زهايمر اللحظة

[Nino chan]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم والجهاد ؟!
أتمنى أن يكون رمضان معكم تمام..



....

لقد نسيتْ..
..
قد تجدُ نفسكَ يوماً مُتعباً بحقْ مِمَّا حولكَ، مِنْ كل شيء.. ! وتجد الكون كله صورةً.. أنتَ خارجُ إيطارها تماماً.. وتحسُّ بأنّك بعيدُ كلَّ البعدِ.. عن أعزِّ الناسِ إليك.. وعن نفسك..
في تلك اللحظة التي تعتيركَ فيها اللاذكريات..
تنتبهُ لما حولكَ فجأةً..
وتنسَ
..
تنسَ من أنت
تنسَ ماذا تريد
تنسَ ماذا تصنع

وتسمعُ صخباً في الخارج.. وتنسَ.. أهو رذاذ المطر ؟! أم هو صوت بوق سيارة ؟! أم شاحنة على باخرة ؟! ربما صوت العصافير..
وينعدمُ الحسّ لديك.. ولا تعرف بل تنسَ ردة الفعل.. أهو بكاءٌ صراخٌ نشازٌ إنفعالٌ إشتياطٌ إنسجامٌ إحباطٌ إنتماءٌ.. تنسَ كلّ شيء..
وتجدُ كيانكَ ضائعاً.. في برزخٍ من عوالم متناقضة.. أين أنت ؟!

تنفتشُ دروجك..
تبعثرُ أغراض مكتبك..
تفتحُ دولاب ملابسك..
أيّ شيء.. فقط تريد.. خيطاً مشبكاً دبوساً يدلكَ على أيّ شيء..
فأنتَ قد نسيت..
يصيبكُ زهايمر لحظيّ..
لا تقدر على تذكر مبتغاك
تحسُّ بالضياع..
لا تعرفُ شيئاً..

تلجأ لآخر وسيلة.. تبحثُ بين قصاصات الورق المرمية..
تكبّ سلة المهملات باحثاً عن خطك بين الورق الممزق.. تريدُ شيئاً يبرهن لك بأنكَ أنتَ من كان يريد كذا وكذا.. ويريكَ ما كنتَ معتاداً عليه في يومٍ عابر..
ويعتيرك شكٌ مريب.
أنت..
ماذا تصنع !


وما هي إلا لحظاتٌ عابرة..
حتى تصحو من جنونك
حتى تعود نفسك الثانية المصطنعة وتطغى عليك وتطفو على السطح معلنة انتصارها على مكنونك الداخليّ..
وترمي بكل الأوراق جانباً.. فأنتَ ما عدتَ بحاجة للذكريات..
وتتعالى عليها..
وتكتبُ مجدداً أيّ شيء.. وتمزقه..
وترميه..
وترمي.. أجزاءً أخرى من ذكرياتك العابرة والتي يوماً ستكون أغلى ما عندك..
....



مع أنني عزمتُ ألا أكتب.. ولكنّ أصابعي أبت.. نفسي أكسرهم
والسلام ختام