بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام أخواتي الكريمات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأنا أتصفح هذا القسم المميز "قلم الأعضاء" فكرت أن أقدم محاولة لمشاركتكم ابداعاتكم واسمع آرائكم وتعليقاتكم وأول ما تبادر إلى ذهني وما يشغلني منذ شهور هو ما تمر به بلدي مصر -clab0" class="inlineimg" /> من ثورة وكنت شاهداً عليها وكم سعدت أنني كنتُ شاهداً عليها وأنا في كامل وعيي وشبابي حتى إن قدر الله أحكيها لأولادي وأحفادي
وبما أنكم أولادي وأحفادي دعوني أروي لكم
دعوني أبدء بهذا .. كيف قامت ثورة مصر؟!
الإجابة ببساطة شديدة .. قامت بتدبير من الله .. لقد اندهشت من اندهاشي.. لقد كانت دهشتي بسبب أنني لم أتوقع أن يسقط رئيس وأتباعه حكموا البلاد 30 عاماً بالحديد والنار في 18 يوماً .. فقد بدء الأمر سريعاً جداً ومفاجئاً .. ولكن لم الاندهاش؟ هذه سنة الله في كونه: "يعز من يشاء ويذل من يشاء" و "له الملك" و "له الحكم والأمر" .. لقد نسيت للأسف هذا الأمر وبدأت في تحليل الأسباب والمسببات والنتائج ...
لقد نسى هؤلاء الحكام الطغاة أن لله الأمر من قبل ومن بعد .. ونسينا أو غفل معظمنا عن قدرة الله على إزالة هؤلاء الطغاة واستسلمنا للأمر الواقع
::: تأملات فيما حدث منذ البداية :::
من المعروف أن المظاهرات لدينا في مصر لا يقوم بها إلا فئات معينة من المجتمع ومعروفٌ بالضرورة أن أكثرها تنظيماً وعدداً تكون المظاهرات التي يتم تنظيمها من قِبل الإخوان (المحظورة في عهد النظام السابق) أو التي يشاركون فيها .. فأنا أتذكر قيامهم بمظاهرات شديدة جداً أيام الحرب الأخيرة على غزة .. وموقف الإخوان المسلمين يقول أنهم يؤمنون بالإصلاح التدريجي وليس بالصدام مع أي نظام .. فكان موقفهم الرسمي منذ البداية أنهم لن يشاركوا بشكل رسمي وفعال يوم 25 يناير وإنما بعض أفراد الجماعة ينزلون بشكل فردي وخصوصاً الشباب .. وكانت بدايات الثورة معظمها حركات شبابية وتمت الدعوة والتنسيق عبر الفيس بوك .. ونزل الشباب إلى الشوارع والتف حولهم شبابٌ آخرون وبعض الناس وحدثت مشادات بينهم والشرطة وخاصة في السويس التي كان بها شهداء ومشادات خطيرة بين الشرطة والمتظاهرين ألهمت المواطنين في محافظات مصر الأخرى وخصوصاً القاهرة .. ومن مزايا هذا أن النظام لم يستطع أن يقول بوضوح أن من نزل إلى الشارع هم الإخوان .. وفي نفس الوقت التف الشعب حول الشباب وحتى لا يُقال أنها ثورة إخوان ... أعلن الإخوان يوم الخميس مشاركتهم رسمياً وبعض الأحزاب الأخرى في مظاهرات يوم الجمعة 28 يناير مما تسبب في اعتقال قيادات وكوادر في صفوف الاخوان والمعارضة .. عموماً أنا كنت قد قررت النزول يومها .. استيقظت باكراً أنظر على قناة الجزيرة فوجدت أنه تم حجبها فقلت أتصفح الإنترنت فلم استطع أيضاً لأنه تم قطع الإنترنت.. فصليت الجمعة ثم انطلقت نحو المسجد المشهور بالمظاهرات عندنا في المدينة ورأيت أنهم انطلقوا في مسيرة فلحقت بهم وكنا ونحن يسير الناس تنضم إلينا وتجد أساتذة الجامعات متواجدين والأطباء والمهندسين والعمال والفلاحين وتجد في المسيرة من يحفز الناس على الانضمام وكانت أشهر الشعارات في هذا اليوم:
"الشعب يريد إسقاط النظام"
"مش هنخاف مش هنطاطي .. احنا كرهنا الصوت الواطي"
"يا جمال قول لأبوك الشعب المصري بيكرهوك"
"حسنى مبارك ... باااااطل ... سوزان مبارك ... باااااااطل .... جمال مبارك .... بااااااطل ... صفوت الشريف ... بااااااطل ... حبيب العادلي ... بااااااطل ... الحزب الوطني ... باااااااااطل"
" يا حرية فينك فينك .. أمن الدولة بينا وبينك"
"ثورة ثورة حتى النصر .. ثورة في كل شوارع مصر"
"انزل شارك مش هتموت .. قبل الفرصة دي ما تفوت"
"ارفع صوتك زي الناس .. احنا كرهنا الظلم خلاص"
"اصحوا وفوقوا يا مصريين .. مش هنقول للظلم آمين"
" يا أبو دبورة ونسر وكاب .. احنا اخواتك مش إرهاب"
"يا أهالينا يا أهالينا .. ضموا علينا ضموا علينا"
"بن علي بيناديك فندق جدة مستنيك "
آخر طلعة جوية .. لازم تكون ع السعودية"
"يا مبارك .. يا مبارك .. السعودية في انتظارك"
"السعودية خسارة فيك .. تل أبيب أولى بيك"
"سلمية .. سلمية .. سلمية"
تم حرق مقر الحزب الوطني يومها عندنا وفي معظم أنحاء الجمهورية وتم منع الناس من اقتحامها وسرقتها من قبل لجنة النظام .. وانتهت المسيرة عند مقر المحافظة لدينا وكان مكان تجمع معظم المساجد .. وبعدها صار عددنا كبيراً جداً وكان الأمن المركزي بيننا وكنا نحدثهم ويحدثونا وكان الناس من النوافذ يقومون بإنزال زجاجات المياه من النوافذ .. وحاول بعض المتظاهرين التعدي على الشرطة وتكسير العربة وتسلق بعضهم على العربة المصفحة فما كان من جموع المتظاهرين إلا أن رددت سلمية سلمية وقامت بقذفه بزجاجات الماء البلاستيك الفارفة قائلين انزل انزل ... وفي حركة طريفة قام أحد المتظاهرين برفه لواء شرطة دون أن يشعر وقال الشعب والشرطة إيد واحدة .. ولكن سرعان ما نزل اللواء .. ومع غروب الشمس انسحبت الشرطة من بيننا وتجمعت وبدأت في قذف القنابل المسيلة للدموع منتهية الصلاحية علينا .. فجرى النساء وتصدى الرجال لهذه القنابل وقاموا بمسكها وإعادة قذفها على الشرطة وقام بعض المتظاهرين بإلقاء الطوب على الشرطة .. وحاول البعض الاعتداء على البنوك التي كانت في حيز المحافظة حينها .. فكان المتظاهرين يمسكوه ويقولوا هذه نقودنا .. ماذا تفعل؟ .. ثم انتهى أمر هذا اليوم وذهب كلٌ إلى بيته ..
اكتفي بهذا القدر اليوم .. وأتمنى أن تشاركوني آرائكم وتعليقاتكم المميزة ونلتقي على خير إن شاء الله
المفضلات