بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

إن قلت أني لا أحب المقدمات فأنا لست صادقة.. إنني أهواها ..
أكتب اليوم لأشارككم تجربتي ..
في أوقات فراغي أمسك الورقة والقلم لا لأكتب بل لأرسم.. !
أنا من النوع الذي لا يكتب إلا تحت الضغط..!
ماذا أعني بـ "تحت الضغط" ؟
أي أنني أكتب فقط لفرض أو امتحان التعبير، لم أجرب أبدًا أن أكتب لأني أريد ذلك..!

النص التالي تجربة كتابة لفرض التعبير الكتابي
في 14/4/2011م

باسمه تعالى


إنه هناك بوجه شاحب يقف عند آخر الرصيف، ينفض الثلج عن كتفيه، إنه يتهادى، وصل إلى الرصيف المقابل، نعم إنه يكلمها يبتسم لها يمسك يدها الباردة، ويصطحبها إلى القصر الدافئ حيث نور السعادة يملأ المكان، ليلجآ معًا إلى قلب حانٍ رغم مرضه وعجزه يبث فيهما حلمًا متفائلا ً بغدٍ أفضل...

عاد الطفلان معًا، يتسابقان، فرحين بنقودهما، كان ما جمعاه هذا النهار كافيًا لشراء هدية لأمهما، لقد اشترياها حقًا.. تأملاها جيدًا.. الفرحة تغمر كليهما:
- كم ستسعد أمنا بهذا العقد، ألن يكون رائعًا حول رقبتها؟ أنظر إليه إنه جميل جدًا! أنا سأقدمه لها..
- لا بل أنا..
- حسنًا سنقدمه معًا!

وصلا معًا، قرعا الباب معًا، فتحاه معًا، دخلا معًا.. "ربما هي نائمة لقد كانت متعبة هذا الصباح، إذ ًا سوف ننتظرها حتى تستيقظ ". ناما بجوارها على السرير المتهالك.

إنها الشمس تدخل أشعتها من الزجاج المكسور، والدته ما تزال نائمة –أو هذا ما يحسبه هو- أخته ما تزال تحمل العقد في يدها. فجأة.. انتاب الصغير شعور سيئ حيال الأمر، الغرفة باردة جدًا.. إنها قاتمة للغاية.. الجو كئيب حتى الموت... إنه ال
موت
. . . !

الموت يملأ الغرفة بالظلمة، إنها المرة الأولى التي يرى فيها الطفل قصره المنير غرفة مظلمة، ركض إلى والدته، أمسك يدها عله يلمس شيئًا من الحنان.. بعضًا من الدفء.. إنها قطعة من الجليد.. أدرك هول الكارثة علم أن قصره المنير لم يكن لِلَحظةٍ سوى غرفة سوداء بسرير متجمد، مات الحلم لن يأتي غد أفضل أبدًا...

خرج الصبي يتخبط بآلاف الأفكار التي تملأ رأسه، قصد الرصيف عينه، قرر أن يعود ليجد قصرًا دافئًا، ولكنه عاد ليجد سريرًا ملقى فوق الثلج ونظرات تتساءل إنها أخته:
- أين كنت؟ إين هي؟ لمَ لم تستيقظ بعد؟ ألن تأتي؟ ألن نعطيها العقد معًا؟...
وانهالت مئات الاسئلة بل آلاف منها، توجه الصغير نحو الرجل الخارج من الغرفة: إلى أين أخذت والدتنا؟! وماذا ستفعل ببيتنا؟!
- أمك ماتت ياغبي، وصاحب "الغرفة" – وليست بيتّا – كان يرأف بحالها، والآن ماتت..ببساطة الغرفة لنا..

ولمعت عينا الرجل ثم صاح قائلًا: ثم ما هذا العقد الذي تحملينه يا صغيرة؟! هاته عله يصلح الضرر الذي ألحقته العفاريت بهذا الشباك..
رحل الرجل.. ورحل العقد.. ورحلت الأم..

إنه المساء، الشمس تسحب آخر خيط ذهبي، وهو هناك بوجه شاحب يقف عند آخر الرصيف، ينفض الثلج عن كتفيه، إنه يتهادى، وصل إلى الرصيف المقابل، نعم إنه يكلمها يبتسم لها يمسك يدها الباردة، ويصطحبها إلى العتبة المغطاة بالثلج..
أسند كتفه إلى الحائط البارد وغمر أخته عله يدفئها، ماذا عساه يفعل؟ الجو بارد وهي لم تعتد الأمر و لن تعتاده، كان واثقًا بأنها الليلة الأخيرة له معها.. أحس بحزن شديد، السماء سوداء، المنازل المنارة والمترفة سوداء، حتى الثلج بدا قاتمًا في تلك الليلة.. هو لم ينم ظل يحدق فيها، يدها باردة أكثر من أي وقت، أدرك أنها رحلت هي أيضًا .. تركها.. ومضى تحت جنح الظلام..

هل كان الرجل بحاجة لتلك الغرفة الفقيرة حقًا؟! هل كان فعلًا سيستخدم ثمن العقد لإصلاح الشباك المكسور؟! أم انه اراد ان يطفئ آخر شمعة أمل في قلبيهما _ إن وجدت _ ؟! لم كلم الطفل بتلك الفظاظة؟ ألم يستطع أن يخفف عنه أن يخبره بأنها ماتت وحسب؟ ألم يدرك أن وقع كلماته سيكون بمثابة موت النور، الأمل، الحلم، التفاؤل، الغد...



في انتظار آرائكم

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته