۞۞۞ الـــحــديــــث وعـــــــلومــــــه ...۞۞۞

[أبو رويم]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد:

فتعتبر علوم الحديث النبوي الشريف من العلوم الإسلامية الهامة، يؤكد ذلك نصوص القرآن ونصوص السنة وإجماع الأمة، وأن جميع المسلمين ينظرون إلى الحديث النبوي الشريف نظرة توقير وتبجيل، باعتبار أنه المصدر الثانى للتشريع، بعد القرآن الكريم. ويتفق جميع المشتغلين بعلوم الحديث النبوي على



بأنه "أقوال النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأفعاله، وتقريراته، وصفاته الخِلقية، والخُلقية".
وإليكم تعريف كل واحدة منها :



كل ما نُسِب إليه (صلى الله عليه وسلم) أنه تلفظ به، مهما كان موضوع هذا التلفظ؛ فى العقائد أو الأحكام أو الآداب العامة، أو فى صفات الجنة أو النار، أو غير ذلك. مثل قول الصحابى: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها".



ما نٌسِب إليه (صلى الله عليه وسلم) أنه فعله أو عمله، مثل وصف الصحابي رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
بأنه "كان إذا صلّى فرّج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه".



(ومفردها تقرير): أن يقول الصحابى قولاً أو يفعل فعلاً أمام النبي (صلى الله عليه وسلم)، أو فى غيبته ويُخبر به، فيسكت عن ذلك القول أو الفعل، ولا يعترض عليهما، فيعتبر هذا السكوتُ موافقةً منه على ذلك الفعل أو القول، لأن المعروف عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه لا يُقِرّ أحدًا على قولٍ أو فعلٍ لم يرضَ عنه. ومن أمثلة تقريراته لأقوال الصحابة؛ إقراره أشعارَ حسّان بن ثابت (رضي الله عنه) التي كان يهجو بها مشركي قريش، وإقرارُه تعليم أبي بكر الصديق حسانًا أنساب قريش لينظمها له شعرا. ومن تقريراته لأفعال الصحابة؛ إقرارُه عائشة على اللعب بالبنات (وقد كانت تصنع هذه الألعاب من الخرق وقطع القماش على صورة بنات)، ومنها إقرارُه أكل الضب على مائدته.



هيئته (صلى الله عليه وسلم) التي خلق عليها، مثل لون بشرته، ونعومة ملمسه، ومقدار طوله (صلى الله عليه وسلم).



ما كان فيـه مـن الأخلاق الكريمة، والسجايا الحميدة -وكل أخلاقه من هذا القبيل- مثل شدّة حيائه،
وكثرة تواضعه، وعطفه على الفقراء والأرامل واليتامى، وشجاعته وكرمه.

[أبو رويم]

تدلنا نصوص كثيرة على أن كتابة الحديث النبوي بدأت في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم)
وأنها كانت بعلمه، بل بأمره في بعض الأحيان.
فقد ثبت عن أبى هريرة (رضي الله عنه) أنه قال: "ما من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكثر حديثا عنه منـى
إلا مـا كان مـن عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب". وقد تحدّث عبد الله بن عمرو عن كتابته للحديث فقال:
"كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أريد حفظه، فنهتني قريشٌ فقالوا:
إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشر، يتكلم فى الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتابة، فذكرتُ ذلك لرسـول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: اكتب، فوالذي نفسى بيده ما خرج منى إلا حق". وسمّى عبد الله بن عمرو صحيفته التي جمع فيها كتابته هذه "الصادقة"، واشتهرت هذه التسمية بين أهل العلم .

وأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالكتابة لأبى شاه، وهو رجل من أهل اليمن لم يستطع أن يحفظ تفصيلات إحدى خطب النبي (صلى الله عليه وسلم) فطلب أن تكتب له، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "اكتبوا لأبى شاه".

ومنها أنه أمر بكتابة رسائل كثيرة، لعدد من الملوك وزعماء القبائل فى عصره يدعوهم إلى الإسلام، منها: رسالة إلى كسرى
(ملك فارس)، وأخرى إلى هرقل (عظيم الروم)، وثالثة إلى المقوقس (ملك مصر).

