بسم الله الرحمن الرحيم ،،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،
مدخل :
أحيانًا لا تأتينا المباهج فُرادى ، إياب أحبةٍ فإرتوآء أنعش إلتياع الرّوح ،وبحقّ كان يومًا جميلًا !
هطلٌ قصيرٌ يحوي البعض القليل جدًا جدًا من فيض السّعد حينها ،
أسميتُه "وصول ؛ لأنه كان وصول ، لأشياء كثيرة ، لأحبة وهبات المطر ~
ولله الكريم المنّان أعظم الحمد وأتمّ الثّنــآء ~
وُصُـولْ !
لهذا اليوم مذاقٌ عذبٌ جديد ، لساعاته حلو مُضِيٍّ ما عهدتُه ، لدقائقه وحتى ثوانيَ عبوره نكهة جميلة تفوح منها رائحة الإشتياقِ !
في القلبِ شقوق فرح ، سردابُ تنهيدة يخترق كهف الضلوع ،حادثاتٍ تقتُ تحملني على عيشِ كل لحظةٍ لّذة بلَذّة !
يُجاورني المطر ، حكايا السماء لأذن الأرض الشغوف ، سِقاية سرها الجميل ومخبوءاتها الأرجوانية لربوةٍ توّاقة !
يحملني هواءٌ معطّر ، يعانق الكون المبتلّ ،يقبل اليباب العطش ، ويهفو طيفًا ومواكب الغيم السائرِ !
رذاذ القطرِ الشفاف يحتضنني ، يحتويني ، ويمسّد شعري ككفِّ حبيبٍ !
وأحمل روحي الجائعة للسعادة بين راحتيّ ،أُدْنيها من قعقعة الرياح بالخارجِ ، أستودعها الكون الهائج ، يعصرُ في خافقيها رَعشة النخيل ،تمايل شقائق الرّيحان ، واختلاجة الثرى تحت وطأة الإنثيال !
ترتوي مقلتيّ صورهمُ ، تمتزجُ بأصداء ضحهكم ، وصرخة فرحٍ من ثغرٍ طفلٍ وطفلٍ ..
لأتنفس وأتنفس ،وأتنفس ،ولا أكتفي ، ولا أرتوي ، وقطٌّ ليس يُتخمُ توقي !
يعتريني دفءٌ ، لَـكأنّ ألف شعاعٍ ضحى يلفحني ، برغمِ لَذعة البرْدِ ،وقوتُ الشتاء الأخير ، برغم الزمهرير فإن في روحي جذوة تلفني دفءًا .. وأتوقُ المزيـــد !
لَكأن فصل البياضِ آذن برحيلٍ ،بغيابٍ طويل ، فسعى إلى إشتياقنا يرسل هبّة هدايا ، شُدفةً أخيرةً من نفحه الأبيض ،
أثارة منه تحيلنا أبدًا على جَناحِ المنظِرين ..
طوال العبور ننتظر ..
طوال الحرور ، ومشيخ الشجر ، وعصارة الحصاد ننتتظر ،،
على مداد ردح الترح وحرقة الوحشة ، ننتظر .. شتاءً يحوي أفراحنـــا !
المفضلات