السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد،
فإنني وجدت نفسي حائراً حين عزمت على كتابة الموضوع. فما أن تعلو أصابعي لوحة المفاتيح حتى تأسرني عاطفة الحب، عاطفة الولاء، عاطفة الشوق لرجال (صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)


على الشمال: أمير إمارة القوقاز الإسلامية أدام الله عزها أضيف على لائحة الأمريكية للإرهابيين المطلوبين ولائحة الهيئة الكافرة (الأمم المتحدة) ولله الحمد والمنة.



على الشمال: الشهيد العالم المجاهد "سفيان عبد الله ييف"، استشهد يوم 28 آذار مارس 2011 بعد 17 عاما من الجهاد والرباط في سبيل الله.


القوقاز، تلك القضية المنسية... حتى إن المرء إذا سأل أحد أبناء هذه الأمة عن "أنغوشيا" أو "كباردينو بلكاريا" فسيظن أنه يتحدث عن مواد تنظيف أو نوع من الشكولاطة أو ربما أحد أفلام هوليود !!
لكنها... ليست بأفلام هوليوود!! بل قضية القوقاز حقيقة وواقع مغيّب تغييباً ممنهجاً.
فهنا نتذكر القضية ونمد أواصر الولاء والنصرة مع إخوان لنا قد أحاط بهم العدو وسامهم ألوان الخسف.



هنا أدعو كل من لديه خبر، تسجيل، صورة، تصميم، بيان، نشرة، مقال، دعاء... للمشاركة به كي لا تُنسى القضية ولا يُخذل إخواننا أكثر!!

الآن قد تسألون عما يجري في ربوع التوحيد والجهاد تلك؟
الجواب: يوجد في أرض القوقاز غزاة صليبيون ملاحدة، بدلوا الدين وسفكوا الدماء وانتهكوا الحرمات ودنسوا المقدسات وأهلكوا الحرث والنسل. ويوجد أيضاً مسلمون موحدون آمنوا بالله وحده وكفروا بكل ما يُعبد سواه، رفعوا راية توحيد صافية وموحدة يبذبون تحتها عن دين الله في الأرض ويحفظون بها بيضة المسلمين المستضعفين. إنهم رجال إمارة القوقاز الإسلامية (أنغوشيا، داغستان، أوسيتيا، شركستان، الشيشان وكباردينو بلكاريا) لكن للأسف خذلهم المسلمين ولم نعد نسمع من يذكر الناس بهم إلا من رحم ربي رغم أن هموم غيرهم من المسلمين حاضرة لا تغيب في كلامهم ونشراتهم وتسجيلاتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هناك، في أرض القوقاز، تدور رحى حربٍ ضروس الآن. معارك كل يوم، شهداء كل يوم وانتصارات كل يوم، فأين أنت؟ ماذا قدمت للقضية؟


أسوق هنا فتوى للشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله بشأن هذه القضية:

فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
ما حكم القتال مع إخواننا في الشيشان، وما واجب المسلمين تجاههم؟

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين.

أما بعد:

فقبل الجواب عن السؤال، لا بد من ذكر لمحة قصيرة تبين مكانة الجهاد في الإسلام وفضله؛

فأقول: الجهاد ركن من أركان الإسلام وأصل من أصوله، لا يستقيم الدين ولا يأمن المسلمون من كيد أعدائهم إلا بإقامته، وما استولى المسلمون على مشارق الأرض ومغاربها في عصر مضى إلا بالجهاد، علما أن الجهاد من

أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، يقول الله عز وجل: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص}.

والجهاد كما أنه سبب لمحبة الله، فهو سبب لغفران الذنوب ودخول الجنة، قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير

لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم}.

فأي عمل أفضل من عمل يكون سببا لحب الله تعالى ورسوله وغفران الذنوب ودخول الجنة.

ولو لم يرد في فضل الجهاد والترغيب فيه إلا قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب)، لكفى.

وما ترك قوم الجهاد إلا أصيبوا بالذل والهوان حتى يراجعوا دينهم ويقيموا الجهاد.

قال عليه الصلاة والسلام: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا لاينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم).

أما الجواب عن السؤال، فالسؤال ذو شقين.

الشق الأول ؛ عن حكم الجهاد مع إخواننا في الشيشان:

فأقول: القتال مع إخواننا في الشيشان واجب وجوبا عينيا على كل قادر عليه حتى يوجد من يكفي لمقاومة الأعداء، فإذا تحقق ذلك؛ أصبح الجهاد معهم فرض كفاية.

الشق الثاني؛ عن واجب المسلمين تجاههم:

فالإسلام يوجب على أهله الاهتمام بإخوانهم والحرص على دفع الشر عنهم وموالاتهم ونصرتهم، قال سبحانه وتعالى: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر}.

وقال عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

وقال عليه الصلاة والسلام: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)، ثم شبك بين أصابعه.

