بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ~
إنه اليوم الأخير !
آخر يوم في السنة الميلادية 2012
آخر يوم في السنة الكبيسة التي احتوت على 366 يوماً !
لا أعلم متى بدأت الأحظ إن العام قارب على الإنتهاء
أو من شدني لألحظ ذلك
و لكن ما أعلمه، إنني في هذا العام إنشغلت كثيراً عن ملاحظة التاريخ و الوقت
و لكن في هذه اللحظة أحببت أن أشارك ما يجول بخاطري معكم
قبل أن تضيع تلك الأفكار في دهاليز النسيان كما ضاع غيرها الكثير.
.
.
.
أ . نتمنى لكم عاماً سعيداً .. Happy New Year
إن قمت بتفقد هاتفي، صفحتي في الموقع الاجتماعي الفيس بوك
فسأجد العديد و العديد من الرسائل المهنئة بالعام الجديد
شتى التصاميم و شتى الأشعار، شتى الأدعية و الأمنيات
يتجمع العالم ليحتفل بالمناسبة المشتركة بين الجميع
السنة الجديدة
و في كل (رسالة، صورة) يجب أن تكون هنالك جملة تتمنى عاماً سعيداً
أو كما هي الصيغة المتعارفة و الخارجة عن لغتنا العربية Happy New Year
بعيداً عن النقاشات المدافعة عن اللغة العربية
يشدني في تلك الرسائل أمرين:الأمر الأول : عام سعيد ؟!
أجدها أمنية غريبة، سابقاً كنت أستعمل تلك الأمنية كثيراً
فالسعادة من أسمى طموح الإنسان
و تحقيق العديد من الأشياء متوقف على تحقيقها أولاً
.
في الأعياد يتمنى الناس بعضهم لبعض عيداً سعيداً
و إن هذا الأمر أجده لطيفاً و قابلاً للتحقق
فتكون تلك الأيام من أجمل أيام السنة
و لكن كيف يمكن أن يكون العام بأكمله سعيد ؟
ففي 365 يوم عدم مواجهة أمر محزن، مرض، وفاة، ألم ,, هو أمر أراه بعيداً عن الواقع
فلا شك إننا في هذا العام سنتعرض أحياناً لأزمات غير متوقعة
لن نمضيه 100% بسعادة و ابتسامة
فلولا الحزن لن نستطيع تميز السعادة
أرى تلك الأمنية غريبة و بريئة
هل يفكر الناس في معناها حقاً ؟ أم إنهم تداولوها كعادة ؟
الناس تبكي على نفس القصة مراراً و تكراراً
و يضحكون على الطرفة مرة أو اثنتين
إنها طبيعة النفس البشرية
ففي كل نهاية عام سيأتي رئيس الدولة و يقول خطبته المبدوءة
بـ " واجهنا عاماً مليء بالصعوبات ... "
لن يقول أبداً " واجهنا عاماً مفرحاً و نأمل أن يكون العام الجديد مشابهاً له "
فما المقصود بالأمنية ؟ لغز لم أتمكن من حله بعد.
الأمر الثاني : مرسلو الرسائل.
مرسلوها في العادة يمكن أن أقسمهم إلى قسمين
الأول أصدقائي المقربون و الأقارب الذين أتواصل معهم على الدوام
و الثاني أشخاص لا نتحدث كثيراً في العادة
و لكن بمجرد أن تصدف أية مناسبة نجدهم من أول المهنئين
لا أعلم بالضبط لماذا لا نتحدث
أهو لتباعد الأماكن، أم لكثرة الإنشغال أم لقلة المواضيع
لا أعلم.
