"وتردّدَ القولُ ثلاثَ مراتٍ .. جبريلُ -عليْه السلامُ- بوحيٍ من اللهِ -سبحَانه وتعَالى- يقولُ للرسولِ {اقْرَأ} ورسولُ اللهِ -صلّى اللهُ عليْه وسلَّم- يقولُ مـا أنَـا بقارئٍ .. ولقد أخذَ خُصومُ الإسلامِ هذه النقطَة .. وقالُوا كيفَ يقولُ اللهُ لرسولِه "اقرَأ" ويردّ الرسولُ مَـا أنـا بقارئ .
نقولُ إنَّ اللهَ -تباركَ وتعالَى- كان يتحدثُ بقدراتِـه التِي تقولُ للشيءِ كُنْ فيَكون، بينمَـا رسولُ اللهِ -صلّى اللهُ عليه وسلَّم- كان يتحدثُ ببشريتِـه التِي تقولُ إنَّه لا يستطِيعُ أن يقرأَ كلمةً واحدةً، ولكن قدرةُ اللهِ هي التِي ستأخذُ هذا النبِي الذِي لا يقرأُ ولا يكتب لتجعلَـه مُعلِّمًـا للبشريةِ كلِّهـا إلى يومِ القيامَة .. لأن كلَّ البشرِ يعلمهُم بشرٌ .. ولكن محمدٌ -صلّى اللهُ عليه وسلَّم- سيعلِّمُـه اللهُ -سبحَانه وتعَالى-" .

"الشيخ محمّد متولي الشعراوي"