بشارُ ما أقرب الجاني من الصَفَدِ :

والخوفُ في نحرهِ، والحتفُ بالرَّصدِ

هوتْ عروش الملا من دمع ساجدةٍ :

ودعوةٍ عرجت للواحدِ الأحدِ

من أين تأنسُ والمظلومُ محترقٌ :

وقد فجعتَ فؤادَ الأمِ بالولدِ!

وكيف تسلو وللثارات زمجرةٌ :

وسوءُ ذكرِكَ كالطاعونِ في البلدِ!

حاذرْ فظلُّك شهمٌ سلَّ مديتهُ :

لطعنةٍ تخلطُ الأحشاءَ بالكبدِ

وفي ثيابِك نيرانٌ مسعّرةٌ :

كأنّها نُسِجت من حمأةِ المسدِ

شرابُكَ الهمُّ لا يرويكَ من ظمأٍ :

وزادك السمُّ في الحلقوم كالعقدِ

وملءُ سمعِكَ صرخاتٌ مدوّيةٌ :

تقحّمت ما تبقى منكَ من جلَدِ

فلتحتس الموتَ أنصالا مثقفةً :

في أعينِ الجندِ والحرّاسِ والعُددِ

يانعجةً لبست جلد الأسود مدى :

قد
آنَ أن تخلعي لبَّادةَ الأسدِ!!

....

الشاعر /صالح بن علي العمري