في البداية بدأت بالتسائل لماذا يرسلوها لي ؟
نحن لا نتحدث بهذا القدر الكافي، أعني لماذا في هذا الوقت ؟
أن لا نتحدث طوال أشهر ثم في هذا الوقت أجد تهنئة منهم ؟
ما الأهمية المراد تحقيقها في أرسالها لشخص مثلي ؟
ألا يمتلكون هم أشخاصاً مقربين - كما أفعل أنا - ليرسلوها لهم ؟
حتى إنني أتذكر الرسوم الساخرة و فناني الكاريكاتير عندما عبروا عن ذلك الموقف
بأنهم أحياناً لا يعلمون حتى من الذي يرسل هذه الرسائل لهم
لأنهم لم يسبق لهم أن تواصلوا معه مطلقاً !!
لم أجد جوابي عن هذا الموقف سوى أن الإنسان كائن اجتماعي
و لا أصدق كما يقول البعض إن هنالك من يكره الاختلاط بالناس و يفضل العزلة
هي جيدة لفترة من الوقت، لتتيح للإنسان فترة من النقاه الفكري
و لكن في أغلب الوقت فإن وجود من يهتم بنا و نشاركه أحوالنا هو من أهم الأمور في الحياة
و إن ظهر العكس في بعض الأحيان، و الذي يظهر بسبب عوامل الخوف و الخجل.
نحن لا نعيش شبابنا سوى مرة واحدة، و نرفض تقبل فكرة إننا سنعيشها في وحدة
ربما هذه الرسائل هي محاولات لتوسيع دائرة معارفنا و علاقاتنا
و تطبيق مبدأ الألف صديق و لا عدو.
و بدأت أفهم الموضوع أكثر عندما بدأت أفعله شخصياً في المنتدى
فإن صادف و في يوم من الأيام أتتكم رسالة مني في مناسبة رمضانية أو عيد أو أي شيء آخر
فأنا لم أرسلها خطأً أو لأن الجميع يفعل ذلك، أو إنني أشعر بالملل !
في بعض الأحيان أنتظر أن تأتي المناسبة شهوراً لأتمكن إرسال هذه الرسالة
فهي ليست عشوائية ! و لن تكون أبداً.
في الأيام العادية، فكرة إرسال رسالة إلى شخص ليس من المقربين لنا
هو أمر غريب على الطرفين !
ألوم شخصياً قلة الأفكار و محور الحديث و الفكرة السوداوية عن الفشل المتوقع
فإن بدأت الرسالة سأكتب السلام و السؤال عن الحال ثم ماذا ؟؟
فالانقطاع عن شخص ما في كثير من الأحيان يصعب تفسيره
و الحديث سيأخذ مجرى أسهل إن بدأ بتهئنة و بالموضوع المنتشر حالياً
ليفتح باباً لمواضيع عدة و يعود الخيط المنقطع إلى الالتئام تدريجياً
المعادلة بسيطة :
أرسلت لك رسالة = أريد التحدث معك !!!
.
.
.
ب . نقطة بداية كسولة
أول إسبوع في السنة الجديدة
تمتلأ صالات الرياضة بالراغبين ببدأ نظام غذائي صحي و خسارة الوزن الزائد
و ما أن يمضي أسبوع حتى تتوارد للعقل البشري الأفكار التالية
" ربما لن تكون هنالك حاجة للذهاب اليوم ؟ لقد ذهبت البارحة و سأذهب غداً
نعم سأعوض غداً "
ثم ينتشر الكسل كالوباء المعدي و ينقطع النظام الغذائي السليم
في البداية الإنقطاع ليوم، ثم يومان ثم ....
