[الليبرالية وأفراخها] خطر وداء وفساد عظيم

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 14 من 14

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post [الليبرالية وأفراخها] خطر وداء وفساد عظيم










    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    . . .

    الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد . .

    قد ظهر في أمة الإسلام خطر ووبال ؛ هُم قوم من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا
    {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}

    أرادوا أن ينقلوا الحضارة الزائفة والانحطاط الاخلاقي الغربي إلى عالمنا الإسلامي بدعوى التحضر والثقافة .

    بذلوا ما يملكون وقدموا لأجل ذلك كل شيء وكأن لسان حالهم يقول : ما قاله بلعام للجبابرة :
    "قد ذهبت الآن مني الدنيا والآخرة ، فلم يبقَ إلاّ المكر والحيلة ، فسأمكر لكم وأحتال"

    فوقعت بأيديهم وتمكنوا من بعض البلاد ، فغاصت في وحل الرذائل والانحطاط والفساد

    لكن تبقى لشعوب المسلمين غيرة على الإسلام مع ضعف في الإيمان ووهن وانكسار

    تبقى لهم حب للدين والتمسك به ، حب للشريعة الغراء وتحكيمها بينهم

    لعلمهم أنها الحل الوحيد وأنها هي العدل والمساواة والحرية الحقة التي يريدونها وليست حرية أولئك الشرذمة الخبيثة مُدّعية الحضارة والتقدم !!

    (العلمانية والليبرالية والإنسانية) أسماء جوفاء ، وضحك على العقول ، طبقت في دارٍ ممسوخة "الدين والأخلاق" فأرادوا إعادة التجربة على بلاد أهل التوحيد والصلاح ، فخابوا وخسروا وباءت محاولاتهم بالفشل

    وأصبح أتباع هذا التوجه في الحضيض يذمون ويلعنون على المنابر

    ولا ننكر أن بعض المسلمين قد خدعوا بهؤلاء الزنادقة وبدعوتهم الماحقة

    ولكن هيهات أن ينعدم الخير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم

    وسيبقى أولئك الحقراء
    (العلمانيين والليبراليين والديمقراطيين) في أسفل السافلين

    ويبقى ذكرهم في التاريخ بأنهم : بغال لا تعقل شيء فقط تتبع بلا عقل ولا فهم للغرب وأنهم عملاء لا قيمة لهم

    قالوا :
    "اشتهر الحمار بالبَلادَة ، وأبلَد منه البغل ، وأبلَد منه من ينتسب إلى العلمانية أو الليبرالية في بلاد الإسلام .."

    فهم يتبعون الغرب في كل شيء حتى دون تفكير فيما يتبعونه ويريدون أن يثبتوه وينشروه في بلادنا

    قال أحدهم :
    (إنا عزمنا أن نأخذ كل ما عند الغربيين حتى الإلتهابات التي في رئيهم والنجاسات التي في أمعائهم)

    هذا ملخص نقلته لكم عن الليبرالية وهي ربيبة العلمانية ، وعليه : يجب أن تكونوا على بينة ومعرفة بمثل هذه المذاهب الهدّامة .




    تعريف الليبرالية : وتعني في اللغة :
    التحررية أو الحرية .
    وفي الاصطلاح : هي مذهب فكري يركز على الحرية الفردية، ويرى وجوب احترام استقلال الأفراد، ويعتقد أن الوظيفة الأساسية للدولة هي حماية حريات المواطنين مثل حرية التفكير، والتعبير، والملكية الخاصة، والحرية الشخصية وغيرها.
    ولهذا يسعى هذا المذهب إلى وضع القيود على السلطة، وتقليل دورها، وإبعاد الحكومة عن السوق، وتوسيع الحريات المدنية.
    ويقوم هذا المذهب على أساس علماني يعظم الإنسان، ويرى أنه مستقل بذاته في إدراك احتياجاته





    الليبرالية في سطور :


    1- الليبرالية هي :
    مذهب رأسمالي .
    2- المنطلق الرئيس في الفلسفة الليبرالية هو أن الفرد هو الأساس بعيداً عن التجريدات والتنظيرات.
    3- الليبرالية : هي أن نطيع القوانين التي اشترعها الليبراليون أنفسهم .
    4- حقوق الليبرالي : حق الاختيار، وحق التعبير عن الذات وحق البحث عن معنى الحياة .
    5- العالمية اليبرالية هي اتحاد عالمي تأسس سنة 1947 تحت اسم اتحاد الأحزاب التحررية العالمي .
    6- الليبرالية (liberalism) اشتقت كلمة ليبرالية من ليبر liber وهي كلمة لاتينية تعني
    الحر .
    7- نشأت في أوروبا ضد
    اضطهاد الكنيسة الديني في القرن التاسع عشر الميلادي .
    8- من رؤوسها : جون لوك ديموقراطي النزعة، وبنثام كان نفعي النزعة، وفردريك باستيا (Frédéric Bastiat) وهو منظر ليبرالي كلاسيكي واقتصادي سياسي فرنسي، من أنصار المذهب الحر في الإقتصاد ، وغيرهم ..
    9- شعارها : تنادي الليبرالية :
    بالحرية المطلقة للفرد في السياسة والاقتصاد وغيرها من المجالات .
    10- تنادي بالقبول بأفكار الغير وأفعاله ، حتى ولو كانت متعارضة مع أفكار المذهب وأفعاله ، شرط المعاملة بالمثل .
    11- اليبرالية من جهة التوجه نوعان : ليبرالية سياسية تقوم على : التعددية الإيدلوجية والتنظيمية الحزبية.
    12- والنوع الثاني : ليبرالية فكرية تقوم على : حرية الاعتقاد ؛ أي
    حرية الإلحاد ، وحرية السلوك ؛ أي حرية الدعارة والفجور .
    13- الليبرالية من حيث أصولها ومنشئها نوعان : ليبرالية كلاسيكية وتهتم بالسياسة وترى تنحية تدخل الدولة مطلقا .
    14- والنوع الثاني الليبرالية العصرية : ترى تدخل الدولة لحماية الحريات والإهتمام من قبل الدولة بالإقتصاد .
    15- هدفها الظاهر : تهدف:
    (زعمت) لتحرير الانسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية) .
    16- تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها ، وتتكيف حسب ظروف كل مجتمع، وتختلف من مجتمع غربي متحرر إلى مجتمع شرقي محافظ.
    17- منهجها في السلوك : الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات .
    18- علاقتها بالدين : أن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك .
    19- المرجعية : الليبرالية لا تعترف بمرجعية ليبرالية مقدسة.
    20- نداءاتهم في بلاد الإسلام : في بلاد الإسلام ينادون :
    بتحرر المرأة من قيودها (أي الشريعة) .
    21- ومن نداءاتهم أيضا : الدعوة الصريحة أو غير الصريحة
    للإختلاط .
    22- من مواضيعهم في بلاد المسلمين : المرأة وحريتها
    (والكلام في رجال الحسبة) ، والتساهل في التعامل مع الكافر (يصفونه بالآخر) ، والتعبير الحر ونحو هذه المواضيع .
    23- مصادرهم التي يرجعون إليها هي
    كتب الفلاسفة الغربيين وقصصهم وتراثهم الفكري .
    24- يعتبرون الليبرالية هي
    الملجأ الوحيد والمخلص للناس اليوم وأنها عصر التنوير .
    25- من ينصرون ؟ ينصرون كل
    صاحب فكر معوج كفكر المعتزلة العقلاني وينصحون به ، وينصرون كل مخالف للشريعة بأي نوع من أنواع المخالفة ، وينصرون كل متمردة على دينها ووالديها ويسمونها متحررة .
    26- وينصرون كل حركة خارجية خرجت في الإسلام ضد حكامها (المتسلطين على حد زعمهم) وينشرون لهؤلاء في صحفهم ومجلاتهم ويفتحون لهم مطابعهم ويلتقون بهم في الإجتماعات الأدبية بالذات وفي أماكن
    الشهوات والملذات كدور السينما وغيرها .





