بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حسنٌ يا آل القلم، كيف حالكم =)
تحية من مشرفةٍ مقصرة في حقكم.. وحق نفسي من قبلكم..
فأكاد أنفض الغبار المتراكم عن قلمي الواهن بينَ الحين والآخر.. لأجد نفسي عاجزةً عن التعبير عمّا في الخبء من مشاعر.. ولكن
لا بأس.. فما زال بإمكاننا أن نتفلسف قليلًا.. ما المانع؟
إن اجتمع لدينا عامل توفر الوقت، والفضاوة التامة، وكوبٌ من الشاي الأخضر، وبرودة في الجو..
فبالتأكيد ستنتفض المشاعر الفلسفية في الأعماق.. لتنسكب أمامكم أعانكم الله
عمومًا مَنْ لا مزاج له للفلسفة والمتفلسفين كثيري الكلام بلا طائل فليصعد لأعلى الموضوع وليضغط زر التراجع حتى لا يُصاب بالصداع..
ومَنْ لديه القوة والإرادة لمعرفة ما تُريد هذه المُخرّفة أمامكم.. فحي هلا لقد وصل .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
::::
انتهينا من المقدمة الطلليلة، ولنبدأ بالعرض إن شاء الله
تحليل شخصيتك، اعرف شخصيتك، اعرف نفسك.. إلى آخره من المواضيع الساخنة التي تستهوينا..
والتي ندخلُ لقرائتها بهلعٍ لنعرف مَنْ نحنُ من بينهم، ولنُطربَ آذاننا بكمٍ من المديح نوهم أنفسنا أنّه موجودٌ فينا..
ولنُلبس أنفسنا عباءةً لم تتم خياطتها من أجلنا..
وكله لماذا؟
لأنه صدف أن يكون لون أعيننا أزرقًا فكما كُتبَ في هذا المقال أصحاب هذا اللون يمتازون بالشخصية القوية، والهدوء، والعلاقات الاجتماعية الناحجة.. و .. و ..
أوووه هذا أنا، كـــم أصابوا في التحليل، نعم تمامًا.. - بقيَ سطران من التحليل -
بالمناسبة، زرقاووا الأعين بالعادة بخلاء
اوووه هذا ليس أنا بالتأكيد.. لم يُصيبوا في هذه.. - نُغلق صفحة التحليل، ونحفظُ العبارات الفخمة عن شخصيتنا -
نقرأُ ما نُريده من التحاليل الكثيرة والمثيرة ونُبقي منه ما يُسعدنا.. وأما الذمُّ فيذهبُ مع الزبدِ جُفاءً..
::::
تتعدد هذه التحاليل.. لدرجة أنّك قد تقرأ تحليلين متناقضين لذات العنوان.. فتحارُ أيّهما تنسبُ لنفسك.. وأيهما تتهمه بالصدق .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
* سواء أكان التحليل من أشخاصٍ يدّعون الخبرة.. والتفوق في مجال علم النفس..
* أو من آخرين يحاولون التذاكي أمامنا بحجة أنّهم تمكنوا من معرفتنا حقّ المعرفة لدرجة أن يمتلكوا الجرأة الكافية ليتحدثوا عن أنفسنا وكأنهم نحن.. وبثقة يهزون رؤسهم على أنّهم أصابوا في كل كلمةٍ قالوها.. وإن عارضناهم قالوا: "أنا أعرفك أكثر من نفسك"..
انتظر يا أنت.. "حتى أنا أحيانًا أكادُ لا أعرفُني!!"
* أو أنه من اللذين كذبوا ولو صدقوا..
النجوم والفلك والتنجيم.. وحظك اليوم.. وبرجك لهذا الصباح..
حتى أصبح علمًا يُدرس xDDDD
فتملأ هذه الخزعبلات صفحات الجرائد والمجلات.. أو مهلًا..
أذكرُ أني كنتُ أسمعها مرغمةً على الراديو الصباحي.. فأقوم بالتسبيح والتهليل لأُشغلَ نفسي عن مقولتهم حين كان سائق الباص يطربنا بها كل صباحٍ أثناء توجهنا للجامعة..
مثال:
" يمتاز مواليد شهر إبريل بأنّه نشيط وحركي، حاسم ويشعر بالكره بسهوله لكنه يميل للندم بعد ذلك، ينجذب لنفسه ويحن عليها، ذو عقليه متقده
ديبلوماسي، مواسي، يحب الصداقات وحل مشاكل الآخرين، شجاع ومقدام، مغامر
محب ومهتم، لطيف وكريم..." والقائمة تطـــــول!