و في النهاية، يعود كل شيء الى ما كان و عادت حليمة لعادتها القديمة كما قالت الأمثال
و الوزن الذي تمت خسارته في الأسبوع الأول سيعود مضاعفاً في الأسابيع القادمة
إنه مجرد مثال عما يحدث
كما يحدث في بداية رمضان عندما تمتلىء المساجد بالمسلمين
كما يحدث لكثير ممن يحاولون حفظ القرآن
و لكثير ممن يحاولون أن يتركوا خلقاً سيئاً أو عادة
كثير من الأشخاص يرون هذا الأمر - الكسل و التوقف - سيئاً، أو ساخراً
شخصياً رؤية مثل هذه المحاولات تبعث في نفسي نوعاً من الأمل
أذكر إحدى المرات التي قرأت فيها مدوناً يقول
" لا أحد يمثل المنتج النهائي عن نفسه، و لن نكون أبداً طالما نحاول تغيير نفسنا للأفضل "
جميعنا لدينا عيوب، و لدينا رغبة في إصلاحها
و هذه المحاولات الكسولة - رغم فشلها - ما هي إلا صرخة مدوية عن الرغبة في التغير
و إن النفس البشرية غير راضية عما يحدث
هذا دليل على إن فلاناً غير راضي عن نفسه و هو مقصر في أداء عبادته
و فلانة ليست سعيدة و هي تغتاب هذا و ذاك
بل هم جميعاً محاربون لأنفسهم الباطلة و راغبون في التغير
ليكونوا النسخة الأفضل عن أنفسهم.
إن هذا التردد و الإحساس بالصعوبة هي من وساوس الشيطان فإقهرها
لا تيأس، و إياك و التوقف، أكمل حتى إن كان المشوار غير مثالي
لن يكون أبداً في البداية، و لكن مع المحاولة سيصبح الوضع أفضل
و هذا الكلام هو ما أحاول أن أذكر نفسي به في الفترة القادمة
التي ستكون فترة الإمتحانات
فالجميع في تلك الفترة يبدؤون بالتفكير بأشياء من المستحيل أن يفكروا بها في الفترات العادية
فقط ليتهربوا من الدراسة
الخوف من الخوض في الدراسة هو فقط خوفٌ من أننا لن ننهيها على النحو المثالي الذي جميعنا نتمناه
ربما لن ننهي المادة، و ربما لن تترسخ بالشكل المطلوب في عقولنا
هذه الأفكار هي ما يخيفنا
الكمال لله وحده، و لن نصل إلى ذلك أبداً.
ربما الإقرار بإستحالة إنجاز العمل على النحو الكامل سيساعدنا على إنجازه
و البدء به بدلاً من التهرب منه.
و هذا الموضوع الذي أكتبه الآن مجرد رؤى و تخيلات
ربما وجه النظر فيه ليست صائبة و ربما جميعها خاطئة !
و لكنني سأكتبه على أية حال، فالقواعد و الإملاء لن يصلا للكمال أبداً
و الخوف من عدم نجاحه هو عائق كتابته و الذي سيؤدي إلى الخوف و القلل
و ربما سأستسلم في أية لحظة و أمحو جميع ما كتبته
بحجة أنه ليس بالمستوى المطلوب
و بهذا أكون أهدرت الوقت و الجهد في اللاشيء !
كما نفعل أيام الإمتحانات بالتجوال في مقاطع فيديو عشوائية في اليوتيوب
و عمل أشياء مملة فقط للتهرب من الدراسة !
.
.
.
ج . الوقت
في هذا الوقت من السنة، نسمع الكثير من الجمل القائلة:
" لم أعمل أي شيء في هذه السنة !! "
" كيف مر هذا الوقت ؟؟! "
" راحت هذه السنة مع الرياح لا فائدة يخرج منها إطلاقاً ! "
إن الوقت يضيع في الحالة الطبيعية
هو يضيع الآن و أنا أكتب و يضيع و أنتم تقرؤون
إنه يسري دائماً، لا يتوقف أبداً ! لا يمكن السيطرة عليه !
هو أمر مخيف إن تعمقنا فيه !!
و حتى لو تعلمت برامج جديدة في الحاسوب
و قرأت العديد من الكتب
فسأحس إنني مقصرة في أمر ما و أحتاج للتغير
و لكن الضابط الوحيد للوقت
و زر الإيقاف الوحيد له هو عمل واحد
" العبادة "
أعني أي عمل آخر أعمله في أي أمر ما هو ضياعٌ للوقت
و لكن إن أمضيت الساعات أقرأ كتاب الله أو في التسبيح
فذلك الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يكون ضياعاً أبداً
هي الصفقة الرابحة الوحيدة مع الوقت
التي يمكن أن نخرج بها بشيء يستفاد منه
فاحرصوا اخوتي على تكريس وقتكم في طاعة الله في جميع ما تفعلون
و تكريس أعمالكم و دراستكم لله
.
