٌ أقل ما يقال عنه أنه راااااائع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...