من قصيدة :- هل يخاف الشعب من نفسه
للشاعر اليمني محمد محمود الزبيري ( أبو الأحرار )
استشهد في برط في أول نيسان 1965 م.. وإلى الآن لايزال اسم الجهه التي اغتالته مجهولا

ياشَعْبَنا نصفَ قرنٍ في عبادتهمْ، لم يقبلوا منكَ قُرباناً تُؤدّيهِ
لم ترتفع من حَضيض الرقِّ مرتبةٌ، ولم تذق راحةً مما تقاسيهِ
ولا استطاعت دموعٌ منكَ طائلةٌ، تطهيرَ طاغية ٍمن سكرة التّيهِ
فامْدُدْ يديكَ إلى الأحرارِ متّخذاً منهمْ ملاذَكَ من رقٍّ تُعانيهِ
ماتوا لأجلكَ ثم انبثّ من دمهم ، جيلٌ تؤججُهُ الذكرى، وتُذكيهِ
لا يقبلُ الأرضَ لو تُعطى له ثمناً ، عن نهجه في نضالٍ، أو مَباديهِ
قد كان يخلُبُهُ لفظٌ يفُوه به طاغٍ، ويخدعُهُ وعدٌ، ويُغْويهِ
وكان يُعْجبه لصٌّ يجودُ لهُ بلقمةٍ، سَلّها بالأمْسِ من فِيهِ
وكان يحتسِبُ التمساحَ راهِبَهُ القِدّيسَ من طولِ دمعٍ كان يجريهِ
وكان يَبذُلُ دنياه لحاكِمِهِ لأنه كان بالأُخرى يُمنّيهِ
وكان يرتاعُ من سوطٍ يلوحُ له، ظنّاً بأن سلامَ الرقّ يُنجيهِ
واليومَ قد شبَّ عن طوقٍ، وأنضجَهُ دمٌ، وهزّتْه في عنفٍ معانيهِ
الشعبُ أعظمُ بطشاً -يومَ صحوتهِ- من قاتليه، وأدهى من دواهيهِ
يغفو لكي تخدعَ الطغيانَ غفوتُهُ وكي يُجَنَّ جنوناً من مخازيهِ
وكي يسيرَ حثيثاً صوبَ مصرعهِ وكي يخر َّوشيكاً في مهاويهِ


القصيدة طويلة ولكن أثرت ان أختار لكم بعض المقاطع .. وانهي الموضوع بهذه الكلمات لنفس الشاعر ونفس القصيدة

سأنبش الآهَ من تحت الثرى حِمَماً قد أنضجتْه قرونٌ من تلظّيهِ
وأجمع الدمعَ طُوفاناً أُزيل بهِ حكمَ الشرورِ من الدنيا وأنفيهِ
أُحارب الظلمَ مهما كان طابعُهُ الْـ ـبَرّاقُ أو كيفما كانت أساميهِ


.............