♤ أشعة حكمة .. أبيات شاردة في الحكمة ♤

[[ اللــيـــث ]]

الحمد لله خالق الإنسان معلمه البيان, والصلاة والسلام على خاتم المرسلين من أنزل عليه القرآن
وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان
أما بعد : فيقول النبي صلى الله عليه وسلم :" إن من الشعر لحكمة " .


وإن الشعر والحكمة في أفقٍ سامٍ ومعراجٍ علي , ولكن كثيراً من الناس ولاسيما في هذا العصر تراهم يلهثون في الدنيا
لا ينظرون إلى الأعلى , فما أحوجهم إلى أن تسطع بوارق الحكمة في السماء فتلفت أنظارهم.
وما أحوجنا إلى أن يتنزل فيض الشعر من آفاقه العليا إلى الناس كما تتنزل الأشعة من الشمس إلى الأرض .
وإن لكل عصر شعره وطريقة نشره ولابد للشعر في هذا العصر أن يقترب إلى الناس حتى تتلقاه أفئدتهم .
والشعر صوت الأفئدة فإذا تقرب إليها فإنما يؤدي رسالته.
وتقرب الشعر يكون في أشياء كثيرة في موضوع الشعر ومعانيه ولغته وإيقاعه وحتى في نشره وغير ذلك .
ومن ذلك التقرب أن يكون من الشعر رسالة سريعة في بيت أو بيتين تناسب عصر السرعة , وذلك لا ينافي أن تكون محكمة
بل لتكن كالرصاصة تنطلق سريعة صغيرة وهي محكمة نافذة في الأحشاء بل لولا سرعتها لما نفذت .
والشعر كالبحر وليس كل الناس يحب خوض البحار .


وليس كل الناس يروق له التعمق في القصيدة الطويلة ولهذا ما أنسب في هذا العصر أن يرسل الشعر أحياناً في بيت أو بيتين
كالشعاع البارق يضيء ولا يطيل ... ولهذا حاولت هنا أن أتجنب القصائد وأدخرها وآتي بما تيسر من الشوارد
والفرائد من الأبيات التي حوت حكمة , والحكمة خلاصة العقل والقلب وينبغي أن لا يستخف بالأبيات إذا قلّت
وينبغي أن لا يترفع الشعراء عن نشر ذلك فإنما الشيء بمعدنه , والدرة ولو صغرت غالية الثمن .
والعبرة إنما هي في الجودة ,فإذا جاد الشعر لم يضره قصره وإن ساء لم ينفعه طوله .


والشعر بطبيعته يمكن أن يغني البيت منه عن كلام كثير , فالشعر خلاصة الأفئدة , ولهذا سارت كثير من
الأبيات عند العرب مسار الأمثال يستشهد بها في كل مقام لوجازتها وسعة معانيها.
وقد كان بعض الأدباء يقول "إنني أستطيع في بيت واحد أن أقول ما تقوله القصة أو الرواية في عشرات الصفحات" ...
ولو نظرت في دواوين الشعراء قديمهم وحديثهم لو جدت فيها البيت المفرد والبيتين ونحو ذلك مما لايتحرجون من قصره .
فإذا جمع شاعر من الشوارد مجموعة خفيفة كطاقة الزهر أو قلادة الدر فلعل ذلك يكون مستحسناً .....
أرجو أن يروق هذا المسلك للقراء والشعراء , وأسأل الله أن يهبنا من الحكمة والشعر ما تسمو به أفئدتنا
والحمد لله رب العالمين

ماجد عبد الله الطريّف

[[ اللــيـــث ]]

¤ أنـس الـقـلـب ¤

أظننت قرب الخلق يؤنس وحشةً
الأنسُ لو تدري بقرب الخالق ِ


¤ مـوعـظـة الـمـوت ¤

عجبتُ كأنَّ قلبك من صخورِ
أما تصغي لموعظة القبورِ

ألست كمن قضوا نحْباً وولّوا
أتأمل أن تعمرَّ في الدهورِ


¤ الـدنـيـا ¤

وما الدنيا سوى أضغاث حُلمٍ
تغرُّ الناظرين ولا تسرُّ

وليس بها لذي عقلٍ قرارٌ
فما الدنيا مقرٌّ بل ممرُّ


¤ كـلام الـنـاس ¤

إلى كل من جعل كلام الناس ميزان الحق ولو كان مجرداً من البرهان:

كلام الناس لا يحيي قتيلاً
ولا يعلي وضيعاً في الترابِ

وليس يضر قولُ الناس نجما ً
تعالى فوق هاماتِ السحابِ

ألم ترَ كم يقول الناس إفكاً
على الرحمن ِيروى في الكتاب

كلام الناس لو تدري سرابٌ
وكم من راكض ٍ خلف السرابِ

[[ اللــيـــث ]]

¤ الـصـمـت¤

كم من علوم ٍ لو سكت لنلتها
الصمت بحر العلم للمتأمِّل ِ


¤ نـهـر الـشـعـر ¤

رأيتُ الشعر في نفسي
كمثل النهر يرويها

ولي في الحب أشعارٌ
من الوجدان ِ أهديها

وليس العلم يحجبها
فنور العلم يهديها


¤ لا تـأسـف عـلـى الـمـاضـي ¤

دع ِالتذكار للحُقَب الخوالي
فإن العمرَ موصولُ الحبال ِ

إذا أحسنتَ يومك طبتَ عمراً
وعشتَ منعَّماً في خير حال ِ


¤ حـيـاة الـفـؤاد ¤

موت ُالفؤاد بخوفه وسكونه
وحياته بشجاعة ٍ وتقدّم ِ

¤ بـحـر الـشـهـوات ¤

ألا قل للغريق وليس يدري
أيروى من بلجّ البحر يرمى

وما الشهوات إلا مثل بحر
ومن يشرب مياه البحر يظما

[[ اللــيـــث ]]

¤ الـحـب الأرضـي ¤


من قال إن الحب شتت قلبَه
صدقه إن الحب شتت ما جَمَعْ

جمع المحبة للحبيب وبثَّها
في مبتغاهُ فكم فؤاد ٍ قد صَدَع


¤ أقـدارنـا ¤

أقدارنا مثل العقود تنظَّمُ
الله ينسج ما يشَاء ويحكم ُ


¤ سـبـيـل الـعـلـم ¤

سبيلُ العلم شائكةٌ
ولكن توصل الجنَّة

فإِن أخلصتَ في طَلَبٍ
رأيت سوابغ َ المنَّة



¤ حـفـظ الـقـرآن ¤


يا حافظ َ القرآن في ألفاظه
ما الحفظُ إلا في التدبّرِ والعمل

وإذا أردتَ الحفظ حقاً إنه
حفظُ الكتاب ِ لمن وعاه عن الزلل

والله قد حفظ الكتاب َ وأهلَه
هو نورهم من ربهم ولهم نزل




¤ تـصـريـف الـكـون ¤

هي الأمور بأمر الله يَصرِفها
أنّى يشاء وهذا الكون أقدار ُ

[[ اللــيـــث ]]

¤ نـعـم الـمـال الـصـالـح ¤

نعم َالصديقُ المالُ يؤنس وحشة ً
ويزيل كربات وينفع مُحْسِنَاً

المال مثل الماء يروي ظامئاً
ويزيل جوعات ٍ بحلو المجتنى



¤ الـمـوت ¤

إذا ما بكت عين من الحزن أيقنت
قلوبُ بأن الله بالخلق أرحمُ

وأن إله الخلق خير مقدِّرٍ
وتقديره خيرٌ وإن كان يؤلمُ

وما نحن إلا للممات ِ وإنما
نؤَخر أيَّاماً ،وفوجُ يقِّدمُ



¤ الـقـلـوب ¤

ترفَّق بالقلوب ولا تدعها
تكسَّر إنها مثل الزجاج

وإن الود ِّ فيها مثل نور
وإن القلب يكسر كالسراج ِ


¤ شــرر الـنـظـر ¤


يعَذِبُ قلبكَ طولُ النظر
فتهوى لتهوي لنار الخَطَر

متى ترتفع عن دنايا البشر
ستبصر أن الهوى محتَقر



¤ نـمـوت ونـحـيـا ¤

نموت ونحيا كل يوم وإنَّما
حياةُ الفؤادِ الذكرُ،والموتُ في الذنب



¤ الـشـر فـي الـقـلـوب ¤

بذور الشر تُزرَع في القلوب
وتنمو حين تروى بالذنوب


وكم قلب حوى أشجار شرٍّ
ستحصدها جهنم باللهيب ِ

[[ اللــيـــث ]]

