وكأنك تصرخ بأعلى صوتك وبكل ما اوتيتَ من قوة
لكن لا أحد يهتم ولو ذرة صغيرة ...
كأنهم لا يسمعون !
حتى انك لا تشعر بالخجل ...
فلا أحد ينظر ...
ولا يوجد وقت أصلاً للخجل !
فالجميع يصرخ بأعلى صوته
دون أملاً للنجاة !
وكأنك تصرخ ولا أحد يسمع ,
ذرات اليأس تتاكل بقلبك ,
فلا يمكنك أن تستوعب مقدار الرعب الذي تعيش به !
رأيتُ الجميع يركض بسرعة كبيرة ...
فما زلت أتذكر جيداً مقدار سرعتهم
فالخوف أعمى عقولهم وقلوبهم ...
يركضون خوفاً من ذلك الوحش !
أمي تصرخ بأعلى صوتها : أسرع يا بُنيّ ... !
رأيت
أولاد عمي
وأخوتي
وأبي
وأعمامي
وعماتي
يركضون دون أن يهتمون بي ...
فحياتهم أغلى بكثير من ان يهتمون بي !
الاّ أمي مترددة !
للأسف لم تكن سرعتي كبيرة جداً مثلكم ...
أمي تصرخ بشدة : بُني , انتبه فالوحش على مقربةٍ منك !
أصبح النور والظلام بداخلي ,
لم أعد أسمع أصوات صراخهم أبداً ...
فقط أستطيع رؤيتهم بعيني !
فلقد أخذني الوحش اليه ...
وما زلت أرى انهم يتابعون الركض
خوفاً منه ...
ولا ذرة مودة للنظر اليّ اذ اني ما زلت
على قيد الحياة ام لا !
حتى أمي تابعت الركض !
وتوقف هو !
المفضلات