    * حكم الله فيهم : الليبرالي الذي يدعو إلى الحرية المطلقة فهو يدعو لكل رذيلة وألحاد وكأنه الإنسان خلق عبثا !.
    وما معنى أن نقول : أنت حر ، صلّ أو لا تصلّ ، صمّ أو لا تصمّ ، زكّ أو لا تزكِّ ؟
    معناه : أنه أنكر فريضة من فرائض الإسلام ، بل فرائض الإسلام كلها ، وأباح الزنا واللواط والخمر ، فكيف يكون مثل هذا مسلم ؟!!
    ومن يريد الحرية المطلقة التي لا تخضع إلى قيود الشريعة ،
    ويُنكر الأحكام الشرعية ؛ من الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومشروعية الجهاد في سبيل الله وغير ذلك من الأحكام .

    كيف يكون مثل هذا مسلماً مستسلماً لله بالتوحيد والطاعة ؟!

    {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}






    ملحق [1] :

    مقالان وضعتهما للفائدة :

    (الليبراليون الجدد.. عمالة تحت الطلب)

    " كتب جون بي آلترمان (Jon B. Alterman) مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية الأمريكي (Center for Strategic and International Studies) مقالاً تحت هذا العنوان ، تحدث فيه عن تنامي الدعم الغربي لليبراليين العرب ، محذراً من أن تعاظم هذا الدعم سيضر الليبراليين العرب ولن يفيدهم ، ومحذراً الغربيين من الرهان عليهم.

    ويعد هذا المقال اختصاراً لمقال آخر كان قد كتبه أصبحت الحاجة ماسة إلى الليبراليين العرب أكثر من أي وقت مضى؛ حيث يرى فيهم بعض الغربيين الأمل والقوى القادرة على مواجهة خطر «القاعدة» لذلك يدعوهم كبار مسؤولي الحكومات في واشنطن ولندن وباريس وغيرها من العواصم الغربية إلى موائد الأكل وشرب الخمر .

    لقد ازداد
    الدعم الغربي لليبراليين العرب ، لكن يبدو أن تنامي هذا الدعم قد يحدث تأثيراً معاكساً ؛ فبدلاً من أن يؤدي إلى تقويتهم فإنه سيؤدي إلى تهميشهم ووصمهم بالعمالة ، بل جعل الكثيرين يتشككون في الإصلاح السياسي الذي يسعى الغرب إلى تحقيقه في المنطقة.

    يعتبر اتخاذ السياسة الغربية لليبراليين العرب قاعدة انطلاق لتنفيذ سياساتها في المنطقة أمراً منطقياً؛ بالنظر إلى التجانس الموجود بين الطرفين؛ فالليبراليون العرب على مستوى تعليمي جيد، ويتحدثون الإنجليزية بطلاقة، وفي بعض الأحيان يتحدثون الفرنسية أيضاً.

    فالساسة الغربيون يجدون الراحة في التعامل معهم وهم كذاك يحبون التعامل مع الغرب.

    لكن إذا أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا، فيجب أن نعترف أن الليبراليين العرب القدامى قد كبر سنهم وازدادت عزلتهم وتضاءل عددهـــم، ولـم يعد لهــم إلا تأثيـر محدود في مجتمعاتهم والقليل من الشرعية؛ فهم بالنسبة لمواطني بلــدانهم وبخاصـة الشبــاب منهــم لا يمثــلون أمل المستقبل، بـل يمثلــون الأفكـار الغابـرة التـي لـم تنجـح في الماضي، ولـم يعـد لديهـم القـدرة على استمالة قلوب وعقول أبناء بلدانهم.

    إن اهتمام الغرب المتزايد بالليبراليين العرب
    يُنذر بتأزم موقفهم ، ويجعلهم يوصَمون بالعمالة ، ليس العمالة الهادفة إلى تحقيق الحرية والتقدم، ولكن العمالة للغرب ومساعدته في مساعيه لإضعاف وإخضاع العالم العربي.

