وما زلتُ أنصتُ للموسيقا كلما رغبتُ عنك..
لحنٌ شجي..
صوتٌ غير مفهوم..
لعلها شرابي الذي ينسيني إياك..
لكنها غير مجدية البتة..
..
أكثرُ ما يضايقني هو مقدرتك عليّ وعدم طَوْلي عليك..
ورغبتك الجامحة هي نفسُ رغبتي التي تموت..
..
أتساءلُ لِمَ يصرخ تارة ويبكي تارة هذا المغني.. ليتني أفهمُ ما يقول..
أتراه يرثي حاله ؟!
أم يبكي على فراق أحدهم ؟!
أم يحاول نسيان أحدهم ؟!
.. ويتعالى صوت شجنه عالياً عالياً..
ممَ تشكو ؟!
لعلي وأنت معاً وسوياً نشكو نفس الألم..
..
لكن أخفض صوتك رجاءً.. فأذناي أصماهما الحزن..
ولا طاقة لي اليوم بصوتٍ.. غير قراءة رسائلٍ محرقة..
..
ربما لو نقطع أوتار القيثارة الحزينة سينتهي الأمر ؟!
ربما.. سيشفي غليلك قليلاً..
ربما سأهدأ قليلاً..
ربما سأعود إلى رشدي قريباً..
لكن أخبره بأن يتوقف..
في كلمتك الأخيرة وأنت تدندن الوتر الأخير.. أخبره بأن يبتعد عني.. بألا يبعث لي رسائله الليلية بعد اليوم.. بألا يذكرني في مجلس أحدهم..
بأن ينساني أيضاً..
وأنا سأتكفلُ بأمر مشاعري التي تموت..
سأدفنها..
فهذا أفضل إكرامٍ لها..
..
و..
..
اختفى الصوت..
وبقي صوت العدم..
كنعيقٍ آتٍ من بعيد..
توقفْ..
توقفْ..
وتوقفَ..
... !!