دليل الحماقة للأغبياء [ فذلك أحمق فاجتنبوه ]

[سلمى1415]

مقدمة :

فرجل يدري ويدري ‏أنه يدري ... ‏ فذلك عالم فاعرفوه
ورجل يدري ولا ‏يدري أنه يدري ... ‏ فذلك غافل فأيقظوه
ورجل لا يدري ‏ويدري أنه لا يدري ... فذلك جاهل فعلموه
ورجل لا يدري ولا ‏يدري أنه لا يدري ... ‏ فذلك أحمق فاجتنبوه

ــ ـــ ـــ ــــ ــــ ـــ ـــ ـــــ ـــــ ـــ ـــ ـــــ ــــــ ـــــــ ـــــ ـــــ ــــــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ـــــ ـــــ

قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــالوا :

علامة الأحمق:
سرعة الجواب، وترك التثبت، والإفراط في الضحك، وكثرة الالتفات، والوقيعة في الأخيار، والاختلاط بالأشرار… والأحمق إن أعرضت عنه اغتم، وإن أقبلت عليه اغتر، وإن حلمت عنه جهل عليك، وإن جهلت عليه حلم عليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك، وإن أسأت إليه أحسن إليك، وإذا ظلمته أنصفت منه، ويظلمك إذا أنصفته…. فمن ابتلى بصحبة الأحمق فليكثر من حمد الله على ما وهب له مما حرمه ذاك.

ــ ـــ ـــ ــــ ــــ ـــ ـــ ـــــ ـــــ ـــ ـــ ـــــ ــــــ ـــــــ ـــــ ـــــ ــــــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ـــــ ـــــ
كيف يعامل الأحمق:
قال حكيم: ليس كل أحد يحسن يعامل الأحمق وأنا أحسن أعامله، قيل له كيف؟
قال: أبخسه حتى يطلب الحق بعينه، إذ متى أعطيته حقه طلب ما هو أكثر منه.
والحق أن العاقلين يكادون يتفقون فى كتاباتهم ووفقا لتجاربهم على أن أفضل طريقة للتعامل مع الحمقى هى إهمالهم وترك مصاحبتهم والحديث معهم وترك مداخلتهم.
ــ ـــ ـــ ــــ ــــ ـــ ـــ ـــــ ـــــ ـــ ـــ ـــــ ــــــ ـــــــ ـــــ ـــــ ــــــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ـــــ ـــــ

مماجاء فى الحماقة من الشعر:

أَصُدُّ بِوَجهي عَن كَثيرينَ إِنَّني *** أرى المَرءَ تُرديهِ الحَماقَةُ وَالجَهلُ.
ــ ـــ ـــ ــــ ــــ ـــ ـــ ـــــ ـــــ ـــ ـــ ـــــ

من رام ما لا يستطاع فقل لهُ *** اكفف فذاك حماقةٌ وجنونُ

إن ظلَّ في سُبلِ الحماقة طامعاً *** دعهُ يحاور فالجنونُ فنونُ
ــ ـــ ـــ ــــ ــــ ـــ ـــ ـــــ ـــــ ـــ ـــ ـــــ
يا اِبنَ المُعَلِّمِ ما لِدائِكَ *** في الحَماقَةِ مِن مُعالِج.
ــ ـــ ـــ ــــ ــــ ـــ ـــ ـــــ ـــــ ـــ ـــ ـــــ

أما الحماقةُ لا تقرَب لصاحِبها *** وإن بليتَ فَعُذ بالله وابتهِل

شرُّ الطَّغامِ الذي يَنسى مبادئَه *** ظنّاً بأنَّ أهالي العصرِ في غَفَل.
ــ ـــ ـــ ــــ ــــ ـــ ـــ ـــــ ـــــ ـــ ـــ ـــــ
داء الحماقة في الرؤس دواءه *** سيف الصقيل يقدها والجلمد

حيثما أفكر أجد بأنه ذلك الــذي :

ينسى أن يتذكر بأن يبتعد عن الكبرياء الذي صنعه في رأسه من ولعه الشديد بنفسه , يقف في صف غير صفه و يردد آراء ويرفع رايات تحمل عزة غيره , يسعى للكمال بانتقاد عيوب غيره , غباءه يصور له بأن يعي شيئا وهو فاقدا لوعيه , شخصيته كلها خطوط حمراء وحواجز واهما نفسه بأن لا أحد يستحق صداقته او حتى كلامه , صباحه مساء ومسائه صباح , يتواكل مدعيا التوكل ويكتب حروفا من نار ليزيد الدمار قائلا بأنه ينوي الإصلاح بين الناس و يجلب الأمان , يرى أن إرادته تغير ألوان السماء لكنها له على الأرض سم في الماء , يأخذه الغرور حد الكبر فيتصور أن له اليد العليا وانتهى الأمر لكن الفشل نصيبه بلا فخر , لايدري أن ولوجه كان من ثقب صغير يخيل لمثله أن قطره كبير , فكيف لا وهو يرى أن نهاية الكتاب بدايته .