    بل الأسوأ من ذلك جعلهم يتحولون إلى الغرب؛ حيث يجدون حفاوة الاستقبال تاركين بذلك مجتمعاتهم؛ لأنهم لا يجدون فيها تلك الحفاوة التي يجدونها في الغرب.

    إن الناظر إلى حال الليبراليين العرب يجد أن السواد الأعظم منهم ينتظر أن تأتي الولايات المتحدة
    لتسلمهم مفاتيح البلاد التي يعيشون فيها؛ في الوقت الذي تقوم فيه الجماعات المحافظة بعمل برامج نشطة إبداعية مبهرة يقدمون من خلالها مجموعة من الخدمات التي تمس الحياة اليومية للمواطنين.

    مع هذا؛ فإن كثيراً من الليبراليين يعتقدون حتى الآن أن دورهم ينتهي بمجرد كتابة مقالة.

    وإن من غير المحتمل أن يؤدي هذا الدعم المتنامي إلى انغماس هؤلاء الأشخاص في مجتمعاتهم، بل على العكس؛ فإن ذلك الدعم سيشكل حافزاً لهم لتعلم كيفية الحصول على المساعدات من الهيئات الغربية التي تقدم المعونة.

    وقد ذكر لي أحد أصدقائي بالإدارة الأمريكية أن نموذج المتلقين للمعونة التي تقدمها الإدارة الأمريكية هو ابن لأحد السفراء من أم ألمانية وتصادف أنه يدير منظمة أهلية.

    إن تقديم المساعدات إلى تلك المنظمات لا يجعلها تبدو نبتاً للوطن بل على العكس يقلل من ذلك التصور.





    إن السياسة الحكيمة تقتضي تنفيذ النقاط الثلاث الأساسية التالية بدلاً من الرهان على الليبراليين العرب:
    أولاً: أن نستثمر الحرية؛ وذلك بأن ندعم الحرية للجميع ليس فقط لمن يدعمون أفكارنا، بل ولمن يعارضونها.
    وقد يرى بعضنا
    أن الضغط على الحكومات العربية لإتاحة المجال أمام حرية التعبير وحرية إنشاء الجمعيات الأهلية والانضمام لها يشكل خطراً كبيراً، خاصة في ظل الحرب العالمية على الإرهاب. لكن ذلك أمر غاية في الأهمية؛ لأن تلك الحرية ستوجد سوقاً حرة تُعرض فيها كل الأفكار، وهو الأمر الذي سيمكِّن الليبراليين من كسب الدعم الشعبي بدلاً من أن يُنظَر إليهم على أنهم قد اختيروا من الغرب ليكونوا بديلاً عن القوميين والمحافظين والراديكاليين.
    نحن دائماً ندعي أننا نرغب في أن تقوم دولة عظمى بإدارة الشرق الأوسط كي تتيح المجال للمنافسة.
    إذاً لماذا لا نرحب بتلك المنافسة بين الأفكار المبنية على مبدأ تكافؤ الفرص للجميع؟

    ثانياً: يجب أن نقلل من الشروط والصفات المطلوبة في المنظمات التي نقدم لها الدعم.
    فعدم تقديم الدعم لمنظمات تقوم بأعمال إرهابية يعد أمراً طبيعياً.
    لكن سياسة منع الدعم عن المنظمات التي لا تقدم الدعم لسياستنا تعتبر هزيمة لأنفسنا، وستؤدي بنا إلى العزلة، كما ستضعف من مصداقية كل من نرغب في العمل معه.

