[منقول] فقه ~ وتبينوا ~

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الصورة الرمزية تباشير الفجر

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    501
    الــــدولــــــــة
    الاردن
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي [منقول] فقه ~ وتبينوا ~




    أما بعد :
    فاني أحببت أن أنقل اليكم شئاً قرأته لأستاذي الدكتور عبد الرحمن ذاكر الهاشمي" هنـــا" مؤخراً
    وما نقلته ها هنا الا لأني وجدت أن الأمر خطيرٌ جد خطير ؛ مع كل ما نراه وكل ما تتمخض عنه الأحداث في الأمة الحبيبة

    آمل حقاً أن تنتفعوا به أن تنفعوا به
    رضي الله عنكم وأرضاكم

    ~~~~
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحابته ومن والاه .

    نصيحة مختصرة (ولعلها متأخرة) حول كيفية التعامل مع الإعلام عموما وما يعرف بـــ الأخبار السياسية خصوصا :
    قبل التفصيل ... أذكر نفسي وإياكم بقواعد قرآنية ونبوية في التعامل مع ما نتلقاه من مدخلات محتلفة :

    يقول جل في علاه : ((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)) [القرآن : سورة الحجرات : الآية 6] . ولعل إعلام العصر هو إلى الفسق أقرب منه إلى الإيمان والفضيلة والخلق الحسن !

    ويقول جل في علاه : ((ولا تقف ما ليس لك به علم ؛ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)) [القرآن : سورة الإسراء : الآية 36] .

    ويقول جل في علاه : ((إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ؛ لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين ؛ لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ؛ ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم ؛ إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ؛ ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ؛ يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين)) [القرآن : سورة النور : الآيات 11-17] .

    وروى أبو هريرة في الحديث المرفوع الذي أورده مسلم في صحيحه وحكم بصحته الألباني : ((كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)) .

    وللراغبين بالاستزادة من المراجع فعليهم بأبواب آفات اللسان المنثورة في كتب التفسير والحديث .
    وبعد التزود من المعين القرآني والنبوي ... علينا أن نتعلم ونتدرب على ما أسميه (فقه القراءة) ... وباختصار ... علينا أن نفرق بين ما هو (يقين) وبين ما هو (شك) أو بين ما هو (حق) وبين ما هو (قابل للصحة والخطأ) .

    ولعل من أوائل وأهم المهارات التي ينبغي علينا أن نتعلمها ونتدرب عليها ونصبر عليها ونكررها ونتقنها ... هي مهارات الصمت ... والتوقف ... ثم الإنصات .

    أعلم أن البعض سيعتبر أن هذه المهارات (سيما الصمت والتوقف) سهلة ولا تستحق التشديد عليها ... ولكنني رأيت ولا أزال أرى أن كثيرا منا سرعان ما نقع في فخ ردود الفعل السريعة ومحاولة إظهار ما لدينا من معارف وأخبار والمسارعة في نقلها ونشرها ! ولسان حال أحدنا يقول : أنا أيضا (مثقف) ولدي الكثير من المعلومات ! ولعل السبب في هذا عوامل كثيرة ... منها :

    العامل الأول : الجهل ... سيما الجهل بما يجب وما لا يجب وما هو المهم وما الأهم ، وما هي الوسائل
    الأفضل والأصح للمشاركة في حمل هم النفس والأمة .

    العامل الثاني : الفراغ ... مما يجعل اللغو أحد أبرز وسائل التعويض .

    العامل الثالث : بعض الأعراض النفسية وأمراضها ؛ ولعل من أبرزها : العجب والغرور والكبر ... سيما إذا كانت النفس ضعيفة إلى الحد الذي تريد أن تعوض وتدافع عن ضعفها بإبراز وهم المعرفة والثقافة المصطنعة .

    إذا ؛ علينا أن نعود أنفسنا على الصمت والتوقف والإنصات أولا ... ثم يأتي الحديث عن الإعلام خصوصا .

    يتبع لاحقاً


  2. #2


    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    3,560
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فقه ~ وتبينوا ~

    جزيتِ خيراً أختي الفاضلة ، فعن نفسي فقد وجدت من الفائدة مالا يُستهان به.

    جزاكِ الرحمن عنا كل خير ولا حُرمنا من هكذا جهود ومن هكذا أنامل ، ولا حرمكِ الله أجر كل ذلك.

    أعتذر حقاً عدم استطاعتي العودة سريعاً فإن الدنيا بدأت علي بتضييق الخناق ، والوقت بدأ بالنفاد والنشاط بدأ بالزوال

    التعديل الأخير تم بواسطة Marshen Guy ; 4-6-2011 الساعة 09:45 PM

  3. #3

    الصورة الرمزية تباشير الفجر

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    501
    الــــدولــــــــة
    الاردن
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: فقه ~ وتبينوا ~

    نكمل
    ~~~~

    الإعلام بمعناه الشامل اليوم : الصحافة والتلفزيون والانترنت وما يتناقله الناس في مجالسهم ووسائل التواصل بينهم سواء الرقمية وغيرها ... أقول : الإعلام ينقل نوعين من المواد أو الأخبار :

    النوع الأول : حدث واقع وحقيقي لا يمكن تكذيبه .

