إِنْهُ الشِعرُ . . .
يَخْتَبِي فِي الكَلَـام كَمَـا تَخْتَبي خَاصِيةُ المَغنطَةِ فِي المَغْنَطِيس
يَجْذِبُكَ
فتَبْحَثُ عَنْ جِسْمهِ لِتَلْمسَهُ ، لِتَعْرِفَـهُ فَينفَلِتُ مِنْ بَين يَدَيْك لَطِيفَاً كالنُورِ
فَيبقَى حَيثُ هُـو . . . فلَـا أَبْصَـرته مَجَـاهِر المَنْطِق وَ لَـا أَدَرَكَتْه شَبَكَـات الفَلْسَفةِ
وَ لَـا لَـمَسَتْهُ مَشَـارِطَ الَـأطِبَاءِ فِي أَجسَـادِ أَهلَـه
مَعْنَي كَالجَمَـالِ . . . هَـذا هُـو الشِعـر

لَـا كَيفَ لَه وَ لَـا كَم وَ لَـا حَجْم
فَهُـو إذاً إِشعَـاعٌ مِن الرُوحِ
حَمَلَ صِفتَهَـا


أَكتُب لَكُم أَول أَبيَـات أُسَطِرُهَـا
تِلكَ الَـأبيَات التَي أُسَمِيهَـا نُونِية الَـأحـزَان :











سَـــــمْيـتُهَـا نُـونِـيةُ الـأَحزانِ

وَ كَـتَبْـتُـهَــا مِـنْ أَدْمُعِـ الـأَجْفَـــانِ





القُدْسُ تَشْـكُو وَ العِـراقُ سَقِيَمةٌ


يَا لَيتَ شِعْـرِي إِنَهُم إِخْوَانِي






يَا أُمةَ الـإِسْلَـامِ لَـا تَتَــفْرَقِـي


يَأتِي التَفْـرق بالبَقــــــاءِ الفَانِي






يَا أُمــةً عَــرِفَت مَقْـامَ مُحَـمـــدٍ


لَـا تَشْـتَرِ التَـوهَــان بِالـإِيمَــانِ






سَتْعُود يَا وَطنَ العـــرُوبَةِ شَامِخاً


مِثْلَ الرِمَـاحِـ بِحَومَةِ المَيْدَانِ






وَ لَقْد كَتْبتُ الشِعْرَ مُذ زَمْنِ الصِبَا


وَ لَقْد مَزْجُت القَولَ بالتِبْيَانِ






وَ لَقْد كَتْبتُ الشِعْرَ مُذ أَنَا يَافِعٌـ


وَ أَنا الطَبِيبُ الشَاعِرُ السُودَانِي







قِطَعةٌ مِني أَبُث فِيهَـا بَعض مَـا خَـالج النَفس
بِبَعضِ الرِتُوشِ
عَسى اللهَ أنْ يَجعَـل لَنْـا فِيهَـا عِبرة وَ نُورَاً لِكُـل صَـاحِبُ بَصِيـرَةٍ