    ثالثاً وأخيراً: يجب استحداث أنشطة جديدة
    لا تحمل ختم الإدارة الأمريكية؛ هذه الأنشطة الجديدة يمكن أن تنفذ بمشاركة من الحلفاء الأوروبيين الذين يشعر الكثير منهم بالقلق من تأزم الوضع السياسي والاجتماعي في العالم العربي.
    بعض الأنشطة الأخرى يمكن أن تقوم بها المنظمات الأهلية والجامعات ومؤسسات أخرى.
    الهدف من ذلك ليس إخفاء الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة في هذه الأنشطة، بل الهدف هو جذب قطاع كبير من المجتمعات الشرق أوسطية إلى قطاع كبير من المجتمعات الغربية.
    كما يجب أن
    لا نتخلى عن الليبراليين العرب؛ فكثير منهم يقاتل بشجاعة في سبيل تحقيق أفكار ندعمها، والتخلي عنهم سيبعث بـرسـائل خاطئـة.
    لكـن فـي الوقـت نفـسه يـجب أن لا نعلق أملنا على نجاحهم؛ فالأفضل لنا أن نحقق نجاحات جزئية مع قطاع كبير من العامة بدلاُ من أن نحقق نجاحاً كبيراً مـع مجموعة مـن النخبـة المنعـزلة والتـي لا تتمتع بأي تفويض شعبي.

    إننا نريد أن نروِّج للفكر التحرري بين جماهير العالم العربي الموجودة في القاهرة وبغداد وبيروت، وليس في واشنطن ولندن وباريس؛ لذلك يجب أن يأتي الدعم المقدم إليهم من حكومات تلك الدول وليس من الحكومات الغربية.
    وإذا نسينا ذلك فعندئذ لن نكون قد أسأنا لأنفسنا فقط، بل سنكون قد أسأنا في حقهم أيضاُ
    " . . .







    (واجبنا تجاه هجوم العلمانية واللبرالية)

    " لا يخفى عليكم ما يقوم به العلمانيون والليبراليون في هذا الوقت من هجوم شرس على ثوابت الأمة.
    فما الواجب تجاه هؤلاء؟

    العلمانية غربية المولد نشأت تمرداً على
    الكنيسة المحرفة، فبعدما حاولت الكنيسة التوفيق بين اللاهوت والعلم، وفشلت وخشيت التمرد من أهلها، لجأت إلى الفكر اليوناني إلى فلسفة أرسطو محاولة الاستنجاد بها، فقامت فلسفة تدعى السكولاستية (scholasticism).

    فبنو تجديدهم هذا على منطق أرسطو ومفهومه لما وراء الطبيعة، محاولين إخضاع الفلسفة للاهوت أو للتوفيق بينهما، وكان مَن رواد هذه الفكرة هو توما الأكويني، فقد حاول إقامة صلة بين العقل والدين المحرف بكل وسيلة وطريقة لما يبدو ظاهراً جلياً من شدة التنافر وعدم التقارب بين الكنيسة المفاهيم النصرانية المحرفة وبين العلم.

    ولما نشط التنافر وكان هناك من يحيه من المناوئين لتوما الأكويني ومن حذا حذوة، بدأت تظهر ردود الفعل ضد هذه الفلسفة المسماة السكولاستية وضد منظريها.

    حينها أخذت الفكرة الفلسفية تتجه نحو التصورات الدنيوية المعزولة عن اللاهوت أو عن الدين، بعد أن فشلت النصرانية المحرفة في تقديم أصول وأفكار تنسجم مع واقع متطلباتهم الجديدة أو مع واقع حياتهم الدنيا.

    وتمخض هذا عن ظهور الحركة العلمانية seular humanism وهي تعني دنيوي علماني مرتبط بالدنيا غير مرتبط بعالم أخروي، وهذه الحركة تهدف إلى ترسيخ التصور البهيمي الجاهلي وهو التصور الدنيوي معزولاً عن الآخرة، ووجدت هذه الفكرة قبولاً لدى الغرب وأغلب أتباعها هم من اللا دينين.

    ثم أخذت هذه الحركة تمتد من تصور الحياة إلى الفلسفة الفكرية إلى السياسة والأدب، فهي تحرص على عزل التصور الديني المرتبط بالآخرة عن التصور الدنيوي مهما كان التصور الأخروي معاملة أو فكرة أو سياسة أو سلوكاً وغير ذلك.