¤ الـسَـمـوم والـنـسـيـم ¤

كن كالسموم على العدا لكنما
كن كالنسيم سرا على الأصحابِ

السموم : ريح شديدة حارة



¤ تـحـلـيـق الـنـفـس ¤

إذا ألفيت أهل الأرض صمّاً
ففارقهم،وأنشد للنجوم

وناج النفس مغتبطاً وأنشد
لها ولتسخرن من الهمومِ

فما في الأرض من شيءٍ عظيمِ
إذا سارَ الفؤادُ على الغيومِ



¤ قـرب الـقـلوب ¤

برغم البعد لي قلبٌ وفيُّ
يؤرقه دنيٌّ أو قصىٌّ

وما بعد الجسوم إذا تدانت
قلوب ودها ودٌ رضيُّ


¤ فـن الـقـتـال ¤


لا تقد منُّ على قتالٍ ظالماً
فإذا ظُلِمتَ فثِبْ وثوباً قاهرا

فإذا هزمتَ فكن كمياً صابرا
وإذا انتصرتَ فكن قوياً ظافرا


¤ هـتـاف الـكـون ¤


يهتف الكون لمن أصغى له:
كل ما في الأرض يسعى للفناء

فلسفات الأرض شكّ مهلكٌ
تقذف الحائر في نار الشقاء

شعراء الأرض كم هاموا بها
لم يروا في الكون آفاق السماء

لو سما الشاعر أضحى مؤمناً
فسمو الشعر معراج الصفاء


¤ عـقـل وقـلـب ¤


هيأت نفسي للمصائب كلِّها
ورثيت أهلي قبل وقت مماتي

عقل الحكيم يرى مصارع أهله
ومماته متبسماً لحياةٍِ

لكن قلب المرء ليس بكفه
متفلِّت إذا يرتجي لثباتِ


¤ ســفــهـاء ¤


إذا أبصرت ذا عقلٍ سفيه
فلا ترحمه كلُّ الشر فيه

وكن ناراً لتحرقه وسيفاً
لتقطعه وأسكت صوت فيه

[[ اللــيـــث ]]

¤ الأيـام لا تـعـود ¤

أتحسب صفحة الأيام تطوى
فترجع مثل حلم تهوى



¤ ذيـل الـمـصـلـحـة ¤

إذا ما أرادك في حاجة ٍ
أتاك يطير بغير جناح

وإن لم تكن حاجةُ لا يرى
كأشباح ليل مضت بالصباح

فكن بالأنام خبيراً فكم
تلفّ الخفايا بود صراح

وكم من نسيٍّ لودٍ خلا
وكم من قلوب كمثل الرياح


¤ خـائـنـة الأعـيـن ¤

تذكر حين تنظر للحرام
بأن الله أعلم بالأنام ِ

وأن النار محرقةٌ تلظى
بيوم الحشر مفزعة الضرام ِ

أما تخشى العمى في لحظ إثم
أما تخشى معاجلة الحِمَام ِ




¤ الإخـوان أنـواع ¤

لدى الأنساب إخوان
وهم في الود أنحاء

ففي الإخوان أصحابٌ
وفي الإخوان أعداء

وفي الإخوان شق الروح
أنى منه شحناء

وبعض الناس إخوانٌ
على الأوراق أسماء

رأيت وشائجاً شتى
فهذا الكون أهواء


¤ تـقـديـر الله خـيـر ¤

تقدر ما تشاء فأنت أحكمْ
وتحكم ما تشاء فأنت أعلمْ

وكم يا رب تلطف بالبرايا
وأنت إلهنا بالخلق أرحمْ

[[ اللــيـــث ]]

¤ رعـونـة الإدارة ¤


إذا ولي الإدارة غير كفء
رأيت الطيش في ثوب الوقار


كمثل الطفل يلبس ثوب شيخ
ويلهو بالرمال مع الصغار


¤ جـيـل الـنـصـر ¤


جيلُ الهزيمة قد مضى
وطوته كفّ الدهر ِ

وأتى لنا بالصحوة ال
غراء جيل الفجر ِ

فاهتف بأفلاك العلا
مستهزئاً بالكفر ِ

من بعد جيل الصحوة ال
غراء جيل النصر ِ




¤ لله الـفـضـل ¤


وما للعبد من فخرٍ بشيءٍ
لرب الخلق كل الفضل وحده

أليس الله خالق كل عبدٍ
ورازقه ومن أتاه رشده

أليس الأمر أمر الله أجرى
له قدراً وأحكم فيه عِقْدَه

فوا عجباً لذي فخرٍ وكبرٍ
كأن لم يعرف الإنسان حده

وسبحان الإله بكل حين ٍ
بتسبيحٍ أعظِّم فيه حمده


¤ الـحـيـاة أمـل ¤


الأرض تجري والحياة دؤوبة
والشمس تشرق كل صبح بالأمل


" والـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن "

[أليسون]

مشكووووووور جدا اخي الليث على ابيات الشعر

[هيتومي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


بوركت اخي وبورك انتقائك الرائع والمميز

فعلا هي حكمة فلقد انتقيت ونعم ما انتقيت

واراك من ذواقة الشعر المميزين بوركت كل جهودك وتكللت بالخير