السلام على الأرواح الجميلة من الزمن الجميل ورحمة الله تعالى وبركاته،،
عودة إلى مكانٍ أشتاق دائمًا ~
قمة في الرقيّ والجمال والمغزى الأدبيّ الشاهق وأسلوبٌ تفتقد أقلامنا :
وأخذ يكتب ويكتب... وكأن الزمن يداهمه ويفر من بين يديه... (قــصـة شوق وحنين)
مقتطفــة :
أطل من النافذة، كان الشارع خالياً إلا من بعض المارة الذاهبين إلى تأدية صلاة الفجر... أضواء المآذن أدخلت قليلاً من الدفء إلى جسده المسكون بالصقيع، جرجر قدميه وعاد ليجلس خلف طاولته الخشبية لف نفسه بغطاء صوفي أرسلته له أمه من القرية قبل هجمة الشتاء القاسية وأخذ يكتب ويكتب... وكأن الزمن يداهمه ويفر من بين يديه... حتى الحروف تنفر من بين أصابعه لاهثة واهنة، كأنها تسخر منه وتضن عليه بملامستها، فناجين القهوة الكثيرة التي سكبها في جوفه جعلت يديه ترتعشان وكلما راهن على قلم جفَّ حبره، دفعته حروفه التي لا تنطفئ... فبدّل قلمه بآخر أكثر حرارة وهو يسأل نفسه:
لماذا أكتب؟...! فلا عين تقرأ ولا أذن تسمع!! لقد مل الناس من الكتابة ودخلوا عصر السرعة والإعلانات والمهرجانات والتقدم...
لمن أكتب...؟ للأزهار المسيجة بالسكون... أم للأشجار المثخنة بالجراح بعد أن تحولت إلى فحم المقاهي... للأمهات اللاهثاتخلف قوت أطفالهن... للآباء الذين سرقتهم الحيرة المريرة، أخذ رشفة من قهوته المرة وترك القلم... يبدو لي أن سوق الكتب يعاني من حالة ركود عامة. استدار نحو المدفأة... تسلقت نظراته للوحة لفتاة.. تخيلها ملفوفة بالحرير على سريره البارد تحتضن بقايا جسده الراعش وتداعب بيديها الناعمتين شعره الأشيب، أراد أن يدفئ صقيع قلبه وروحه العارية.. فجرحته خشونة طاولته الخشبية... غمغم في نفسه وأسند رأسه إلى الطاولة، ها أنا يداهمني الفشل حتى في الأحلام.
.. القلب الكبير ..++(...وجئتكم من سبا بنبأ يقين...)++
....................................
أريكة ارتياحٍ تحمل ثراء فائدة وعناقيد جمــآل :
albalasi
المفضلات