    وهي تركز بالدرجة الأولى على الحرية الفردية في الاختيار والتدبير، وأن العقل خلق ليختار لا ليحكم، ومنشأها في أوربا من إيطاليا ثم عمت أوربا ثم نقلت إلى أمريكا.

    وكان أول من سيَّس هذه الفكرة هو الإيطالي نيكو ميكايا فيلي في كتاب سماه (الأمير) ، ونصح فيه السلطان مهما كان موطنه أن يتخلى عن الأخلاق وما تمليه النواميس النصرانية أو العرفية ، وليعتمد على المصالح المادية والدنيوية ويدور معها حيث دارت إذا أراد ثبات سلطانه وبقاءه .

    وهذا هو النهج السائد الآن في معاملة أغلب الدول سياسياً، وتحت هذه الدعوة انسحقت الأخلاق والقيم وحقوق الإنسان التي يدندن حولها كل من أراد مطمع في ضعيف .

    ثم جاء من تأثر بهذه الفكرة من أبناء المسلمين
    ممن تربى تربية غربية إما بالإقامة بين ظهرانيهم أو بالدراسة أو بالمزاوجة وغير ذلك، وأخذوها عن جهالة وعدم تبصرة، صاحبها انبهار بما عليه الغرب فرسخ قواعدها، فكان في نفوسهم تلازم غير مشعور به بين الحضارة الغربية الصناعية وبين العلمانية.

    وجهلوا أن الإسلام دين الله المحفوظ بحفظه جعله الله صالحاً لجميع الناس في جميع الأحوال،
    وليس فكرة وضعية تناسب يوماً دون آخر، وشخصاً دون آخر، فقلدوا العلمانية وجهلوا أصلها، وجهلوا شريعتهم وانصرفوا عنها.

    فبدؤوا الدعوة للحرية والدعوة للعلمانية والمروق من التعاليم والقيم الإسلامية، عن جهل وضياع فكري، وإعارة تامة للأذهان بطريقة بهيمية حيوانية.

    ونتج عن هذا أن كانت الحضارة العلمانية الغربية أرفق من العلمانية العربية، فتصور العلمانيون العرب التلازم السابق ذكره بين العلمانية والحضارة الصناعية الغربية، نتج عنه
    المبالغة في الانخراط في الأخلاق الغربية والقيم، والبعد عن الدين، وكانت دعوتهم تدعوا للتأسي بالغرب خلقاً أكثر من دعوتهم للتأسي بالغرب صناعة وتحضراً تقنياً.

    وقاموا بسلوك أي سبيلٍ لبلوغ الغاية وكان أعظم مسالكهم هوَ
    تزييف الحقائق فكانت الدعوة سريعة الانتشار لكنه سريعة الاندثار فتزييف الحقائق كتزييف النقود مربح جداً، لكنه خطيرٌ جداً، فصاحبه يسقط في يوم واحد، وتكسد تجارته.

    فدعوتهم لامعة لكن لمعانها كسراب بقيعة، يدعون لنجاة الأمة والأخذ بها من الحضيض وليس لهم من دعوتهم إلا عباراتهم الجميلة.

    وقد صدق الرافعي حينما قال في أمثالهم: هم يقولون أنّهم يريدون بآرائهم الأمة ومصالحها ومراشدها، ويقولون في ذلك بما يسعه طغيانهم على القول واتساعهم في الكلام واقتدارهم على الثرثرة، حتى إذا فتَّشت وحقَّقت لم تجد في أقوالهم إلا ذواتهم وأغراضهم وأهواءهم يريدون أن يبتلوا بها الناس في دينهم وأخلاقهم ولغتهم، كالمسلول يُصافحك ليُبلغك تحيته وسلامه، فلا يُبلِّغك إلا مرضه وأسباب موته.

    فدعوا للحرية وهذا مطلب جاهلي قديم وإن غير مسماه طالب به قوم شعيب وجهال قريش، وبحثوا يريدون في كل حكم شرعي علة ظاهرة تقنع كل عقل مهما ضحل وقل فهمه، وإلا فالشرع متهم، ونسوا أن الحكمة لو كانت ظاهرة جلية في كل حكم، وقبلها كل عقل بلا أدنى تفكر، لأصبح لا يخالف الشرع إلا المجانين والسفهاء، ولا محل للابتلاء حينئذٍ .

