السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد وصب وتعب ألقت بجسدها المتهالك على سرير نومها ،،
متجاهلة بذلك تلك الأصوات المتعالية من حولها مستمتعة بأن يوم ما من حياتها قد أنقضى وفى نفسها أمنية تخفيها أن يكون الأخير ! خرج الجميع إلى أعمالهم وأغلقت وراءهم باب بيتها ،،
وجلست لتتأمل حالها وأى حال كانت هى فيه ! ،،
أخذت تتأمل حياتها من بدأ مولدها إلى هذه اللحظة وهى تبكى بحرقة ،،
تتذكر أن كانت صغيرة لا أحد فى البيت غير أخيها الكبير وهى لم تكن تلعب مع أحد ولا تعرف أحد اً إلا أخيها الأكبر الذى هو عالمها الكبير الصغير ،،
فقط ما أن تصحوا حتى تصعد إلى سطح منزلها وتبنى بعض ألعاب صنعها خيالها البرئ من طين أو خشب أو حتى ورق لتصنع دمية تبدو ملامحها حزينة ،،
لكنها تضحك كلما نظرت إليها،،
ثم يأتى أخوها الأكبر ويقول لها ما تلك الدمية الحمقاء ،،
أنها تشبه وجه مدرس الألعاب أرينى إياها ويمحو أثارها بيديه وهو يضحك بسخرية ،، دعك من هذا وأذهبى لتناول الغداء ،،
والصغيرة تقول فى نفسها "نعم ما هذا الهراء أنها تبدو كخرقاء يتدلى من ثبوبها ذيل " وتبتسم لأخيها"أنا قادمة "،،
وتمضى فى تذكرها لماضيها ،،
تتذكر ذاك اليوم بوضوح يوم أن ولدت أمها طفلاً جديداً وكيف بال على تنورتها الجديدة وكيف سامحته وقالت " لا عليك يوماً ما سأجعلك تندم على ذلك " وهى تبتسم له ،،
وبعد أيام مرت وأيام أخرى أتت تتذكر حين أصبحت فى سن ليس بالصغير ،،،
حين دعت أخيها الذى يكبرها فلم يجبها ،،
وقالت " أنه يجلس على الحاسوب لربما كان مشغولاً سأحاول أن أخبره فى يوم أخر عن موعد زفافى "وهى تحاول أن تتعود الأمر فليست هى المرة الأولى التى دعته فيها وهى توقن أنه لن يجيبها ودعت أخيها الصغير ليحضر ثوب زفافها من المغسلة فأجابها بعنف " لن أذهب أبحثى عن غيرى أريد أن أتابع حلقة المسلسل الذى أحب سيبدأ الأن " وهى تعلم أنه لن يذهب لأن مسلسله المفضل الذى تعرف موعده جيداً وتحفظه على وشك البدء ،،
نزلت دموعها على خدها بلا شعور ،،
ومسحتها بسرعة كما أعتادت ،،
وأخذت تحدث نفسها " لم تكن تلك الدمية بخرقاء أبداً ولم يكن ذيلاً إنما كان ثوباً طويلاً يسير معها على الأرض ،،
لم يكن أخى مشغولاً أبداً بل ذهب مع صديقة فور أن نادى عليه ،،
لم أنزعج من أخى الصغير أبداً رغم أننى أحببت تنورتى كثيراً ،،
لم يكن المسلسل الذى يشاهده هاماً لدرجة رفض طلبى بل كان إعادة لإحدى الحلقات التى يحب مشاهدتها أكثر من مرة "
كل هذا تتذكره وهى مغمضة عينها فى محاول لأن تنام لينتهى اليوم الجديد ويأتى يوماً أخر لا تريده يأتى ،،
أعتذر عن الأسلوب الردئ فى اللغة أو السرد ,اعذرونى هى من أوائل التجارب ><
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المفضلات