.
.
صفحة من مذكراتي
شكل العام 2012 تغيرا جذريا في حياتي
ربما سيصعب على الأعوام القادمة أن تتفوق عليه !
و هذا الأمر مخيف بحد ذاته
أن لا أحظى بعام رائع كالذي حظيته هذه السنة
لا يمكن برأيي لأي عام أن يتفوق على ما حدث في هذا العام
لقد تحقق ما كنت أتمناه و أنتظره منذ سنتين
و لكن التغير الذي حدث لم أقكر فيه قبل تلك السنتين
فهل ينتظرني تغير آخر لا أعلمه في الأعوام المقبلة ؟
هل هنالك حلم آخر لم يخطر على بالي أبداً على وشك أن يبدأ ؟
أو أتعلمون ؟
لا أعلم لماذا الخوف من توديع هذا العام ؟
لماذا هو في قمة الجمال بالنسبة لي ؟
لم تكن جميع لحظاته سعيدة، كسرت عظماً، جربت المشي بالعكاز و الكرسي، بكيت شلالات من الدموع
فارقت أصدقاء، ودعت أناساً، كرهت بعض لحظاته كرهاً شديداً
و لكن أليست هذه الأمور تحدث في كل عام ؟
ربما كره هذه السنة لهذه الأمور يعد ظلماً، لأنها تحدث في كل عام
و ما هو العام الأسعد بالنسبة لي ؟ لا أستطيع التفكير فيه !
لا أعرف ! كلها تبدو متشابهة ! و لكن أي الأعوام أتعس ؟
نعم . نعم يمكنني الإختصار ببساطة
2010 و 2011 كانتا دماراً شاملاً !!!
عموماً
2013 ستكون بداية جديدة، بذرة مخططاتي تنتظر وقتها لترى نور السماء
و تتحول للعالم الواقعي ، لا أستطيع الإنتظار !!!
كما تقول ستروبري شورت كيك في نهاية مذكراتها في كل حلقة
كان يوماً جميلاً، عسى أن يكون الغد أفضل
ودعاً 2012 .. شكراً على الذكريات
لن أنساك ما حييت
.
.
.
و أخيراً لا أعلم إن أعجبكم الموضوع أو لا
فشكراً لوقتكم، شكراً لاختياركم الموضوع من بين تلك القائمة الطويلة المدرجة بالمواضيع
أتمنى أن يكون الموضوع مفيداً و أن تكونوا قد خرجتم منه بشيء
و إن كان الأمر العكس، فأعتذر عن وقتكم
و أتمنى أن نعمل بشكل أفضل إن أطال الله أعمارنا و كتبنا مواضيع أخرى
و قبل أن أختم أحب أن أنوه لبعض الأمور:1
. أعلم إن الكثير منكم يستخدم التوقيت الهجري، و أعتقد إن ما كتبته ينطبق عليه أيضاً
و لكنني استخدمت التقويم الميلادي للتعارف عليه عالمياً و لأننا نعاصره الآن
2. لعبت دور الناصحة، و خاطبت المفرد و الجماعة
فالكلام غير موجه لأي أحد، و لأي صنف بقدر ما هو موجه لنفسي
فلا مقارنة خفية و لا تذاكي بين السطور و لا تشويه لأي أحد.
3 . بذكري لموضوع السنة الميلادية، فأنا لا ألمح للإحتفالات التي تحصل
و الصخب في هذا الموضوع
فكالمتعارف المسلمون لديهم عيدين فقط لا غير..
هذا ما لدي، نتمنى لكم الأفضل في العام الجديد
دمتم في حفظ الرحمن
ميرهان
12\31\12
المفضلات