    فقد نهى شعيب قومه عن معاملات اقتصادية محرّمة فطلبوا الحرية، فقالوا:
    ما علاقة صلاتك ودينك باقتصادنا!! ، قال تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} (هود: 87).

    قال القرطبي: "قيل معنى {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} (سورة هود87) إذا تراضينا فيما بيننا بالبخس، فلِمَ تمنعنا منه، {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} (سورة هود87)؛ يعنون: عند نفسك بزعمك".
    روى ابن جرير قال: حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله قالوا: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}(سورة هود87)، قال: "نهاهم عن قطع الدنانير والدراهم، فقالوا: إنما هي أموالنا، نفعل فيها ما نشاء، إن شئنا قطعناها، وإن شئنا حرقناها، وإن شئنا طرحناها".
    ونهى نبينا صلى الله عليه وسلم جُهَّال قريش عن الرِّبا؛ فقالوا: {إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} (البقرة: 275) قال ابن كثير: "البيع مثل الربا: أي هو نظيره، فلِمَ حُرِّم هذا وأُبيح هذا؟!
    وهذا اعتراض منهم على الشرع، أي: هذا مثل هذا، وقد أحل هذا وحرم هذا!!". انتهى كلام ابن كثير.





    والواجب على المسلمين عامة في مواجهة هذا الفكر ورموزه:
    1-
    التحذير منه وبيان ما فيه من مُحادَّة الله ورسولة ومناقضته للفِطْرَة الحَقَّة.
    2-
    التحذير وبيان حال رموزه ومُنَظِّرِيه، لكي يكون الناس منهم على حذر.

    ولأصحاب الفكر دعوات متنوعة، وأفكار متشعبة، ومن خلال قراءتي لكلامهم، والتأمل في أطروحاتهم، فإني لم أجد لهم حتى الآن أصلاً واحداً يسلم من النقض طرداً أو عكساً، ولو كان في المجال متسع لأوسعت الكلام في هذا الموضوع فإنه هام
    " . . .







    ملحق [2]

    مقاطع فيديو لتتعرف أكثر عن هذا الداء :





    تفسير آيات تأولها الليبراليون
    (الشيخ عبد العزيز الطريفي)


    1



    2



    3



    4




    ، ، ،


    ساعة حوار - أزمة الليبرالية في السعودية :

    1



    2



    3



    4




    ، ، ،


    ساعة حوار - أزمة الليبراليين في المشهد الثقافي :










    ملحق [3]


    كتب ومواقع :

    ثلاثة كتب ننصح بقراءتها:

    "العقلية الليبرالية في وصف العقل ووصف النقل"
    (عبد العزيز بن مرزوق الطريفي)












    حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها
    (عبدالرحيم السلمي)



    لم أجد رابط تحميل للكتاب نفسه لكن وجدت كتابين يتعلقان به ، هما :

    خلاصة كتاب : حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها للدكتور عبدالرحيم السلمي
    (أ.إيمان بنت محمد عايض العسيري)




    ، ، ،

    اختصار وتهذيب مع بعض الإضافات لكتاب حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها
    (سليمان الخراشي)










    "رواية : زوار السفارات"
    (محمد بن صالح الشمراني)












    مواقع للفائدة والاستزادة عن الليبراليين :


    الليبرالية في الميزان


    ليبرالي >> حقائق الليبرالية الخفية





    ختاماً : نسأل الله أن يُخَلّصنا من هذه الفئة الفاسدة المنحرفة وأن يكفي المسلمين شرهم

    وأن يهدي الله من أراد هدايته ويهلك من عاند وبقى على ضلاله

    وصلى الله على نبينا محمد وآله صحبه وسلم






    التعديل الأخير تم بواسطة [مِسعَرُ حَرب ; 9-4-2012 الساعة 10:55 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...