ولكن مهلًا..
أنا و والدي من مواليد ذات الشهر.. وشتااااان شتااااان بيننا..!
ومهلًا.. أعرفُ توأمًا لا يُشبه أحدهما الآخر بالرغم من أنّهما من ذات الشهر، وذات البرج، ولهما ذات لون العينين، وذات حجم القدمين..
يتشابهان، بل يتطابقان في كل شي
ولكن.. لكلٍ شخصية مغايرة كليًا عن الآخر.. حتى تشك في كونهما حُملا في ذات البطن تسعة أشهر.. كيف اتسع لهما ذلك المكان الضيق معًا؟
هنا أنتهي لمعلومة قديمة بالنسبة لمعظمكم..
كذب المنجمون ولو صدقوا..
و أيضًا.. قراءة تلك الخزعبلات تمنع صلاتنا من أن تُرفع لأربعين يومًا.. فهل تستحق هذا؟؟ قطعًا لا
::::
قد تقولون أنّ هذه التحاليل قد تأتي من دراسات واستبيانات على العديد من الأشخاص وأنّه تمّ التوصل لها بالدراسة والمعرفة وغيره..
ولكني حينَ فكرتُ بالأمر.. قلتُ في نفسي..
كلُّ شيءٍ يميلُ للتغيير..
فمزاجي في الصباح يكون مغايرًا لما هو عليه في المساء..
وأنا اليوم مختلفة عن الأمس وغدًا..
تتغيّر ألواننا المفضلة.. فنكاد نعشقُ الألوان أجمعها في الحياة..
وتختلف أذواقنا في الطعام.. فربما نحبُّ طعامًا كان بالنسبة لنا مصيبةً في الماضي
وقد نصبح أشخاصًا مغايرين بشكل كاملٍ لما كُنّا عليه سابقًا..
وهنا أنا لا أتحدث عن أصل الأشياء فلا أستطيع أن أقرر ما إن كنتُ في الأصل هادئةً أم عصبية.. كريمةً أم بخيلة.. وفيةً أم خائنة..
الوقت كفيلٌ بكل شيء..
فإن لم تبكوا فتباكَوْا..
وتجمّلوا حتى وإن لم تكونوا كذلك.. فيومًا ما ستصبحون أفضل..
كل شيء يتغير.. ما بينَ رفةٍ عين وإطباقها..
لذا فلنلقي بكل تلك التخاريف جانبًا.. ولنكن نحن..
كما نحن.. لنحبّ أنفسنا على ما هي عليه..
ولا بأس من الطموح للأفضل.. والرغبة بالمزيد.. ما المانع =)
لا شي ^^
::::
آه..
قد يأتي البعض ليقول لي.. هذه التحاليل لها أصلٌ علمي، وأنها قد تستخدم أحيانًا في عالم الجريمة لمعرفة شخصية المجرم وما الذي يُفكر فيه من أجل التنبؤ بخطوته القادمة..
وغالبًا ما يتمُّ النظر لماضيه وبالأخص طفولته ظنًا منهم أنهم سيجدون طرف خيطٍ يقودهم للحقيقة أو للدافع كما يقولون..
بالفعل..
بعض المواقف في الطفوله تنغرس عميقًا في أفئدتنا.. وتلوح أمام نواظرنا مهما بلغنا من العمر..
ويكون لها من الأثر البالغ ما نعلمه وما لا نعلمه..
ولكن..
أحيانًا ببساطة لا يُمكننا التنبؤ بشيء..
قد تقودنا لحظاتٌ من الجنون فنرتكبُ حماقة لا أنا ولا "الجني الأزرق" كان يحلمُ بأن أفعلها..
وكلنا نمتلك القليل من جينات الجنون تلك..
فالحياةٌ إذًا مزيجٌ من الواقع، المنطق، ولحظات الجنون
يحكمنا شرعٌ فيهذبها جميعًا.. وتربية صحيحة تجعلها تمتزج بشكلٍ سليم..
::::
يكفي إذًا
دُمتم بشخصيات مستقرة.. بعيدةً عن الصخب .. والتحليل .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />.gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />
بالمناسبة، لم أستطع التفلسف في تنسيق الموضوع، فكفاكم الجرعة الموجودة فيه xD
اعذروا صاحبتكم لهذا التخريف P:
دمتم جميعًا على خير
المفضلات