|1|: مفهوم الصحابة وفضلهم والاعتقاد الحق فيهم

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الصورة الرمزية المجاهدة

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    342
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Important |1|: مفهوم الصحابة وفضلهم والاعتقاد الحق فيهم




    بسم الله الرحمن الرحيم .

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومَن والاه .


    أما بعد ،،

    فهذه المحطة الأولى التي سنقف فيها كل جمعة – بإذن الله – ضمن سلسلة :

    ( معالم في الصحابة ) يتبين لنا من خلالها شيء من معنى الصحبة ،

    وما لهم من الفضائل والحقوق ، وما جرى مجرى ذلك من المسائل التي تتعلق بهذا الباب .

    وهي أربع لقاءات ، ييسرها الله تعالى علينا – إن شاء الله - .



    وأسأل الله أن تحل الفائدة على الجميع .


















    الصحابي هو مَن لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ، ومات على الإسلام .

    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي مَن لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ه، ومات على الإسلام ؛ فيدخل فيمَن لقيه مَن طالت مجالسته له ، أو قصُرت ، ومَن روى عنه أو لم يروِ ، ومَن غزا معه ، أو لم يغزُ ، ومَن رآه رؤية ولو لم يجالسه ، ومَن لم يره لعارض كالعمى " (1) .

    إلى أن قال : " وهذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين كالبخاري ، وشيخه أحمد بن حنبل ، ومَن تبعهما ، ووراء ذلك أقوال أخرى شاذة " (2) .





    صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل جيل ، وأكرم رعيل ، وصفوة الخلق بعد الأنبياء عليهم السلام .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ومَن استقرأ أحوال العالم في جميع الفرق تبين له أنه لم يكن قط طائفة أعظم اتفاقاً على الهدى ، وأبعد عن الفتنة والتفرق والاختلاف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم خير الخلق بشهادة الله بذلك ؛ إذ يقول تعالى : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } [ آل عمران : 110 ] (3) .

    ولقد شهدت نصوص القرآن بعدالتهم وفضلهم ، وتوارت السنة بالثناء عليهم ، كما شهدت لكثير منهم على وجه التخصيص بالعدالة ، والفضل .

    كما تكاثرت وتظاهرت النصوص عن السلف الصالح في بيان ذلك كله .

    قال الله عز وجل : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [ الفتح : 29 ] .

    وقال تعالى : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [ التوبة : 100 ] .

    وقال سبحانه وتعالى : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } [ الفتح : 18 ] .

    وقال : { لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } [ الحديد : 10 ] .

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " [ رواه البخاري (3651) ، ومسلم (1533) ] .

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه " [ رواه البخاري (3470) ، ومسلم (2540) ] .

    قال البيضاوي رحمه الله : " وسبب التفاوت ما يقارن الأفضل من مزيد الإخلاص ، وصدق النية " (4) .

    وقيل : السبب في التفاضل أن تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام ، وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها .

    وكذلك الجهاد بالنفوس لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين ؛ لقلة عدد المتقدمين ، وقلة أنصارهم ، فكان جهادهم أفضل (5) .

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل : " { قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى } [ النمل : 59 ] قال : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم " (6) .

    وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " إن الله نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ؛ فاصطفاه لنفسه ؛ فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون عن دينه " (7) .

    وبالجملة فالآيات ، والأحاديث ، والآثار الواردة في الثناء عليهم ، وتعداد فضائلهم لا تكاد تحصر (8) .




    الاعتقاد الحق في الصحابة الكرام رضي الله عنهم : يتلخص في حبهم ، والترضي عنهم ، واعتقاد عدالتهم ، والاعتراف بسابقتهم ، والحرص على نشر فضائلهم ، والكف عما شجر بينهم ، والتبرؤ من طريقة الذين يبغضونهم ويسبونهم (9) .





    أهل السنة والجماعة وسط في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مَن يسبون الصحابة رضي الله عنهم ويلعنونهم ، وربما كفروهم ، أو كفروا بعضهم ، والغالبية منهم – مع سبهم لكثير من الصحابة والخلفاء – يغلون في علي وأولاده رضي الله عنهم ويعتقدون فيهم الإلهية .
    وبين الخوارج الذين كفروا علياً ومعاوية ، ومَن معهم من الصحابة ، وقاتلوهم ، واستحلوا دماءهم وأموالهم .

