السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بسم الله الرحمن الرحيم..
قبل قليل رجعت من حفل تخرج مدرستنا.. انتظر.. لم أستوعب ماذا يعني (حفل تخرج)؟ هل يعني النهاية؟ هل أنهيت 12 سنة وبهذه السرعة؟ هل أنهيت (التقويم المستمر) و (الاختبارات النصفية) و (الاختبارات القصيرة)؟ هل حقاً مررت بكل ذلك؟ ربما!
هل علي أن أبكي؟ أن أبكي على فراق أصدقاء.. عشت معهم 7 سنوات.. عشنا الضحك والبكاء.. الحيل والذكاء.. الحب مع الدعاء.. والفشل والغباء.. عشنا بسرور.. أطفالاً نتسابق وندور.. عشنا شباناً نتعلم بندم.. ولم نحس بالثمن والألم.. أقصد ذاك الوداع..
وداعاً هكذا الدنيا لقاء ثم نفترق.... كحال الشمس إذ مالت وراح يلفها الشفق
وداعاً لا تلم قلباً طواه الهم والقلق.... وداعاً لا تلم قلباً إذا ما ظل يحترق
سنعشق تلك الجدران التي قفزناها هرباً.. سنعشق تلك الأحلام التي استرقناها ضجراً.. سنعشقكم يا أصدقاء.. صنعنا معكم أهدافاً عانقت عنان السماء.. لنفرح حين نقطف ثمرة الصبر والعناء.. لكن نهاية الشمس المغيب.. وسنظل نبكي على الحبيب.. لم نعلم ما الثمن.. واستمريت في الصراخ (يا الأيام الأخيرة انتظري صرتي ثمينة)..
لم أعلم ما قدرهم.. حتى علمت أني مفارقهم.. هل أنسى تلك اللحظات؟ هل أنسى أنها لن تعود.. هل أنسى ما رأيت من أخوة وتعاون.. حث وحب.. حرص وعتاب.. ليصبح لسان حالنا يقول (رب أخ لك لم تلده أمك)..
أجلت دمعتي لابتسامة مريرة.. حلوت نفسي لمكلومة كسيرة.. عزيت ضميري للحظة أخيرة.. وأنا أنادي: (عيال.. خل ناخذ صورة جماعية).. قلتها وأنا أخشى ألا نجتمع كهكذا.. استمريت بمشاهدة الصور.. وأنا أعدهم وأقول.. هذا فلان.. وهذا فلان..
لا زلت أذكر تلك اللحظات حين نقول.. هل تذكرون حين كنا كذا وكذا؟ هل نسيتم ما فعلنا عند كذا وكذا.. آسف.. أظن أنه علي أن أحبس دمعتي.. وأزجر وحدتي.. وأصرخ في خلوتي.. لأسمع أرجاء غرفتي.. صرخة تجري لأقطار الكون الأرحب.. وأقول.. أنا أبداً لن أنساكم.. فأرجوكم تذكروا أني عشتم يوماً بينكم سعيداً..
ا.هـ..
الدافور 19/5/12
شكراً للقراءة..
المفضلات