يوم جديد..نهار مشرق..وشمس ضاحكة
طبق صغير علي الطاولة يأكل منه جميع أفراد الأسرة..
تتذمر الصغيرة: أمي حصِّتي صغيرة لماذا لا نحضر طعاماً أكثر ؟!
تقول الأم في هدوء :عزيزتي احمدي ربك هناك من يجد هذه اللقمة.. وأيضا ليس المهم كثرة الطعام أو قلته إنما هذه النكهة التي لا نشعر بها إلا عندما نجتمع ..
\~\~\
يوم جديد..نهار باسم.. وشمس ساطعة
نفس الطبق علي الطاولة ..طبق صغير وإنما نكهة عائلية !
تمتد الأيادي وينتهي الطبق ..
وفتاة ترتدي ملابسها المدرسية وتتذمر قائلة :أمي لماذا علي أن أرتدي ملابس أختي؟ إنها بالية ستسخر مني صديقاتي !..
تقول الأم وهي تربط لها حزامها : احمدي ربك صغيرتي هناك من لا يجد ملابساً يرتديها !
\~\~\
يوم جديد..نهار حالم..وشمس صبوحة
نفس الطبق علي الطاولة طبق صغير ولكن نكهة عائلية !
وصوتها تتذمر:أمي اريد لعبا جديدة لماذ كل ألعابي قديمة؟!
وترد الأم بهدوء: عزيزتي ألعابك جميلة مثلك احمدي ربك هناك اطفال مثلك لا يستطيعون أن يلعبوا..
\~\~\
يوم جديد..نهار غريب.. وشمس قلقة
ونفس الطبق علي الطاولة طبق صغير ولكن نكهة عائلية !
يقول الأب في حزم:
لقد قررت ان اذهب للعمل في الخارج !
بدا الوجوم واضحا علي الجميع فأكمل الأب مبررا:
هناك فرص عمل افضل ومرتبات أكثر و..سآخذ محمداً معي التعليم هناك افضل !
وكان الصمت سيد المكان !
\~\~\
يوم جديد .. نهار كئيب.. وشمس حزينة خلف الغيوم
دموع وعناق..كلمات تخنقها العبرات
الطبق الصغير استبدل بآخرٍ أكبر منه !
طبق كبير كما كانت الطفلة تريد ولكن ضاعت النكهة..وتفرقت العائلية !
كانت طفلة عادية للغاية.. أو هكذا كانت تظن !
كانت تنظر للغيوم طويلا وتسرح في خيالاتها..
تحب الذهاب للتنزه عطلة نهاية الأسبوع..
تحب الأزهار كثيراً وكذلك الألعاب القطنية وإن حصلت علي إحداهما تكون علي وشك الطيران !
تعشق السمااء بشدةولطالما تمددت علي عشب حديقة منزلهم فقط لتتتأمل فيها .. تلك السماء
تحب أن تشاهد شروق الشمس تشعر بأن أملها يتجدد عند رؤيته..
لم تحب الغروب كثيراً تعتبره رحيلاً وهي لا تحب الرحيل بأي شكل من الأشكال وغن تلته عودة تخاف منه وفقط !
لم تكره أحداً يوماً فقد كانت تري الغضب والكره والحقد وغيرهم الكثيرا مشاعراً "متوحشة" لا مكان لها في عالمها "اللطيف"
أحيانا حينما تسمع أشياءَ من التي تضعها تحت صنف الشريرة أو القاسية تحاول أن لا تصدقها! أو أن تثبت أن هذا غير حقيقي! فوجود أشياء كهذه في عالمها اللطيف لهو أمر جد مرعب !
طفلة..عادية..بريئة..للغاية !
الطفلة تكبر ! وشيئا فشيئا بدأت تشعر بذلك ..
إنها ليست عادية أبداً بينـ"هم"
لا تعلم لماذا هم يسخرون منها !؟
لماذا لا يشبهونها..
أليسوا مثلها؟ أليسوا أطفالاً "عاديين" !؟
ليست تدري حقاً لم يقولون عنها تافهة؟ألم يجربوا من قبل كم هو ممتع أن يتبادلوا الحديث مع الدمي أو يلعبوا معها؟!
كثيرون قالوا لها:
أحلامك تافهة! عالمك تافه! افهمي كل هذا لا فائدة منه ! انظري إلي حال من كانوا مثلك يوما هل افادتهم أحلامهم؟! متي تفهمين !
لم تستجب لهم كانت ترى أن تخليها عن أحلامها في حد ذاته "قسوة" عليهم !
ربما تلك الصغيرة لم تفهم.. كلنا كنا يوماً أطفالاً "عاديون" مثلها ولكن...
ربما العاديون اصبحوا هم الغريبون !
نحن اكتشفنا أن الزهور و قوس المطر والعالم اللطيف لم يوجدوا يوما إلا بأحلامنا ! واكتشفنا أن أحلامنا تلك علينا أن نغلق عليها الباب ونتركها بلا رجعة لنتمكن من الحياة في هذا العالم الذي نعتناه يوماً... بالـ"لطيف"!
ولكن يا صغيرتي في عالمنا هذا بات قوس المطر أنانيا أجل فقد رحل تاركا لنا اللون الأسود فقط ليملأ المكان!
والسماء بات لونها الأزرق شااحبا لم تعد تلك السماء التي أبحرنا فيها عندما كنا صغاراً !
حتي الزهور ذبلت صغيرتي لم تستطع الحياة في عالم كهذا !
كل شئ حلمنا به في طفولتنا بطريقة أو بأخري قد اختفي.. قد تحطم, قد رحل تاركا إيانا نعاني مرارة فقده !
ربما ستنظرين إلي والدموع تترقرق في عينيكِ البريئتين وتصرخين في وجهي بأن هذا كله خطأ وأن عالمك لا يمكن أن يحدث به هذا .. وأنا...
أنا لن أعارضك مجدداً ..
فلربما فعلتها يوماً ونجحتِ في إقناع قوس المطر بالعودة لينثر ألوانه ها هنا..
ربما !
.
ونقطة من آخر السطر .
المفضلات