بسم الله الرحمن الرحِيم
السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركَاتُه ,
لِ مُتابَعة سلسلة التنـافُس , هـاكُم رابط الموضُوع الأوّل [ هُنا ]
,
الواحدُ منا لو أتى يصفُ يُسر ديننا الحنيف , جمالَهُ وبساطته . . لن يدرِي كيف يفِيه حقّ وصفه !!
وكُل أمرِ ديينا يُسر !!
فمثلاً .. !
يوم أن قال النبي - عليه الصّلاة والسّلام - : " ألا أنبئكُم بخير أعمالكُم , وأزكاها عند مليكِكُم , وأرفعِها فِي درجاتِكُم
وخيرٌ لكُم مِن انفاقِ الذهبِ والورق والفضّة , وخيرٌ لكُم من أن تلقُوا عدوّكُم , فتضربُوا أعناقهُم ويضربوا أعناقَكُم " قالوا : بلى
قال - عليه الصلاة والسلام - : " ذكرُ الله "
تخيلُوا معِي اخوتِي !! تخيلوا واستشعرُوا اغتنموا وانتهزوا !! فلكم مرّ علينا هذا الحديث بلا وعيٍ او استشعار !!
هل تُريدُون خير الأعمال ؟ وأزكاها وأطهرها وأرفعها .. بل خير من الصدقة بالذهب والفضّة والورق ؟ وخير من الشهاااادة في سبيل الله
بالتأكيد تُريدُون !! .. فعليكُمـ إذاً بالذكـــــــــــــــــر !!
,
مالذي يكلفنا ايّاهُ الذكر سوى لهجٍ باللسان ؟ و حضُور بالقلب .. !
والذكر بالذات .. له نوايا عظِيمة وجمّة وكثيــرة .. ! لا يفِ المقامُ لذكرها أجمع
لمــاذا نذكرُ الله ؟
- لتكتنز خيرُ كنُوز الدُنيا !!
قال عليهِ الصّلاةُ والسّلام : " لسانُ ذاكر , وقلبٌ شاكر , وزوجةٌ مؤمنة تعينه على ايمانه , خير ماكتنزَ النّاس "
فمن أفضل الكنوز التِي يجب عليك ان تدخرها لنفسك في الدُنيا .. ان يكُون لك لساناً ذاكراً !!
- لأنهُ من أحب الأعمال الى الله سبحانه وتعَالى :
قيل : يارسُول الله ! أيّ الأعمالُ أحبُ إلى الله ؟ قال - عليه الصلاة والسلام - : " أن تمُوت ولسَانُكَ رطبٌ مِن ذكرِ الله "
لسانٌ لا يجف عن الذكر ..
- لأنّك بهِ سبّاقٌ سبــاق كُل الأعمال !!
الرسول - عليه الصلاة والسلام - كان يسير في طريق مكّة , فمر على جبلٍ يُقالُ له جُمدان
فقال عليه الصلاة والسلام : " سيرُوا , هذا جُمدان . . سبق المُفرّدُون " .. قالوا : " وما المفرّدُون يا رسُول الله ؟
قال - عليه الصلاة والسلام - : " الذاكرُون الله كثيراً والذاكرات "
أهلُ الذكر يسبقون غيرهُم , هم كُلهم صالحين ومُؤمنين و اصحاب اعمال وخيرات .. ولكن أهل الذكر أمامهُم بمراحل !!
ثُم ان في الحديث فائدة غير ان الذي يذكرُ الله يسبق .. !
ما العلاقة بين هذا الجُمدان .. وسبق المفرّدون ؟؟
كما ان الجبل وتد للأرض يثبتها كذلك الذكر وتد للقلب ويثبت الايمان فيه !
يعني :
انه من اسباب ثباتك على الايمان أن تكُون من الذاكرين الله كثيراً .. !
,
ولتعلم كيف ا الذاكرين يسبقون غيرهُم !! انظُر لهذهِ القصّة :
يقُول عبد الله بن شدّاد - رضي الله عنُه - جاء ثلاثة نفرٍ الى رسول الله - عليه الصلاةوالسلام - من بني عُذرة فأسلمُوا
فقال عليه الصلاة والسلام : " من يكفيهم ؟ " أي من يستضيفهم ويعلمهم امور دينهم ..
فقال طلحة : أنا يا رسول الله ..
فقال طلحة : بعث الرسول - عليه الصلاة والسلام - بعثاً فخرج فيه أحدُهُم فاستُشهد ..
وبعد فترة بعث النبي - عليه الصلاة والسلام - بعثاً آخر فخرج فيه نفرُ آخر منهم .. فاسُتشهد .. ثم مات الثالث على فراشه
~
لاحظ أن الأول والثاني شهيدان .. أما الثالث فمات على سريره !!
فيكمل طلحة القصة ويقُول : فرأيتُ - أي في المنام - أنّ الذي مات على فراشه سبقهم الى الجنّة , ثُم الذي مات قبله - الشهيد الثاني -
دخل بعده , وأن اولهم آخرهم !!
يقُول : فدخلني في ذلك - اي تعجبتُ من الأمر - كيف ان الذي مات على فراشه سبق صاحبيه الشهيدان الى الجنة !! ؟
فقصصتُ ذلك على رسول الله - عليه الصلاة والسلام - فقال لي :" وما انكرتَ من ذلك , ليس احدٌ افضل عند الله من مُؤمن
يُعمّرُ في الاسلام , بتسبيحه وتحميده وتكبيره وتتهليله ؟ "
- كي تنجُو من الشيطان !!
قال عليه الصلاة والسلام : وآمرُكُم بذكر الله ومثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في اثره سراعاً حتى اتى حصناً حصيناً فأحرز نفسه
كذلك العبد لا ينجو من الشيطان الا بذكر الله "
الذي ينجي ويحمي من الشيطان ذكرالله مثل الحصن والسُور .. !!
- كي تنجو من عذاب الله!!
قال عليه الصلاة والسلام : " مامن شيءٍ أنجى من عذاب الله من ذكر الله " لا شيء ينجّي من عذاب الله الا الذكر ..
قالوا : " يارسُول الله , ولا الجهاد ؟ " قال - عليه الصلاة والسلام - " ولا ان يضرب بسيفه حتى ينقطع " لا يصل الى الذكر !!
- كي تنجُو من النّفاق ..
لأنه من صفات المُنافقين .. قال تعَالى في وصفِهِم : { ولَا يذكُرُون اللهَ إلا قلِيلَا }
- كي تُحيي قلبَك .. !!
" مثلُ الذي يذكرُ ربه والذي لا يذكُرُ ربّه .. مثل الحيّ والميّت "
- حتى لا تكُون من شرار خلق الله !!
قال - عليه الصلاة والسلام - : " ما تستقلُّ الشمسُ يوماً , فيبقى شيءُ من خلقِ الله , الاسبّح الله بحمده "
أي انه مع طلُول الشمس كُل يوم .. كل الخلق يسبحُّون بحمدِ الله !!
إلا " ماكان من الشيطان , و أعتى بني آدم " وفي رواية " و أغبياء بني آدم "
قيل : وما أغبياءُ بني آدم ؟ قال الرواي : " شرار خلقِ الله "
- حتى لا يُقارنك الشيطان !! وتنجُو من العيشة الضنك
قال تعالى : { ومَن يعشُ عن ذكرِ الرحمَنِ نُقيّض لهُ شيطاناً فهُو لهُ قَرِين }
تخيّل .. شخصُ يعيش وصاحبُه الشيطان !!
قال تعالى : { ومَن أعرضَ عنْ ذِكْرِي فإنّ لهُ مَعِيشةً ضَنْكَا , ونَحشُرُهُ يَوْم القِيامَةٍ أعمَى , قالَ ربّ لِم حشَرتِنِي أعْمَى
وَقد كُنتُ بَصِيرَا , قال كذّلِك أتتَك آيَاتُنا فنسِيتها وكّذلَك اليَوْم تُنسَى }
- حتى لا يكون مقامُك .. ومجلسُك وممشاك عليك حسرة !!
قال عليه الصلاة والسلام : " من جلس مجلساً لم يذكُر الله فيه كان عليه من الله ترة - اي حسرة - , ومن ضجع مضجعاً لم يذكُر الله
فيه كان عليه من الله ترة , وما من أحدٍ يمشي ممشاً لم يذكُرِ الله فيه كان عليه من الله ترة "
- حتى تنجو من نسيان الله لك .. !
أعظم جريمة يرتكبها العبد في حق نفسه .. أن ينسى ربَه !! فتنزل عليه العقوبة " ان الله ينساه " ينساه في الدُنيا
وينساه في العذاب يوم القيامة !! { أتتَك آيَاتُنا فنسِيتها وكّذلَك اليَوْم تُنسَى }
- حتى تنال الشرف !!
يا أخي .. لو كُنت تريد شرفاً .. انك لو ذكرت الله !! فالله يذكرك
" يابن آدم , ان ذكرتني خالياً ذكرتُك خالياً , وإن ذكرتني في ملأ ذكرتُك في ملأ خيرمن الملأ الذي تذكرني فيه, "
- حتى تُستجاب دعوتك !!
قال عليه الصلاة والسلام : " ثلاثةٌ لا يُردّ دُعاءهُم .. وذكر منهم " الذاكرُ لله كثيراً "
نسأل الله تعالى ان يجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات ..
للاستماع الى ذات الشيخ تفضل {هنا }
أعلنتُها سباق .. فهل من منافس لذكر الله ؟؟ و ناوٍ بهذه النوايا العظيمة .. !! ؟
انشُروها .. !! ليعمّ الذكر
لا تنسوا ذكر الله والصّلاة على الحبِيب ..
في أمانِ الله
المفضلات