وأنه (صلى الله عليه وسلم) أمر بالكتابة إلى الضحاك بن سفيان الكلابى أن يُورِّثَ امـرأة أشيم الضبانى من ديته.

ودعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأديم -وعلي بن أبى طالب عنده- فلم يزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يملى
وعلي يكتب حتى ملأ بطن الأديم وظهره وأكارعه (الأديم هو الجلد والأكارع هى امتداد الجلد من ناحية الأرجل).

فهذه النصوص وغيرها تثبت أن كتابة الحديث بدأت فى عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . ولما توفي (صلى الله عليه وسلم) استمر الصحابة فى كتابة الحديث، وقد ذكر الدكتور محمد مصطفى الأعظمى في كتابه: "دراسات فى الحديث النبوي وتاريخ تدوينه" اثنين وخمسين صحابيًا كتبوا الحديث، وأنه كان لبعضهم عدد من التلاميذ، كتبوا عنهم صحفًا حديثية. أما فى عصر التابعين، فتوسعت دائرة الكتابة جدًا، حتى أحصى الدكتور الأعظمى فـى كتابه المتقدم مائة وواحدًا وخمسين تابعيًا، كان كل منهم يجمع الحديث ويكتبه ويمليه على تلاميذه. واستمر التوسع فى كتابة الحديث حتى النصف الثانى من القرن الثانى حيث بدأت تظهر المصنفات الحديثية.
ومن الجدير بالذكر أن يقال هنا: إن تدوين الحديث من قِبَل الصحابة ومَن بعدهم كان تدوينًا فرديًا خاصًا. أما التدوين الرسمى أي تدوين الحديث بأمر من رئيس الدولة، فقد كان فى عهد عمر بن عبد العزيز، الخليفة الأموي،
(كانت ولايته من سنة 99 إلى سنة 101هـ)، حيث وجّه كتبًا إلى عماله وولاته يطلب منهم الاهتمام بالعلماء،
ويجمع حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وكان ممن أكّد عليهم بهذا الطلب عامله على المدينة أبو بكر محمد بن عمرو بن حزم (توفي سنة 117هـ)، وعالم المدينة في زمنه محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (توفي سنة 123هـ).
وكان غرضه حفظ العلم ونشره، خوفًا من ضياعه وموت أهله.

وقد ذكر الدكتور محمد عجاج الخطيب في كتابيه "الوجيز في علوم الحديث" و "المختصر الوجيز في علوم الحديث" أن التدوين الرسمى كان أسبق من ذلك، وأنه كان فى عهد والى مصر عبد العزيز بن مروان (توفي سنة 85هـ) وهو والد عمر، وأنه كان قد تنبه إلى أهمية تدوين أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فكتب إلى كثير بن مُرّة الحضرمي *أحد أعلام التابعين* يطلب منه
أن يكتب ما سمعه من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) من أحاديث نبوية.
وفي النصف الأول من القرن الهجرى الثانى بدأ ظهور المصنفّات الحديثية، واختلف العلماء فى تحديد أول من صنّف، لعدم وجود معلومات صريحة فى ذلك، إذ كانت سنوات وفيات أصحاب هذه المصنفات متقاربة.

ثم توالت المصنفات بالظهور تباعًا من النصف الثانى من القرن الهجرى الثانى حتى كان القرن الهجرى الثالث،وهو عصر الازدهار
فى المؤلفات الحديثية، إذ تنوعت فيه المؤلفات الحديثية وتعددت مظاهرها، وصارت ألوان التأليف وطرائقه واضحة مشهورة.
فمن العلماء من ألّف على طريقة الموطآت، ومنهم من ألف على طريقة المسانيد، ومنهم من ألّف على طريقة الأبواب والموضوعات، أو على طريقة المعاجم والأمالي والفوائد والأجزاء … إلى غير ذلك من طرائق التأليف. وكان أبرز المصنفات الحديثية الكتب الستة، وهي: "الجامع الصحيح" لأبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخارى (توفي سنة 256هـ)، و "الجامع الصحيح" لمسلم بن الحجاج القشيرى النيسابورى (توفي سنة 261هـ)، وكتب "السنن" لأبى داود سليمان بن الأشعث السجستانى، (توفي سنة 275هـ)، ولأبى عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذى (توفي سنة 279هـ)، ولأبى عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائى
(توفي سنة 303هـ)، ولابن ماجه أبى عبد الله محمد بن يزيد القزوينى (توفي سنة 275هـ).

