وعليكم السلام وررحمة الله وبركاته
ها انت تعود بـ رائعة أخرى من روائعك التي عودتنا عليها ..
و هي بالتأكيد نقطة في غاية الأهمية والحساسية تلك التي سنناقشها بناء على تجارب وقرآءات
الأطفال : هم كنز ثمين لا يعلم قيمته إلاّ من حُــرِمَ منه كبيراً أو صغيراً ..
ولا يفرط ويهمل صيانة وحماية هذا الكنز إلاّ من ضلّ و غواه إبليس , وأُعمِيَ بصره وفؤاده ..
وها نحن نرى ونسمع كثيراً , بل نعلم يقيناً أن كل أولئك الناجحين في المجتمع هم ثمرة الطفولة المستقيمة القائمة على
صون هذا الطفل من منغصات سعادة الطفولة من غموم ونخوها ..
و ربطهم وثيقاً بالله تعالى وبتعاليم دينه الحنيف .. من تعويد على الصلاة في المسجد وعلى ايقاظهم من النوم لأدائها ..
و من تعليمهم الأذكار والتنبيه على اهميتها و ذكر فوائدها وما يترتب على تركها .. من تلقينهم منذ الصغر آيات القرآن الكريم ,
و من تعويدهم على احترام الكبير والرحمة بالصغير .. و الحرص على بر الوالدين ..
وأيضاً, غرس بعض السلوكيات الحسنة فيهم عميقاً و دائماُ كــ التعاون بين الإخوة في العمل , احترام بيوت الله و بيوت الناس بالمثل ..
الحرص على نظافة الطرقات .. مساعدة الآخرين وفضلها .. حسن استغلال الوقت ... تعليمه قيمة و عظم حق الأمانة ..
و أعجبني أحد الآباء وهي قصة سمعتها قديماً ويبدو ان بعض احداثها تبخرت .. لكن المهم فيها :
أن الأب دخل مع إبنه أحد المطاعم فأكلا وقد تم دفع الفاتورة مسبقاً .. وحين أرادا الخروج أخذ الأب قارورة ماء من ثلاجة المطعم ..
وهم بالخروج بدون الدفع , فــ إبنه ذكره بأنه لم يدفع ... رد الأب بأنها مجرد قارورة بريال واحد وسيأتي لاحقاً للدفع ..
رفض الطفل هذا الفكرة و أبى أن يبرح المطعم حتى يدفع الأب ما عليه .. وحين وصلا السيارة أخبر الأب ابنه انه كان يختبره فقط
و يرى هل انتجت تربيته و تعليمه ثمراً طيباً .. في تحريصه المستمر على الأمانه ..
مثل هؤلاء الأطفال إن تم مواصلة الاعتناء بهم باعتبارهم هبة عظيمة من الله و أمانه سيسأل الآباء عنها يوم الدين ,
فــ سينبتون نباتاً حسناً , ويكبرون ليصبحوا أنجح الأعضاء على مستوى البيت الواحد والمجتمع بأسره ..
والعكس صحيح إن أهمل الأباء أطفالهم و لم يربوهم بالطريقة أعلاه التي ربّى بعض الآباء ابناءهم عليها , فـ سيكونون حسرة ونداماً عليهم يوم لا ينفعهم الندم ..
سيكون ذلك الطفل متمرد , قاسي , اناني , عاق , شاذ في شخصيته وسلوكياته في مجتمعه ..
لأن تلك السلوكيات والآداب لم تغرس ولم تصقل كما قلت بالطريقة المثالية الصحيحة
وهذه والله أكبر خسارة .. حين يخسر الآباء كنزهم العظيم , ويأتي دور الاستفادة منهم في ايام الكبر فـ لا نجدهم عوناً وسنداً
قبل أيام كنت مع أبي خارج المنزل , وفي طرق عودتنا للمنزل توقفنا لشراء بعض الأغراض من المركز التجاري
و هناك محل للوجبات السريعة يقع بجانب المركز .. حيث كنت أنظر و بتعجب وبشكل لم اصدقه والله إلى مجموعة من ثلاثة أشخاص داخل هذا المحل ..
إثنان يبدو انهما تجاوزا الـ 22 .. وأحدهم أراهن بل أقسم انه لم يتجاوز الـ 15 ..
بدا لي كما رآه أبي أيضاً طفلاً صغيراً بجانب رفقته تلك .. ولم يرفع نظره كثيراً عن هاتفه الذي بات يشغل حيزاً كبيراً من عقول واوقات هذا الجيل ,,
وكان كمن يستقبل ويرسل من و إلى هواتف رفيقيه .. الحقيقة انه لم يعجبني ما رأيت ولم استطع التفكير بشيء طيلة تلك الايام سوى بذلك المشهد المحزن ..
فـ حين طال سبات الآباء .. جاع الأبناء ... وسيسألون والله وسيحاسبون ..
,, نسأل الله السلامة والعافية .. وأعان الله الآباء والأمهات على القيام بما امرهم الله تجاه اطفالهم ..
وإلاّ فلا داعي لإنجاب الأطفال إن لم نكن متسعدين للصبر على تربيتهم وفق منهج القرآن وسنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
شكراً جزيلاً لك keen على موضوعك الحساس البالغ الاهمية وعلى حرصك وهمتك ..
باركك الله
المفضلات