*^* الفتى والرجل والعجوز *^*

[mariem_wahdan]

كنت جالس على الكرسي امام الحاسب الآلى كما هو المعتاد
الساعه الثانيه بعد منتصف الليل
قمت من على الكرسي واشعر ان عظامى متوقفه فانا جالس هكذا منذ مدة
ذهبت للسرير تمددت عليه واغلقت عيناى

... افتح عيناى ببطء ..
فاذا بي فى سيارة على مقعد السائق
" مـ.. ماذا اين انا سيارة من هذة "
امامى طريقان
لا يوجد اى شخض او شئ امامى
خرجت من السياره انظر حولى حتى رأيته
يجلس على كرسي يشرب الشاى
وجهه يشع نورا
جلست الى جانبه وسألته
" عفوا سيدي هل تعرف اى طريق يجب ان اسلك من هذان الطريقان "
اجابنى بهدوء وهو يرتشف القليل من الشاي " اخبرنى انت "
ما بال هذا العجوز الغريب
اجبته " عفوا "
" الطريق الاول صعب والطريق الثانى سهل وجميل "
هاه يبدو انه لن يفيدني بشئ
كنت على وشك القيام والعوده لتلك السياره والذهاب لاى طريق منهما وليكن ما يكن
ولكن استوقفنى صوته وهو يقول
" اسمعنى بنى
فى سنك هذا ستختار اى طريق تذهب اليه
السياره هي حياتك التى انت تعيشها انت من يقود وليس اى شخص غيرك
وعلى حسب الطريق الذى سيتسير فيه بسيارتك ستكون نهايتك "
هممت بالتعليق ولكنه اسكتنى باشاره من يده واكمل
" اذا اخترت الطريق الاول
سيكون الله معك ورفيقك وهو خير رفيق
ستجد الطريق صعبا جدا
امامك الترف وكل ما يجعلك سعيدا بدنياك
لكن ان صبرت
فالله مع الصابرين وان لم تصبر وانحرفت للطريق الثانى
الطريق الذى يكون الشيطان رفيقك فيه
واصدقاء السوء
الطريق الذى به نعيم الدنيا
ستجد نفسك وصلت لهلاك الاخره
مامن طريق جانبى بامكانه انقاذك
الان بنى
هل ستختار الطريق الاول حيث تتحمل الصعاب
وترك العادات التى تقوم بها وتفعل كل ما بوسعك لترضي ربك
ام ستختار التانى لترضي شهواتك وتجعل الشيطان سعيدا بأنه اخذك فى طريقه
بنى لا تسمع للشيطان انه عدوك يريد لك الشر يريد لك الهلاك
يريدك ان تذهب الى النيران بدل من النعيم والجنان
انت من يقرر اي طريق ستختار واى رفيق ستختار
استرافق حبيبك ام عدوك "
اظلم المكان وظلت اخر جمله له تتردد فى كل مكان
انا وحدى موجود .. كل شئ حولى بلون السواد
دائرة من النور ظهرت اقترب منها
واسمع صوت
صوت عذب جميل
انا اعرف هذا الصوت اخذت اقترب واقترب

فتحت عيناى ونظرت حولى
هذه غرفتى انا على سريري
وهذا الصوت انه صوت الشيخ انه اذآن الفجر
ظللت مكانى لم اتحرك مدة دقيقه احاول استيعاب الامر
دفعت الغطاء بعيدا واسرعت اتوضأ
ارتديت ما يلزمنى من ملابس وخرجت من غرفتى
رآنى والدى وسألنى
" اهناك حفله لأصدقائك فى هذا الوقت ثم .. أستذهب بهذة الملابس "
اقتربت امسكت يديه وقبلتها
" ابى العزيز انا ذاهب لصلاة الفجر فى المسجد "
لن انسي وجه ابى فى تلك اللحظه ابدا
فلم اره ذاهلا هكذا من قبل مطلقا
" سنتحدث فيما بعد ابي هكذا سأتأخر "
قلتها وفتحت باب المنزل وخرجت
نزلت السلالم .. لم تكن تلك المره الاولى التى انزل فيها بهذا الوقت
ولكنها كانت اول مره انزل لصلاة الفجر

ذلك الشعور
يا الهى ما اجمله
حينما تكون بين ايدي الله
جربته من قبل منذ وقت طويل ولكن لم احاول ان اصلي من وقتها
لكن بإذن الله هذه المره لن تكون الاخيره
عدت للمنزل وجدت ابي قد صلي وظل بانتظارى
" اعرف سبب انتظارك لي لا بأس ابي سأخبرك بما مر بي وجعلنى اختار الطريق الصحيح .."
فى اليوم التالى
كنت مع اصدقائي نلعب كرة القدم
أذن اذآن العصر فتوقفت عن اللعب
وخرجت من الملعب
سألنى احد اصدقائي " ماذا بك يا فتى الى اين انت ذاهب "
" الم تسمع الاذآن انا ذاهب لأصلي العصر "
نظر الجميع الى بتعجب " تصلي .. منذ متى وانت تصلي هيا تعال لنكمل اللعب يا فتى "
" بامكاننا ان نكمل اللعب بعد الصلاه هيا تعالو نصلي جماعه "
ظلت ملامح الدهشه مرتسمه على وجوه اصدقائي
ولكن آتوا فى النهايه
ذهبنا للمسجد وصلينا
وجدتهم على وشك المغادرة قلت لهم انتظروا
قال احدهم " ماذا ايضا ؟؟ هل سنظل هنا حتى المغرب "
ابتسمت وقلت لهم " لا ولكن هناك شئ هام جدا اريد ان اقوله لكم .. اجلسوا "
جلسوا " حسنا ماذا تريد الان .. قبل اى شئ هل لك ان تخبرنا ما الذى اصابك "
" لم يحدث شئ انا فقط اخترت الطريق الاول
هه .. سأقص عليكم قصة الفتى والرجل العجوز .. "

انت يا قارئ السطور
اى طريق كنت تتبع واى طريق سوف تتبع
فى الدنيا الكثير من الاشياء مغريه ويحليها الشيطان فى عيناك
ولكن عندما تقدم على فعل شيئا فكر اولا
ما الذى سيترتب على هذا
ماذا لو انتهت حياتك وانت تفعل شيئا يغضب ربك
لا تقل انا صغير والحياه امامى طويله
كم من اناس قالوا هذا وانتهت حياتهم فى ثوان
الله هو من يقرر متى تتنتهى حياتك
عندما تريد ان تفعل المعصيه فكر فى عقابك
سيسير كل منا على طريق اسفله نيران
يحمل معاصيه على ظهره
لو ان معاصيك كثيره فستسقط
واذا كنت مطيع لربك فسوف تمر بسلام وتصل لجنتك
ايها المسلمون
فلنترك ترف الدنيا ولنجعل كل همنا رضاء ربنا
لنمر بسياراتنا من الطريق الاول

كم من شاب يرفع صوته على امه ويعتقد انه هكذا يصير رجلا
كم من فتاة عندما تكلمها امها تتجاهلها وتتابع ما تفعله
والاغانى كم من شاب وفتاه يسمعون الاغانى كل يوم
ولا يسمعون القرآن لشهور
والصلاة ,, من المسلمين من لا يعرف متى يآذن الظهر
وهناك من يصلي ولكن لا يصلي الفروض الخمس
اتمنى من كل قلبي
لكل مسلم ,, ان يرزق بقلب مؤمن وصافى
وحياه جميله وآمنه وخاليه من المعاصي

[ياسر]

رائعة وجميلة ومفيدة ..

أسأل الله لكِ أجر كل من قرأها ..