    والنوع الثاني : رأي يحتمل الصواب والخطأ ... سيما إذا كان مصدر الرأي مشكوك في منطلقاته ونواياه .

    أما النوع الأول (الحدث) : فينبغي علينا أن نستوثق من حصوله من عدمه ... فكم من (أحداث) لم (تحدث) ! سيما إذا اعتبرنا الوسائل الرقمية الحديثة وما يمكنها أن توهمنا به . وبعد التوثق من (حدوث) الخبر أولا ... علينا أن نستوثق من حصوله على الوجه الذي نقلته وسائل الإعلام وذلك بأن نتتبعه من أكثر من مصدر . ثم علينا بعد ذلك متابعة ما يتعلق بالحدث من قبل ... أي : علينا أن نستكمل قراءة الصورة كاملة ... وهذا هو تطبيق معنى كلمة العقل هنا ... وهو مدخلنا للحديث عن مصطلح (القراءة) .

    وأما النوع الثاني (الرأي) : فالأمر أسهل (كما أعتقد) ... وذلك بعرض الرأي على ما لدينا من أصول علمية (إذا كنا قد قرأنا فيها ما يكفي ... أو بالرجوع إلى أهل العلم الثقات في الأمر) . وكم من آراء ألبسها أهلها لباس الحق وتناولها الإعلام على أنها حقائق لا شك فيها ثم ما لبثنا أن تقرر لنا كذبها وخطأ ما حوته من دلائل ومعاني ؟!
    يبقى بعد هذا أن لا أنشر أو أشارك أو أقول إلا ما أعتقد يقينا أنه سينفع ولن يضر .

    لافتات مهمة :

    اللافتة الأولى : علينا بحق الله أولا ثم بحق أنفسنا ثم بحق الأقربين ... ثم بحق الأمة . وهنا أشير إلى أهمية أن لا نقع في فخ المبالغة في متابعة الأخبار للدرجة التي تشل من قيامنا بحقوق أولى ... ولا تعني كلماتي هذه أنني أقلل من شأن متابعة هم الأمة ... سيما لأولئك الذين هم في (قلب الحدث) ... ولكن : سددوا وقاربوا ... وعلينا بـــ فقه الأولويات .

    اللافتة الثانية : لا قداسة لأي وسيلة إعلامية ولا استثناء لأي منها مما سبق عرضه أعلاه . وهذا قول فصل لا أستثني منه إلا وسائل إعلامية قليلة تبث القرآن أو الحديث الصحيح أو صور الطبيعة (من مصادرها) أو ما شابه ذلك .

    اللافتة الثالثة : تكرار الشيء لا يعني صحة دلالته أو ما يحمله من معنى ، مهما تكرر ، حتى لو وصل إلى حد الملل . وهنا أحذر من الوقوع في فخ (الرصاصة التي لا تصيب تخدش أو تدوش) . مثال : تكرار لفظ (مدني) كنقيض لـــ (ديني) لا يعني صحة هذه المقابلة على إطلاقها ! مثال : تكرار لفظ (إسلامي) في مقابل (تنويري) ! مثال : تكرار لفظ (فن) كدلالة خاصة على (التمثيل والرقص والغناء) ! مثال : تكرار لفظ (سلفي) كدلالة على (الرجعية والتخلف والمشادة في الدين) ! تكرار لفظ (ديمقراطية) كدلالة على (حرية الرأي والعدالة) ! وغير ذلك من أمثلة . (أرجو هنا أن تضعوا ما ترونه يندرج تحت هذا التصنيف) .

    اللافتة الرابعة : علينا أن لا ننصب أنفسنا محامين أو مدافعين عن أمر ما أو فكرة ما أو توجه ما قبل أن نعتقد يقينا بما نتكلم به أو ما نقرره أو ما نحكم به على الأشياء . يعلمنا أهل أصول الفقه : ((الحكم على الشيء فرع عن تصوره)) ، فعلينا أولا أن نتمكن من تصور الأمر قبل تقرير موقفنا منه .

    اللافتة الخامسة : البناء أولا ... البناء أولا ... البناء أولا . وأعني هنا أنني علي أن أتجنب الخوض في كل ما من شأنه أن يهدم ولا يبني ... إلا إذا كان المقصود بالهدم هنا هو الهدم الذي يسبق البناء بالضرورة (أي أن البناء لن يكون إلا به) . ولا يكون هذا إلا مع مراعاة فقه الأولويات الذي أشرت إليه في اللافتة الرابعة (فلا داعي مثلا للخوض في أمر الاقتصاد وأنا أعاني من أمر التعليم ، ولا داعي للخوض في أمر محاكمات الفاسدين وأنا أواجه فسادا متنوعا في مكان عملي ... وهكذا) .

    بصرنا الله وإياكم بالحق ونفع بنا وبكم ... اللهم آمين .
    والسلام .
    عبدالرحمن ذاكر الهاشمي
    طبيب واستشاري العلاج النفسي والتربوي
    الثلاثاء 24/5/2011 للميلاد




الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...