/| قَبلَ فَوَاتِ الـأَوَانِ .. وَبَعدهِ |\ النَثرِي |/ .

[أَوَّابـ]

كَثِيرَاً مَا كُنْتُ أَفتَرِشُ تَعَبِي لـأَتهَالك عَليه بِجَسَدِي المُرهَق
أَُنْشُد لَحظَة نَوم
لَكِنَنِي لَم أَكن لـأَنال مُرَامِي
إِذ أَنْ تِلكَ الهَواجِس وَالرُؤى لَـا تَلبَثُ أَنْ تَعْبَث بِذَاكِرَتِي
فَتُقلبنِي ذَات اليَمِين وَذَات الشِمَال دُونمَا جَدوَى لِهُروب


فَأخَالُ فِيمَا أَخَال..
اَشياء مُترَاصّة كُلُعبِ أَطفَال
كَذِكرَى اِنْطِواء .. كَغيمَةِ خَريف
كَحُب كَان وَبال
كَيد غَرِيقٍ .. كَصَدى أَبواب تُغْلَق
وَصَريرُ سَلَـاسِل .. وَهُوّة عَمِيقة
وَ مَسافَاتٍ بعَاد..

آَهٍ يَا اَشيائِي القَدِيمَة
يَا طَفل لَم أَر يَوماً مَلَـامِح وَجهه
سِوى طَيفُ ذِكرَى
آهٍ يَا طُفولَتِي
تِلكَ التِي لَم أَعُد أَذكُر مِنهَا غَير مَلَـامح مِن ذِيُولهَا الذَابِلة
وَرجعُ صَدى قَدِيم .



فِي ذَلِكَ الفَضَاء الشَاسِع كَان ثَمَّة طَائرٌ جَمِيل يُحلّقُ مُبتَهجَاً بِحَياتِه وَحُريته وَيَنْظُر مِنَ تَحته إِلى العَالم الذَي بَدا لَه صَغِيرَاً كَمَا العَادَةِ .

فِيمَا ذَلِكَ المَخلُوق الجَمِيل يُحَلّق وَيُغرَّد
مَزهُوّاً بِجَمَالِ رِيشه وَأَلوانه المُخضَبة بِجَمَالِ الطَبيِعةِ..

فَجَأة...

أَصَابهُ سَهمٌ
إِنتفَض المِسكِين مِنْ الـأَلَم فِيمَا كَان يَسقُط ارضَاً وَ فِيمَا المِسكِين يَلفِظ أَنفَاسَهُ الـأَخِيرَه
نَظَر إِلى ذَلِكَ السَهمُ إِختَرق جَسدَهُ النَحِيل
ثُُم صاح مُتعجِباً :

فَهِمت ...


وَ فِيمَا جَسَدهُ يَرتَعش نَظر لمُؤخِرَة السَهم ...
وَقَبل أَنْ تَفِيض رُوحه قَال جُملَته الـأَخِيرَة :

عَلَى هَذا نَحنُ بريشنَا لَـا برِيش غَيرنا نُصَاب



مِسكِينَةٌ هِي الحَقِيقَة
تَبْحَثُ عَنْ مِنبَر لَها مَا بَين الوجُوه
عَنْ إِطلَـالَةِ عَارِية مِنْ لبَاسِ الكَذبِ وَالزُورِ
لَكنِهم سُرعَان مَا يُلبِسُونها رُغماً عَنْهَا
أَقْمِشَةٌ مِنْ حَرِير
وَيُعَلقِوُن عَلَى وَاجهَتهَا أَوسِمَة وَنيَاشِين
لِتَبدُو جَمِيلة الجَمِيلَـات
وَ لتَبدُو خُدَعة مُنقَطِعَةُ النَظِير .



بِإسمِ كُل الشُعُوب العَرَبِية نَتَقدم بالـإِعتِذَار لِكُل الحَيواَنات عَما إقترفنَاه فِي حَقّهَا
مِنْ ذَنب إِطلَـاق إسمهَا عَلَى بَعض بني البَشر،
مِثل أَنْ نَقُول لـإِنسَان غَبي يَا حمَار أَو المَاكِـر يَا ثَعلَب أَو نَطْلق عَلَى إِنسَان يَركُض خَلَف شَهَواته اَنهُ حَيواني الشَهْوة فَهَل سَمِعتَ يَوماً بِحَيوان إِعتدَى عَلَى حَيوانِ رَضِيع؟
أَو عَن حَيوان أَكَل مَال يَتِيم؟
وَلَم نَسمَع عَنْ حَيوانة مَثلَـاً تَثِير غَرَائِز الحَيَوانَات الذُكُور بِفِيديُو كِليب وَ تُصبِح قُدوة لـأَغلب إِنَاث الحَيوانَاتِ ،
لَم نَسْمَع عَنْ أَسَد مَع أَنَه مَلِك الغَابةِ إِستَولى عَلَى كُل الغِذَاء فِي الغَابةِ وَتَرك بَاقِي الحَيوانَات تَتَضور جُوعَاً ؟
لَم نَسْمَع عَنْ فَـأر فَجَر نَفْسَه فِي تَجمع للقِرَدةِ لَم نَسْمُع عَنْ ثَور تُقَلِد مَنْصِب فَنهَب وَأَكل كُل مَا تَصِل إِليه يَدهِ ؟
لَم نَسْمَع عَنْ تَيس يَختَلِس مِنْ مَال الغَابة وَيَأكُل أَكثر مِنْ شَعْبه وَيُطْلق أَولَـادَهُ وَ عَشيرة لِتَنهب حُقُوق بَاقِي الحَيَوانَات
اُعذرُونا يَا مَعْشَر الحَيوانَات لقَد كَرَمنا اللهُ بالعَقل عَليكُم وَلَكِنَنا لَم نَعمل بِه فَأرجوا المَعذرة بإسمِي وَ بِاسم كُل بَنِي البَشر .

يَقُول أَحَد الكُتَّاب السَاخِرِين أَنْ السُخرِيَة هِي سِلَـاحُ الفَقِير عَلَى الغَنِي سِلَـاحُ الضَعِيف عَلَى القَوي
سِلَـاحُ المَظْلُوم عَلَى الظَالِم
سِلَـاح المَطْحُون عَلَى الطاحِن سِلَـاح الثَانِي عَلَى الـأَول لِذَا فَالسُخْرِية سِلَـاح الـأَكثَرِية
وَ هِي نَقْد للوَاقِع وَرَفض لَه وَ لَكن بِشَكَل قَاِدر عَلَى التَعْبِير وَ هِي تَمرِير للمَعْلُومَة للمُتلَقِي وَالتَي يَتِم بِنَاء المَقَال عَليهَا فِي بَعْضِ الـأَحَيانِ .

[أَصِيلُ الحَكَايَا]

أريدُ فقط فُسحةً مريحة من الوقت تتيح لي تمعنا وتأملأ هنا ،بارك الله فيكم أخي الكريم ،وعودًا حميدًا حميدا