    وأما أهل السنة والجماعة فكانوا وسطاً بين غلو هؤلاء ، وجفاء هؤلاء ، فهداهم الله إلى الاعتراف بفضل الصحابة ، وأنهم أكمل الأمة إيماناً وإسلاماً وعلماً وحكمة ، ولكنهم لم يغلوا فيهم ، ولم يعتقدوا عصمتهم ، بل أحبوهم لحسن صحبتهم ، وعظم سابقتهم ، وحسن بلائهم في نصرة الإسلام ، وجهادهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (10) .





    هذه المسألة فيها تفصيل ، وذلك كما يلي :

    1- مَن زعم أنهم ارتدوا إلا قليلاً منهم – فهو كافر بلا ريب ؛ لأنه مكذب لكلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بالرضا عنهم ، والثناء عليهم ، وتزكيتهم – كما سيأتي بيانه – إن شاء الله - .

    2- مَن زعم فسق عامتهم فلا ريب في كفره أيضاً .

    3- مَن سبهم سبا يقدح في عدالتهم ودينهم فيُحكم بكفره .

    4- مَن سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم – مثل وصف بعضهم بالبخل ، أو الجبن ، أو قلة العلم ، أو عدم الزهد – فهذا يستحق التعزير والتأديب ، ولا يُحكم بكفره بمجرد ذلك (11) .





    يلزم من سب الصحابة ، أو تكفيرهم لوازم باطلة منها :

    1- الشك في القرآن ، والحديث ، ودين الإسلام ؛ لأن الطعن في الناقل طعن في المنقول ؛ فالصحابة رضي الله عنهم هم الذين نقلوا ذلك إلينا .

    2- أن ذلك يقتضي أن هذه الأمة شر أمة أُخرجت للناس ، وخيرُ هذه الأمة هم أولها ؛ فإن كانوا كفاراً أو فساقاً فإن هذه الأمر شر الأمم .

    3- يلزم من ذلك أيضاً أحد أمرين : أولهما نسبة الجهل إلى الله – تعالى - . ثانيها : العبث بالنصوص التي فيها ثناء على الصحابة .

    4- الشك في تربية الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه ؛ فإذا كان عجز هو عن تربيتهم وهو المؤيد بالوحي والكمالات ونحو ذلك ، فإن هذا يقود إلى اليأس من إصلاح الناس ، والشك في تربية الإسلام لأتباعه (12) .





    (1) الإصابة لابن حجر 1/10 .

    (2) الإصابة 1/12 .

    (3) منهاج السنة ، لابن تيمية : 6/364 .

    (4) فتح البخاري ، لابن حجر : 7/34 .

    (5) انظر تحفة الأحوذي : 8/338 .

    (6) رواه الطبراني : 20 / 2 .

    (7) رواه أحمد : 1/379 .

    (8) انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ، للالكائي : 8/1237 – 1452 . وهداية الحيارى ، لابن القيم ص 234 – 248 . وشرح العقيدة الطحاوية ، لابن أبي العز الحنفي ص 467 – 485 .

    (9) انظر منهاج السنة : 5/261 – 262 ، و 2/67 ، 6/364 .

    (10) انظر شرح الواسطية ، للهراس : ص 192 – 193 .

    (11) انظر اعتقاد أهل السنة في الصحابة ، د. محمد الوهيبي : ص 37 – 54 .

    (12) انظر الصارم المسلول على شاتم الرسول ، لابن تيمية : ص 586 – 587 . واعتقاد أهل السنة في الصحابة ، ص 66 – 75 .























    التعديل الأخير تم بواسطة المجاهدة ; 30-9-2011 الساعة 08:42 PM

  2. #2

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: |1|: مفهوم الصحابة وفضلهم والاعتقاد الحق فيهم

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكِ الله خيرا أختى على هذا الموضوع المهم جدا
    وبارك الله فيكِ ووفقكِ لكل خير


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...