فإذا عرفت هذه النصوص التي قدمناها من حثه سبحانه وتعالى على الجهاد وترغيب الرسول صلى الله عليه وسلم فيه، وكان ما يلاقيه إخواننا في تلك البلاد من قتل وتشريد وهتك للأعراض ونكبات وإذلال لهم غير خاف عليك؛

أدركت أن واجب المسلمين - حكاما وحكومات وشعوبا - هو شد أزر أولئك المجاهدين ونصرتهم وإعانتهم ورفع الضر عنهم بكل ما أوتوا من قوة، وإذا تخلى المسلمون عن نصرة إخوانهم المجاهدين؛ فسيضطر المجاهدون إلى طلب العون من أعدائهم - كالهيئات الدولية الكافرة والبعثات التنصيرية الحاقدة كالصليب الأحمر وغيره -

والنصرة والإغاثة؛ تكون بالنفس وبالمال وباللسان.

فأما الجهاد بالنفس؛ فهو بمباشرة القتال للقادر - عليه كما أسلفنا - والانضمام إلى صفوف المجاهدين.

وأما الجهاد بالمال؛ فهو لا تقل أهميته على الجهاد بالنفس، بل هو متوقف عليه، فإن توفر المال لدى المجاهدين يمكنهم من تأمين احتياجاتهم مما تتطلبه حالة الحرب من عدة وسلاح وذخيرة وغير ذلك، كما أن المجاهدين في حاجة ماسة إلى المال في مجالات أخرى، كعلاج الجرحى وتأمين الطعام والشراب والكساء والغطاء وغير ذلك من متطلبات الحياة التي تفرضها عليهم حالة الحرب، لاسيما في تلك البلدان الشديدة البرودة.

ولأهمية الجهاد بالمال حث الله سبحانه وتعالى عليه في كتابه العزيز وقدمه بالذكر على الجهاد بالنفس كقوله تعالى: {تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم}، وقال أيضا: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض}، وقال أيضا: {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم}.

وقال عليه الصلاة والسلام: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم).

إلى آخر النصوص الدالة على تقديم الجهاد بالمال على النفس.

أما الجهاد باللسان؛ فيشمل أمورا كثيرة، منها ما يتعلق بالخطابة والإعلام مما يتضمن شرح أحوال المجاهدين وإيضاح ما يحصل لهم من انتصارات على العدو وبيان شراسته وفظاعة ما يلاقيه إخواننا من هجمات حاقدة تستهدف القضاء عليهم وحرق بلادهم وتشريد شعبهم، وتوضيح ما تتناقله أيضا وسائل الإعلام الكافرة من أخبار مزيفة لا تمت إلى الحقيقة بصلة.

ومن مجالات الجهاد باللسان أيضا؛ الدعاء للمجاهدين بالنصر والتأييد وإعلاء كلمة الله التي يقاتلون من أجلها، وكذلك على أعدائهم بالهزيمة والخذلان والتدمير.

وإن مما يؤسف له؛ أن بعض الجهات الإسلامية تحاول منع من يريد الذهاب إلى تلك الجبهات الساخنة من شباب الأمة المتعطش للجهاد ونصرة إخوانهم المجاهدين، فتضع العراقيل في طريق وصولهم، وربما يقبض على من

يحاول الوصول إلى هناك ويودع في السجون، لا لشيء إلا لأنه يريد أن يقاتل في سبيل الله، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

نسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعلي كلمته إنه على كل شئ قدير.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أملاه فضيلة الشيخ؛ حمود بن عقلاء الشعيبي
بريدة، 2/8/1420 هـ

ويقول الشيخ أيضاً: "القنوت له مقاصد عظيمة كثيرة يختلف عن مجرد الدعاء لهم في السجود أو الخطب أو غيرها، حيث إن من أهدافه ومقاصده المشاركة المعنوية وحفز الهمم والاهتمام بالمسلمين وإظهار التعاطف والتعاون، ويتقوى بذلك المجاهدون وهذا مشاهد وملموس وسمعناه كثيرًا من المجاهدين أنه يفرحون بدعاء إخوانهم المسلمين إذا كان علنًا في القنوت بل إنهم دائمًا يطالبون بذلك".


ويقول أحد علماء المجاهدين
"
فالإمارة في القوقاز إن مكن الله لها صارت حصارا للرافضة وسدا في وجه نشرهم للتشيع في الجمهوريات السوفيتية السابقة ، والإمارة باب إلى أوروبا الشرقيّة بإذن الله و الإمارة في القوقاز هي إحدى مدارس التوحيد والجهاد ، فياويلنا ثم ياويلنا من عذاب الله وسخطه إن نحن خذلناها وتركناها وفرطنا في دعمها ونصرتها ..
أسأل الله تعالى أن يوحّد كلمة المجاهدين وأن يرصّ صفوفهم وأن يحفظ أميرهم وأن يعز إمارتهم ويرفع رايتهم وينصر مجاهديهم ، وأن يكبت عدوهم ويجعل تدبيره في تدميره وأن يرد كيده في نحره .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين."

اللهم انصر إخواننا المجاهدين في القوقاز وثبتهم على الحق المبين وأعلِ رايتهم ووحّد صفهم وسدد رميهم واكبت عدوهم، ومكن لهم في الأرض يعبدونك لا يشركون بك شيئا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته