،،


إن السلام الداخلي يجعلنا نرى الحياة ونتفاعل معها بشكل أفضل ..

،،






بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أتمنى أنّ يكون الجميع في أحسن حال =) ..

..


حديثي اليوم سيكون عن أثر الدين في النفس . وكيف نبلغ السلام الداخلي بواسطة الدين.
وكيف ينعكس كل هذا بشكل إيجابي على أسلوب حياتنا وجودتها. طبعاً حديثي ناتج عن تجربة
شخصية، أيّ سيكون حديث خارج من القلب -على أمل- أن يصل للقلب الآخر.


..


  • ماهو السلام الداخلي ؟

- السلام الداخلي هو تعبير لـ"راحة نفسية كبيرة". بمعنى أن تكون راضي تمام الرضا عن نفسك،
أنّ تمتلك قوة كبيرة لمواجهة المصاعب ولا تنهار عندها. أن لا يراودك القلق والتوتر كثيراً، أن تكون
دائماً وأبداً مستعداً لكل شيء، حتى الموت.


  • كيف أبلغ درجة السلام الداخلي ؟

قبل مدة قصيرة من الآن، كنت أعيش فترة سيئة نوعاً ما. قلق، إحباط، توتر .. الشعور بأنّ هناك
خطأ ما لكن لا أجده! الشعور بأنّ هناك شيء ما ناقص لكنني أجهل ماهيته!. أنام ولا أجد راحة
في النوم، أستيقظ ولا أجد راحة في اليقظة. تلاحقني المشاعر السلبية في كل مكان، كأنها أشبه
بهالة سوداء أحاطت بي فأصبحت أرى كل شيء أسود!

كنت أتسائل : ماسبب كل هذا؟. لم يسبق لي أنّ فشلت في أي شيء! كل ما أريده يتحقق!
إنجازاتي تتوج!. هل هناك أكثر من هذا لأشعر بالرضا عن نفسي، لأشعر بالطمأنينة والراحة،
لأشعر بأنّ كل شيء سيكون بخير مهما سائت الأمور!

في أحد الأيام أستيقظت صباحاً، وظللت مستلقية على فراشي لمدة 15 دقيقة، أريد أن أعود
للنوم كي لا أشعر بأي شيء. وكان التلفاز على قناة يظهر بها قارئ يقرأ القرآن الكريم.
تنبهت مسامعي لآية : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ
الْيَوْمَ تُنسَى). "طه". أستمر القارئ بـ قراءة القرآن، بينما ظلّت هذه الآية تتكرر في داخلي كثيراً.
نهضت عن فراشي وأتجهت لجهازي المحمول، بحثت عن تفسير الآية. ووجدت التفسير،
"أنّ من أعرض عن طاعة الله وذكره ستكون معيشته ضنكا مهما ملك من أسباب السعادة،
والضنك هو إنعدام الطمأنينة و ضيق الصدر. تسائلت مجدداً : أنا لم أعرض عن طاعة الله
أو حتى ذكره!. أصلي فروضي، لا يمر يوم دون أنّ أذكر أسم الله فيه! .. ( لكن ) ؟!

غالباً كنت أجمع صلاة الظهر مع العصر بسبب تأخري في الجامعة، أثناء خروجي من الجامعة
إلى المنزل يؤذن المؤذن لصلاة العصر، رغم أنّ بإمكاني أنّ أصليها في الجامعة، ويوجد مكان
مخصص للصلاة، نظيف جداً، هادئ جدأً، بارد صيفاً ودافئ شتاءً. يوجد مصاحف، كتب دينية،
منشورات لأعمال خيرية. لم أكن أشاهد عيب واحد في مبنى المصلى!. تسائلت أيضاً : متى آخر
مرة قرأت فيها القرآن؟ متى آخر مرة قرأت فيها أذكار الصباح والمساء والنوم؟ متى آخر مرة
قدمت مبلغ -ولو بسيط جدأً- كـ صدقة؟ .. وأستمريت أتسائل كثيراً عن ماقدمته لنفسي
حين أنتقل لعالم آخر لا أتحدث فيه عن نفسي، بل تتحدث أفعالي عني بكل شفافية ..

كانت محطة تفكير نقلتي لعالم آخر، سلخت عني الأنسان السابق اللا مبالي ..

وضعت قواعد لنفسي، ألتزم بها تحت أسوء الظروف :

1- الصلاة في وقتها.
2- المحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم.
3- قراءة القرآن يومياً ولو ربع صفحة.
4- بذل الصدقات وعدم خشية نقص المال، لأنّ المال تزداد بركته بالصدقات.
5- الإيمان الجازم بأنّ كل شيء قدره الله خير لي في الدنيا والآخره.

وهذا لا يعني بالضرورة أنني أصبحت "ملتزمة بشدة" بالدين، لا.
كل مافي الأمر أنني أحاول أن أعمل بالطاعات الواجبة دون تقصير
مع بعض الأعمال الصغيرة المتواضعة التي قد تترك أثر جميل في نفسي
وفي نفوس الآخرين .. ربما لا أزال مذنبة في أمور كثيرة، لكن الله رحيماً بنا.



  • مالذي أجنيه من بلوغي مرحلة السلام الداخلي ؟

بعد بضع ساعات من ألتزامي بالقواعد أعلاه، حققت السلام الداخلي، أمتلئت بقوة نفسية كبيرة.
تلاشت الهالة السوداء من حولي، أصبح كل شيء ملون بألوان الطبيعة أو هكذا رأيته.
وجدت نفسي أميل لآداء أعمال تقربني إلى الله أكثر دون أن أشعر، وجدت بأنني أصبحت إنسان
فعّال وإيجابي يشعر بالمتعة حتى في أصغر الأفعال كـ الإبتسامة في وجه شخص غريب.
وجدت بأنّ كل شيء كان مُغلق أمامي سابقاً، أصبح بابه مفتوحاً على مصراعيه.وجدت بأنني
لم أعد شخص يخاف من كل شيء قد يسبب له شيء سيء. أصبحت شخص مستعد لمواجهة
أي شيء تحت أي ظرف لأنّ الله سيكون معه دائماً وأبداً حي كان أو ميت.



  • مالذي يعنيه كل هذا ؟

كله هذا يعني بأنّ جودة حياتنا أصبحت ممتازة، وأصبحنا أكثر قدرة على مواجهة مصاعبها.
أنّ عين ذاتنا هي التي تصوّر لنا العالم. عندما نتألم نجد بأنّ الحياة قاسية،
عندما نبتسم نجد بأنّ الحياة جميلة. دواخلنا هي التي تسقط المعاني على الوجود من حولنا،
فنستشعرها، ونتفاعل معها. وبذلك تكتمل صورة الحياة أمامنا، والتي لا تلبث
أن تتغير تبعاُ لدواخلنا. هذا يكشف لنا بأنّ الحياة لا حقيقة لها بل هي مجرد عمليات
تسير بطريقة معينة من حولك. و دواخلنا فقط هي التي ترسم لنا مجموعة
أفكار تصف لنا حقيقة تلك العمليات فحسب.







أيّ :
"
أنّ السلام الداخلي يجعلنا نرى الحياة ونتفاعل معها بشكل أفضل "


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. منقول للفائده