ويعتبر الكتابان الأولان "الجامع الصحيح" للبخاري و"الجامع الصحيح" لمسلم أصح كتابين بعد القرآن الكريم، لأن مؤلفيهما اشترطا لإخراج الأحاديث فيهما شروطًا خاصة لم تتوفر فى غيرهما من المؤلفات. والبخاري مقّدم على مسلم في قوة هذه الشروط.

ومن مظاهر عناية المحدثين بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن قامت علوم مستقلة، احتوى كل علم منها على مؤلفات كثيرة جدًا، وعلى دراسات مهمة حول دقائق المسائل، خدمة لعلوم الحديث.

منها: "علم الجرح والتعديل"، وهو علم اهتم بدراسة أحوال الرواة، ومعرفة سنوات ولادتهم، وسنوات وفياتهم، وأسماء شيوخهم وتلاميذهم، ورحلاتهم، ودرجات ضبطهم لمروياتهم، وغير ذلك من الصفات، التى تقتضى قبول أو رد الأحاديث التى رووها.

ومنها: "علم علل الحديث"، وهم علم يهتم بدراسة الأسباب الخفية التي تؤدى إلى ضعف الحديث، مع أن ظاهر الحديث الصحة والسلامة.

ومنها: "علم غريب الحديث" ويهتم ببيان معاني الألفاظ الغامضة المعنى، الواقعة في متون الأحاديث.

ومنها: "علم ناسخ الحديث ومنسوخه"، والنسخ هو (رفع الشارع حكمًا متقدمًا بحكم منه متأخر). فموضوع علم ناسخ الحديث ومنسوخه، منصب على جمع ودراسـة الأحاديث المتعارضة التي لا يمكن التوفيق بينها، فيلجأ حينئذٍ لمعرفة المتقدم زمنًا منها وهو المنسوخ، والمتأخر زمنًا وهو الناسخ.

ومن الجوانب المشرقة في الدراسات الحديثية، ما قام به المحدثون من وضع ضوابط لتمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة،
وهو ما عرف بـ "علم أصول الحديث" أو "علم مصطلح الحديث".
والغرض منه معرفة ما يقبل من الأحاديث وما يردّ. وهذا يحتاج إلى شيء من البيان

وقد قسّم العلماء الأحاديث، تبعًا لغرض معرفة ما يقبل منها وما يردّ، إلى ثلاثة أنواع:


وهو الحديث المسند المتصل برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قارحة.
والمراد من "المسند" : أن يكون منسوبًا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
ومعنى "المتصل" : أن يكون كل راوٍ من رواته قد تلقاه من شيخه
والمراد من "العدل": المسلم البالغ العاقل السالم من أسباب الفسق وخوارم المروءة
أما "الضابط" فيراد به: أن يكون الراوي متقناً لروايته، فإن كان يروى معتمدًا على ذاكرته لا بد أن يكون حفظه قويًا، وإن كان يروى معتمدًا على كتابه، فلا بد أن يكون كتابه متقنًا وأن تكون قراءته منه سليمة، وأن يعرف عنه محافظته على كتبه.
فإذا توفرت العدالة فى راوٍ وصف بأنه "ثقة".
وحتى يكون الحديث صحيحًا لا بد أن تتوفر صفتا العدالة والضبط فى كل راوٍ من رواته من بداية الإسناد إلى نهايته.
والمراد من "الشذوذ": مخالفة الراوي الثقة لمن هو أوثق منه.
أما "العلة" فهى السبب الخفي الذى يقدح فى صحة الحديث، مع أن ظاهر الحديث السلامة من مظاهر الضعف. وغالبًا ما تعرف "العلة" بجمع الأسانيد التى رُوي بها الحديث الواحد، وبمقابلة بعضها ببعض لاكتشاف ما وقع فيه بعض الرواة من أخطاء مع كونهم ثقات.
وقد تعرف "العلة"، بتصريح من العالم الناقد الخبير بوجود غلط فى حديث ما، ولا يبدى أسباب هذا الغلط ويكون تصريحه مبنيًا على المعرفة الواسعة فى هذا العلم والخبرة الطويلة فى جمع الأحاديث والملكة القوية فى معرفة المتون واختلاف ألفاظها، وإلمام كبير بأحوال الرواة.
ويلاحظ أن مدار صفات الحديث الصحيح على ثلاثة أمور:
أحدها: اتصال السند.
ثانيها: توثيق الرواة.
ثالثها: عدم المخالفة.
فإذا رُوي حديث بإسناد متصل، وكان جميع رواته ثقات، ولم يكن مخالفاً لأحاديث أقوى منه، وصفه العلماء بالحديث الصحيح. ويسميه بعضهم "الصحيح لذاته".
والأحاديث الصحيحة متفاوتة في قوتها، تبعاً لقوة رجالها، ويطلق على أقواها اسم "سلاسل الذهب".
والحديث الصحيح يحتج به العلماء ويعتمدون عليه في إثبات الأحكام، والعقائد وجميع أمور الشريعة.



وهو مثل الحديث الصحيح فى اشتراط جميع الصفات المتقدمة، إلا صفة الضبط، حيث يعتبر المحدثون أن درجة ضبط رواة الحديث الحسن تقصر عن درجة ضبط رواة الحديث الصحيح. فراوى الحديث الصحيح تام الضبط، وراوى الحديث الحسن ضبطه أخف.
ويقال للحسن إذا كان كذلك: "الحسن لذاته"، وهو فى الاحتجاج به والاعتماد عليه كالصحيح.



وهو الحديث الذى لم تتوفر فيه أي صفة من صفات الحديث الصحيح، أو الحديث الحسن. وهو على أنواع كثيرة تبعًا لعدم تحقق هذه الصفات، فقد يكون ضعيفًا لعدم اتصال السند: كما فى الحديث المرسل والمعلق والمنقطع والمعضل والمدلس، وغيرها.

[أبو رويم]

هو الذى يرويه التابعى عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) والتابعون هم الذين لقوا أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
وأخذوا العلم عنهم. فالسقْط فيه فى آخر السند بعد التابعي.



هو أن يروى المصنِّف حديثًا يُسقط منه شيخًا أو أكثر من أول الإسناد.



هو أن يسقط أحد الرواة من الإسناد في غير الموضعين المتقدمين.



أن يسقط من رواته اثنان متتاليان.



أن يروى الراوى عن شيخه الذي لقيه أحاديث لم يسمعها منه مباشرة، بلفظ موهم سماعه منه، فيظن تلاميذه أنها متصلة
وأنه سمعها من شيوخه ولا تكون كذلك.

وقد يكون ضعيفًا لمخالفة رواية رواة آخرين ثقات
كما فى الحديث الشاذ والمنكر والمضطرب والمدرج والمقلوب والمعل وغيرها.



هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.



فهو مخالفة الضعيف للثقة. فالمنكر اجتمعت فيه صفتان من صفات الضعف: ضعف راويه، ومخالفته الثقات.



هو أن يُروى الحديث الواحد بأكثر من طريق، أو بأكثر من لفظ، يخالف بعضه بعضًا، ولا يمكن الجمع بينها،
كما لا يمكن ترجيح بعضها على بعض، بأي وجه من وجوه الترجيح.



وهو أن يُزاد فى متن الحديث ما ليس منه. فيظن من يسمع الحديث أن هذه الزيادة من قول الرسول (صلى الله عليه وسلم)،
وليست كذلك.



وهو الحديث الذي وقع تغيير فى متنه أو سنده، ويضرب المثل فى توضيح ما وقع القلب في متنه، بالحديث المشهور
الذى ذكر فيه السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وفيه (رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)، فهذا رواه بعض الرواة فقلبه فقال: (حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله).
ومن أمثلة القلبفى الإسناد: أن يقلب الراوى اسم أحد رجال السند، فيقول: عمـار بن هشام، والصحيح فيه هشام بن عمار.



هو الحديث الذى وُجدت فيه علة تقدح في صحته، مع أن ظاهر الحديث سلامته منها، وقد تقدم تعريف العلة.

وقد يكون الضعف بسبب عدم توفر العدالة والضبط في راوٍ أو أكثر من رواة الحديث.
كما في الحديث المتروك أو الموضوع.



فى رواته من يُتهم بالكذب، أو من كان شديد الضعف.



فـى رواته كـذّاب، لـذا اعتبره العلماء مكذوبًا مختلقًا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

وكما يقرّر العلماء أن الأحاديث الصحيحة ليست على درجة واحدة من القوة، تبعًا لقوة ضبط الرواة، وطول ملازمتهم لشيوخهم، فإنهم يقررون أيضًا، أن الأحاديث الضعيفة تتفاوت، فمنها ما هو شديد الضعف، ومنها ما هو يسير الضعف.

وقد وضع علماء الحديث ضوابط تمييز الضعف اليسير من الضعف الشديد، ليس هذا موضع بسطها. لكن الجدير بالذكر هنا أن الحديث إذا كان ضعفه يسيرًا وجاء بإسناد آخر، أو أكثر، وكانت قريبة منه في ضعفها، فإن ضعفه يزول بمجموع طرقه ويرتقى إلى درجة الحسن ويطلق عليه "الحسن لغيره" لتمييزه عن الحديث "الحسن لذاته" الذى تقدم الكلام عنه.

وما يجدر ذكره أيضًا، أن الحديث "الحسن لذاته" إذا جاء بإسناد حسن لذاته آخر، فإنه يتقوى ويرتقى إلى درجة الصحيح
لكن يطلق عليه "الصحيح لغيره"، لتمييزه عن الصحيح المتقدم ذكره.



تستخدم كلمة "السنة" عند المحدثين، وعند علماء أصول الفقه، وعند الفقهاء، وكل منهم يريد معنى لها غير الذي يريده الآخرون. تبعًا لاختلافهم في الأغراض التي يعتنون بها في علومهم، فأكثر المحدثين يريدون بها (ما نسب إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)، من أقوال أو أفعال أو تقريرات أو صفات خِلقية أو خُلقية)، فهي بهذا التعريف موافقة للحديث النبوي ومرادفة له.

ويريد علماء أصول الفقه: (ما صدر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) -غير القرآن- من قول -ويسمى "الحديث" عندهم-
أو فعل، أو تقرير).
ويريد الفقهاء بها: (كل ما ثبت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يكن من باب الفرض والواجب).
وغالبًا ما ترتبط كلمة السنة بالقـرآن الكريم، وينظر إليهما علـى أنهما مصدرا التشريع:
القرآن هو المصدر الأول، والسنة هى المصدر الثانى.
ولم يكن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفرقون فى التلقى بين القرآن والسنة، باعتبار أنهم يسمعون القرآن والسنة من شفتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيلتزمون بما يصدر عنه (صلى الله عليه وسلم). لكن فى عهد التابعين ومن بعدهم، صار التحرى عن صحـة الأسانيد التى تروى بها السنة، بخلاف القرآن الذى روي بالتواتر فكان قطعي الثبوت. فمـا وجد من سنة ثابتة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، التزموا بالعمل بها، وما كان من سنة غير ثابتة عنه، لم يلتزموا بالعمل بها. فمدار العمل بالسنة إذن مبني على ثبوتها.
ولا يختلف علماء الإسلام في أهمية السنة النبوية في التشريع الإسلامي، وأنها في المرتبة الثانية في التشريع بعد القرآن الكريم.
وهم ينظرون إليها على أنها:
مؤكدة لأحكام وردت فى القرآن الكريم، مثل: وجوب الصلاة والزكاة والحج، وغير ذلك.
فهذه الأحكام ثبت وجوبها في القرآن وفى السنة النبوية.
أو مبيّنة وشارحة لآيات وردت فى كتاب الله. وقد تكون الآيات فى القرآن مجملة فتفسرّها السنة النبوية وتبينها، أو تكون الآيات مطلقة فيأتى تقييدها فى السنة. أو تكون الآيات عامة فتخصصها السنة. ومن أمثلة ما جاء مجملاً فى القرآن الكريم وبينته السنة: الأمر بالصلاة والزكاة والحج وغيرها، جاءت دون تفصيل في عدد الركعات في كل صلاة، ودون بيان لكيفية السجود والتشهد، ودون تفصيل في مقادير الزكاة، والأنصبة في الأموال التي تجب فيها الزكاة، ودون تفصيل في كيفية الطواف والسعي والرمي، وغير ذلك. فجاءت السنة وبيّنت كل ذلك ووضّحته.

ومن الأمثلة على ما جاء فى القرآن مطلقًا وقيّدته السنة، قول الله -عزّ وجلّ-: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) .
فقيدت السنة القطع بكونه من مفصل الكف.

ومن الأمثلة على ما جاء فى القرآن عامًّا وجاء في السنة تخصيصه: قول الله –عزّ وجلّ-: (يوصيكم الله فى أولادكم ) آية الميراث. فهذا عام فى أن كل ولد يرث من والده، لكن ورد في السنة ما يخصص هذا الحكم بغير القاتل، لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "القاتل لا يرث".

أن تكون السنة مثبتة لحكـم لم يرد فى القرآن الكريم، مثل الحكم بتحريم الجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها.
أو حرمة أكل كل ذي ناب من السباع، ومِخلب من الطير، أو حرمة لبس الحرير والذهب على الرجال.
فهذه الأحكام وغيرها لم ترد فى القرآن الكريم وإنما وردت فى السنة النبوية. لذا فالسنة تستقل بالتشريع وتنشئ أحكامًا جديدة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



أتوجه بالشكر والتقدير لأخى Sky على فواصله الرائعة جزاه الله خيرا وبارك فيه
وأعتذر لعدم تنسيقى الموضوع بطريقة جيدة وفقكم الله تعالى وبارك فيكم
وأسأل الله عز وجل أن يحعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم

[Axis sniper]

وعليك السلام ورحمة الله أخي الفآضل ،،
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..
إبداع يا حاج ..
بصراحة كُل هالمصطلحات بدأن بأن أستذكرها بمادة علوم الحديث ^^
شُكراً لك أخي الحبيب وزادك الله من فضله ..
[ أعتذر ع الحجز ولكن ظرووف >_< ]

[معتزة بديني]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله ولا قوة إلا بالله ، موضوع اكثر من راائع
مفيد جدا ، وفيه مصطلحات ومعلومات جيدة و كثيره عن علم الحديث
بارك الله فيك ، وجعله الله في ميزان حسناتك
وننتظر منك كل جديد ، وفي أمان الله

[[مِسعَرُ حَرب]

لنا عودة ..........


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يبارك فيك ، ويكتب أجرك

صدقت من أهم العلوم "علم الحديث" ، كيف لا وهو يبحث في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحد الوحيين"

ومعلوم أن كل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم دين وشرع وهو الأسوة والقدوة للمسلمين

نحمد لله على هذا فلا تجد في أي من الأمم السابقة من يعرف هذا العلم العظيم ولا يوجد عندهم سند واحد متصل إلى نبي

وفقك الله يا أبا رويم ، وأجزل لك المثوبة والأجر

[جواهـر]

وععَليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مـآشآء الله تبارك الرحمن

موضوع اكثر من رآئـع ... معلومات قيمة و مُفيدة

استفدت كثيراً عن علم الحديث

جزاكَ الله الف خير والله يجعله في ميزان حسناتك يَ اخي

في امان الله ورععايته

[أبو رويم]

وعليك السلام ورحمة الله أخي الفآضل ،،
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..
إبداع يا حاج ..
بصراحة كُل هالمصطلحات بدأن بأن أستذكرها بمادة علوم الحديث ^^
شُكراً لك أخي الحبيب وزادك الله من فضله ..
[ أعتذر ع الحجز ولكن ظرووف >_< ]

جزاك الله خيرا أخى أحمد على مرورك
وبارك فيك ووفقك فى دراستك
ولا مشكلة فى الحجز أنا أمزح فقط

[أبو رويم]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله ولا قوة إلا بالله ، موضوع اكثر من راائع
مفيد جدا ، وفيه مصطلحات ومعلومات جيدة و كثيره عن علم الحديث
بارك الله فيك ، وجعله الله في ميزان حسناتك
وننتظر منك كل جديد ، وفي أمان الله

بارك الله فيكِ أختى وجزاكِ خيراً لمرورك وبارك فيكِ
ووفقكِ لما يحبه ويرضاه وبإذن الله الجديد قريبا

[سميد]

وعليكم سلام
ما شاء الله الله يزيدك من فضله
جزاك الله كل خير
و الله يحفظك من كل مكروه

[Mr.Meshal]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ^^

اخبارك اخوي .. ان شاء الله بخير ^^

ماشاء الله تبارك الرحمن .. ابدااع ^^

استفدت حقا من موضوعك الثري بالمعلومات المفيده ^^

اللهم اجعل ما قدمت في موازين وحسناتك ^^

جزاك الله خير ^^

[أبو رويم]

لنا عودة ..........


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يبارك فيك ، ويكتب أجرك

صدقت من أهم العلوم "علم الحديث" ، كيف لا وهو يبحث في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحد الوحيين"

ومعلوم أن كل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم دين وشرع وهو الأسوة والقدوة للمسلمين

نحمد لله على هذا فلا تجد في أي من الأمم السابقة من يعرف هذا العلم العظيم ولا يوجد عندهم سند واحد متصل إلى نبي

وفقك الله يا أبا رويم ، وأجزل لك المثوبة والأجر

ويبارك فيك أخى عمر ويوفقك لما يحبه ويرضاه
وكلامك صحيح جدّاً جزيت خيراً على المرور وعلى الإضافة
ودمت فى أمان الله وحفظه

[بوفهد الاتحاد]

جزاك الله خيرا يا سميي ( عبدالرحمن ) على هذ الطرح الرائع
أحسنت ، موضو ع مختصر جدا في علم الحديث وفيه أنفس الفوائد وأهمها

بارك الله فيك ونتمنى منك كل جديد

[أبو رويم]

وعَليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مـآشآء الله تبارك الرحمن

موضوع اكثر من رآئـع ... معلومات قيمة و مُفيدة

استفدت كثيراً عن علم الحديث

جزاكَ الله الف خير والله يجعله في ميزان حسناتك يَ اخي

في امان الله ورعايته

جزاكِ الله خيراً أختى لمرورك وبارك الله فيكِ ووفقكِ لكل خير
والحمد لله أن الموضوع أفادكِ
ودمتِ فى أمان الله وحفظه

[نبضُ دَاعِية]

جزاكَ اللهُ كل الخير .. و باركَ اللهُ لك و عليك
الحمد لله انا درست علوم الحديث فى الازهر .. لكن موضوع حضرتك زادنى افادة

مشكور على مجهودك الرائع الذى يستحق كل التقدير و الاحترام .

[أبو رويم]

وعليكم سلام
ما شاء الله الله يزيدك من فضله
جزاك الله كل خير
و الله يحفظك من كل مكروه

ويزيدك أخى سميد ويحفظك من كل شر
وجزاك خيراً لمرورك أخى وبارك فيك

[مناكير اورنج]

[أبو رويم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ^^

اخبارك اخوي .. ان شاء الله بخير ^^

ماشاء الله تبارك الرحمن .. ابدااع ^^

استفدت حقا من موضوعك الثري بالمعلومات المفيده ^^

اللهم اجعل ما قدمت في موازين وحسناتك ^^

جزاك الله خير ^^

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله بخير أخى بارك الله فيك
وجزاك الله خيراً لمرورك الكريم ووفقك لكل خير
ودمت فى أمان الله وحفظه