بسم الله الرحمن الرحيم

الإسلام


عندما أقول دين السعادة، ستقول بالتأكيد الإسلام، عندما أقول دين ولا أروع، ستقول الإسلام، عندما أقول دين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ستقول الإسلام، لكن عندما أقول دين نعتز به ستقول الإسلام، وعندما أقول أيضا دين نتمنى الموت عليه، ستقول الإسلام، فكيف نعتز بدين لا نحافظ عليه، وكيف نتمنى الموت على دين لم نطبقه حقا.


أصبت بسل الطاعة، وصداع الاستجابة، وسرطان المتابعة، وإيدز المعصية ،وطاعون الانقياد، وفي الأخير بموت الإسلام.


عندما تُمدح في صلاتك، ويُثنى عليك في صيامك، بدون أي نصائح، فاعلم بأن هذا كل ما يرجون منك، فلم لا تستحي وتقول لدي المزيد، هل رأيت قائم ليل يثنون على محافظته على الفريضة، لأن هناك ما يرجى منه أكثر، كالغني لا يرجى منه ريال، أما الفقير فيقبل منه وبسرور، فأيهما أنت ؟ وقل ربي سأريك المزيد.


لن أقول ديننا دين مصلحة، وغيرنا تبرك ومكرمة، ولن أقول ديننا دين نظافة، وغيرنا انحطاط أخلاق وطاعة، ولن أقول ديننا دين صلة وبر، وغيرنا بعيد عن الصبر، والطرب حتى الفجر، ولن أقول ديننا دين حماية أعراض و أبدان وفلوس، وغيرنا يهدون الأخماس والجموس، ولن أقول ديننا دين حب وعدم خيانة، وغيرنا كره ومتعة وجناية، لأنكم تعرفون ذلك.


ولكن هل تعتز بإسلامك، إن قلت نعم، فأين المحافظة على تعاليمه، إن قلنا نعم فأين عدم التفريط به، أين صلواته وزكواته، أين المتابعة والانقياد، والبعد عن الإرهاب والإلحاد، أين الطاعة للولي، وفي الأمر الواضح الجلي، أين البر والإحسان، وطاعة الرحمن، أين الطاعة للرب، والكره فيه والحب، أين الصوم والصدقة، ومصاحبة الأوفياء البررة، أين المراقبة والإيثار، والبعد عن الفجار، أين العدل والأمانة، والرفق بالحيوان والحمامة، أين هذا كله، والعمل به جله، بماذا نعتز!!.


هل رأيت من يعنز بصندوق كنز فارغ، أو ملأه بحجارة ليكون ثقيلا، فهذا كمن يعتز بإسلام فارغ، أو أثقله بغيره ليعلم الناس ثقله، هل رأيت من يعتز بألماسة لكنها حجارة، فذلك كمن يعتز بإسلام أفقده جوهرة وبريقه، فأصبح بعد أن كان يبرق ويتلألأ إلى حجارة مصمتة، سوداء داكنة.


إذا لنعتز بصندوق كنز ممتلئ، وألماسة براقة، باختصار بإسلام له ثقل ووطأه، وبريق ولمعة، بامتثاله حقا، والقيام بأوامره جلا، وإلا فلتعتز بحجارة، وستكون دليل الخرق والحماقة..


بقلمي: الدافور.

أتمنى النقد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.