انطلاقاً من التفكر ..
انطلاقاً من التأمل ... تتفتح العقول
.....................................نستكشف المجهول ..

و رب تأمل لحظة .. يغير حياة إنسان
و رب تأمل آية .. ينقذ من عذاب النيران
بإذن من الله

و بالفعل !
نرى بفضل الله سيدة تهتدي انطلاقا من آية ..
و تغير مذهبها من مذهب الإثنى عشرية إلى مذهب أهل السنة و الجماعة
ترى .. أي الآيات تلك ؟
أي الآيات تلك التي أخرجت هذه السيدة من الضلال و قادتها إلى النور من بين الآيات العظام؟
تلك الآية كانت
"إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"

[التوبة 40]


فمن هنا نبحر و نتعمق فيما ما جاء في هذه الآية من الحق
في موضوعنا الجديد ضمن سلسلة "مع آية" ..

بدايةً : نقتبس من "تفسير ابن كثير" تفسير آيتنا
لنعي معانيها و نفهم ما جاء بها

-التصميم متحرك-
،،

و أيضا فلنأخذ قبسة من تفسير الطبري:



بعدما اقتربنا أكثر من آيتنا
و عرفنا تفسيرها و معانيها ..
دعونا نعود إلى قصة السيدة التي اهتدت انطلاقاً من هذه الآية ..

لقد غيرَت مذهبها من مذهب الرافضة إلى مذهب أهل السنة و الجماعة ! يالهذا الفضل المبين العظيم منك يا الله !
إلهي .. قد وهبت لنا العقل و القدرة على التفكر و التأمل
و باستخدامنا لما وهبتنا إياه .. نهتدي و نعود إلى الصراط المستقيم
ما أرحمك يا الله ! و ما أعظم فضلك !
،،
لكن .. هل تعرف من هم الرافضة؟

في تعريف الرافضة للدكتور علي السالوس:

الرافضة هم الاثنا عشرية،
وهم شيعة إيران، والعراق، ولبنان، ودول الخليج،
كما أنهم ينتشرون في كثير من بلاد العالم

و هم يعتقدون أن الوصي بعد النبي هو علي بن أبي طالب،
وأن أبا بكر اغتصب هذا المنصب، ولذلك فهم يكفرونه ويكفرون من بايعه،
بل يرون أن الصحابة ارتدوا بعد وفاة النبي ولم يبق على الإيمان إلا عدد لا يزيد على أربعة

،،

. . اللهم إني أعوذ بك من الضلال . .
أعوذ بك من أن أضِل أو اُضَل
:
الحمد لله أن جعلنا على مذهب أهل السنة و الجماعة
الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم
كما قال حسن البصري


إن ما في أقوال الرافضة لضلال
ولا أرى في نهاية طريقهم إلا الهلاك
كيف لا و أنا أرى أقوالهم و محاولتهم لأن يطفئوا أنوار رجل جليل
أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-
،،

و هل يظن الرافضي أنه سيفوز بمحاربته صحابي جليل من صحابة الرسول -صلى الله عليه و سلم-
الصحابة الذين من الله عليهم و رفع قدرهم
؟

في هذا الصدد .. دعونا نرى قول الدكتور علي السالوس
في ثناء القرآن الكريم على الصحابة:

قال تعالى في سورة الفتح :
﴿
لَقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا
[الفتح]
،،
وقال في سورة [الفتح] أيضًا :
﴿
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا
سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ
فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ
وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا

[الفتح]
،،

وقال في سورة [الحشر] :
﴿
للفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا
وَيَنْصُرُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ

[الحشر]

هذا بعض ما جاء في القرآن الكريم في الثناء على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلموبتدبر هذه الآيات نجد ما يأتي:
رضا الله عز وجل عن جميع المسلمين الذين شاركوا في بيعة الرضوان تحت الشجرة،
ومن يقل إن الله غضب عليهم بعد ذلك فقد أعظم الفرية؛ حيث إنه سبحانه وتعالى لم يخبر بهذا
الصحابة متعاطفون متراحمون فيما بينهم، وهم أقوياء أشداء،
مما يغيظ الكفار

الثناء العظيم من الله عز وجل على المهاجرين والأنصار



قال القرطبي في تفسيره
روى أبو عروة الزبيري من ولد الزبير
كنا عند مالك بن أنس، فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله ، فقرأ مالك هذه الآية
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ حتى بلغ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ﴾
فقال مالك من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله فقد أصابته هذه الآية

ثم قال القرطبي
قُلْتُ لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله ؛
فمن نقص واحدًا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين
قال الله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ) وقال : (لَقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)
إلى غير ذلك من الآي التي تضمنت الثناء عليهم، والشهادة لهم إلخ
مع علمه تبارك وتعالى بحالهم ومآل أمرهم

،،

وقال ابن كثير في تفسير سورة الفتح ﴿فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ﴾ أي
فكذلك أصحاب رسول الله ، آزروه وأيدوه ونصروه، فهم معه كالشطء مع الزرع

﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ﴾
ومن هذه الآية انتزع الإمام رحمة الله عليه في رواية عنه
بتكفير الروافض
الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال لأنهم يغيظونهم،
ومن غاظه الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، و وافقه طائفة من العلماء

،،

ومثل تفسير ابن كثير نجده في تفسير روح المعاني، وتفسير البحر المحيط

الدعاء في الآية العاشرة من سورة الحشر يبين طبيعة المؤمنين ؛
فلا يكتفون بالدعاء لأنفسهم، بل يدعون لمن سبقهم بالإيمان كالصحابة والتابعين

،،

وقال ابن عطية في المحرر الوجيز ولهذه الآية قال مالك وغيره
إنه من كان له في أحد من الصحابة قول سوء أو بغض فلا حظ له في الغنيمة أدبًا له
،،

وجاء بعض العارفين إلى علي بن الحسين رضي الله عنهما فسبوا أبا بكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهما،
فقال لهم
أمن المهاجرين الأولين أنتم؟ قالوا لا قال أفمن الذين تبوءوا الدار والإيمان أنتم؟قالوا لا قال فقد تبرأتم من هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله تعالى فيهم ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ﴾
فقوموا، فعل الله تعالى بكم وفعل

،،

وقال ابن كثير وما أحسن ما استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية الكريمة
أن الرافضي الذي يسب الصحابة ليس له في مال الفيء نصيب
لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا﴾
[المصدر]















و
يتبع ,,
ممنوع الرد ^ ^